أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طاهر مسلم البكاء - تجربتي في الأنتخابات البرلمانية















المزيد.....

تجربتي في الأنتخابات البرلمانية


طاهر مسلم البكاء

الحوار المتمدن-العدد: 4454 - 2014 / 5 / 15 - 22:42
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



بقدر ما في تجارب الحياة من مرارة وجهد فأن فيها حكم وعبر، وخير الناس من استفاد من تجاربه للوصول الى افضل النتائج ، وتجربتي مع الأنتخابات البرلمانية كمرشح خاض الأنتخابات لآول مرة بجهود ذاتية ،و لم يخرج بالعدد المطلوب للفوز ، جعلتني اعيشها من على قرب واصف ما يمكن وصفه ،وهي اول انتخابات برلمانية بعد الأنسحاب الأمريكي عام 2011 وثالث انتخابات برلمانية بعد احداث 2003 .
ان الذي يركز جيد في الطريقة التي جرت فيها هذه الأنتخابات يتبادر الى ذهنه صور الميلودراما في الأفلام الهندية التي تتعدد فيها الموانع والعقبات وتزخر بالحوادث المثيرة وتتسم بالمبالغة ولكن النتيجة مضمونة لبطل الفلم سلفا !
هل يعرف جميع العراقيين ان عدد المرشحين كان خياليا ً بالقياس الى العدد المطلوب من البرلمانيين حيث بلغ عدد المرشحين 9039 مرشحا ً ينتمون ل 277 حزبا ً وتيارا ً سياسيا ً لأجل الحصول على 328 برلماني فقط ،بحيث اني كنت اصطدم بمرشح اينما اتجهت ، و في الزقاق الذي اسكنه كان هناك اكثر من خمسة مرشحين !
هل يعقل ان في مدينتي ما يقرب من 700 مرشح من اجل 19 برلمانيا ً ،بحيث يتقدم كل من حصل على شهادة الأعدادية ، أن هذا غير معقول وغير موجود في أي بلد في العالم وأكيد ان المستفيد الوحيد منه هو من سمح به .
لماذا رشحت للأنتخابات :
اعتقد انه واجب وطني ومسؤولية شرعية وقانونية ان لاينزوي من يجد في نفسه القدرة على خدمة وطنه وعموم المجتمع ، لأنه بذلك يحرم المجتمع من خدماته كما انه يسمح للمتطاولين من غير الكفوئين بأشغال هذه المناصب .
كنت متيقنا ً من عدم فوزي بسبب فهمي لطبيعة الشارع العراقي اليوم واعتمادي على امكانياتي الذاتية فقط ،وعدم مقدرتي على التصنع والكذب ،وقد نوهت الى هذا في مقالات سبقت الأنتخابات ببضعت ايام مثل :
مقال بعنوان ( ما الذي يهدد التغيير ) وآخر(هل يحصل التغيير الكبير) .
غير موجود في دول العالم :
ان الموضوع الغريب هو احتفاظ المرشحين من المسؤولين بمناصبهم وامكانيات تصرفهم بقدرات الدولة السياسية والمالية خلال سير العملية الأنتخابية ، فأعلى شخصية في البلاد يتنقل في مدن العراق يوزع سندات تمليك الأراضي ويقيم حفلات انتخابية تحرسها السمتيات ويتنقل بأرتال من السيارات المظللة ويوزع زيادة تراكمية على رواتب المتقاعدين قبل الأنتحابات ببضع ايام خلال العطلة التي سبقت الأنتخابات !
وهذا احد البرلمانيين الذين وقعوا على قانون الامتيازات والمنافع الشخصية للبرلمانيين سئ الصيت ،والذي خرج الشعب ضده بمظاهرات حاشدة ، يقيم مأدبة انتخابية ضخمة فتتعالى خلالها اصوات الهوسات والأهازيج التي تكيل له المديح وتظهره كبطل أطل من الغمام و قد جاء بما لم يأتي به أحد من قبله !
وذلك ثالث يطرق ابواب شيوخ العشائر تسبقه الهدايا وذبائح الولائم ويرتبها بوعود براقة وكأنه لم يكن في الحكم لسنين خلت فلم يفعل شيئا ً للناس وكأن هؤلاء قد شاهدوه لأول مرة وهو يغدق العطايا ويبذل الأموال .
ورابعة تطوف البيوت تسبقها سيارات محملة بقطع القماش ،تدخل على النسوة فتأخذ بألبابهن ويتناسين انها أغلقت هاتفها حال فوزها في الدورة البرلمانية السابقة، فيصدقن الوعود فرحات بقطعة القماش كالطفل وقد أغريته بلعبة ،وليس هذا فحسب بل كانت تقول لهن سأوظف اولادكن جميعهم وتطلب المستمسكات التي ترميها فتختلط في السيارات امام اعينهن ولكنهن لازلن يصدقن ان اولادهن سوف يحصلون على وظيفة رغم ان الجميع قد احكم اغلاق المكاتب التي فتحت على قدر ايام الأنتخابات ولم يعد احد يرى أولئك المسؤلين بعد ان نالوا الأصوات و الفوز !
ماذا عني :
رب سائل يقول ماذا عنك انت ؟
كنت اتكلم مع الناس بالحقائق قلت ان العراق اليوم بحاجة الى تدعيم وحدته الداخلية والأتجاه الى استغلال ثرواته الضخمة الأستغلال الأمثل بما يقضي على الفقر والعوز المستشري بالبلاد ،والظواهر الشاذة الأخرى كالفساد والأرهاب والبطالة وغيرها،قلت لأبناء مدينتي ان نسبة الفقر فيها وفق احدث احصاء رسمي هو 41 % ،وهي نسبة مهولة ،قلت بوجوب تحول البلاد الى خلية بناء لتعويض ما مر بالبلاد من خراب ولتوفير فرص للشباب الذين يتوجب الأهتمام بهم وعدم تركهم لقمة سائغة للبطالة والتسكع والأنحراف وقلت لهم ان الله عوض العراق بثروات هائلة اهمها النسب الكبيرة من الشباب الذين يمتلكون الطاقات الكبرى والأمال العريضة التي يجب ان تستغل في بناء العراق واللحاق بركب الأمم المتقدمة ،وقلت يجب ان نهتم بتعليم اولادنا وبتطوير مدارسنا وبالقضاء على التسرب الكبير من المدارس وظواهر عمالة الأطفال والفتية ،وذكرت وجوب ان تكون هناك قرارات ثورية تعالج الواقع المؤلم للبلاد ،واوضحت لهم اني لاأقول لهم انتخبوني ولكني اقول لهم : أسألوا ودققوا جيدا ً قبل اعطاء اصواتكم فالمسؤولية كبيرة ،أختاروا من يمتلك التحصيل الدراسي الممزوج بالخبرة والنزاهة والكفاءة والشجاعة لكي لاتندموا غدا ًفتضطرون للخروج بمظاهرات لافائدة مرجوة منها،بأختصار كنت أطلب منهم ان يحققوا التغيير الذي ينادون به والذي سمعوا توجيهات من المرجعية الدينية بشأنه ،وكانوا يوافقوني في ذلك وينتقدون البرلمانيين الذين وقعوا لأنفسهم امتيازات دون الشعب ،ويسـألوني ان كنت ارفض هذه الأمتيازات الغير مـعقولة ولكنهم بعد كـل ذلك عـادوا وصـوتوا للقدامـى مـن اصـحاب الأمتيازات !
وكنت اراهم ينصتون وقد انعقد الطير على رؤوسهم ،وكأنهم يسمعون هذا الكلام لأول مرة ،فلم تكن لدي هدايا ولم اعدهم برواتب او تعينات ،وكانوا في نهاية اللقاء يشدون على يداي ويوعدون بالمساندة ولكني كنت اقرأ في عيونهم انهم يبحثون عن اشياء قريبة امام ناظرهم لايجدونها عندي بل يوفرها لهم القدامى بما يملكون من دعم مالي ،انهم لاينظرون الى المستقبل وكل منهم يبحث عن ليلاه .
ولكي لاأطيل فأني أضع النقاط التالية لكل ذي ضمير يهمه مستقبل العراق :

- ليس هناك قانون انتخابات واضح ، بل هناك متنفذون يضعون ما يحلو لهم من قوانين ،فالقانون الذي استفادت منه الكتل الصغيرة في انتخابات مجالس المحافظة غيروه الى ما يفيدهم وبالتالي خرجت الكتل الصغيرة خالية الوفاض في هذه الأنتخابات .
- لم نشعر بحيادية المفوضية التي كانت سيف مسلط يحذف من لايحلو لها بحجج جاهزة كالأجتثاث مثلا ً ، بينما هناك بعثيون كبار يشتركون دون ان يشار لهم بالبنان ،وفي الوقت الذي كان فيه المسؤولون يتنقلون في دعايات انتخابية مبكرة كان محضورا ً على الأخرين ذلك .
- من غير المعقول ان تكون الحكومة هي المالكة و الأمرة الناهية وفي نفس الوقت هي خصم انتخابي !
- تقنين عدد المرشحين بضوابط تليق بأعلى سلطة تشريعية في البلاد ،فلا يسمح لمن هب ودب ولكل مغامر مما يخلق تشويش كبير وتشتيت للأصوات وضياع للكفاءات وهدر بالمال العام .
- الفارق الكبير بين الأموال المبذولة للدعاية الأنتخابية لحساب الكبار الموجودون في السلطة وبين الدعاية البائسة للمرشحين الجدد وخاصة المنتمين للكتل الناشئة حديثا ً .
اذا كنا نطمح بالتسامح ووحدة الصف والقضاء على ما يحصل للبلاد الأن من تدهور امني واقتصادي ،فيجب عدم تهميش العراقيين وجعلهم غرباء في اوطانهم ويجب ايقاف التمييز وخلق الفئات والطبقات ،ويجب ان يشعر العراقيون انهم سواسـية في الفرص والأمتيازات ،وان لايصور وكأن البلاد قد أصبحت طابو صرف لفئة بعينها دون الأخرين .



#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراقيون والفشل في التغيير
- شعب يعشق خناقه
- على مشارف الأنتخابات العراقية
- قبل إعطاء صوتك
- ما الذي يهدد التغيير
- هل يحصل التغيير الكبير
- تناقض الثروة والفقر في العراق
- خروج الدعاية الأنتخابية عن المنطق
- طباعة الدعاية في الصين هل تنفع
- من يمثل الأسلام العظيم
- القرارات الثورية وتفجير الطاقات
- بوتين الثعلب
- العراقيون غرباء في بلادهم أيضا ً
- الشباب عنوان التغيير ومادته
- البطانية والرصيد والسبيس والبرلمان
- مؤتمر مكافحة الأرهاب : لايسمن ولايغني من جوع
- تأخير الموازنة تحدي للناخب العراقي
- واخيرا قالها السيد المالكي
- عيد المرأة : مكانة المرأة وتقدم المجتمع
- التكفيرفتنة لتشويه الأسلام


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طاهر مسلم البكاء - تجربتي في الأنتخابات البرلمانية