طاهر مسلم البكاء
الحوار المتمدن-العدد: 4426 - 2014 / 4 / 16 - 08:29
المحور:
الادارة و الاقتصاد
يعيش العراقيون على بحيرة من النفط لم يستثمر اغلبها ،حيث دخلت في السنوات الأخيرة محافظات جديدة النادي النفطي كمحافظة ذي قار وميسان وواسط ، والشائع في الغرب اليوم ان آخر برميل نفط في العالم هو عراقي حيث الأحتياطي الضخم الذي يؤهله لتصدر الأحتياطي العالمي مع السعودية ،وهذا ما جلب الويلات لشعب العراق بدلا ًمن ان يعيش متنعم بثروته ، حيث تدخلات الدول الكبرى فيه التي يسيل لعابها للبترول اينما وجد .
ولا يبدو على أي من قيادات العراق السابقة او اللاحقة عمل جدي للأستغلال المثالي والجدي لهذه الثروة الناضبة ،والمهددة بتوفر بدائل طاقة جديدة مع تطور التكنلوجيا وبحث الأنسان الدائم عن طاقة نظيفة خالية من مخلفات التلوث ،فأغلب واردات النفط تستغل اليوم لتمشية الامور الحياتية الأعتيادية من مأكل وملبس ،جميعه مستورد وليس هناك أي تخطيط او تفكير بالمستقبل ،او بأيجاد اكتفاء ذاتي في صناعة او زراعة او استغلال حكيم لثروات البلاد الأخرى .
ويعيش العراقييون اليوم بنسب مخيفة من الفقر والبطالة تصل في بعض المدن الى 50 % و 25 % على التوالي وهذا يجعل من العراق شعبا فقيرا يجلس على بحيرة من النفط والثروات الغير مستغلة ، وبأستمرار كانت الحكومات المتعاقبة تشغله بافتعال الحروب او الفتن والمشاكل الداخلية دون البناء والأعمار واستغلال خيراته !
ان مايحصل اليوم في العراق هو هدر كبير للفرص المتوفرة للنهوض بالبلاد والسير بها سريعا الى طرق صحيح من التقدم والرفاهية ،فعندما نجد ان لاصناعة ولازراعة ولاسياحة مخطط لها ومبرمجة في البلاد رغم توفر مقوماتها ندرك عمق التهديد الذي يواجهه الأستقلال السياسي للبلاد ، فلا استقلال سياسي بدون استقلال اقتصادي ،وهذا ما ثبت خلال فترة الحصارالتي مرت بها البلاد ،وخير الناس والشعوب من استفاد من تجاربه السابقة ،غير ان قادتنا اليوم يصمون الأذان ويغمضون الأعين عن كل هذه الحقائق وهم ماضون في تحطيم اقتصاد البلاد بخراب المصانع والمنشآت السابقة والتي كانت في وقتها تعد مثالية على مستوى الشرق الأوسط ،واتجاههم للأستيراد العشوائي لكل السلع الأستهلاكية اعتمادا على ثروة النفط فقط مما جعل البلاد تتخبط في تضخم هائل وتتجه الى مستقبل اقتصادي مظلم خاصة وان التوسع بالأنتاج النفطي يقابله زيادة متصاعدة في عدد السكان وزيادة في حاجات وضروريات البلاد الأخرى وهي بذلك لن تسد نقص وغير كافية للأيفاء بمتطلبات البلاد .
ان المسؤولية الكبرى تحتم على العراقيين اختيار قيادات كفوءة ونزيهة ،تسير في طريق المستقبل معتمدة العلم والتخطيط والتكنلوجيا الحديثة لأستغلال خيرات العراق الوفيرة في الصناعة والزراعة والسياحة واستغلال المعادن والثروات الأخرى واهمها طاقات الشباب من ابناءه التي تهدر اليوم بالمجان في طريق البطالة والتهميش والحرمان .
#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟