أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طاهر مسلم البكاء - بلد العجائب والغرائب















المزيد.....

بلد العجائب والغرائب


طاهر مسلم البكاء

الحوار المتمدن-العدد: 4496 - 2014 / 6 / 28 - 13:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كما كان العراق في سالف الزمان بلد العجائب والغرائب وفق حكايات الف ليلة وليلة ،فأنه اليوم يحوي غرائب وعجائب حكايات الكون ،
وأي كون ؟
انه كون العصر الحديث ،عصر التكنلوجيا والفضائيات والموبايل والنت ،فرغم اننا بدأنا نسمي الكون بالقرية بسبب التقدم الهائل لتكنلوجيا الموصلات وتوفر المعلومة بسهولة وبلمسة زر ، ولكن العراق يعيش الغموض والغرابة الذي عشناه في سفريات الف ليلة وليلة وقد يكون اكثر غرابة ، فمنذ العام2003 م والى اليوم بدأنا نعيش احداث توصف بأنها غرائب كما هي عادة هذه البلاد على امتداد التاريخ .
شعب جائع يفترش الذهب :
فمع ان ارضه تمتلئ بأنواع الكنوز واهمها الذهب الأسود والذي يتصدر العالم في احتياطياته منه ،فأن شعبه يعيش اسوء فترات الفقر والبطالة والأمية والتهميش ،ووفق أحدث أحصاء رسمي فأن بعض مدنه تقترب نسب الفقر فيها من 50% ،وترتفع فيها نسب البطالة بشكل مخيف ،ويعيش اعداد كبيرة من شعبة في عشوائيات تشبه المقابر ، وبالمقابل يعيش قادته ونواب البرلمان فيه في ثراء فاحش حيث لايشرعون سوى افضل الأمتيازات والرواتب لأنفسهم .
بانوراما الحروب والفتن :
بعد احتلاله من الأمبراطورية الأمريكية عام 2003 م بذرت في ارضه اكبر فتنة مذهبية وطائفية تبين ان الهدف منها تقسيمة وتقزيمه ،فالأمريكان افتوا ان العراق طائر بثلاث اجنحة شيعية وسنية وكردية وبالتالي لايمكنه ان يطير ،واشتعلت الفتنة وبدأ الجيران منذ عشرات السنين في بغداد والذين كانت تجمعهم عشرة السنين الطوال والتصاهر والعيش المشترك يخاف احدهم من الأخر فقد اكتشفوا مع امريكا انهم سنة وشيعة ولم يلتفتوا الى ان السنة والشيعة هم مسلمون يجمعهم الدين الأسلامي ويوحدهم في عقائده وشرائعه أكثر من الروابط التي توحد الشعب الأمريكي الذي لايملك التاريخ والذي نشأ من هجرة مختلف الأجناس الى امريكا والذي بنى حضارته على جماجم الهنود الحمر المساكين .
ارض المعركة الكبرى القادمة :
اشار معظم مفكري ومنظري السياسة الأمريكية الى ان معركة امريكا الكبرى القادمة هي مع الأسلام ولكن لم يحدد مكانها
فمثلا ً يحذر المفكر الأمريكي هنتنغتون الغرب من الخطر الأسلامي حيث يقول ( الأسلام هو الحضارة الوحيدة التي جعلت بقاء الغرب موضع شك ، وقد فعل ذلك مرتين على الأقل ) ، في الفتوحات الأسلامية ثم في توسع الدولة العثمانية، وهي كلها صور للصراع بين الأسلام والمسيحية ،ويدعي أن كلا العقيدتين المسيحية والأسلامية تذكر أنها العقيدة الصحيحة الوحيدة التي يجب أن يتبعها الجميع ،ويتناسى حقائق مهمة من أهمها ان المسيحية لم تفصل بين الدين والسياسة ألاّ بعد أراقة الغزير من الدماء في قلب أوربا والحقيقة الأخرى المهمة ان الدين الأسلامي يعترف بالديانتين اليهودية والمسيحية كديانات سماوية حملها انبياء مرسلون مذكورون بالتقديس والتبجيل في القران الكريم .
أن نبي امريكا ( كما اطلق عليه بوش ) قد كيّف الحقائق التاريخية من أجل أيجاد حرب جديدة تشنها امريكا ضد المسلمين وهي ما عرفت بالحرب ضد الأرهاب ، وقد يكون المستفيدون الوحيدون منها هم اليهود وكيانهم الدخيل في فلسطين ، ومما يدعم رأينا هذا هوالأنسحاب الأمريكي من العراق الذي لم يكن مشرفا" باي حال من الأحوال وهو دليل على الأنتباه او الأحساس بالمبلغ الذي بلغته شطحات العنجهية والشعور بالقوة التي زقها اليهود في الشخصية الأمريكية صاحبة القرار ، ليعطوها نشوة شبيهه بنشوة المدمن الكاذبة ،والتي ما يلبث ان يعود الى رشدة بعد انتهاء المخدر .
لقد أنتبه الأمريكان على خسائر فادحة في الأرواح والمعدات وهي مستمرة بدون انقطاع ،كما لاحظوا ان أسلحتهم ذات مفعول مزدوج فهي كما تعمل مع العراقي فهي تؤثر في الأمريكي أيضا" ، ويشهد على ذلك الأعراض الغريبة التي تظهر على الجنود الأمريكيين الذين لم يصابوا اصابات مباشرة ، وحسب الدراسات التي جرت في الغرب فانهم سيولدون نسلا" مشوها" بنسبة ثلاثة اضعاف عن الأخرين بسبب تعرضهم لأشعاع اليورانيوم المنضب .
ان أكبر ما يثير الغرب مستقبلا"هي التحالفات الدولية التي قد تنشأ مثل التحالف ( الصيني - الأسلامي ) ويضيف في تطرف واضح وبعيد عن الواقع ( الصراعات التي كان المسلمون طرفا" فيها كانت دائما" كثيرة الضحايا ، كما يقول ( أن ثلاثة أرباع عدد الصراعات بين الحضارات كان بين المسلمين وغير المسلمين ... حدود الأسلام دموية وكذلك أحشاءه ) ، ويتناسى ، في تعمد مكشوف ، أن للغرب والصهاينة الفضل الكبير في هندسة النزاعات في أحشاء الأسلام ،مثل مآسي فلسطين ،وحرب العراق – أيران ،وحرب الكويت –العراق ،والحرب الداخلية في السودان و التي أدت الى تجزئته بالنهاية الى دويلتين أحداهما صهيونية وماجرى في سوريا ويجري الآن في العراق، ومما يدعم رأينا أن الدسائس الصهيونية وأفكارهم المشبوهة تؤثر بقوة في الرأي العام الغربي والأمريكي .
ويبدو أن هنتنغتون أما يجانب الصواب أو أنه لم يسمع بالحروب الكارثية التي جرت في أمريكا وأوربا في التاريخ القريب ، كحرب المئة عام والحرب الأهلية الأمريكية ،ولا بالثورة الفرنسية التي حصدت ثلاثة ملايين من أبناءها ،ولا بحروب نابليون ، ولا بالحربين العالميتين الأولى والثانية والتي راح ضحيتها أكثر من خمسين مليون قتيل ، وقد يكون لم يسمع بأستخدام أمريكا لسلاح التدمير الشامل (السلاح الذري ) ضد اليابان ولا بالحرب الأمريكية في فيتنام والتي حصدت ثلاثة ملايين فيتنامي وخمسين ألف امريكي ولا بالحرب التي لاتزال مستمرة على شعب فلسطين وكذلك الشعب اللبناني وكأنه لم يسمع بحروب الخليج على شعب العراق والتي تبعها تغييرات في كثير من دول العرب وهدم بناها التحتية واحداث الخراب فيها .
اذن بنت امريكا نية الحرب ويظهر ان ساحة الصراع ستكون ارض العرب والبلاد الأسلامية ومنها العراق والذي يعيش اليوم تهديدا ً مزدوجا ً من هجوم مباشر وفتنة كبيرة تدمرفيه مدنه المهمة مثل الموصل والرمادي وصلاح الدين وديالى وكركوك ،وتعود امريكا الى العراق بقميص داعش المتهمة هي وحلفاءها بالمنطقة بدعمه والمساعدة على استولاده ،ومسندة عمدتها بطلب حكومة العراق المنتهية ولايتها ، تعود ثانية لأكمال ما لم تكمله في الحروب الكبرى الماضية التي شنتها على العراق ،وهذه المرة أيضا ً سيكون العراق ساحة للمعركة الأمريكية القادمة وفق نبوءة مفكريها ،وستزيد الفقر وعدد القتلى وكمية الخراب واعداد اللاجئين العراقيين .



#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وضوح اولى خطوط اللعبة
- العراق وامريكا حيرة وتساؤلات
- السيناريوهات المحتملة في العراق
- تزاوج الصهيونية والوهابية أولد داعش
- أين العرب
- التحدي بين الموت والحياة
- الهدف الحقيقي للغزو الأمريكي للعراق
- داعش هل نزلت من السماء ؟
- ليس داعش بل تقصيرنا
- خط بارليف والأستيطان الصهيوني
- حكاية كرسي الحكم
- نهتم بالماضي ام بالمستقبل
- عثمان علي ووحدة النسيج العراقي
- عمال صغار في بلادي
- تجربتي في الأنتخابات البرلمانية
- العراقيون والفشل في التغيير
- شعب يعشق خناقه
- على مشارف الأنتخابات العراقية
- قبل إعطاء صوتك
- ما الذي يهدد التغيير


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طاهر مسلم البكاء - بلد العجائب والغرائب