أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عتريس المدح - دوعشة المنطقة، من يريدها ولماذا؟















المزيد.....

دوعشة المنطقة، من يريدها ولماذا؟


عتريس المدح

الحوار المتمدن-العدد: 4491 - 2014 / 6 / 23 - 15:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تكاد مرحلة القطب الواحد للهيمنة على العالم من قبل الاطلسي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية أن تنتهي، فبعد أن إستردت روسيا عافيتها وعادت الى اللعب على المسرح العالمي كقوة لها ثقلها في الميزان السياسي والاقتصادي والعسكري، وبعد أن خرج المارد الصيني من قمقمه وبدأ يتزايد قوة ووزنا على صعيد المنافسة الاقتصادية العالمية ويكتسح أسواق العالم بكل أصناف البضاعة التي يحتاجها السوق ويقرض الحكومة الامريكية الميليارات بل التريليونات من الدولار الاخضر، وها هم روسيا والصين معنا يشكلان مجموعة البريكس ( المكونة من الصين وروسيا والبرازيل وجنوب أفريقيا ... ) والتي تشكل 30% من مساحة العالم و 40% من تعداد سكانه وناتجها الاقتصادي يقترب من 20% ومجمل تجارتها الخارجية يصل الى 15% من مجمل التجارة الخارجية و تحوي على ما يقترب من 50% من حجم الاستثمار العالمي، أخذت تحتل مكانا في السوق العالمي والتجارة الدولية والهيئات المختلفة للامم كتكل إقتصادي بدأ تأثيره السياسي والاقتصادي والعسكري يلعب دورا مؤثرا في السياسة الدولية، وبدا هذا واضحا في معارضتها للعدوان الاطلسي العربي الرجعي التركي على سوريا.
الوضع العالمي الجديد يدق ناقوس الخطر أمام تراجع الهيمنة الاطلسية بقيادة الولايات المتحدة على العالم، ويستدعي هذا الهجوم المسبق على منافسيها لعلها توقف المد السياسي الجديد للاقطاب الاخرى، حيث يعني فقدانها لمناطق التأثير والنفوذ، فقدانها لمصادر المواد الخام والاسواق المستهلكة لبضائعها وتهديدا لاماكن قواعدها العسكرية، خصوصا و أن هنالك عدا القوى العالمية الجديدة الصاعدة هنالك قوى إقليمية بدأت تأخذ أيضا دورا يؤثر ويحد من النفوذ الاطلسي والتواجد المهيمن للولايات المتحدة الامريكية في الساحات الاقليمية، فإيران بدأت تشكل تهديدا كبيرا بدأ يأخذ مكانه ويتقدم على صعيد منطقة الشرق الاوسط أمام تراجع للنفوذ السعودي والتركي وبدأ يضع إسرائيل في وضع صعب على كافة الصعد خصوصا وأنه قد بنى حلفا قويا مع كل من سوريا وحزب الله الذي ربح بعض الجولات بالدعم الايراني والسوري أمام الجبروت العسكري الاسرائيلي ، ويكاد قوس هذا الحلف الذي يمتد من طهران الى بيروت عبر دمشق أن يكتمل بانضمام بغداد، فإذا ما أتصل هذا القوس بانضمام بغداد بعد فوز المالكي بولاية جديدة، فهناك خازوقا كبيرا سينفذ في المؤخرة الاطلسية، ستفصل جغرافيا بين أطراف التحالف الموالي للاطلسي في المنطقة بين تركيا في الشمال و إسرائيل و أخواتها الرجعيات العربية في منطقة الجزيرة النفطية والاردن.
إضافة لهذا لم يستطع حلف الاطلسي من تحقيق طموحاته في منطقة شمال إفريقيا فوضع حلفائه في تونس لم يستقر وليبيا تعيش حالة من الفوضى التي قد تأتي بأكلها ضد مصالح الاطلسي والهيمنة الامريكية، ومصر ينقلب شعبها وجيشها على الحلفاء المستترين بتيار الاسلام السياسي الاخواني الخادع الذي يسعى إلى تطمين إسرائيل والامريكان، وعلى مستوى العالم لم تنجح الولايات المتحدة في عكس التوجهات في فنزويلا والبرازيل تنتهج سياسة اقتصادية وتوجها سياسيا مستقلا عن الهيمنة الامريكية وكذلك جنوب إفريقيا والهند وغيرها لهم توجهاتهم الاقتصادية و السياسية التي تسير بتضاد مع سياسة الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها، فإذا ما أخذنا كل هذا وقرأناه مع الازمة العامة التي يعانيها النظام الرأسمالي على مستوى العالم والذي يتعمق اقتصاديا واجتماعيا داخل بلاد الاطلسي نفسها، سنرى بوضوح التراجع في السيطرة والهيمنة على العالم والذي سيؤدي بهذا الحلف العدواني الى مزيد من التقهقر، خصوصا و أن مشروعه في كل من أفغانستان يكبده الخسائر الكبيرة، ومشروعه في العراق قد فشل بشكل ذريع وخسائره على المستوى الاقتصادي كبيرة.
فكيف يمكن لهذا الحلف أن يقلل من حجم تراجعه أوعلى الاقل المحافظة على مواقع هيمنته وسيطرته؟.
هذا الحلف العدواني أولا بحاجة إلى الاموال و إلى تصريف مخازينه من البضائع وبالذات الاسلحة والمنتوجات ذات الاستخدام العسكري ، وحيث لا يمكن تصريفها إلا بتفجير حروب إقليمية هنا وهناك فقد تعلم الدرس جيدا من حرب العراق نتيجة وجوده العسكري المباشر، وما زال يتلقى دروسا في نفس المجال في منطقة أفغانستان وشمال باكستان، إذن فلتكن هنالك حروب إقليمية تخاض بأيادي أبناء الاقاليم أنفسهم فليقتل بعضهم بعضا، هكذا سنبيعهم السلاح، وليذهبوا إلى الجحيم فاذا انتصرت أدواتنا من أبناء الاقاليم سنكون عززنا مواقعنا واذا لم ينتصروا فها نحن نستنزف الأقاليم التي ستحتاج الى شركاتنا لاعادة البناء في نفس الوقت الذي سنمنع فيه منافسينا من الحلول مكاننا وفي أسوأ الاحوال سنفرض معادلة لاعادة اقتسام الاقاليم فلا نتركها للروس والصينيين ، هكا لن نخرج من المولد بلا حمص.
المنطقة العربية تعج بالتهديدات ضد سيطرتنا وسيطرة حلفائنا، والربيع العربي الذي امتطياناه انحرف ضد نفوذنا، مصر خرجت عن السيطرة وهم يتقنون فن التفاوض معنا بلغة التهديد بالاستغناء عن دعمنا ويلوحون بروسيا كبديل، مشروعنا للديموقراطية اللصوصية انتهي في ليبيا التي تعج بالفوضى ومشروعنا في تونس محاصر الى حد كبير، ومشروعنا في شوريا يفشل بكيل الضربات التي تلقاها الاخوان المسلمون وجيشهم الحر، وقضية الديموقراطية لم تعد تنطلي على الشعب السوري، فلم تنشطر سوريا الى دويلات، وبشار الاسد ونظامه لم يسقط لا بالضربة القاضية ولا بالاستنزاف، في لبنان لم نستطع انجاز مشروع رئيس يسير في ركبنا وحزب الله يلعب دورا رئيسيا ضد حلفائنا ويتصدى لمحاولات إغراقه بالفوضى الخلاقة وقوته العسكرية التي حاولنا محاصرتها بالقلمون والقصير وإسقاطها تتزايد وبدأت تشكل تهديدا جديا ضد حليفنا الاسرائيلي في الجليل والجولان، وفي العراق ينجح الموالون لايران، وتركيا حليفنا الثاني بعد اسرائيل يكاد لفح نار التغيير أن يحرق وجه اردوغان وغول و أوغلو، حتى السلطة الفلسطينية لم ترضخ لسياستنا و أوقفت المفلوضات حين أدركت أن مشروعنا يواجه صعوبات وهي بدأت تشترط علينا وقف الاستيطان واطلاق سراح الاسرى، وهكذا فاحتمال اكتمال قوس الحلف الايراني يكاد يغلق ليفصل بين الشمال وحلفائنا الاتراك وبين الجنوب لحلفائنا في الاردن والسعودية وباقي الخليج.
كيف يمكن منع ذلك هنا؟
لدينا تجربة عظيمة في هذا المجال، استخدام المخزون المتخلف للفكر الوهابي الاسلامي ولتيار الاخوان و السلفيين، فقد سبق واستخدمناه ضد الملاحدة السوفييت في أفغانستان، فباسم الجهاد جندنا خيرة الشباب المحبط الذي فقد أمله في المستقبل ولم يعد له إلا الامل با لله وبالجنة ، فاليوم وباسم إعادة الخلافة السنية و باغراء الاستشهاد وجمع أكبر عدد من الحوريات في الحرب ضد الروافض والنصيرية العلوية يمكن أن نقيم دولة تفصل بين جناحي الحلف الايراني السوري، سندق اسفينا فلو سيطرنا على صحراء الانبار وغرب العراق سنقيم دولة تشكل جسرا أرضيا واسعا بين تركيا والاردن والسعودية عبر دولة الخلافة، هكذا سورية دولة مدمرة والعراق مقسم بين الطوائف بلد فاشل، هكذا سيسقط الحلف الايراني السوري ولا مكان فيه لروسيا، ستبقى تركيا حليفنا دولة قوية لا منافس لها، وامراء السعودية والخليج سيظل بالهم مرتاحا فلن يصل اليهم ربيع عربي ولن يخشوا تهديد الحلف الايراني السوري فسنبيعهم المزيد من السلاح وقواعدنا في صحراء النفط والبترول ستحميهم و سنبعد بدولة داعش التهديد الامني عن دولة اسرائيل وسيكون الاردن مكان دعم وامداد لداعش، فالعرب سيحتاجون الى سنوات من الاقتتال و الى أنهار من الدم المسال حتى يدركوا الحقيقة، لانريد لهم أن يحسموا الامر بسرعة بل نريدها حربا تطول تأكل الاخضر واليابس وتدمر الحجر والبشر والشجر، فكلما طال أمد الاقتتال كلما زادت مبيعاتنا من الاسلحة وكلما زاد التدمير زادت فرص شركاتنا باعادة الاعمار وبيع البضائع، هكذا ستبقى هيمنتنا على المنطقة لسنوات أخرى عديدة.
قلتكن إذن دولة داعش وليتم العمل على دوعشة المنطقة.



#عتريس_المدح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة سيئة النية لحادثة فقدان المستوطنين الثلاثة
- كيفينيم وما يحدث الان
- أمريكا وحش الكون بالكون عم تطمع بالقوة بالنيوترون بدها البشر ...
- الشيوعيون الفلسطينيون والموقف من اليهود
- الاذكاء الصهيوني العنصري لنيران الكراهية ويهودية دولة اسرائي ...
- الجمود العقائدي لدى المتمركسين والتطورات العالمية
- اليسار العربي الذي نريده
- حصاد الجماعات الاسلامية لغراس الانتفاضات الجماهيرية
- لماذا لم تتم المصالحة الفلسطينية حتى اللحظة؟؟!!!
- ثورة..ثورة مضادة .. مع سوريا .. ضد سوريا.. كل هذا اللغط!!
- الحل العادل والحل المنصف للقضية الفلسطينية بين اليمين واليسا ...
- غضب الطبيعة والاحتلال الاسرائيلي
- الهرطقة الصهيونية – الى يعقوب ابراهامي
- سوريا الى أين ؟
- الصهيونية اليسارية – مرة أخرى
- الصهيونية اليسارية


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عتريس المدح - دوعشة المنطقة، من يريدها ولماذا؟