أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عتريس المدح - الجمود العقائدي لدى المتمركسين والتطورات العالمية















المزيد.....

الجمود العقائدي لدى المتمركسين والتطورات العالمية


عتريس المدح

الحوار المتمدن-العدد: 4054 - 2013 / 4 / 6 - 16:12
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


يتحفنا بعض الرفاق بين فينة و أخرى بهجوم لاذع ومقالات ذات طرح جرار، يستدعون فيه كل عبقريتاهم وفطحلتهم ليخرجوا علينا بتنظير وتحليل مسطح لما آل إليه اليوم وضع الفكر التقدمي متهمين الشيوعيين واليسار بخيانة ماركس والشيوعية، تراهم قادحين وذامين وشاتمين كل من يحاول الاجتهاد في إعادة استقراء التحليل الدياليكتيكي كأداة تحليل للتطورات التي تسود عالم اليوم، موقفين باب الاجتهاد والتحليل على ما كان الوضع عليه في أواسط خمسينيات القرن العشرين .
ويشترك هؤلاء بمجموعة رئيسية من الافكار، ما أن يطرحها أحدهم حتى يبادر باقي هؤلاء إلى الاطراء والثناء عليه، لكن ما أن يبادر البعض إلى التعرض لهم بالنقد والتحليل ، حتى يعجق البعض منهم نفسه مستلا لقلمه معلقا باستاذية فذه مهاجما قادحا يدوّر الزوايا منعطفا حول الافكار دون أن يرد ببنت شفه على جوهر النقد.
بهؤلاء أبتلينا اليوم وهم في إعتقادي سبب رئيسي للضعف الذي ينتاب الاحزاب الشيوعية وبالذات في المنطقة العربية.
القواسم المشتركة لإجماع هؤلاء المتمركسين أصحاب الجمود العقائدي تتركز بالافكار التالية:
1- تشخيصهم لمعاناة كوادر الحزب الشيوعي في الاتحاد السوفياتي من ضعف شديد لفهم الماركسية، واكتشاف كل من لينين وستالين لهذا العيب الذي حدى بستالين إلى تفريغ جزء من وقته لاعادة كتابة وشرح المادية الدياليكتيكية لتحصين رفاق الحزب بالماركسية.
2- البورجوازية الصغيرة (الوضيعة على حد تعبيرهم ) خانت الاشتراكية في الاتحاد السوفياتي ودبرت إغتيال ستالين وإعدام لافرنتي بيريا خلف أبواب مغلقة.
3- ألرأسمالية انتهت في السبعينيات بقوة المشروع اللينيني وهو ما توقعه ستالين في العام 1952، وبعد ذلك اليوم لم يعد هنالك أية إمبريالية، ويستدلون على أقوالهم بتوسع الانتاج الخدمي على حساب الانتاج السلعي، والذي أدى إلى توسع في صفوف البورجوازية الصغيرة (عفوا الوضيعة ) على حساب الطبقة العاملة التي تضمحل وتتلاشى، حيث أن هذه البورجوازية الصغيرة خانت الطبقة العاملة بتقديمها كل الخدمات للبورجوازية، ناعتين هذه البورجوازية الوضيعة بكل أنواع الشتائم واصفينها بالغدر.
4- تعاني حكومات حلف الأطلسي ومن لف لفيفها من عجز مهول في موازانتها ، يؤدي فيها إلى المديونية والاستلاف، و إلى طبع وتزوير الدولار لمعالجة جزء من أزماتها، بعد أن رفعت هذه الحكومات الغطاء عن الدولار بفك ارتباطه عن الذهب، ويتوقع المتمركسون للعالم نهائية سوداوية مرعبة في حال سقوط الدولار حيث ستسود الفوضى المرعبة لهذا الكون.
5- الحروب التي يشنها الاطلسي على العالم في أفغانستان والعراق والمؤامرات على فنزويلا والدول اليسارية التوجه في أمريكا اللاتينية، والقواعدة العسكرية لهذا الحلف المنتشرة في العالم المتركزة في المواقع ذات القيمة الجيوسياسية ليست حروبا إمبريالية.
6- الاحزاب الشيوعية في العالم وبالذات في العالم العربي مع اليساريين خانوا الشيوعية، وعادوا إلى الفكر الوطني والقومي.
7- لم يعد هنالك ضرورة بعد اليوم للاحزاب الشيوعية، ويكفي اتحاد أفقي للماركسيين يعمل على نشر الماركسية والوعي الماركسي يعمل على ثورة ثقافية في انتظار الفرصة المواتية للانقضاض ( على ماذا؟).. الله أعلم للبدء بإنجاز بناء الشيوعية.

تقريبا يمكن اعتبار ما تقدم القاسم المشترك لهؤلاء المتمركسون الذين يأبون على غيرهم في حال الخروج عن النص ماركسيته .

أرى أنه قد حان الوقت إلى تفنيد هذه الادعاءات، حيث أرى لزاما على الرفاق المخضرمين والرفاق المتخصصين أن يشاركوا و يدلوا بدلائهم في هذا الجانب ، و إلى أن يتصدى الرفاق لهذه الامور ، أرى على لزاما أن أبدأ و إن برد عمومي على مثل الاقوال.

ترون جميعا بأن بناء الاشتراكية في الاتحاد السوفياتي تتطلب الكثير من الجهد والوقت والتضحيات الجسام، لكنه قد بدأ في الحلقة الاضعف للنظام الرأسمالي في أكثر مناطق الرأسمالية تخلفا، وهي المنطقة التي يعتبر إقتصادها خليط عجيب من ألانظمة الاقتصادية الذي يسوده نظام الاقطاع بنسبة كبيرة في وقت بدأ نمط الانتاج الرأسمالي تتحدد ملامحه وبدأ يقف فيه على قدميه، وتلاحظون هنا أنه وخلافا لماركس الذي توقع أن تبدأ ثورة البروليتاريا في المركز حيث رشح ماركس لذلك بريطانيا بصفتها التي تملك طبقة عاملة تحددت ملامحمها وسلوكها الطبقي في النظام الرأسمالي ألاكثر نضجا، أيد هؤلاء المتمركسون الثورة الروسية لسنة 1917 التي جاءت في الطرف الاكثر تخلفا مؤيدين اجتهاد لينين في هذا المضمار معيبين على الاخرين النقد والاجتهاد وتخطيئ لينين، متغافلين بأن تصفية العلاقات الاقطاعية والرأسمالية الناشئة يحتاج إلى الوقت الكبير والجهد العظيم وبأن ديكتاتورية البروليتاريا في وصفها الماركسي لا تكفي في فترة وجيزة لانجاز الامر عبر الوسائل الاقتصادية والتحولات الاجتماعية وهي بالاساس الوسيلة الصحيحة لمثل هذا الامر، خصوصا و أن من المتوقع أن تهب كل القوى الداخلية المضادة إلى شن حرب ضروس وبأن هذه القوى سستدعي تدخلا خارجيا من تحالف الدول الرأسمالية، و بأن هذا الامر سيجر الكثير من الويلات التي تهدد مصير البناء الاشتراكي فما بالكم في دخول الاتحاد السوفياتي حربا عالمية تآمرت عليه فيها قوى الامبريالية التي ألقت عليه بالعبء الاكبر لمواجهة خطر النازية على أراضيه، مما يمكن أن يقود إلى أن الفهم اللينيني للثورة في أضعف حلقاتها الطرفية يمكن أن يكون مغامرة ومقامرة قد تؤدي في حالة الفشل إلى الاحباط والفشل والانفلاش، هذا إضافة إلى أن تجربة البناء الاشتراكي في الاتحاد السوفياتي هي التجربة الاولى على مستوى تاريخ المجتمعات وفيها سيمر بناة الاشتراكية في تجارب داخلية ستفشل مرة تلو المرة إلى أن يهتدوا إلى الطرق المناسبة في اقتصاد البناء الاشتراكي.

يغفل المتمركسون في هذا أهمية ما تقدم في اضعاف ومن ثم افشال التجربة الاشتراكية ويقصرون الفشل على أن البورجوازية الصغيرة ( الوضيعة) الخائنة هي السبب الرئيس والخائن للتجربة الاشتراكية.

ألا ترون بأن هذا التغافل عن دور الامبريالية ومؤامراتها على التجربة الاشتراكية يعفي الامبريالية من الدور الاجرامي الذي لعبته، ألا يعني هذا حرف النظر وصرفه بعيدا عن العوامل الحقيقية في إفشال بناء الاشتراكية وحصر الفشل بعامل خيانة البورجوازية الصغيرة( المسماه عمدا بالوضيعة على سبيل تنفيس الحقد) ولا حقا سأقول كيف يكون تنفيس هذا الحقد.

نأتي إلى ضعف الماركسية لدى رفاق الحزب في الاتحاد السوفياتي كما يفيد المتمركسون ، فكل دور النشر وكل المدارس الحزبية لم يكن فيها مفكرين ووجود لجنة مركزية ومكتب سياسي لا يكفي لتقوية دور الماركسية ، وبالتالي على ذلك الاله الفرد ستالين أن يتفرغ إلى الكتابة عن الدياليكتيك، أليس في هذا إركان إلى دور الفرد في مكان يتم التحدث فيه عن القيادة الحزبية الجماعية.
يا رب إنا علّيناك علّيناك علّيناك ... فمن أعطاك فمن خلاك فمن سواك

لقد كان هنالك ضعف لا أحد ينكره ، لكن هذا الضعف لم يكن في الماركسية بل كان في الرؤية الستالينية للماركسية وطريقة تطبيقها، و إلا فما معنى الكثير من الانشقاقات ونفي بعض المناضلين إلى معسكرات العمل في سيبيريا، لقد تم تقنين الماركسية وحصرها بالفهم الستاليني للماركسية وفرضها على الحزب والرفاق وتوريدها إلى باقي الاحزاب الشيوعية ، لماذا يتم تغافل هذا الأمر إذا ما كنا نريد نقاش أسباب الفشل للتجربة الاشتراكية؟ لم يتهم كل من يحاول إعادة قراءة وفهم الماركسية وتوجيه النقد البناء لها بالارتداد ؟ أليس في هذا فرض لارهاب فكري يتساوق فيما تحاوله قوى الثورة المضادة من هجوم على كل الماركسيين الفعليين الذين يدرسون الماركسية عبر التطور الاجتماعي والتكنولوجي الهائل الحديث.

نأتي بعد هذا إلى النقطة رقم 3 أعلاه ، حيث يتوقف المتمركسون المتجمدون عقائديا إلى الحديث عن تلاشي نمط الانتاج السلعي في دول الاطلسي ومن لف لفيفها وبروز دور البورجوازية الصغيرة ( الوضيعة) الخائنة والغدارة للطبقة العاملة، حيث لا يرى هؤلاء من البورجوازية الصغيرة سوى دور كبار الموظفين في المؤسسات المالية ومؤسسات الدولة وكبارضباط الجيش ليعمموه على باقي فئات البورجوازية الصغيرة، متغافلين عن عمج عمال الخدمات الذين يكدسون الثروة لصالح فئات من البورجوازية التي تستولي على ألارباح التي ينتجوها ولا تصرف لهم من الاجور إلا ما يقيم أودهم ويحافظ على امتدادهم البيولوجي بالحفاظ على استمرار انتاج عمال جدد، هؤلاء المتمركسون لا يرون الا في انتاج السلع انتاج للثروة ولفائض القيمة فقط ولا يرون إلا في هؤلاء العمال المنتجين للسلع بروليتاريا ويقصرون الفكر الثوري عليهم ، هم بهذا يحيدون فئات كثيرة من عمال الخدمات عبر اتهامهم البورجوازية الصغيرة بالخيانة، اليس في هذا الاستبعاد ورفض ثورية هؤلاء إلا حصر لقوى الثورة برفض أولئك ، الا يخدم هؤلاء بما يقولون قوى الثورة المضادة ويتساوقون معها

يتناسى المتمركسون الثورة التكنولوجية المهولة والكمبيوتر ودورها في عملية الانتاج، ولانهم يعجزون عن فهم الجديد يسلطون حقدهم على فئات البورجوازية الصغيرة وبالذات عمال الخدمات معممين عليهم صفة الغدر والخيانة، ويتناسون بذلك أن جل أعضاء اليسار والاحزاب الشيوعية هم من هذه الاصول، و بأن الكثير من قيادات الماركسيين جاءت من هذه الفئات.

ويكمل هؤلاء المتمركسون تنظيراتهم حول انتهاء الرأسمالية بالادعاء بأن اقتصاد الدول الرأسمالية لم يعد رأسماليا ، لانه أصبح قطاع انتاج خدماتي، متغافلين عن التحول الكبير للرأسماليين من الانتاج البضاعي إلى الرأسمالية المالية والتي تعني التطور باتجاه الفاشية ويتغافلون حتى عن هذه الرؤيا ويستدلون بذلك من موقف الحزب الشيوعي الامريكي الذي أيد في الانتخابات الاخيرة أوباما ، دون أن يتأكدوا من دوافع الحزب الشيوعي الامريكي الذي أعطى أولوية للتصدي للفاشية المتنامية والمتصاعدة التي يدفع برنامجها الاقتصادي بهجوم على مكتسبات الطبقة العاملة والفقراء، نعم أيد الحزب الشيوعي الامريكي انتخاب أوباما لكن على أساس برنامجه الاقتصادي وعلى أساس حماية الطبقة العاملة والفقراء من انزلاق الجمهوريون اتجاه مزيد من التطرف اليميني الصاعد باتجاه الفاشية والذي يترجم في برنامج الجمهوريين الاقتصادي بمزيد من الضرائب على الطبقات الفقيرة والمتوسطة وبهجوم على مخصصات التعليم والصحة والعلاج.

لم تغفلون هذا يا متمركسون، و ترددون الحديث لا تقربوا الصلاة وتتناسون وانتم سكارى.

يعود علينا بعد ذلك المتمركسون بتلاشي الرأسمالية من خلال إنهيار النظام نتيجة ارتفاع سقف العجز والمديونية إلى حدود تصل إلى ما يزيد عن خمسة أضعاف انتاج الثروة من خلال تشخيص عزوف الرأسمالية عن الانتاج البضاعي، وبهذا يبشرون بانتهاء الامبريالية، حيث لم تعود دول الرأسمالية بحاجة إلى اسواق لتصريف بضائعها ولم تعد بحاجة إلى تأمين مصادر الثروات والمواد الخام والبترول اللازم لادارة عجلات ودواليب المصانع، وهم بذلك يفسرون الحرب على أفغانستان بأنها ليست حربا إمبريالية متناسين الموقع الجيوسياسي المهم لأفغانستان القريب من مصادر النفط والبترول معللين الحرب بأنها حرب ضد الطالبان فقط، متناسين أن الحرب ضد الطالبان هي الذريعة التي يرتكزون عليها في حربهم المقدسة لا يجاد وتأمين بدائل أخرى من النفط المتواجد في أواسط آسيا شمال أفغانستان، مثلما يتناسى المتمركسون كل الذرائع الاخرى التي تذرع بها الاطلسيون في حجتهم للحرب على العراق ومتناسين ذلك الكذب الذي مارسته أجهزة الاستخبارات الغربية حول أسلحة الدمار الشامل لتبرير الغزو، متذكرين فقط إلى أن الغزو الاطلسي كان فقط لتخليص الشعب العراقي من الطاغية صدام، تصوروا جميعا هذا التسويق الجميل في تحسين صورة الامبريالية فهم في أفغانستان ضد الفكر الظلامي للقاعدة والطالبان وفي العراق من أجل حقوق الانسان التي إغتصبها الدكتاتور الطاغية صدام حسين حيث تواجدوا وقتلوا وخربوا ولم يستولوا على برميل نفط واحد ، أما تلك الاتفاقيات التي فرضت على الشعب العراقي في احتكار العمل في النفط وفي أبواب أخرى فهم يتجاهلونها، تماما مثلما يتجاهل هؤلاء المتمركسون أن الرأسمال المالي لدول حلف الاطلسي ومن لف لفيفها يقوم بأبشع صنوف النهب والاحتكار بفرض توصيات البنك الدولي على مقدرات واقتصاد الشعوب في الدول النامية من خلال تحرير الاقتصاد لخدمة الرأسمال المالي، كما يتجاهلون أن جزءا كبيرا من مصانعهم لانتاج البضائع ذات الاستخدام المدني نقل إلى دول جنوب شرق آسيا وبدأ بالانتاج من هناك من أجل مزيد من الاستيلاء على فائض القيمة، بعد أن أصبح ذلك عزيز عليه نتيجة وعي الطبقات العاملة في البلاد الاطلسية التي تطالب بزيادة أجورها وتحسين شروط العمل والتأمين الاجتماعي والتأمين الصحي و زيادة مخصصات التعليم ، وبعد أن تنامى الوعي لشعوب تلك الدول بمخاطر استنزاف البيئة والطبيعة واتساع خرم الاوزون والذي استدعى فرض شروط على عمليات التصنيع تراعي هذه المخاطر، فكان لا بد من تهريب الانتاج الوسخ إلى مناطق ذات شروط أقل في موضوع البيئة وموضوع تحسين ظروف معيشة الطبقة العاملة، وهم أيضا يتناسون عن سابق عمد وتصميم مشاريع الفوضى الخلاقة والمؤامرات التي تحاك ضد أنظمة التوجه اليساري في أمريكا اللاتينينة، ويعيب هؤلاء المتمركسون على قوى اليسار والشيوعيين أن يكون في مهامهما موضوع التنمية الوطنية والعداء للامبريالية متهمين اليسار بالضلال النظري والفكري، ويهاجمون اليسار واصمين اياه بالخيانة للفكر الماركسي والشيوعي مهاجمين أية محاولات للشيوعيين في أية بقعة من بقاع العالم العربي لايجاد اتحاد مؤازر للاحزاب الشيوعية، و أكبر الامثلة تلك المحاولة التي حاولها الشيوعيون الاردنيون الذين استشعروا خطر التمدد الاسلامي و خطر تغول الفساد والاخوان المسلمين فكان أن تداعوا إلى ايجاد اتحاد للشيوعيين القدامى واليساريين من أجل التصدي إلى المهام التي تواجهها المرحلة الحالية، حيث يطرح بعض هؤلاء المتمركسين ايجاد تنظيم أفقي لعمل ثقافي بديلا عن تعزيز الدور النضالي لليسار والشيوعيين، ألا تلاحظون هنا أنه ما أن يقترب أي من المناضلين إلى التصدي إلى المهام الملحة التي تقترب من المس بنفوذ العائلة المالكة ونفوذ رجال الاقطاع والقبائل والعشائر حتى يبدأ الهجوم عليهم والاتهام بالتخوين ( سابقا وفي خلال مناشدة بعض الشيوعيين الشباب للتحدث عن الوضع في الاردن جاء الجواب نحن لا نعمل بالسياسة والملك فوق الطبقات). وتحت عناوين الهجوم على البورجوازية الوضيعة يقوم المتمركسون اليوم بعد أن فشلوا في جر الانظار اتجاههم حيث لم تلاقي دعاويهم الترحيب يتم الهجوم على اليسار معيبين عليه التصدي للنضال ضد الامبريالية والديموقراطية والصهيونية والرجعية الاسلامية متهمينه بالوطنجية والقومية.
إنني أوكد اليوم بأن هذا اليسار له من عمق الادراك الماركسي ما يؤهله لتشخيص المرحلة وادراك المهام المطلوبة وتحديد السبل والوسائل النضالية الضرورية لتحقيق أهداف هذه المرحلة ببناء المجتمع الديموقراطي الذي يحترم حقوق الافراد في التعبير عن آرائهم وحقهم في التنظيم والنضال من أجل مجتمع تكافؤ الفرص ومجتمع العدالة الديموقراطية كقاعدة مرحلية تمهد الطريق لفتح طريق البناء الاشتراكي.

الرفاق المحترمين حاولت بهذه العجالة التصدي لهذا الطرح المهاجم والمحبط لتطوير الفكر التقدمي الذي يستند إلى منهجية الدياليكتيك الماركسي ، وكانت هذه العجالة عامة تحتاج من الجميع إلى المساهمة في تطوير المناهج الفكرية للماركسية كمنطلق أساسي للفكر اليساري بديلا عن السلفية والاصولية الماركسية التي تلتزم بالنص الصنمي الفاقد لروح التطور المتوقف عند العام 1953

مع احترامي لكل المساهمات مع وضد فالجانب الايجابي الوحيد الذي أراه في هؤلاء الصنميين هو الاستفزاز الذي يحفز الى الرد والكتابة فيما تيسر من وقت.



#عتريس_المدح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار العربي الذي نريده
- حصاد الجماعات الاسلامية لغراس الانتفاضات الجماهيرية
- لماذا لم تتم المصالحة الفلسطينية حتى اللحظة؟؟!!!
- ثورة..ثورة مضادة .. مع سوريا .. ضد سوريا.. كل هذا اللغط!!
- الحل العادل والحل المنصف للقضية الفلسطينية بين اليمين واليسا ...
- غضب الطبيعة والاحتلال الاسرائيلي
- الهرطقة الصهيونية – الى يعقوب ابراهامي
- سوريا الى أين ؟
- الصهيونية اليسارية – مرة أخرى
- الصهيونية اليسارية


المزيد.....




- نيويورك.. الناجون من حصار لينينغراد يدينون توجه واشنطن لإحيا ...
- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عتريس المدح - الجمود العقائدي لدى المتمركسين والتطورات العالمية