أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم محمد كاظم - نوري المالكي .. والخطوة الحاسمة التي لم تكتمل















المزيد.....

نوري المالكي .. والخطوة الحاسمة التي لم تكتمل


جاسم محمد كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 4490 - 2014 / 6 / 22 - 19:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعرف الكل كبديهية أن الشيعة هم الأغلبية العظمى من بين المكونات العراقية الأخرى .
وتتفوق هذه الطائفة عل كل المكونات السكانية ببون شاسع وهذا ما ظهر جليا في انتخابات مجلس النواب عبر دورتين انتخابيتين .
أدركت الحوزة الدينية حجم مكونها الهائل بعد انهيار البعث الصدامي لذلك أصرت على أن يكون نظام الحكم برلمانيا مع انبثاق كل الهيئات الرسمية تحت قبة هذا البرلمان لأنها ببساطة تضمن الهيمنة الشيعية على كل المؤسسات والتشكيلات الحساسة للدولة من هيئة المخابرات . الاستخبارات . الأمن الوطني المخابرات . الهيئات العسكرية المتنفذة إلى السيطرة المالية على مؤسسات الدولة .
وان أعطت هذه الحوزة تنازلات كبيرة جدا من اجل إصدار الدستور بشكله الحالي لكل المكونات الأخرى وان كانت لا تعرف مسبقا حجم الكارثة التي ينذر بها هذا الدستور مستقبلا .
ومن داخل الصف الشيعي تصارعت كل الكتل السياسية على الفوز بزعامة هذا المكون والانفراد بمسك مقود السلطة وانحسرت المنافسة مابين المجلس الأعلى المدعوم من قبل الحوزة وحزب الدعوة .
برز اسم نوري المالكي على الواجهة بعد تنحية إبراهيم الجعفري واستطاع الرجل بذكاء من السير عبر طرق غير معبدة بحكنة سياسية ومعرفة بالأحداث تطورت شيا فشيا وأدار المناورة مع الشركاء المحليين وبرع في أسلوب المراوغة السياسية .

تمثلت أولى خطوات المسيرة بترويض الصف الكردي الانفصالي في الولاية الأولى وفرض سياسة الأمر الواقع وتسكينه مع الزمن مع ما يمتلكه الصف الكردي من علاقات وشبكات متفرعة مع أميركا وإسرائيل ولعب كثيرا بورقة تحريك الجيش عبر الحدود وكأنة يعرف أن الصف الكردي يخاف هذا التشكيل المرعب الذي لم تتمكن أية قوة كردية من التصدي له والتغلب علية .
وبقيت كركوك رقما صعبا على الفصيل الكردي وخطا احمر لا يمكن لإقدامهم من الاقتراب منة .

انتهى زمن الولاية الأولى بنجاح عادت فيه الدولة قوية مهابة بحزب حاكم قوي ورئيس وزراء لا يعرف لعبة العاطفة حتى مع الشركاء بنفس المكون بعدما أنهى دور المليشيات التي تتجول بحرية عبر الشارع بصولة الفرسان .

بدأت ملامح الجولة الثانية من الولاية صعبة بعد فوز كتلة العراقية بغالبية الأصوات وحلول الطيف الشيعي ثانيا تجلت عبقرية نوري المالكي بالسيطرة على مقاليد الأمور بضربة معلم ورغم تحالف الأكثرية ضد ولايته إلا أنة صمد من موقعة كرئيس للوزراء ومع سير الزمن تمكن من لملمة ومسك كل مفاصل الدولة وتفتيت كتل الخصوم السياسيين المناوئين لسياسته .

تعرض المالكي إلى العداء من شركائه من نفس المكون وليس الخصوم من الطوائف المناهضة له ونعتوه بالديكتاتور لأنة اثر الاجتهاد براية وترك كل الآراء واخرج نفسه حتى من بوتقة وصاية الحوزة الدينية التي أصبحت ثانوية بالنسبة إلية ولم تعد تستطيع أن تفرض نفسها .

في منتصف الولاية الثانية مسك المالكي السلطة بقبضة من حديد بعد أن اخذ كل مقاليد السلطة بدئا بهيئة المخابرات .الدفاع إلى الداخلية والأمن الوطني وقيادة القوات المسلحة ولم يعبا بكل المظاهرات والتكتلات الشعبية التي خرجت ضده من قبل المكون السني .

أراد المالكي للعراق أن يكون دولة قوية يحكمها الحزب لا الدين والمرجع الأعلى واثبت كفاءة عالية في محاربة المليشيات وتدميرها بالكامل وتنظيف البلاد من كل اثر لها . وبهذا الخصوص تذكر موسوعة "مسعود الخوند" السياسية الاقتصادية بان حزب الدعوة تمرد ضد ولاية الفقيه الإيرانية وأيد محمد حسين فضل الله المعتدل كمرجع للحزب وتذكر نفس الموسوعة اسم نوري المالكي كأحد رموز وقيادات حزب الدعوة نقلا عن مهدي السعيد في جريدة الحياة اللندنية بتاريخ 3 نيسان 1996 .

نظرت أميركا بريبة وبدأت تعرف أن هذا الشخص يتحضر للخروج من بوتقتها والتمرد ضدها في يوم من الأيام بعد أن خطى المالكي خطوة حاسمة على طريق إيجاد مصادر جديدة لتسليح الجيش العراقي والتقرب شيئا فشيئا للدب الروسي .

يعرف الذي يتعامل بالسياسة ومتاهاتها قبل غيرة أن العلاقات السياسية الإستراتيجية تتطلب الاستقرار أولا ثم تتبعها حلقات أخرى يأتي في مقدمتها تحديد الأهداف الإستراتيجية والتكتيكية ثم يتبعها تحديد الحليف الدولي والحلفاء الإقليميين وهذا ما إرادة المالكي أن يكون بعد أن عمدته السياسة وعرف مخابئها عبر دورتين في قمة الهرم ووجد في الجارة إيران ساعده الأيمن فأراد بالتقرب من الدب الروسي بداية الخلاص من الهيمنة الأميركية المقيتة ونظرة البيت الابيض إلية كموظف في إحدى دوائره ومؤسساته .

بقيت هذه الخطوة صعبة جدا لأنها كانت بمثابة نقطة انطلاق للخلاص من أية تبعية غربية كما فعل بكر صدقي في منتصف الثلاثينات وتكوين محور عراقي إيراني سوري يحتمي بروسيا ضد محور السعودية قطر ودول الخليج الأخرى .

كسب المالكي أكثرية الأصوات التي تؤهله لتولي الولاية الثالثة واخذ البعض من الكتاب يقارنه مع الزعيم الوطني الخالد عبد الكريم قاسم رغم الاختلاف الكبير في الزمن ومعطيات الواقع وشكل النظام العالمي بأنة الشخص المؤهل لترك بصمة من موقع الحكم لإخراج العراق من التبعية للغير لكن هذه الخطوة الحاسمة لم تكتمل بعد أن تواطأت أميركا ضده وأثارت علية أعشاش الدبابير وتشكيلات مخابراتية جاهزة للعمل عبر مسميات مختلفة لزعزعة الاستقرار وإرباك الدولة وتهيئة الأجواء المناسبة لاستبداله بآخرين بعد أن داس على الخطوط الحمراء وتمرد عليها .
كان بإمكان الزمن مساعدة نوري المالكي بخطوته الحاسمة لو أن النظام الدولي احتوى على نظام الضدين ولرأينا حاكم عراقي آخر يسدد ضربة موجعة للهيمنة الغربية الاستغلالية ولكن بشخص أميركا المتجبرة هذه المرة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جاسم محمد كاظم



#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب العادلة وحرب التحرير والحرب الأهلية . في المفهوم المار ...
- ماذا سيقول -القرموطي - عن انهزاميي الموصل
- متى يسكت المستثقف العراقي عن النباح بان العراق بلد الحضارة ؟
- الاشتراكية يبنيها الحزب الطليعي القائد ... وليس الديمقراطيات ...
- هكذا توقع الاقتصاديون ....العراق في العقد التسعيني كوريا جنو ...
- في بلاد الهندوس .. عرفنا من هم برابرة الحضارة ومن هم بناتها
- عقدنا السبعيني : ذلك العصر الذهبي الذي لن يعود
- لاؤلئك الخاسرين الذين شتموا الناخب .. ثنائية - التذاكي والتغ ...
- الديالكتيك المعاكس - حين يرتجع المجتمع من التنظيم الاشتراكي ...
- ماركس . لينين .كيف تنتصر البروليتاريا على فلول البرجوازية ال ...
- مجال عمل الحزب الشيوعي - اليوم وغدا - الواقع والطموح
- لنكمل طريق -ماركس- بدل الاختلاف والخصام
- أخي .. جاسم الأزيرجاوي _ لا تركبها محددة _ 1
- لينين :- الاشتراكيون الديمقراطيون - أعداء الماركسية ومحرفيها
- ماركس – لينين . التوافق والاختلاف
- القيادي والعاطفي في التنظيم الشيوعي . أنا والرفيق النمري نمو ...
- ماذا لو كنت سكرتيرا للحزب الشيوعي مكان - سلام عادل - ؟
- الطاغية العراقي عبر التاريخ
- المطرقة والمنجل .. ونهاية علم وراية الطوطم الحامي
- هل كان سلمان الفارسي رافدينيا من العراق ؟


المزيد.....




- عاشوا في بيوت برجية.. مدينة -إيمت- تكشف عن حياة المصريين قبل ...
- ليست بدون جدوى.. كيف تشكل إطلالات المشاهير -قوة ناعمة- في صا ...
- قامت هذه البلدة الأمريكية ببناء -مكتبة للكلاب-.. ماذا يوجد د ...
- وزير خارجية إيران مهددا أمريكا بعد ضرباتها على مواقع نووية: ...
- كيف تلقى الإسرائيليون خبرالقصف الأمريكي على المواقع النووية ...
- ما هي هوامش الرد الإيراني على الهجوم الأمريكي على المواقع ال ...
- ما حجم الضرر الذي يمكن أن تكون قد أحدثته الهجمات الأمريكية ع ...
- إيران تتعهد بالرد.. ما هي المصالح الأمريكية التي يُمكن استهد ...
- تسريبات نووية هزّت العالم: من تشيرنوبل إلى فوكوشيما
- من هو رضا شاه بهلوي ولي عهد إيران السابق؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم محمد كاظم - نوري المالكي .. والخطوة الحاسمة التي لم تكتمل