أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم محمد كاظم - في بلاد الهندوس .. عرفنا من هم برابرة الحضارة ومن هم بناتها














المزيد.....

في بلاد الهندوس .. عرفنا من هم برابرة الحضارة ومن هم بناتها


جاسم محمد كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 4464 - 2014 / 5 / 26 - 08:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في بلاد الهندوس .. عرفنا من هم برابرة الحضارة ومن هم بناتها

في نهاية عام النكبة الثانية وبداية أفول العراق كدولة من على المضمار وجدت نفسي أسير نحو حضيض الأماكن وأقذرها حيث تحلم النفس بقطرة ماء تزيل بها التراب الملتصق بمسامات الجلد وتجد في المكان المفتوح بلا حدود سجنا من نوعا آخر يقلص بقايا الروح ويقتل الصمت بذور الأمل ولا تعد ذبذبات الشفاه المترنمة لوحدها تسلي النفس المتهالكة بالكلمات الممدودة .
ومن ثنايا الألم أخذت الأرجل طريقها نحو النهر القريب لعلها تزيل بتيار الماء بقايا القهر القابع بدواخلها تتسلق مرتفعات التراب المعروفة باسم "الساتر" ومن خلف أكوام التراب تنامت قصة كنت شاهد عيانها المباشر بأعين اعتصرتها الدهشة وهي تشاهد تلك الأيدي الخشنة تمزق أوراق صفراء لكتاب يصارع بقايا الفناء بأعضائه المرمية نحو النار المتصاعدة من اجل خلق كوب اسود من الشاي .
واقعة تحولت مع الأيام إلى قصة مبتورة اكتملت نهايتها بعد ما يقارب ربع قرن من زمن مات وبعث من جديد في بلاد " انديرا غاندي " .

قصة واقع بدأت بهذه الكلمات ووجدت طريقها للنشر في أكثر من صحيفة تحت عنوان " مكتبة الجنرال القائد " :-

" نفخ العجوز تيار الهواء كساحر هندي من فمه الرطب نحو الدخان المتصاعد أشبة بمارد مصباح بدا يغادر قمقمه العتيق .واصطنع بلها متعمدا نحو صوت الإقدام الآتية نحوه وذابت في نفس ذلك القادم برودة الرد المنعكس حين تكسرت حروف تحيته واستدرك نفسه بكلماته المركبة مثيرا سخرية العجوز بهز يده هذه المرة وفتح فمه فاغرا مغيرا خط دربة واندفع بسرعة لتخليص ما تبقى من الكتاب الرث من أصابع العجوز وسط ممانعة ذلك الجسد المنهك .
وعاد يرتب كلماته المتأنقة بأسئلة تلقاها ذلك الكهل مستائا كسرت طوق نفسه وأطلق سراح لسانه الحبيس. هه هه. هـــــــــــأ.. من أين؟..... وأشار بأصبعه المتيبس نحو فناء طيني متآكل ..... هناك ...
وتردد الغريب بخطى وئيدة إمام مغارة الطين كأنها جحر أفاعي مهجورة وألجمت عيناه الدهشة وعاد إلى الوراء بأسئلة حيرى للعجوز الغارق وسط الدخان .. يا الهي . ماهذا ....لمن هذا الكنز الغارق وسط الأطيان ؟.
وأجاب الكهل بترهل ثقيل ...... مكتبة ...أنها مكتبة .... ألا تعرف ؟... أنها مكتبة .. مكتبة الجنرال القائد
وقهقه العجوز مرة أخرى على سخف أسئلة ضيفة المزعج أبانت قضبان أسنانه الصفراء المتبقية في كهف فمه... ..أخاف ....وممن أخاف ...الجنرال القائد ......وأين هو الجنرال القائد .
واستمر ضاحكا مع هز يده الناحلة ...... الجنرال.. يأتي إلى هذه المزبلة ...ومزق أوراق صفراء أخرى حملها كقربان إلى ناره الحمراء الداخنة واستمر بكلماته المتباعدة ...لا احد يأتي إلى هذه الأزبال البعيدة سوى بديل هرم آخر يحمل فضلات طعام تتفسخ بهذا القدر .
ونظر إلى ضيفة الثقيل ...وبعض المتطفلين .
وتاه الغريب في لحظة حلم نمت في نفسه الكسيرة وهي تسترق لحظة زمن قصيرة تزيل بها عفونة جسد طاغية بتيار الماء القريب من عالم ثكنة عسكرية محصورة بأسلاك حديدية وقضبان صداة اختزنت في قعر باطنها المظلم بقايا أنفاس حبيسة ترى في خيالات الظلام أوجها خلاسية تعاشر عصاب جنونها المزمن تصحا وتنام على إيقاع زمجرة خارجة من فم يعلوه شارب كثيف .
وعاد ينظر في الكهل المتسربل بالخاكي المتسخ وذابت في عقلة ثورة اهتياجه على زمنه المر وهو ينمي أفكاره المهشمة وهي تواجه فناء الطين المحتقن بأكوام الكتب الممزقة تنتشر على الأرض الرطبة .
مسك كتبا مبعثرة على ارض زلقة مسح طبعات طينية على ظهرها لأحذية عسكرية وتحركت في نفسه رغبة إنقاذ لهذا العالم النابض بالفكر من سجنه ظلامه المزمن .
ونظر الكهل إلى هذا المتأنق بسلوكه الغريب وهو يجمع الأوراق الممزقة من بقايا الكتب وظنه معتوها مستجدا على حياة الخاكي القاسية جلبة إلية حظه المفتقر إلى طعام يعيد الاتزان إلى أمعائه المتمعجة بالجوع واصطنع لهجة تحاكي نبرة جنرالات عصره مع إشارة من أصبعه اليابس نحو فناء قرية على مقربة منة أحيت للقادم جزئا من آماله الميتة في ذاته وهو يتأمل الكلمات المتباعدة لرجل العظام البارزة .....كيس خضروات. ..طرية ..و..أرغفة خبز ..... حار ..وعاد العجوز مؤشرا بنفس أصبعه نحو فناء الطين المفتقر إلى الأبواب .....مقابل كيس ...كبير من هذه ....الأكوام المتناثرة.
وتلاشت من ذلك الغريب ضفة النهر وهو يجلس أمام الأكوام الممزقة وعاد ناظرا في تلك الذات الضائعة وسط الأطيان في زمنها الميت وهي تبتهج بوضع قدرها الأسود على النار الحمراء الداخنة من بقايا مكتبة ..الجنرال القائد ........انتهت ""


زمن تباعد كثيرا واستجمع نفسه لتكتمل قصة العجوز ومكتبته الطينية حين تصفحت يدي من جديد ما مزقته تلك الأصابع الخشنة في بلاد غاندي بمكتبة يتكلم صاحبها العربية بنبرة ثقيلة بلسان الأفغان بكتاب بعثة القدر من جديد يقول عنوانه البارز بحروف لغة يعرب " لمحات من نضال الشعوب " لمؤلفة جواهر لال نهرو.
قصة صححت لنا خطا تاريخنا المدرسي الحقير عرفنا منها من هم برابرة الحضارة ومن هم بناتها الحقيقيون .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جاسم محمد كاظم
.



#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقدنا السبعيني : ذلك العصر الذهبي الذي لن يعود
- لاؤلئك الخاسرين الذين شتموا الناخب .. ثنائية - التذاكي والتغ ...
- الديالكتيك المعاكس - حين يرتجع المجتمع من التنظيم الاشتراكي ...
- ماركس . لينين .كيف تنتصر البروليتاريا على فلول البرجوازية ال ...
- مجال عمل الحزب الشيوعي - اليوم وغدا - الواقع والطموح
- لنكمل طريق -ماركس- بدل الاختلاف والخصام
- أخي .. جاسم الأزيرجاوي _ لا تركبها محددة _ 1
- لينين :- الاشتراكيون الديمقراطيون - أعداء الماركسية ومحرفيها
- ماركس – لينين . التوافق والاختلاف
- القيادي والعاطفي في التنظيم الشيوعي . أنا والرفيق النمري نمو ...
- ماذا لو كنت سكرتيرا للحزب الشيوعي مكان - سلام عادل - ؟
- الطاغية العراقي عبر التاريخ
- المطرقة والمنجل .. ونهاية علم وراية الطوطم الحامي
- هل كان سلمان الفارسي رافدينيا من العراق ؟
- الطائفة ...التي لها الحق بامتلاك العراق ؟ ج2
- الطائفة ...التي لها الحق بامتلاك العراق ؟ ج1
- وأخيرا اقتنع والدي بان مذهبة المقدس - فاشوشي -
- الذين تآمروا على الزعيم - لقد دق التاريخ بينكم عطر منشمٍ ِ -
- حرب الطبقة -الارستقراطية المتوسطة - في العراق
- ماذا لو عرف - باكونين - أن الدولة الليبرالية أصبحت - ميليشيا ...


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم محمد كاظم - في بلاد الهندوس .. عرفنا من هم برابرة الحضارة ومن هم بناتها