أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جاسم محمد كاظم - وأخيرا اقتنع والدي بان مذهبة المقدس - فاشوشي -














المزيد.....

وأخيرا اقتنع والدي بان مذهبة المقدس - فاشوشي -


جاسم محمد كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 4365 - 2014 / 2 / 14 - 18:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



أروع ما اكتشفه كارل ماركس بان الوجود الاجتماعي هو الذي يحدد الوعي الاجتماعي وليس العكس لكن والدي كان يخالف هذه القاعدة لأنه لم يعرفها أولا أو لان وجودة الطبقي مشوشا بالتخيلات لذلك عالما افتراضيا رائعا نقشه بثنايا العقل يحلم من لحظات الزمان يوما بتحقيقه .
امن والدي بنوع من البشر لهم القدرة الهائلة لتغيير مسار الكون وحمل من قبورهم أحجارا بقيت ثابتة في طيات ملابسة وأوراق تحمل طلاسم ملفوفة بقطع من الجلد خبئها في طيات الملابس بقناعة منة أنها تحميه من رشقات الرصاص المتساقط مثل المطر حينما تسربل بملابس الخاكي في بداية مشوار حياته وأوقعه الدهر ببقعة متلاطمة في شمال ميسوبوتاميا .

أصبحت جبهته سوداء لأنها لامست قطعة من الحجارة يضعها مقدما في فرشاة سجادته ويذكر أسماء بصلاة تختلف عما قراناه في كتب المدرسة بدين آخر يحمله معه في الصدر وحكايات عن فارس ابيض يخرج في نهاية الزمان يملى الأرض عدلا قسطا بعدما ملئت ظلما وجورا .
ينادي على أسماء تتوقف عند الرقم الرابع عشر 14 تنسل الواحدة من الأخرى وتنتهي بألقاب تساير كلمات الصدق . الأمانة والتقوى .
علق صورهم على جدران غرفة الضيف واحدا تلو الآخر يقبلهم بعض الأحيان ويتمسح بألوانهم يمسح جبهته بصورهم كلما اعتراه الصداع وأحس ببوادر الوهن ومقدمات المرض .

مسيرة طويلة من تثقيف الذات بكتب لا تزال رغم اصفرار الأوراق وتكسرها من أول أيام الراتب ببقعة كركوك بأخر عام على حكم الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم وقصة واقعية رددها دائما بأنة صافح الزعيم يوما حين مر من باب النظام
.
ومع هدوئه بتحقيق حلمة في آخر الزمان بتلك الدولة الموعودة على التاريخ يفقد زمام نفسه بتشنج أمام شاشة التلفاز الذي عرفناه بعمر الثمان سنوات أيام مونديال "ماريو كامبس" تساءلنا بخوف رهيب لماذا يسب والدي ذلك الشخص المسمى رئيس الدولة وتحمر عيناه وتتمعج شفاهه بالغضب كلما سمع أسمة يتنفس بصعوبة يتلفظ كلمات مثل الكلاب على تحذيرات إلام الهامسة " لا تلقي نفسك في المهلكة بادي هؤلاء الظلمة ".

ومن شدة إعجابه يلوي الكلمات يردد بالسخرية على أتباع البعث وينعتهم بالعفالقة لأنهم ناوئوا أمام الأمة " القادم من الشرق قبل وصول هذه المفردة إلى إذاعات المعارضة في منتصف التسعينات .

حلم تحقق في آخر مطاف العمر بدخول "أبرامز" وراهبها "بوش الابن ارض الأولياء وفرحة ارتسمت أخيرا على تلك العظام المتهرئة في نهايات مطافها ومن شدة الفرح بأول حكم الأولياء الصالحين وعدوة بأنة سوف يرى " إمام العترة " حين يضع ورقته في صندوق الاقتراع موشحه بأحفاد قالع باب اليهود بخيبر .

ومن شدة العنفوان صاح بعلو الصوت أين هو الأمام لماذا لم أره أين هو "فارس الميمون " لقد وعدوني برؤيته .

ومع تقدم العمر صدئت عظامه كثيرا ولم تصلحها دولة الأولياء الصالحين وتجرعت أنفاسه الضعيفة الغصة تلو الغصة وهي تنتظر تحقيق الحلم وهي تشاهد كيف أن التاريخ لا يتغير أبدا بالمسميات .

وبدا الوالد في آخر أيامه يدرك الواقع وينقده بنفسه بدل رسم العوالم الافتراضية وفهم أن السلطة متشابهة في كل فصولها وان الجالسين على الكرسي هم أنفسهم لا يتغيرون إلا بالمسمى وان التاريخ لا يحوي أولياء صالحين ينحني لأسمائهم الرصاص احتراما .

في آخر أيامه اخذ يبكي بعدما وجد نفسه صغيرا إمام أطفاله الكبار لأنة فشل في تحقيق عالمة المثالي الموعود أمامهم ولم تتحق قصص كتبة إلى حقيقة بدولة الأولياء الصالحين الذين نهب أحفادهم كل شي وأصبح راتبه لا يكفي لشراء علاج للضغط والسكر وهو يرى أن تلك القصص ضحكت على "شيباتة " وان كل الأولياء الصالحين كانوا وهما أو خرافة مثلما تقول كتب النقد والموسوعات الفلسفية ومصادر التاريخ وأنة أضاع سبعين سنة في عبادة وانتظار وهم لن يتحقق أبدا .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جاسم محمد كاظم



#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذين تآمروا على الزعيم - لقد دق التاريخ بينكم عطر منشمٍ ِ -
- حرب الطبقة -الارستقراطية المتوسطة - في العراق
- ماذا لو عرف - باكونين - أن الدولة الليبرالية أصبحت - ميليشيا ...
- الذين يصنعون شبح - السفياني - القادم
- لماذا لم يظهر -السيسي - العراقي الفرق مابين التغيير المصري و ...
- متى يصبح الجيش العراقي جيشا وطنيا محترفا ؟
- هكذا وصف جلال الطالباني ومسعود برزاني صدام حسين وبيان 11 آذا ...
- الاختلاف ما بين صدام حسين .جمال عبد الناصر وبشار الأسد ج2
- الاختلاف ما بين صدام حسين .جمال عبد الناصر وبشار الأسد ج1
- وهكذا وصل خلاف -سقيفة بني ساعده - إلى أطفالنا الصغار
- وصدقت - يا جيمس بيكر - لقد أعدت العراق إلى العصر الحجري
- لماذا يبكي الشيعة وهم يعلمون بأنهم يحكمون العالم ؟
- هكذا كان تقييم -العراق- في بلاد الهندوس
- لماذا ادعينا المسيحية في بلا الهندوس ؟
- وياليت -لأخلاقنا - و - مجتمعنا - عُشر أخلاق الهندوس
- التشابه مابين الطقس الشيعي والطقس السيخي . ملاحظات شاهد عيان
- التشابه مابين بين الهندوسية والإسلام .. ملاحظات شاهد عيان .
- الزعيم عبد الكريم قاسم . أكبر من الشهادة وأعظم من تأويلها
- يا سيد الشرفاء وإمامهم يا عبد الكريم قاسم
- الخدمة والميزة المطلقة ج2 كيف نحلل الوضع كحزب شيوعي


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جاسم محمد كاظم - وأخيرا اقتنع والدي بان مذهبة المقدس - فاشوشي -