الذين يصنعون شبح - السفياني - القادم

جاسم محمد كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 4337 - 2014 / 1 / 17 - 17:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لا يستطيع أرباب المثال الديني العيش في بوتقة السلطة زمن المعلومة المنفلتة إلا باستعمال الأساطير ومد أنابيب تضمن لهم التغذية من رماد الماضي السحيق وهم بعملهم هذا يلجئون إلى تعميم الأساطير لتشغل الحيز الذي تختفي فيه الحقيقة الواقعية .
يساعدهم في عملهم ها موجة التجهيل الشديد الذي يعيشه القطيع الذي لم يدخل بعد أسوار العقل والمعلومة المعقلنه .

فبعد موجة التشتيت وفرز المكان إلى طوائفه تبدءا السلطة بنفث سمها الرجعي ذو البنية التجهيلية المستمر والعودة إلى قرون سحيقة تستغل فيها كل تكنولوجيا البث الفضائي الهائل وتقنية الاتصال السريع .
ليحل الماضي السحيق محل لحظة الحاضر المغيبة ويصبح الأمس البعيد لحظة حقيقة ومطلق يفرض سطوته على مساحة العقل
ويأخذ التاريخ اللاحق تبعا لتأثير اللحظة الحالية مسارا أخر تتغير معها أماكن الحشد أهوائه وعواطفه صداقاته مع شخوص التاريخ وأشباحه المنقوشة في ذاكرة العقل تبعا لهوس الجمع بصفة صداقة أبدية أو عداء لا يقبل لغة التصالح مع الحاضر والمستقبل.

ويصبح الزمن القادم وكأنة لحظة ملحقة ومكملة وان كل التاريخ ماهو إلا تلك اللحظة التي تصارع فيها شخصان احدهما يمثل مطلقيه الرب وأحكامه بينما وقف الآخر في صف الشطان حين لم يسجد لأدم .

يقول التاريخ بان خالد بن يزيد بن أبي سفيا ن هو من صاغ أسطورة السفياني الموعود ويكمل التاريخ لخالد بأنة لم يكن من صناع الأساطير والخرافات بل رجل علم عمل في حقل الكيمياء متأثرا بعلم الرومان .

لكن خالد كان يطالع باستخفاف كل ما تكتبه العقول الخرفة والأقلام المأجورة حول قراءة لحظات المستقبل وتسويرة بأنة لحظة معروفة الأحداث والتفاصيل عبر علوم غير مفهومة الحل مثل علم الجفر وقراءة الغيب .

وجاء عملة ردا على بعض أدبيات الفرق الأخرى التي جعلت من بعض الأسماء سلاطين دائمة الحكم تظهر في لحظات متعاقبة لتجعل من الزمن انطلاقة محددة بنقطتين يحمل في طياته غائية لابد أن تشرق في آخر مساره بصورة الموعود المنتظر معروف الحسب والنسب ليختم التاريخ بزمانه ومكانة .

لم يتصور خالد بن يزيد بان أسطورة جدة صخر بن حرب المشهور بابي سفيان ستأخذ بعدا هائلا تعمم نفسها على كل تاريخ معتنقي ديانة الإسلام والفرق المناوئة لسياسة دولة بني أمية .

ويصبح الإسلام بعد ذلك طائفتين متضادتين لا يمكن التوفيق بينهما أبدا لتستغل كل السلطات المتعاقبة هذا الهذيان التاريخي من اجل ديمومة سلطاتها المتعاقبة ونهبها المستمر لأبناء الإسلام وصناعة صراع ابدي لا ينذر بنهاية يتوقف معه الزمن يكون فحمة المحترق شباب بعمر الورد يتدفأ بة سلاطين اليوم وهم يشحنون واقع اللحظة بسم الطائفية المقيت يصنعون أعداء الوهم عبر موجة التجهيل يتقمصون لباس الأولياء الصالحين ويضعون على الخندق الآخر سفياني بلباس جديد ليس لة ذنب سوى أنة وجد نفسه يدين بديانة تخالف مذهب السلطة .

ربما لو كان خالد بن يزيد بن أبي سفيان يعلم ما يحصل في ثنايا الزمن اللاحق من موجات دم وقتال تشوه معها صورة جدة سيد مكة ماعمم ذلك الاسم الذي جعل من الإسلام عبارة عن مذاهب وحكايات مضحكة جردته من رسالته وعدالته وثورته الهائلة على الظلم والطغيان في عصر نبيه الكريم وخلفائه الراشدين .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جاسم محمد كاظم

#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل