أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - جاسم محمد كاظم - مجال عمل الحزب الشيوعي - اليوم وغدا - الواقع والطموح















المزيد.....

مجال عمل الحزب الشيوعي - اليوم وغدا - الواقع والطموح


جاسم محمد كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 4435 - 2014 / 4 / 26 - 12:12
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


مجال عمل الحزب الشيوعي - اليوم وغدا - الواقع والطموح
يعترف الكثير بان عمل الأحزاب الشيوعية اليوم يعتريه من الصعاب الكثير بسبب موت التاريخ وعودته إلى بدايته الطفولية وانحسار العمل المنتج للبضاعة وانتشار مجتمع الخدمة عل مجتمع العمل .
لكن هذا لا يلغي العمل الشيوعي وتنظيماته لان ظرف التناقض لم ينتهي من التاريخ .
يقول كارل ماركس أن الشرط الأول للتناقض هو وجود طبقة مظلومة مستلبة وطبقة ظالمة تستلب عمل الكل .

فعلا سبيل المثال في العراق اليوم استفادت الفئة الماسكة للسلطة في العراق من سياسة الاحتقان الطائفي والولاء المذهبي للخروج من كل أزماتها المالية والخدمية وفشلها المدقع في التنظيم والتخطيط المبرمج وسدت آذانها عن مطالب الكل وعانت معها الطبقة العاملة ما عانت من تبخيس الأجور وتدنيها .
وبقي المسكوت عنة في العراق إلى اليوم طي الكتمان لم تتفوه بة حتى نشرات الأحزاب الشيوعية نفسها ولم تعرف بتفاصيله أبدا لافتقارها للعقل الاقتصادي المفكر والعمل وسط الطبقات .
لا توجد في العراق اليوم سياسة مالية وسعريه متوازنة وتخطيط منتظم بل أن سياسته المالية تعمل على المزاج وأهواء ماسك السلطة وكل حسب وزارته .
لذلك حدث البون الهائل في مستوى الأجور مابين الطبقات العاملة في مختلف أصناف العمل وأدت موجة الديمقراطية التي أسكرت الكل إلى تدمير الواقع الإداري وجداول الرواتب لكل المؤسسات المنتجة للخدمة والبضاعة فارتفع البعض إلى أعلى المقاييس ونزل البعض إلى الحضيض .

والفرق الجوهري أن البروليتاريا أيام ماركس تتكلم وتجد من يسمعها لكن عمال العراق لا يوجد من ينصت لهم حتى الأحزاب الشيوعية نفسها لا تعرف كم المعاناة التي يعانون منها بحكم طبيعة السلطة الطائفية التي التهمت الكل .

فعلا سبيل المثال لا الحصر تعاني طبقة المهن الصحية في وزارة الصحة أو "وزارة الأطباء " من تدني الأجور إلى أدناها اليوم فهي تعمل ثمان ساعات لكنها لا تستلم مقارنة بالأطباء سوى على عمل ثلاث ساعات .
وبالمقارنة بعملها قبل دخول موجات الديمقراطية في أيام الحكومة السابقة كانت الأجور متكافئة جدا في درجات الخطورة ومفردات الراتب بحيث كانت هذه الطبقة تستلم أكثر من طبقة الأطباء لان عامل الخطورة أنصفها كثيرا .

أول أعمال حكومة الجعفري الشيعي سليل علي بن أبي طالب هو إلغاء رسم الخطورة المحتسب لهذه الطبقة من أيام حكومة الزعيم الوطني عبد الكريم قاسم بقانون المهن الصحية واقصرت حكومة الجعفري الشيعي مفردات الخطورة على الأطباء والصيادلة فقط وبمبلغ مضخم جدا أي 100% من الراتب الاسمي ولم تحتسب أي فلس للمهن الصحية .
والكارثة الأخرى التي عانت منها طبقة المهن الصحية هي إيقاف سلم الرواتب وعدم احتساب العلاوات والزيادات حيث أوقفت حكومة أبو أسراء المالكي " مختار العصر " هذا السلم عند نقطة معينة لا يمكن تجاوزها مهما بلغت سنوات الخدمة بينما فتحت الباب عل مصراعيه للأطباء والصيادلة والكادر الإداري حيث أصبحت هذه الطبقة تخدم بالمجان مقارنة ببقية الطبقات .

ولا تختلف معاناة مهندسي الري وبقية الوزارات الخدمية أيضا عن معاناة المهن الصحية حيث يستلم المهندس في وزارة الري بعمل ثمان ساعات وشهادة بكالوريوس ربع ما يستلمه عامل بشهادة بإعدادية صناعة في وزارة الكهرباء بنفس ساعات عمل .

وتستمر المعاناة عل الكل في مختلف الوزارات والمؤسسات حيث لا يوفر صاحب شهادة الدبلوم والإعدادية شيئا في نهاية الشهر ولا يستطيع أن يبني بيتا بينما تتكدس الأموال عند الدرجات الخاصة السيادية الماسكة للسلطة التي تستلم رواتب لا تخضع لحسابات وزارة المالية وكما يلي :-

تستلم الدرجات الخاصة العليا مبالغ شهرية قد تصل إلى 150 مليون دينار عراقي يستثنى منها مبالغ الإيفاد والسفرات الخارجية والقروض والسلف والمخصصات العينية مثل قطع الأراضي في الأماكن ذات الأسعار الخيالية وربما تصل المبالغ الكلية لها إلى ما يقارب ال250 مليون دينار .

وتأتي الطبقة الثانية من الوزراء التي تستلم ما يقارب ال50 مليون دينار في الشهر عدا مخصصات الإيفاد والعمولات والتي قد تصل 100 مليون دينار .

وتستمر الكارثة المتصاعدة مرورا بأعضاء البرلمان إلى السلك الدبلوماسي فقادة الجيش فكبار القضاة فالمدراء العامون من الدرجة الأولى وتستلم هذه الفئة ما يقارب ال30 مليون دينار عدا مخصصات القطع السكنية والقروض والسلف من الدرجة الأولى التي قد تصل إلى 100 مليون دينار .

بينما تعمل فئة مستغلة " بالفتح " تحت عنوان العقود بمبلغ 150 ألف دينار شهريا بمعدل عمل ثمان ساعات في اليوم ولا تستطيع هذه الفئة من الاستمتاع بشراء دجاجة لعمل وجبة غذائية لأطفالها .

يقول الكتاب الماركسيون بان التناقض في الدولة العبودية يقع مابين العبيد والملاك ويقع في دولة الإقطاع مابين الأقنان وملاك الإقطاعيات الزراعية الهائلة وبلغت ذروة التناقض في دولة الرأسمال مابين مالكي أدوات الإنتاج ومابين الطبقة العاملة لكن التناقض في العراق لم يظهر بالوضوح الكامل بسبب الإغراق في المسالة الطائفية التي يعول عليها الكل من الساسة وأصحاب النفوذ الديني لإبقاء الأشياء تحت السيطرة وشحن الأجواء وكهربتها كلما دعت إليها الضرورة .

إضافة إلى عدم معرفة أصحاب هذه الطبقات أين تكمن المصلحة الحقيقية فهم يربطون مصالحهم بأصحاب النفوذ الديني ظنا منهم بان هؤلاء لا يأتيهم الباطل من بين أيديهم ومن خلفهم وعلى هذا المنوال ضاعت حقوق أكثر الطبقات العراقية العاملة المنزوية تحت ولاءات الأحزاب الدينية .

تجهل الأحزاب الدينية وساستها بالحق والواجب وساعات العمل ومفردات العمل والراتب وعدم معرفة هذه الأحزاب بالسياسة المالية والنقدية وكيف تعادل العملة مع السلعة وان السوق يرتفع عل أساس الراتب الأعلى وان الرواتب الخيالية لأفراد السلطة العليا ستحرم بالتالي طبقة الموظفين المدقعة من امتلاك قطعة ارض أو استطاعة بنائها لبيت لارتفاع الأسعار الجنوني .

هذا إذا أخذنا بالحسبان الزيادات السكانية التي تقدر بما يقارب المليون فرد في السنة وعدم وجود أعمال في محفظة السلطة لعدم امتلاكها المؤسسات المنتجة للبضاعة واعتمادها عل الريع النفطي مما سيؤدي في المستقبل إلى بطالة مليونية وتكدس سكاني هائل يرقد بلا عمل .

وربما يكون أهم الأشياء التي لم يتطرق إليها احد هو الإفلاس الذي ربما سوف يصيب الميزانية العراقية مستقبلا فلا تستطيع السلطة من الإنفاق على موظفيها وعندها ستقع الكارثة .

لذلك فان الأحزاب الشيوعية تمتلك مجالا كبيرا للعمل وتستطيع من أظهار برامجها لبناء الدولة وكسب الطبقات سواء أكانت تحت مظلة العمل الخدمي أو المنتج للسلعة .
والواجب الذي يقع عليها ألان هو نقد السلطة وبرامجها والتشهير بها في كل المحافل والأماكن وبث نوع من الوعي بتعريف الطبقات المحرومة حقها المستلب من قبل أحزاب السلطة وكيفية العمل عل استعادة هذه الحقوق في دولة تمتلك ما يقارب ال180 مليار دولار لكن موظفها الحاصل عل البكالوريوس لا يستطيع شراء دجاجة أو الدخول في مطاعم الدرجة الثانية في دولة العبودية العراقية الفريدة في التاريخ والتي يستلم مًلاكها راتبا شهريا قدرة 150 مليون دينار بينما لا يحصل عبيدها القابع في أسفل البرميل عل 150 ألف دينار عراقي .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جاسم محمد كاظم



#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لنكمل طريق -ماركس- بدل الاختلاف والخصام
- أخي .. جاسم الأزيرجاوي _ لا تركبها محددة _ 1
- لينين :- الاشتراكيون الديمقراطيون - أعداء الماركسية ومحرفيها
- ماركس – لينين . التوافق والاختلاف
- القيادي والعاطفي في التنظيم الشيوعي . أنا والرفيق النمري نمو ...
- ماذا لو كنت سكرتيرا للحزب الشيوعي مكان - سلام عادل - ؟
- الطاغية العراقي عبر التاريخ
- المطرقة والمنجل .. ونهاية علم وراية الطوطم الحامي
- هل كان سلمان الفارسي رافدينيا من العراق ؟
- الطائفة ...التي لها الحق بامتلاك العراق ؟ ج2
- الطائفة ...التي لها الحق بامتلاك العراق ؟ ج1
- وأخيرا اقتنع والدي بان مذهبة المقدس - فاشوشي -
- الذين تآمروا على الزعيم - لقد دق التاريخ بينكم عطر منشمٍ ِ -
- حرب الطبقة -الارستقراطية المتوسطة - في العراق
- ماذا لو عرف - باكونين - أن الدولة الليبرالية أصبحت - ميليشيا ...
- الذين يصنعون شبح - السفياني - القادم
- لماذا لم يظهر -السيسي - العراقي الفرق مابين التغيير المصري و ...
- متى يصبح الجيش العراقي جيشا وطنيا محترفا ؟
- هكذا وصف جلال الطالباني ومسعود برزاني صدام حسين وبيان 11 آذا ...
- الاختلاف ما بين صدام حسين .جمال عبد الناصر وبشار الأسد ج2


المزيد.....




- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - جاسم محمد كاظم - مجال عمل الحزب الشيوعي - اليوم وغدا - الواقع والطموح