أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم فيلالي - حمار القرية و حمار المدينة














المزيد.....

حمار القرية و حمار المدينة


ابراهيم فيلالي

الحوار المتمدن-العدد: 4489 - 2014 / 6 / 21 - 21:11
المحور: الادب والفن
    


إذا كنت قد اشتغلت في الميدان الصحفي لمدة معينة من 2004 تاريخ تأسيسي لجريدة
"هنا و الآن" و منه إلى الكتابة في مواقع معينة ، كالحوار المتمدن باللغة العربية و مواقع الكترونية أخرى بالفرنسية ، ثم كمراسل لجرائد الكترونية ، كالأحداث الرقمية التي تصدرها الأكاديمية الدولية للصحافة و الإعلام ... قلت إذا كنت قد اشتغلت هذه المدة دون أن أكون خريج هذا المعهد أو ذاك ، فإنني قبل كل شيء إنسان و فرد في هذا المجتمع من حقه أن يعبر عن رأيه كما يشاء . فبهذا المنطق دخلت عالم الصحافة و بهذا المنطق أيضا لا أعتبر نفسي صحفيا إلا من زاوية واحدة هي أنني أعتبر القدرة على التعبير عن الرأي عمل صحفي . فليس كل من حصل أو اشترى ديبلوما في مكان ما صحفيا فقط لأنه يحمل الديبلوم، بالرغم من فداحة الأخطاء التي يرتكبها ، سواء من حيث اللغة أو المعنى...
ولوجي إلى عالم الصحافة أتى أيضا بحكم أن قضايا الإنسان هي موضوع الإعلام . و مادامت المعلومة هي الموضوع المباشر له ، فهذه الأخيرة لا تكون في أغلب الأحيان غير معلومة تتعلق بالإنسان، فردا و جماعة و شعوبا. على هذا الأساس، فالأحداث و الوقائع و الظواهر الاجتماعية لا يمكن أن تقع خارج المجتمع الإنساني. هنا تتقاطع الصحافة مع العلوم الإنسانية و الاجتماعية. فأنا أتيت من السوسيولوجيا إلى الصحافة و أفهمها على أساس علوم الإنسان.
حين نقدم خبرا أو نقوم بتحقيق أو بروبورتاج أو بتقرير أو نعلق على حدث معين ... فإننا نستعمل في الأصل تقنيات و مناهج العلوم الإنسانية. لأننا لا نطرح سؤالا في حوار أو استجواب إلا إذا بنيناه على معرفتنا و تحكمنا في الوضعية ، بغرض إيصال طرح ما أو نظرية ما أو فكر ما لعموم الناس ، دون أن يكون القارئ متخصصا في ميدان المستجوب.
يحتاج الصحفي كي يكون كذلك إلى تكوين متين و ثقافة واسعة، كي لا يتحول إلى مجرد تقني يعمل ميكانيكيا و بسذاجة تشوه المادة المقدمة.
و لكن، هل هناك صحافة مستقلة ؟ و هل هناك حرية التعبير؟
أعتقد أن الحديث عن استقلالية الصحافة و حرية التعبير في هذه المجتمعات المتخلفة وهم كجميع الأوهام الأخرى.
لهذا، فلكل حماره يركب عليه وقتما شاء.
في القرية حمار حقيقي نستغله في حمل الأثقال من الصباح حتى الصباح. هذا الركوب واضح.
و في المدينة حمار نركب عليه. غير أنه يختلف عن حمار القرية كون الأول غير حقيقي، لا يرى . قد يكون وضعا أو ظرفا أو كلمة أو قضية.
حمار القرية يركب عليه الفلاح البسيط و لا يحتاج للف و الدوران و التبرير و الديماغوجيا. هو وسيلة لكسب العيش ببساطة. أما حمار المدينة فيركب عليه المثقف و السياسي و ما جاورهما من أجل الوصول إلى غاية محددة، قد تكون سياسية أو مهنية أو ربحية .
النتيجة هي أن لكل حماره و لكل غايته. فهذا حمار يحتاج للشعير و ذاك حمار يحتاج للكلمة، لكثير من الكلام كي ندغدغ و نشحن و نؤطر و نوجه و نركب، كي نحقق ما نريد و ما رسمناه سلفا. فالكلام مثل : غياب الإرادة السياسية و عدم الوفاء بالوعود و التنكر لها و استعمال المال الوسخ في الدعاية ، كأن هناك مال نظيف، الخ.
كل هذه التعابير و غيرها تعطي الدليل الملموس لوجود الحمار الذي ذكرناه.
في هذه المجتمعات، لدينا حمار ملموس و حمار مجرد. لهذا لا نستغرب حين نجد الترحال السياسي مثلا، من حزب إلى آخر و من موقف إلى أخر و من إيديولوجيا إلى أخرى.
يركب الفلاح على الحمار حتى يتعب فيبيعه ليشتري آخر. و يركب المثقف على منبر ما أو موقف ما أو قضية ما و حين لا يتحقق له ما يريد، يرحل في اتجاه قد يكون نقيض ما كان يركب عليه. و هكذا لا يرى العيب في ذلك لأن ما يحدد ممارسته لا يوجد داخل الوسيلة التي يركب عليها، بل هي مجرد وسيلة، جسر للعبور فقط. و العلاقة الرابطة بينه و بين ذاك المنبر أو القضية ... ليست علاقة مبدئية مبنية على قناعة و قيم. بل ، هي علاقة انتهازية و وصولية ، ليس إلا.
حمار القرية لديه اصطبل و حمار المدينة يوجد في المقرات المكيفة و المجهزة بأحدث الوسائل.
فمتى نتحرر من ثقافة الركوب؟؟؟
و متى نخرج من المستنقعات؟؟؟
و متى نرى الإنسان قضية لا حدود لها، قبلية أو اثنية أو وطنية أو تنظيمية كانت ؟؟؟؟



#ابراهيم_فيلالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنت
- عقلية المقاول الأمي
- مآل الثورات العربية بين الإرهاب الإسلامي و الإرهاب العسكري
- الزواج القسري للقاصرات بامسمرير اقليم تنغير- البيدوفيليا
- الغش في الامتحانات
- ما الهوية؟
- الأمازيغ و ليس البربر
- أموتل
- السلطة و التربية و الحرية
- بيان الى الرأي العام الوطني و الدولي
- المشعوذون
- حوار مع محمد شمي النائب الاقليمي للتربية و التعليم تنغير - ا ...
- بيان إلى الرأي العام الوطني و الدولي
- بعض التوضيحات
- -فيلالي راه براني و ماخصكومش تخليوه ابقى يهدر مع العيالات-
- تقرير- موجه الى وزير التربية و التعليم المغربي-
- تسمية وضع
- بيان
- إضراب عن العمل يوم الاثنين 26 مارس و الثلاثاء 27 مارس 2012 ا ...
- الأوهام المشتركة أو الموزعة


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم فيلالي - حمار القرية و حمار المدينة