|
بعض ما يجري على الساحة العراقية
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4488 - 2014 / 6 / 20 - 17:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ما يجري على الساحة العراقية ، في الآونة الأخيرة ، من أحداث مُتسارعة ، بإتجاه تفاقُم الأزمة المُستعصبة أصلاً .. يدعو الى إدراج المُلاحظات أدناه : * مُحاولة الإجهاز على ما تَبقى من ديمقراطيتنا " المُهلهَلةِ أساساً " ، والعمل على تفريغ العملية الإنتخابية التي جَرَتْ في 30/4/2014 ، من أي مُحتوى إيجابي مُحتَمَل . فبعد سقوط الموصل وتكريت ، لايوجد في الأُفُق ما يُشير الى إنعقاد مجلس النواب الجديد ولا تشكيل حكومة جديدة . وليسَ المالكي وما يُسمى دولة القانون ، فقط ، هُم الذين يسعون الى إدامة الأزمات وتكريس الوضع الإستثنائي والإستمرار في الحُكُم ، رغم إنتهاء المُدة القانونية لمجلس النواب والحكومة ، بل ان كُل الطبقة السياسية المُستفيدة ، تفعل ذلك أيضاً . * دعوة السيستاني الى حمل السلاح وقبلها إعلان مُقتدى الصدر ، للدفاع عن [ المراقد الشيعية ] ، كانَ في رأيي إيذاناً بتأجيج النعرات الطائفية ، ورَد فعلٍ غير مُوّفَق ، من قِبَل المرجعية الشيعية ، لتصريحات وأفعال ما يُسمى " داعش " . فداعش على أية حال ، جماعة إرهابية مُتطرِفة ، وتشكيل ميليشيات شيعية لمواجهتها ، يَصُب في مصلحة داعش ومشروعها الطائفي . ومن جانبٍ آخر ، فأن عسكرة المُجتمع والإلتجاء الى العشائر ، هو دليلٌ صارخ ، على [ فشل ] حكومة المالكي فشلاً ذريعاً ، وعدم صلاحيتها لإدارة المرحلة القادمة . * ثبوت خطأ النصائح التي كان مَنْ يُسّمون ب " سُنّة المالكي " ، يقدمونها له أي الى المالكي ، بصدد الأوضاع في الموصل وتكريت وغيرها . وإصرار المالكي طيلة السنوات الماضية ، الى السَعي لكسب شخصيات سُنية في هذه المناطق ، وصَرف أموال طائلة من الميزانية ، على شراء الولاءات العشائرية وتشكيل احزاب وغير ذلك .. وخير مثالٍ هو " مشعان الجبوري " الذي صّوَرَ للمالكي ، انه يستطيع ان يلعب دوراً أساسياً لصالح المالكي . فبالإعتماد على مشعان وأمثاله .. تدهورتْ الأوضاع في كُل من الموصل وتكريت . المالكي شخصياً ، يتحمل جزءاً كبيراً ، لكًل الإنهيار الذي جرى . * دخول أيران على الخَط بصورةٍ علنية ، فيه الكثير من المخاطِر . فإعلان إيران عن إستعدادها لحماية الشيعة ، يعني إمكانية إشتراكها في معارك في تلعفر والموصل وكركوك وغيرها . ورُبما سيُشجِع تُركيا ، للدفاع عن القسم السُني من " تُركمان " هذه المناطِق ! . * أصبح واضحاُ ، ان أصابع مُخابراتية عديدة تُحّرِك ما يُسّمى " داعش " ، من أمريكية وتركية وخليجية ، بل وان نشاطها في سوريا والعراق ، يدخل أيضاً ، ضمن الصراعات الداخلية للجماعات الإسلامية المتطرفة فيما بينها . وداعش ليستْ وحدها ، التي سيطرتْ على الموصل وتكريت وغيرها ، بل هنالك عدة جماعات إسلامية متطرفة وتنظيمات البعث كذلك ، بالتنسيق مع الحواضن الموجودة منذ سنوات طويلة في الموصل وغيرها . ومسألة [ داعش ] مُعّقَدة أكثر مما تبدو في الظاهِر : ففي سوريا ، يتركز معظم نشاط داعش ، في مُحاربة " حزب الإتحاد الديمقراطي " الكردي ، الذي يُدير الكثير من المناطق الكردية في سوريا ، وفي هذه النُقطة يبرز الدعم التُركي لداعش . لفترةٍ كانَ هنالك تحالفُ بين داعش وجبهة النُصرة ، وجبهة النصرة كانتْ قَد وّجهتْ ضربات قوية ضد نظام الأسد ، ولكن حدثتْ خلافات بين داعش والنصرة ، وتطورتْ الى إصطدامات مُسلحة بينهما .. وهُنا تبرز شكوك ، في وجود علاقة غير مُباشرة بين مُخابرات النظام السوري وداعش ! . الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة البارزاني ، له خلافات عميقة ، مع حزب الإتحاد الديمقراطي في سوريا . وكذلك داعش في حالة تناحُر مع حزب الإتحاد الديمقراطي . وبما أنه لم تحدث معارك جدية ، بين داعش وبين البيشمركة في منطقة الموصل عموماً " عدا عن مناوشات بسيطة في ربيعة وسنجار " ، فليسَ من المُستبعَد وجود نوعٍ من التفاهُم غير المُباشِر ، بين الحزب الديمقراطي وداعش ، على ان لايتعرضا لبعضهما وجهاً لوجه ، على الأقل في هذه المرحلة ! . وعلى أية حال ، فلقد قّررَ الكُرد " رسمياً " بأنهم سوف ( يدافعون ) عن مناطقهم . * إرتفاع بعض الأصوات في بغداد والمحافظات الوسطى والجنوبية ، مثل " قيس الخزعلي " وغيره ، المُنادِية بتصعيد الأزمة مع الكُرد ، وإدعاءها بأن ما حدث هو ، تآمرٌ كردي على العراق ، ويدعو الى الإقتصاص من الكُرد الموجودين في بغداد والوسط والجنوب ! ، هو هروبٌ من مواجهة الحقيقة ، وإنغماسٌ في مستنقع إثارة حربٍ داخلية : طائفية وقومية . فأن ما يُسمى " عصائب أهل الحَق " وغيرها من الميليشيات الشيعية المتطرفة ، هي الوجه الآخَر من العُملةِ الإرهابية الصَدِئة . فبدلاً من إيجاد حلول واقعية معقولة ، من قبيل عزل المالكي وتشكيل حكومة توافقية جديدة والإستفادة من الأخطاء الشنيعة السابقة .. فأنهم يُجيشون الجيوش ويوزعون الأسلحة على العشائر وينفثون سموماً طائفية وشوفينية . ....................................... الفًرقاء كلهم مُتفقون ، على شئٍ واحد : إستحالة العودة الى ماقبل سقوط الموصل . المالكي ومَنْ معه ، يقولون بأنهم سوف يشكلون جيشاً جديداً مُطّعما بالمتطوعين من العشائر ، جيشاً ولاءه مضمون . مضمون لِمَن ؟ للوطن أم للمالكي ؟ وأي وطن ، فالوطن مُتشرذمٌ مُقّسَم ! . ويقولون بأنهم يمتلكون تأييداً دولياً واسعاً لمحاربة " الإرهاب " . كُل الخِشية ، من أن تتحول الحرب ضد " الإرهاب " ، الى حربٍ طائفية ضد السُنّة والى حربٍ قومية ضد الكُرد ! . إدارة الموصل " القديمة " و إدارة الموصل " الجديدة " ، رُبما يكون بينهما تواصلٌ غير مُعلَنْ ، للتوصل الى صيغةٍ ما ، للتفاهُم والتنسيق ، على كيفية إدارة المحافظة في المرحلة القادمة .. المرحلة التي لن يكون فيها المالكي رئيساً للوزراء ! . إذا صّحتْ هذه الدعايات التي تقول ، بأن ذلك يجري برعايةٍ من الحكومة التركية .. فأنها تحتاج الى سيناريو فيه حدٌ أدنى من الإقناع والى ممثلين جيدين وإخراجٍ بارع ! .
#امين_يونس (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نازِحونَ خَمِس نجوم ، ونازحونَ عاديون
-
الموصل و - وثيقة المدينة -
-
على كُلِ تَلٍ ، صّدامٌ صغير
-
الرابحونَ والخاسرونَ ، مِما يجري في الموصل
-
إنهيار الموصل .. إنهيار ( قِيَم ) ما بعد 2003
-
الموصل تحت النار
-
بعض ما تَشهدهُ الموصل
-
عَفا اللهُ عّما سَلَف
-
الأشخاص أم الأفكار .. أيهما أهَم ؟
-
فولكسواكن
-
حلمٌ مُزعِج
-
حُسينية علي الأديب
-
السليمانية : حركة التغيير أمامَ إمتحانٍ صَعب
-
- دُنيا - التي غادَرَتْ الدُنيا
-
ماذا ينقصنا ؟
-
لَعَنُ اللهُ مَنْ إخترعَ السكايبي والفايبر
-
مُجّرَد إشاعات
-
سِكْراب
-
الغرور السياسي
-
نظرة على نتائج إنتخابات 30/4/2014
المزيد.....
-
هل تفلح مساعي احتواء الوضع الأمني في السويداء السورية؟
-
هل تنجح الدولة السورية في فرض الأمن وتوحيد السلاح في السويدا
...
-
إعلام إسرائيلي: مفاوضات غزة حققت تقدما والطريق ممهد أمام اتف
...
-
للذين أحبوا العمل أكثر من الراحة.. هكذا تتأقلم مع الحياة بعد
...
-
القضاء الفرنسي يطالب بتحديد مكان بشار الأسد في تحقيقات جرائم
...
-
الحوثيون يعلنون مهاجمة ميناء إيلات وهدفا عسكريا بالنقب
-
حصيلة أممية تكشف أن 875 شهيدا مجوعا سقطوا بغزة
-
واشنطن تطلب من إسرائيل التحقيق في مقتل أميركي بالضفة الغربية
...
-
في قطاع عانى لسنوات طويلة حصارا خانقا.. كيف تطور المقاومة سل
...
-
فشل انقلاب تركيا الأخير ونهاية عهد الدولة المسروقة
المزيد.....
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
-
ليلة في عش النسر
/ عبدالاله السباهي
-
كشف الاسرار عن سحر الاحجار
/ عبدالاله السباهي
-
زمن العزلة
/ عبدالاله السباهي
-
ذكريات تلاحقني
/ عبدالاله السباهي
-
مغامرات منهاوزن
/ ترجمه عبدالاله السباهي
المزيد.....
|