أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - دعوات العنف في القرآن














المزيد.....

دعوات العنف في القرآن


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 4485 - 2014 / 6 / 17 - 13:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هناك العديد من الآيات في القرآن ، التي تدعو الى العنف والاحتراب والارهاب . منها ما هي صريحة ومباشرة ، ومنها ما جاءت بالتلميح وليس بالتصريح ، لكنها واضحة من خلال سياقها لا تدعو الى العفو والتسامح والتجاوز ، لاسيما الذين سمتهم الآيات اعداء الله والرسول والمؤمنون ، فان هذه الآيات شددت عليهم ، ودعت الى حربهم وقتالهم وسمتهم – احيانا – بالكافرين او المعاندين او الجاحدين او المنافقين . وامثال هذه الآيات هو ما نزل بمكة ، فالمعلوم ان سور القرآن مكية ومدنية ، ومعظم الذي نزل بمكة نسخ بالمدينة . ومثلا قوله : {لكم دينكم ولي دين } نزل ما يبطل هذا الحكم ، وهو قوله : { ان الدين عند الله الاسلام ) ومعناها انك ان لم تكن مسلما فانك ضدي على اعتبارك لا تدين بالإسلام الذي هو دين الله . ولذلك نرى النبي لما ترك اليهود على دينهم اشترط عليهم ان يأخذ منهم الجزية (خاوة ). بعد ذلك بفترة حاربهم وقاتلهم وجلاهم عن ديارهم بالقوة ، مثلما يجري اليوم لبعض العراقيين حينما هجرتم المجاميع المسلحة من ديارهم ، حتى ان الحكومة اوجد وزارة اطلقت عليها وزارة ( الهجرة والمهجرين ) .
ومن هذه الآيات التي دعت للعنف والقوة ، والارهاب ، وهو التخويف قوله : { وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ } الانفال / 60
والآية صريحة ولا تحتاج الى تفسير ، فهي خطاب لأصحاب النبي بالاستعداد بكل ما اوتوا من قوة لإرهاب وتخويف من سماهم عدو الله وعدوكم ايها المؤمنون . لكن مع ذلك نذهب الى اقوال المفسرين لنرى بماذا فسروا الآية .
قال الزمخشري :( تُرْهِبُونَ قرئ بالتخفيف والتشديد وقرأ ابن عباس ومجاهد رضى اللّه عنهما تخزون والضمير في بِهِ راجع إلى ما استطعتم عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ هم أهل مكة وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ هم اليهود وقيل المنافقون «و عن السدى هم أهل فارس ، وقيل كفرة الجن ، وجاء في الحديث. إن الشيطان لا يقرب صاحب فرس ولا داراً فيها فرس عتيق» وروى أنّ صهيل الخيل يرهب الجن) . {راجع ذيل الآية في الكشاف ) .
ونحن في العصر الحديث لا نمتلك خيول لنركبها ، بل نمتلك سيارات التي هي واسطة نقل حديثة ، فالشيطان اذن يسرح ويمرح في بيوتنا ! ، وليس نحن فحسب ، بل حتى رجال الدين ، من معممين ومن سواهم ، لان بيوتهم ايضا تخلو من الخيول ! . فالعصر ليس عصر خيول وانما عصر علم وتكنولوجيا وتقنيات حديثة ، وطائرات نفاثة وصواريخ عابرة القارات تدار عبر الاقمار الصناعية والانتر نت الذي جعل العالم قرية صغيرة . فاين هذا من ذاك .
وفي تفسير البيضاوي : { ترهبون به } تخوفون به وعن يعقوب { ترهبون } بالتشديد والضمير ل { ما استطعتم } أو للإعداد { عدو الله وعدوكم } يعني كفار مكة { وآخرين من دونهم } من غيرهم من الكفرة قيل هم اليهود وقيل المنافقون وقل الفرس { لا تعلمونهم } وهذا يعني عدم يقين وتخبط في مفهوم الآية . {راجع ذيل الآية } .
وقال القرطبي في تفسيره : " ( ترهبون به عدو الله وعدوكم ) يعني تخيفون به عدو الله وعدوكم من اليهود وقريش وكفار العرب ( وآخرين من دونهم ) يعني فارس والروم قاله السدي وقيل : الجن وهو اختيار الطبري وقيل : المراد بذلك كل من لا تعرف عداوته قال السهيلي : قيل هم قريظة وقيل : هم من الجن وقيل غير ذلك ولا ينبغي أن يقال فيهم شيء لأن الله سبحانه قال : ( وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم ) فكيف يدعي أحد علما بهم إلا أن يصح حديث جاء في ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قوله في هذه الآية : ( هم الجن ( ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الشيطان لا يخبل أحدا في دار فيها فرس عتيق ( وإنما سمي عتيقا لأنه قد تخلص من الهجانة " .
ونفهم من كلام القرطبي ان الآية دعت الى تخويف اليهود وقريش وكفار العرب من الذين لم يصدقوا بنبوة محمد وجحدوا بما جاء به . لكن الجن كيف نخوفهم ؟! ما هي حقيقة الجن ؟ وقد اشرنا اكثر من مرة الى ان العلم الحديث لا يقر بوجود الجن . فهل نتبع ما قاله المفسرون ام ما يقوله العلم ؟ .
وفي تفسير الفخر الرازي : "( من رابط يوما وليلة في سبيل الله كان مثل صيام شهر وقيامه لا يفطر ولا ينتقل عن صلاته إلا لحاجة ) ، الثاني أن معنى المرابطة انتظار الصلاة بعد الصلاة ويدل عليه وجهان الأول ما روي عن أبي سلمة عبد الرحمن أنه قال لم يكن في زمن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) غزو يرابط فيه وإنما نزلت هذه الآية في انتظار الصلاة بعد الصلاة الثاني ما روي من حديث أبي هريرة حين ذكر انتظار الصلاة بعد الصلاة ثم قال ( فذلكم الرباط ) ثلاث مرات . واعلم أنه يمكن حمل اللفظ على الكل وأصل الرباط من الربط وهو الشد يقال لكل من صبر على أمر ربط قلبه عليه . وقال آخرون الرباط هو اللزوم والثبات وهذا المعنى أيضاً راجع إلى ما ذكرناه من الصبر وربط النفس ثم هذا الثبات والدوام يجوز أن يكون على الجهاد ويجوز أن يكون على الصلاة " . والرازي هنا محتار ، ولا يستطيع ان يجزم بقول ولا يقر برأي معين . والمفسرون يحاولون تشويه المعنى والهروب من المراد في الآية .
وهي كما قلنا دعوة صريحة للإرهاب ، فكل من لم يكن مسلما يجب ارهابه ، وليس هذا فحسب ، بل ان المسلمين اليوم منشقون فئات وكل وكل فئة تكفر وتحارب الاخرى وترهبها بقوة السلاح . واليوم القاعدة والارهاب وداعش قد اخذ مفهوم هذه الآية وراح يقتل الناس ويطبق عليهم مفاهيم نزلت قبل اكثر من الف واربعمائة سنة .



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسلمون : صاحب هرة يعرف بها يعتمدون على رواياته !
- اكعد بالشمس لمن ......!
- هل قصة الطوفان والسفينة حقيقة ام اسطورة ؟
- هل الانبياء كانوا اقوياء ؟
- مقولة .. السلطان الكافر العادل أم السلطان المسلم الجائر؟
- المسلمون يقتلون بعضهم بعضا
- الاسلام : الجعد بن درهم .. ضحية الفكر الحر
- الاسراء والمعراج هل هو حقيقة ام رؤية منامية للنبي ؟
- لولا عمر لأصبحن بناتنا عاهرات !
- ديمقراطية (اخليف)
- النبي لزوجة زيد : (سبحان الله مقلّب القلوب ) !
- هل الله فعلا خلق البشر للعبادة فقط ؟
- الاسلام ؛ ومقولة الائمة - الرؤساء من قريش
- القرآن يدعو للعنصرية
- النبي يترك اربعون جثة لم يوارها الثرى
- النبي يخبر بانحراف اصحابه
- كيف يصفي النبي خصومه ؟
- القرآن .. واختلاف الرواة في ترتيب نزوله
- النبي يهاب جماعة فيغدق عليهم اموالا
- جد النبي يحكم على احد اولاده بالإعدام !


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - دعوات العنف في القرآن