أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - النبي يهاب جماعة فيغدق عليهم اموالا















المزيد.....

النبي يهاب جماعة فيغدق عليهم اموالا


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 4453 - 2014 / 5 / 14 - 14:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كان النبي ، رغم انصاره وباسه وقوته ، يخشى جماعة ويهاب سطوتهم ويحسب لهم حسابا خاصا لانهم كانوا من أشراف الناس كما يصفهم المؤرخون ، فكان يعطيهم القسم الاكبر من الغنائم ويحرم بعض اصحابه ، وهو بهذا الفعل يتودد اليهم ويراعيهم ، ويأمن منهم اسلام بحسب ما يدعي الرواة ، لكن الحقيقة عكس ذلك ، بل ان النبي كان يخافهم ، فيعطيهم رشوة حتى يأمنهم ويسكت السنتهم . ففي غنائم حنين . { أعطى أبا سفيان وابنه معاوية، وحكيم بن حزام، والعلاء بن جارية الثقفي، والحارث بن هشام، وصفوان بن أمية، وسهيل بن عمرو، وحويطب بن عبد العزى، وعيينة بن حصن، والأقرع بن حابس، ومالك بن عوف النصري، كل واحد منهم مائة بعير، وأعطى دون المائة رجالاً، منهم: مخرمة بن نوفل الزهري، وعمير بن وهب، وهشام بن عمرو، وسعيد بن يربوع، وأعطى العباس بن مرداس أباعر، فسخطها وقال:
كانت نهاباً تلافيتها ... بكرّي على المهر في الأجرع
وإيقاظي القوم أن يرقدوا ... إذا هجع النّاس لم أهجع
فأصبح نهبي ونهب العبي ... د بين عيينة والأقرع
وقد كنت في الحرب ذا تدرإٍ ... فلم أعط شيئاً ولم أمنع
إلاّ أفائل أعطيتها ... عديد قوائمها الأربع
وما كان حصنٌ ولا حابسٌ ... يفوقان مرداس في المجمع
وما كنت دون امرءٍ منهما ... ومن تضع اليوم لا يرفع
فأعطاه حتى رضي . } وهؤلاء هم الذين يطلق عليهم المؤلفة قلوبهم .
{ وقال رجل من الصحابة: يا رسول الله أعطيت عيينة والأقرع وتركت جعيل بن سراقة. فقال رسول الله: ومن يعدل إذا لم أعدل ؟ فقال عمر بن الخطاب: ألا نقتله ؟ فقال: دعوه، ستكون له شيعة يتعمقون في الدين حتى يخرجوا منه كما يخرج السهم من الرمية ينظر في النصل فلا يوجد شيء، ثم في القدح فلا يوجد شيء ثم في الفوق فلا يوجد شيء سبق الفرث الدم وقيل: إن هذا القول إنما كان في مال بعث به علي من اليمن إلى رسول الله، فقسمه بين جماعة، منهم: عيينة والأقرع وزيد الخيل.
قال ابن الاثير : ولما أعطى رسول الله ما أعطى من تلك الغنائم في قريش وقبائل العرب ولم يعط الأنصار شيئاً وجدوا في أنفسهم حتى قال قائلهم: لقي رسول الله، قومه. فأخبر سعد بن عبادة رسول الله، بذلك، فقال له: فأين أنت يا سعد ؟ قال: أنا من قومي. قال: فاجمع قومك لي، فجمعهم. فأتاهم رسول الله، فقال: ما حديث بلغني عنكم ؟ ألم آتكم ضلالاً فهداكم الله بي ؟ وفقراء فأغناكم الله بي ؟ وأعداء فألف الله بين قلوبكم بي ؟ قالوا: بلى والله يا رسول الله، ولله ورسوله المن والفضل. فقال: ألا تجيبوني ؟ قالوا: بماذا نجيبك ؟ فقال: والله لو شئتم لقلتم فصدقتم: أتيتنا مكذباً فصدقناك، ومخذولاً فنصرناك، وطريداً فآويناك، وعائلاً فواسيناك، أوجدتم يا معشر الأنصار في أنفسكم في لعاعة من الدنيا تألفت بها قوماً ليسلموا ووكلتكم إلى إسلامكم، أفلا ترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير وترجعوا برسول الله إلى رحالكم ؟ والذي نفسي بيده لولا الهجرة لكنت أمرأً من الأنصار، ولو سلك الناس شعباً وسلكت الأنصار شعباً لسلكت شعب الأنصار، اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار. قال: فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم وقالوا: رضينا برسول الله قسماً وحظاً. وتفرقوا. {راجع الكامل في التاريخ الجزء الاول بكل طبعاته}.
وظل النبي يعطي هؤلاء من كل غنيمة يحصل عليها المسلمون ، والنبي واصحابه هم في اشد الحاجة الى هذه الاموال لاستخدامها في شراء الاسلحة وغيرها من الامور الاخرى . وكان الاولى بالنبي ان يوزعها على اصحابه ولا يعطيها لسواهم ابدا . اما فكرة : ان تلين قلوبهم فيدخلوا الاسلام ، فهذا شيء لا يقره الواقع التاريخي ، فجميع هؤلاء لم يدخلوا الاسلام ولم يعترفوا بنبوة محمد ، استثناء ابو سفيان الذي اسلم والسيف مسلط على رقبته في فتح مكة ، فكان ايمانه ضعيف جدا ومهزوز من الداخل . حتى انه قال للعباس عن النبي ذات يوم : لقد اصبح ملك ابن اخيك عظيم . واجابه العباس ان قال له انها النبوة وليس الملك (بحسب ما نقل ذلك عباس محمود العقاد في كتابه ابو الشهداء – عن الطبري) .
وكان النبي يفعل ذلك تطبيقا للآية { إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ وَالْعامِلِينَ عَلَيْها وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقابِ وَالْغارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } التوبة / 60
قال الزمخشري في ذيل الآية : ((وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ أشراف من العرب كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يستألفهم على أن يسلموا فيرضخ لهم شيئاً منها حين كان في المسلمين قلة. والرقاب : المكاتبون يعانون منها )) . اقول ولكن استمر العمل بها حتى نهاية حكم الخليفة الاول .
وقال الطبري ((وَالْمُؤَلَّفَة ِ قُلُوبُهُمْ قال ابن عباس هم قوم أشراف من الأحياء أعطاهم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يوم حنين وكانوا خمسة عشر رجلاً أبو سفيان والأقرع بن حابس وعيينة بن حصن وحويطب بن عبد العزى وسهل بن عمرو من بني عامر والحرث بن هشام وسهيل بن عمرو الجهني وأبو السنابل وحكيم بن حزام ومالك بن عوف وصفوان بن أمية وعبد الرحمن بن يربوع والجد بن قيس وعمرو بن مرداس والعلاء بن الحرث أعطى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) كل رجل منهم مائة من الإبل ورغبهم في الإسلام إلا عبد الرحمن بن يربوع أعطاه خمسين من الإبل وأعطى حكيم بن حزام سبعين من الإبل فقال يا رسول الله ما كنت أرى أن أحداً من الناس أحق بعطائك مني فزاده عشرة ثم سأله فزاده عشرة وهكذا حتى بلغ مائة ثم قال حكيم يا رسول الله أعطيتك الأولى التي رغبت عنها خير أم هذه التي قنعت بها فقال عليه الصلاة والسلام ( بل التي رغبت عنها ) فقال والله لا آخذ غيرها فقيل مات حكيم وهو أكثر قريش مالاً وشق على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) تلك العطايا لكن ألفهم بذلك قال المصنف رحمه الله هذه العطايا إنما كانت يوم حنين ولا تعلق لها بالصدقات ولا أدري لأي سبب ذكر ابن عباس رضي الله عنهما هذه القصة في تفسير هذه الآية ولعل المراد بيان أنه لا يمتنع في الجملة صرف الأموال إلى المؤلفة فأما أن يجعل ذلك تفسيراً لصرف الزكاة إليهم فلا يليق بابن عباس ونقل القفال أن أبا بكر رضي الله عنه أعطى عدي بن حاتم لما جاءه بصدقاته وصدقات قومه أيام الردة وقال المقصود أن يستعين الإمام بهم على استخراج الصدقات من الملاك قال الواحدي إن الله تعالى أغنى المسلمين عن تألف قلوب المشركين فإن رأى الإمام أن يؤلف قلوب قوم لبعض المصالح التي يعود نفعها على المسلمين إذا كانوا مسلمين جاز إذ لا يجوز صرف شيء من زكوات الأموال إلى المشركين فأما المؤلفة من المشركين فإنما يعطون من مال الفيء لا من الصدقات وأقول إن قول الواحدي إن الله أغنى المسلمين عن تألف قلوب المشركين بناء على أنه ربما يوهم أنه عليه الصلاة والسلام دفع قسماً من الزكاة إليهم لكنا بينا أن هذا لم يحصل البتة وأيضاً فليس في الآية ما يدل على كون المؤلفة مشركين بل قال وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وهذا عام في المسلم وغيره والصحيح أن هذا الحكم غير منسوخ وأن للإمام أن يتألف قوماً على هذا الوصف ويدفع إليهم سهم المؤلفة لأنه ( لا ) دليل على نسخه البتة )) . (راجع ، مفاتيح الغيب ، ذيل تفسير الآية ).
وعندما توفى الرسول وجاء ابي بكر الخليفة الاول ظل هؤلاء يأخذون حصتهم بالكامل من المسلمين ، ورغم انوفهم الى نهاية فترة حكم ابي بكر . ولما وصل الحكم الى الخليفة عمر بن الخطاب ، جاء هؤلاء الشراذم يطلبون وارداتهم كالمعتاد ، ردهم الخليفة بحزم وقوة واقتدار ، وشهر السيف في وجوههم وطردهم شر طردة ، وخيرا فعل ، قائلا لا حاجة لنا بكم وقد صار الاسلام قوي .
فاذا قلتم انه خالف حكم آية وعطلها فان ذلك لصالح الاسلام والمسلمين ، وان الخليفة يجب ان يجتهد ويرى ما هو افضل واصلح للناس ، لا ان يتمسك في نصوص جامدة ربما وجودها اضر لهم من تطبيقها ، لانهم اعرف بأمور دنياهم ، كما عبّر النبي . وهذا ما تريده العلمانية وتسعى الى تطبيقه ، لأنه من يخلص الناس من امور وقضايا فيها اجحاف بحقهم . واعتقد ان عمر بن الخطاب اول من طبق مدلول العلمانية على ارض الواقع . ولولا ابن الخطاب لظل هذا الحكم الى يومنا هذا حتى اننا نعطي لأمريكا او الى بريطانيا او حتى اسرائيل ، حصة من عائدات النفط او الزراعة او غير ذلك كي نأمن شرهم او نرجو منهم اسلام ، تطبيقا لحكم الآية .



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جد النبي يحكم على احد اولاده بالإعدام !
- الموازنة : يللي اجلتوني يمتى تقروني
- ذكر الجنة والنار
- وهم الاعجاز القرآني
- خديجة تسقي اباها خمرا لتتزوج النبي
- النبي يتيما
- نبي الاسلام اكثر الانبياء زوجات
- ابن الكلبي ..وكتابه الاصنام (1)
- ام حسين الدلالة تفوز بالانتخابات
- القانون الجعفري ..اعادة سوق النحاسة
- معارضو محمد
- حتى نبي الاسلام لم ينصف المرأة
- مرشحة برلمانية ...خط ونخلة وفسفورة
- ابو لهب عم النبي ( قراءة في اوراق محظورة ) ( 6 )
- انتخبوني ...لله يا محسنين
- ابو لهب عم النبي ( قراءة في اوراق محظورة ) ( 5 )
- بطايق للبيع...بطايق
- ابو لهب عم النبي ( قراءة في اوراق محظورة ) ( 4 )
- ابو لهب عم النبي ( قراءة في اوراق محظورة ) ( 3 )
- ابو لهب عم النبي ( قراءة في اوراق محظورة ) ( 2 )


المزيد.....




- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - النبي يهاب جماعة فيغدق عليهم اموالا