مرشحة برلمانية ...خط ونخلة وفسفورة

داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 4422 - 2014 / 4 / 12 - 12:19
المحور: كتابات ساخرة
    

وصلت قضية الترشيح الى البرلمان الى حد الاستهزاء بالمواطن والضحك على ذقنه وعقله معا من قبل الاحزاب الاسلامية التي تريد نيل الصعود الى قبة البرلمان باي طريقة وحيلة ، حتى اذا كان ذلك على حساب المبادئ والاخلاق والقيم الانسانية وسحقها بالكامل ، كل ذلك لا يهم بقدر ما يهم كسب الاصوات ، بالحيلة ودغدغة مشاعر الناخب وتحريك مشاعره الدينية والطائفية ، وبالتالي اجباره على التصويت للقائمة الفلانية وللمرشح المشار اليه ، وتعتبر هذه من اكبر الحيل التي يراد منها اصطياد المواطن الناخب ذو الفكر (التعبان) والعقلية الساذجة البسيطة التي لا تميز بين دريد و مطشر ، يعني هوش الله بارض الله . ما اثار استغرابي وحفيظتي بانني رأيت صورة لاحدى المرشحات لا يرى منها شيء الا جزء ضئيل جدا من عينيها ، يعني مرشحة خط ونخلة وفسفورة ، وهي لابسة سواد في سواد ( جنها نص الليل ) وتشبه آدم السوداني الذي يبيع العطور في منطقة البتاويين ، ومكتوب على الصورة (انتخبوا مرشحتكم ام فلان ) . وذا فازت بالانتخابات – لا سمح الله – اكيد انها تريد اقامت حكم طالبان العراق ، حتى تسير المرأة في الشوارع وهي قطعة من السواد لا تميز الناس الجميلة من القبيحة ، ولا بين ام العيون السود التي لا تجوز منها الناس ، بحسب تعبير المطرب الكبير ناظم الغزالي – وبين الحولة وجاحظة العينين . وبالتالي تصبح ازمة في القماش الاسود بسبب هذه المرشحة الداهية التي تريد كذلك التأكيد وتطبيق القانون الجعفري ، فالنساء كلها سواد في سواد ، مثل حظ صاحب هذه السطور ، فتتحقق نبوءة الشاعر العربي البطران الذي يقول : (قل للمليحة في الخمار الاسود ... ماذا صنعت بناسك متعبد ) وكان الاولى بالشاعر ان يقول الملحة بدل (المليحة) لان الملحة فقط هي التي تفعل ذلك ، وليس المليحة التي اراد منها صاحب فكرة قانون الجعفري ان يطبق عليها هذا القانون حتى يتزوج منها وهي بسن التسع سنوات . هذه المرشحة اذا فازت كيف يسمح لها رئيس البرلمان دخول القاعة وهي بهذا الشكل ؟ ومن يضمن لنا من ان ارهابيا يستغل ذلك فيرتدي النقاب (ويصخم) وجهه ويقول انا ام فلان البرلمانية فيدخل القاعة من دون تفتيش ، لان البرلماني محصن ، وبعدها يحصل الذي يحصل . عتبنا على المفوضية العليا التي يقال عنها مستقلة ، كيف وافقت على مثل هذه المرأة بقبول ترشيحها وهي بهذه الصورة ، ما يدل بالدليل القاطع على انها غير مستقلة ، ووقعت عليها ضغوطات من الاحزاب المتنفذة على قبول هذه المرأة بالقوة والاجبار ، (وطاح الفاس بالراس ) . لكن المواطن ما هو ذنبه ؟ ثم ان الناخب عاثر الحظ كيف يتسنى له انتخابها ؟ وكيف يعرفها ؟ واذا فازت وصار لها مكتب وحمايات كيف يستطيع الناخب الذي اختارها ان يقابلها ويدخل عليها ؟ واذا سارت بالشارع ، هل يكون برفقتها محرم ام تذهب بمفردها ؟ والله انها مهزلة ونكتة العصر . ... لا وحتى الصبح . وعشنا وشفنا وبعد نشوف .

#داود_السلمان (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل