صخرة بلال و صخرة عبعوب

داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 4303 - 2013 / 12 / 12 - 14:17
المحور: كتابات ساخرة
    

الصخور اشكال و انواع و احجام ، ومنها قبة الصخرة ، و مطعم الصخرة في شارع فلسطين ببغداد ، و اغنية ( كلبك صخر جلمود ) ، و الجماعات التي يجبرون على العمل بدون اجور يسمونهم ( صخرة ) ، وهناك قرية تابعة لمحافظة الحلة تسمى ( جرف الصخر ) ليش ؟ ما ادري ، والذي لا يحرك ساكنا في اي قضية يقال له ( انت صخرة ما تتحرك ) . و يبدو ان ثقافة الصخر عريقة و ضاربة في عمق التاريخ ، و لها جذور في كل ثقافات الشعوب ، و حتى ان بلال مؤذن النبي كان اول انسان تستخدم ضده الصخرة كأداة للتعذيب ، وكان ذلك في بداية الاسلام ، اذ ان اعداء الاسلام بعد ان علموا ان بلال بن رباح قد دخل الاسلام و آمن بمحمد ، و حينما ضفروا به راحوا يعذبونه بوضع صخرة على صدره و هو عار الجسد و يضربونه بالسياط في سبيل تراجعه عن الدين الجديد الذي جاء به محمد و قد آمن به كذلك بضعة رجال ، لكن بلال رفض التراجع فكانوا يضربونه و هو يصيح ( احد ... احد ) فهو يفضل التعذيب عن التراجع ، و كان اصرار بلال عجيب غريب ، ولو ان هذه الصخرة وضعت على صدر احد سياسيينا السراق لاعترف في اول وهلة ، و قال انه كان ضليعا في ( الخمط ) وما جاءكم من خمط فخذوه وما نهاكم عنه فأنتهوا . و العاقبة للسراق في هذا العصر .
و تاكيدا على ما قلناه بان ثقافة الصخر عريقة و ضاربة في القدم و انها من سمات العصر ، هو ما تفوه به السيد عبعوب آخر الفلاسفة و حبر هذه الامة ، الامة العراقية المسكينة التي الى اليوم لم ينصفها سياسي ، سوى الزعيم عبد الكريم قاسم طيب الذكر . عبعوب قال انه عثر على صخرة اشد وطأة و حجما من صخرة بلال ، وربما اقسى و اكثر تضررا للناس جميعا من تلك الصخرة ، هذه الصخرة قال عبعوب انه وجدها في المجاري الرئيسة في بغداد ، و انها قد سدت مجاري بغداد – ياللهول – و اعتبرها _ اي هذه الصخرة - مؤامرة على العملية السياسية و الغاية منها اسقاط الحكومة ، لان الحكومة تمتحن دور ثاني و اذا سقطت سوف تعيد سنة دراسية اخرى و السبب هو هذه الصخرة اللعينة ، التي جاء بها احد اعداء العملية السياسية من خارج العراق فهل سمعتم ان دولة مترامية الاطراف قد اسقطتها صخرة ، ولو كنا في شهر نيسان لقلنا انها كذبة نيسان . فهل نحن نعيش في عصر سياسيون فاشلون ؟ ام نحن نعيش في عصر صخور ؟ .وياليت ان يثبت لنا صاحب فلسفة الصخرة من اين جاءت هذه الصخرة ام هل انها سقطت من السماء ، فلم يرها احد و لم يعثر عليها الا هذا الداهية . اللهم اكفنا شر الصخور و شر حاسد اذا حسد و شر عبعوب اذا طفر و كذب المنجمون وان صدقوا . و : ( كلبك صخر عبعوب ما حن عليه ) .

#داود_السلمان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات