أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - داود السلمان - مقولة .. السلطان الكافر العادل أم السلطان المسلم الجائر؟














المزيد.....

مقولة .. السلطان الكافر العادل أم السلطان المسلم الجائر؟


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 4477 - 2014 / 6 / 9 - 13:11
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    



((لما فتح السلطان هولاكو بغداد في سنة ست وخمسين وستمائة أمر أن يستفتى العلماء أيما أفضل: السلطان الكافر العادل أم السلطان المسلم الجائر؟ ثم جمع العلماء بالمستنصرية لذلك، فلما وقفوا على الفتيا أحجموا عن الجواب، وكان رضي الدين علي بن طاووس حاضراً هذا المجلس، وكان مقدماً محترماً، فلما رأى إحجامهم تناول الفتيا ووضع خطه فيها بتفضيل العادل الكافر على المسلم الجائر، فوضع الناس خطوطهم بعده .)) { الفخري في الآداب السلطانية } .
وعلى الكلام هذا نبدي تأويلات تنسجم مع الواقع السياسي الذي مر به الاسلام ، منذ بزوغ فجره الى يومنا هذا ، بحسب ما قرأناه في التاريخ الاسلامي .
التأويل الاول : لقد عايشنا ورأينا ودرسنا عقلية السلطان المسلم الجائر ، وما لاقاه منه المجتمع المسلم من ويلات وكوارث واستبداد جراء حكم ذلك الحاكم المسلم الذي قاد المجتمع الاسلامي ، منذ انتهاء الدولة (الراشدة ) بقيادة الحكام الاربعة : ابو بكر – عمر – عثمان – علي . حتى بدء دور الدولة الاموية ثم العباسية وما جاء بعدهما .
التأويل الثاني : المقولة جدا صحيحة ولا تشوبها ادنى شائبة ، بحسب ما نرى ، وتنسجم مع الواقع السياسي والامني والاجتماعي والثقافي الذي مرت به الشعوب الاسلامية ، وقد قرأنا وسمعنا وشاهدنا ماذا فعل الحاكم المسلم ، من قتل واقصاء ، وتشريد للمخالف وغير المخالف ، واحتكار السلطة ، وتقريب اهله وذويه ، وتحقيق مآربه وغاياته على حساب الناس والمصلحة العامة ، وغيرها من الامور التي لا تخفى على القارئ الكريم . وكلها باسم الدين والشريعة وتطبيق حكم الله ، والله ورسوله بريئان من هذه الامور .
التأويل الثالث : يبدو ان صاحب هذه الفتوى كان عظيم الغور بعيد النظر ، في القضايا السياسية والاجتماعية ، وقريب من معاناة الانسان المسلم الذي ارتشف ما ارتشف من كأس المرارة والالم على يد ذلك السلطان المتسلط على رقاب الناس باسم الدين . وهذا الكلام ينسجم مع ما كان يراه عمر بن الخطاب اذ يقول : (سلطان عادل خير من سلطان ظلوم، وسلطان ظلوم غشوم خير من فتنة تدوم ) . { تاريخ اليعقوبي ، ج2 ص 222، دار صادر } .
التأويل الرابع : هذا الكلام يبطل شرعية ذلك الحاكم الذي كانت تبرر له بعض الفقهاء افعاله واعماله وسيرته مع الرعية من ظلم وجور . ويسميهم – هؤلاء الفقهاء – عالم الاجتماع العراقي الدكتور علي الوردي (وعاظ السلاطين ) اذ اكنوا يصدرون فتاوى جاهزة وبحسب مقاس ذلك الحاكم وعند الطلب ، وبالمقابل تتدفق عليهم الاموال والهدايا وغيرها ، وبالعملة الصعبة آنذاك .
التأويل الخامس : انقل للقارئ الكريم تبريرات احد الوعاظ للسلطان الحاكم واصدار فتوى على مقاسه واترك لكم التعليق حتى لا اتهم بشيء . قال السيوطي: (( لما أفضت الخلافة إلى الرشيد وقعت في نفسه جارية من جواري المهدي فراودها عن نفسها فقالت: لا أصلح لك إن أباك قد طاف بي فشغف بها فأرسل إلى أبي يوسف فسأله أعندك في هذا شيء فقال يا أمير المؤمنين أو كلما ادعت أمة شيئاً ينبغي أن تصدق لا تصدقها فإنها ليست بمأمونة . قال ابن المبارك: لم أدر ممن أعجب من هذا الذي قد وضع يده في دماء المسلمين وأموالهم يتحرج عن حرمة أبيه أو من هذه الأمة التي رغبت بنفسها عن أمير المؤمنين أو من هذا فقيه الأرض وقاضيها قال اهتك حرمة أبيك وقض شهوتك وصيره في رقبتي .
قال: قال الرشيد لأبي يوسف: إني اشتريت جارية وأريد أن أطأها الآن قبل الاستبراء فهل عندك حيلة قال نعم تهبها لبعض ولدك ثم تتزوجها.
قال: دعا الرشيد أبا يوسف ليلا فأفتاه بأمر له بمائة ألف درهم فقال أبو يوسف إن رأى أمير المؤمنين أمر بتعجيلها قبل الصبح فقال: عجلوها فقال بعض من عنده إن الخازن في بيته والأبواب مغلقة فقال أبو يوسف: فقد كانت الأبواب مغلقة حين دعاني ففتحت )). {السيوطي ، تاريخ الخلفاء ص 226 مكتبة الصفا بمصر ، ط الاولى 2005 م }.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسلمون يقتلون بعضهم بعضا
- الاسلام : الجعد بن درهم .. ضحية الفكر الحر
- الاسراء والمعراج هل هو حقيقة ام رؤية منامية للنبي ؟
- لولا عمر لأصبحن بناتنا عاهرات !
- ديمقراطية (اخليف)
- النبي لزوجة زيد : (سبحان الله مقلّب القلوب ) !
- هل الله فعلا خلق البشر للعبادة فقط ؟
- الاسلام ؛ ومقولة الائمة - الرؤساء من قريش
- القرآن يدعو للعنصرية
- النبي يترك اربعون جثة لم يوارها الثرى
- النبي يخبر بانحراف اصحابه
- كيف يصفي النبي خصومه ؟
- القرآن .. واختلاف الرواة في ترتيب نزوله
- النبي يهاب جماعة فيغدق عليهم اموالا
- جد النبي يحكم على احد اولاده بالإعدام !
- الموازنة : يللي اجلتوني يمتى تقروني
- ذكر الجنة والنار
- وهم الاعجاز القرآني
- خديجة تسقي اباها خمرا لتتزوج النبي
- النبي يتيما


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - داود السلمان - مقولة .. السلطان الكافر العادل أم السلطان المسلم الجائر؟