|
هل الانبياء كانوا اقوياء ؟
داود السلمان
الحوار المتمدن-العدد: 4478 - 2014 / 6 / 10 - 12:41
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يدعي الرواة ان خَالِدِ بْنِ سِنَانٍ الْعَبْسِيِّ كان يعد من الانبياء، قال في حقه النبي محمد حينما سئل عنه قال : " ذَاكَ نَبِيٌّ ضَيَّعَهُ قَوْمُهُ " {السيرة النبوية – ابن كثير ج1 ص85} . ويمكن ان نفند هذه الرواية او نفلسفها بعدة مستويات كي نصل الى المغزى منها . المستوى الاول : ان رواة الحديث والمؤرخين مختلفين في كون ان خالد بن سنان كان نبيا ، ما يجعلنا ايضا نشك في صحة ذلك . ومن الذين شكوا في ذلك ايضا ابن كثير وغيره ممن كتب في السيرة او في التاريخ . المستوى الثاني : ان الرسول او النبي عقلا ووجدانا يكون مسددا من الله ويكون ظهيره وناصره في كل شيء ، وان جبريل يأتيه من عند الله ويخبره بكل الامور ، صغيرها وكبيرها ، ويعلمه بكل المستجدات ، حتى بما يتعلق بأمور اعدائه اذا ما ارادوا به كيدا ، والامر نفسه ما حدث للنبي محمد في اكثر من مرة ، ومنها حادثة مبيت ابن عمه علي بن ابي طالب على فراشه وهو قد خرج ليلا بعد ان اخبره جبريل بان قريش عازمة على الكيد به . فكيف الله تخلى عن هذا النبي المزعوم ، بعد ان ارسله الى قومه للهداية والرشاد والصلاح ، بحيث ضيعه قومه كما في الحديث . المستوى الثالث : ان الله قد خذل هذا النبي ويفترض ان ينصره ويسدده حتى يتم رسالته على اكمل وجه مثل ما اراد . وهذا مرفوض عقلا ومنطقا ، فعدالة الله وقوته التي لا تقهر لا تنسجم مع هذه الحالة ، وتريدنا ان نقنع بان الله يمكن ان يغدر ولا يفي بوعوده اذا وعد ، ما يجعلنا ان لا نلتزم بالوعود التي جاءت في القرآن من عذاب ورحمة وانتقام ولطف وغير ذلك ، وهذا الكلام فيه نظر . المستوى الرابع : ما الغاية او الهدف من ارسال نبي بمستوى هذا الرجل ضعيفا بحيث ان قومه قد استهزأوا به حتى ضيعوه ، بحسب الحديث . وعقلا ان الله دائما ما ينصر انبيائه ورسله ، ويسلحهم بالحجج ، والبراهين الساطعة ، كما في قضايا العديد من الانبياء ومنهم ابراهيم ، على ما حكاه القرآن ، وقضيته معروفة . واحيانا يبعث ملائكة تقاتل جنبا الى جنب مع الانبياء ، مثلما فعل مع اصحاب محمد في احدى معاركهم اكراما لمحمد كي ينصره . ان خذلان الله لهذا النبي يعد ظلما بحقه ، ليس باعتباره نبيا فحسب ، بل وايضا لكونه انسانا اراد الخير للناس لكنهم ضيعوه . اذن الانبياء ليسوا بأقوياء . المستوى الخامس : روى ابن كثير ( عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَجُلًا مِنْ عَبْسٍ يُقَالَ لَهُ خَالِدُ بن سِنَان قَالَ لِقَوْمِهِ: " إنى أطفئ عَنْكُم نَار الحرتين " فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ: وَاللَّهِ يَا خَالِدُ مَا قُلْتَ لَنَا قَطُّ إِلَّا حَقًّا، فَمَا شَأْنك وشأن نَار الحرتين تَزْعُمُ أَنَّكَ تُطْفِئُهَا! فَخَرَجَ خَالِدٌ وَمَعَهُ أُنَاسٌ مِنْ قَوْمِهِ، فِيهِمْ عِمَارَةُ بْنُ زِيَادٍ، فَأَتَوْهَا فَاذَا هِيَ تَخْرُجُ مِنْ شِقِّ جَبَلٍ، فَخَطَّ لَهُمْ خَالِدٌ خُطَّةً فَأَجْلَسَهُمْ فِيهَا فَقَالَ: إِنْ أَبْطَأْتُ عَلَيْكُمْ فَلَا تَدْعُونِي بِاسْمِي. فَخَرَجَتْ كَأَنَّهَا خَيْلٌ شُقْرٌ يَتْبَعُ بَعْضُهَا بَعْضًا، فَاسْتَقْبَلَهَا خَالِدٌ، فَجَعَلَ يَضْرِبُهَا بِعَصَاهُ وَهُوَ يَقُولُ: بَدَا بَدَا بَدَا كُلُّ هُدَى زَعَمَ ابْنُ رَاعِيَةِ الْمِعْزَى أَنى لَا أخرج مِنْهَا وثيابى بيدى. حَتَّى دَخَلَ مَعَهَا الشَّقَّ فَأَبْطَأَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ لَهُمْ عُمَارَةُ بْنُ زِيَادٍ: وَاللَّهِ إِنَّ صَاحِبَكُمْ لَوْ كَانَ حَيًّا لَقَدْ خَرَجَ إِلَيْكُمْ بَعْدُ. قَالُوا فَادْعُوهُ بِاسْمِهِ. قَالَ: فَقَالُوا: إِنَّهُ قَدْ نَهَانَا أَنْ نَدْعُوَهُ بِاسْمِهِ. فَدَعَوْهُ بِاسْمِهِ فَخَرَجَ وَهُوَ آخِذٌ بِرَأْسِهِ، فَقَالَ أَلَمْ أَنْهَكُمْ أَنْ تَدْعُونِي بِاسْمِي، فَقَدْ وَاللَّهِ قَتَلْتُمُونِي فَادْفِنُونِي فَاذَا مَرَّتْ بِكُمُ الْحُمُرُ فِيهَا حِمَارٌ أَبْتَرُ فَانْبِشُونِي فَإِنَّكُمْ تَجِدُونِي حَيًّا. فَدَفَنُوهُ فَمَرَّتْ بِهِمُ الْحُمُرُ فِيهَا حِمَارٌ أَبْتَرُ فَقُلْنَا انْبِشُوهُ فَإِنَّهُ أَمَرَنَا أَنْ نَنْبِشَهُ. فَقَالَ لَهُمْ عُمَارَةُ: لَا تَنْبِشُوهُ لَا وَاللَّهِ لَا تُحَدِّثُ مُضَرُ أَنَّا نَنْبُشُ مَوْتَانَا..وَقَدْ كَانَ قَالَ لَهُمْ خَالِدٌ: إِنَّ فِي عُكَن امْرَأَتِهِ لَوْحَيْنِ، فَإِنْ أَشْكَلَ عَلَيْكُمْ أَمْرُّ فَانْظُرُوا فِيهِمَا فَإِنَّكُمْ سَتَجِدُونَ مَا تَسْأَلُونَ عَنْهُ. قَالَ وَلَا يَمَسَّهُمَا حَائِضٌ. فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى امْرَأَتِهِ سَأَلُوهَا عَنْهُمَا فَأَخْرَجَتْهُمَا إِلَيْهِمْ وَهِيَ حَائِضٌ فَذَهَبَ مَا كَانَ فِيهِمَا مِنْ عِلْمٍ ) . {المصدر نفس} . وهذه الرواية واضح على ملامحها الوضع ، وهي اقرب الى الخيال منها الى الواقع ، وبتعبير القرآن اسطورة من اساطير الاولين ولم نفهم ما هو مغزاها ، فهي ليست بمفهومة ، وفيها ارتباك وقصر نظر ، ولا تستحق الخوض فيها اكثر من هذا .
#داود_السلمان (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مقولة .. السلطان الكافر العادل أم السلطان المسلم الجائر؟
-
المسلمون يقتلون بعضهم بعضا
-
الاسلام : الجعد بن درهم .. ضحية الفكر الحر
-
الاسراء والمعراج هل هو حقيقة ام رؤية منامية للنبي ؟
-
لولا عمر لأصبحن بناتنا عاهرات !
-
ديمقراطية (اخليف)
-
النبي لزوجة زيد : (سبحان الله مقلّب القلوب ) !
-
هل الله فعلا خلق البشر للعبادة فقط ؟
-
الاسلام ؛ ومقولة الائمة - الرؤساء من قريش
-
القرآن يدعو للعنصرية
-
النبي يترك اربعون جثة لم يوارها الثرى
-
النبي يخبر بانحراف اصحابه
-
كيف يصفي النبي خصومه ؟
-
القرآن .. واختلاف الرواة في ترتيب نزوله
-
النبي يهاب جماعة فيغدق عليهم اموالا
-
جد النبي يحكم على احد اولاده بالإعدام !
-
الموازنة : يللي اجلتوني يمتى تقروني
-
ذكر الجنة والنار
-
وهم الاعجاز القرآني
-
خديجة تسقي اباها خمرا لتتزوج النبي
المزيد.....
-
جائزة المصطفى (ص) لعام 2025 تُمنح لثلاثة علماء من نخبة العال
...
-
مصطفى العقاد.. مخرج حمل رسالة الإسلام إلى هوليود
-
قائد الثورة الاسلامية يجيز بصف جزء من اموال الخمس لأهلي غزة
...
-
-الإسلامية المسيحية- تدين قيام بلدية الاحتلال بتغيير التسمية
...
-
عراقجي: الوحدة الإسلامية اليوم واجب ديني وضرورة حتمية
-
الإسلاميون والمرأة.. لماذا كل هذا الهوس؟
-
أهالي الأسرى: نتنياهو خائن وهو أسوأ عدو لليهود
-
شاهد.. طهران تحتضن المؤتمر الـ39 للوحدة الإسلامية
-
اللجنة العربية الإسلامية بشأن غزة: نرفض تصريحات إسرائيل بشأن
...
-
انطلاق انتخابات الكنيسة السويدية في ظل مشاركة ضعيفة
المزيد.....
-
القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق
...
/ مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
-
علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب
/ حسين العراقي
-
المثقف العربي بين النظام و بنية النظام
/ أحمد التاوتي
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
المزيد.....
|