أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - قاسم حسن محاجنة - داعش تكشف العورات وتُمزق الأقنعة ..!!















المزيد.....

داعش تكشف العورات وتُمزق الأقنعة ..!!


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4485 - 2014 / 6 / 17 - 12:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


داعش تكشف العورات وتُمزق الأقنعة ..!!


" أرى من واجبي قبل الخوض في الموضوع ، ولئلا يُساء فهم مقاصدي ، أن أُوضح موقفي ألثابت والمبدئي، من جرائم داعش الوحشية والتي أرى فيها أعلى تجليات ألفاشية الدينية ، ولا أرى في سفك الدماء شيئا أخر غير وحشية قطعان الفاشية الدينية والقومية ، ويوم القصاص من هؤلاء القتلة قريب .
لكني أرى أن الدماء الزكية الطاهره التي سفحتها هذه القطعان ، ألتي "تقدس الذبح " ، هي ومن يقف خلفها ويمدها بكل الدعم المادي ، المعنوي واللوجستي ، لن تذهب هذه الدماء هدرا ، وستتحول إلى شبح يقض مضاجع القتلة وأسيادهم ، وسيدّك عروش ملوك الطوائف وداعميهم ، وسيتحول نهر الدماء الطاهرة الى سيل عرمرم سيجرف القتلة ، وأبائهم الشرعيين ، الذين ولدوهم من رحم الفكر الفاشي الديني ، ويخلص العرب والمسلمين من "جيفة " ألفاشية ألدينية ، التي زكمت روائحها النتنة "أنف الإنسانية " . لذا أقتضى التنويه ..." .
ولكن ... هل هناك في "داعش " وما تُمثله ما يستحق ألشكر ؟؟ هل سبق لأحد أن أثنى على ألوحشية التي تُمارسها قطعان القتلة الداعشية ؟؟ هل أصبح ألذبح والكانيبالية (أكل لحوم البشر ) مدعاة "للمديح" ؟؟ وهل "فقدتَ " أيها ألكاتب عقلك ، أم أنك تهذي ؟؟ ماذا في هذا الفكر الداعشي ، لكي تكتبَ أو تُفكّر حتى مجرد تفكير، في أن تُخصص له من وقتك ، جُهدك و"مهارتك" الكتابية ،لكي "تُمجده" ؟؟ لا شك بأن لوثة أصابتك ..منه ألعوض وعليه ألعوض فيك .. وعزاؤنا فيك لأهلك ، ولله في خلقه شؤون.

نعم ، يحق لمن يقرأ العنوان ألمُستفز لأبسط ألمشاعر الإنسانية ، أن يشك في عقل كاتب هذه السطور ، وفي صفاء ذهن من قرر نشرها ، ومعه حق في هذا الشك بالتأكيد . ورغم ذلك يتبادر للذهن سؤالان أو أكثر ، هل سينتج من كل هذا الكم الهائل من الشر ، ولو "ذرة " من "خير " ، رغما عن أُنوف القتلة والسفاحين ؟؟ .
وهل من الممكن أن "يتحسن " وضع العرب والمسلمين ، رغم هذه الوحشية ؟؟ وكيف ؟
الواقع الموضوعي يُشير إلى أن العرب والمسلمين ، في عملية تراجع وتخلف مُستدام ، مُخالفين "ومُتجاوزين " ، بذلك قوانين الطبيعة ذاتها ، وقوانين تطور المجتمعات الإنسانية ، بحيث أصبح من المستحيل على علماء الإجتماع السياسي ، توقع وجهة هذه المجتمعات ، لأنهم يعتقدون وتبعا لذلك يفترضون ، بأن قوانين " العمران " ، كما وصفها "ابن خلدون "، تنطبق عليهم ، كما تنطبق على سائر المجتمعات البشرية . لكنهم يفشلون في توقعاتهم ، ويقعون في الخطأ ذاته ، كل مرة ومن جديد . لأن من يريد توقع وجهة المجتمعات العربية عليه أن يبحث عن أرذل ،أحّط ،أخّس وأسوأ إحتمالات التخلف ، الممكنة ، وهناك سيجد وجهة المجتمعات العربية والمسلمة .
و"داعش " هي الوجهة "الطبيعية " بل وأقول ألمحتومة ، لتطور المجتمعات العربية ، في سياق منظومة تطورها "الخاصة " .
لكن يتبادر للذهن سؤال منطقي ووجيه وهو : هل هناك درك أعمق من "داعش "، قد تنحدر إليه المجتمعات العربية ؟؟
وإجابتي تعتمد على "مشاعر الأمل والتفاؤل " ، ولا تعتمد على قراءة علمية موضوعية ، لمستقبل المجتمعات العربية – المُسلمة ، فأنا مُتفائل بطبعي ، وأعتقد أن هذه المجتمعات وصلت مع داعش للدرك الأسفل الأخير من الهاوية . هذا هو سبب تفاؤلي ، لكن ، يجدربي الإشارة إلى انني أُعاني ، من ضعف في القدرة على"التخيل " ، وربما يكون هذا الضعف ، هو الذي يملؤني بالتفاؤل ، ولو كنتُ صاحب خيال أوسع ، لكانت هناك "مُنحدرات " أُخرى ستنحدر إليها المجتمعات العربية والمسلمة !! فالأمر بحاجة إلى مخيلة المعري وسالة غفرانه أو مخيلة دانتي وجحيمه !! واين أنا منهم ؟؟
وبالعودة الى داعش ، وما يستحق فيها وأفعالها من "ألثناء" . ففي رأيي ، ورغم بشاعة ووحشية جرائمها والتي تبثها على شبكات التواصل بكل "فخر "، ومع شجبنا ،إشمئزازنا ، رفضنا ومُعاداتنا لها ولممارساتها ، وحزننا ، تعاطفنا وبكائنا على ومع ضحاياها ، فهذه الجرائم يتابعها ويشاهدها العرب والمسلمون ، ويعرفون من خلالها ، ما ينتظرهم في القريب، بعد أن تزحف جحافل "المُجاهدين " المسلمين ألداعشيين لتحريرهم !! فليس بإمكانهم التساذج بعد هذه الجرائم المصورة والإدعاء بأنهم لم يتوقعوا شيئا من هذا القبيل ،إذا استمروا في تبييض صفحة الاسلام السياسي وصفحة تجار ألدين .
تعرّف عامة العرب والمسلمين على نظام حكم "أمير المؤمنين " الداعشي ، والذي "يُعيد أمجاد " الخلافة الإسلامية ، وتعرفوا على شكل وحقيقة هذه الدولة العتيدة.
عرفَ العرب والمسلمون بأن لا حُرمة لدم المسلم ولا لدماء ابناء الديانات الأخرى ، فكلهم للذبح ،حلال .
الهروب الجماهيري الواسع ، من وجه "المجاهدين " ،الذين يتشدقون بنعمة "شريعتهم " التي ستُسبغها عليهم ، يُبرهن بأن المسلمين فقدوا ثقتهم بدعاة دولة الخلافة ودولة أمير المؤمنين .
تُساهم داعش وأمير مؤمنيها بكشف غطاء الزيف عن كل من "سوّق " نفسه وفكره بمعسول الكلام ، على أن الدولة الدينية ستُحقق العدل والمُساواة (طبعا مساواة في قطع الرؤوس ).
داعش هي الإبنة الشرعية للاسلام السياسي ، مهما اختلفت اسماؤه ، من وهابية ، سلفية أو إخوانية ، فكُلهم يريدون تطبيق أحكام فقهائهم ولو بحد السيف ، وداعش تُظهر للعرب والمسلمين ، ماذا يعني تطبيق أحكام ابن تيمية وتلاميذه القدماء والمعاصرين ، وأحكام غيره من فقهاء الذبح .
داعش تُساهم بعملية فرز حادة ، فهناك خندقان فقط ، خندق الذبح وخندق الدولة المدنية ، مما يُجبر العرب والمسلمين على الإختيار ،قبل فوات الأوان .
وورطت داعش بمذابحها ،سادتها ومؤسسيها ، داعميها بالمال والسلاح ،ورطتهم في شر أعمالهم . وعرّت معهم فقهاء التحريض الطائفي .
الدولة الداعشية "تُحبب" المسلمين ، رغما عنها وعنهم ، بفكرة فصل الدين عن الدولة ، وأن الدين لله والوطن للجميع ، والدين شأن شخصي ، والرابط بين المواطنين هو الرابط الانساني المدني فقط .
داعش وبوحشيتها ، ألغت "ضبابية " الخطاب المعسول ، وكشفت الوجه الحقيقي لدولة الإسلام السياسي الموعودة . فلا حياد بعد الأن ، دولة دينية على شاكلة داعش أو دولة كل مواطنيها .
داعش تضع اللبنات الأُولى وببشاعة جرائمها ، تضع اللبنات الأولى ، لمشروع فصل الدين عن الدولة .
وساهمت داعش بجرائمها ،في كشف "القناع " عن الوجه الحقيقي لفكر البعث الصدامي الفاشي .
وأخيرا ، تكشف قناع الوطنية والقومجية ألزائف ،عن دعاة القومية الذين يرون أمل العراق ، في سفاح مجرم كعزت الدوري ، حليف داعش في الجرائم الوحشية .
فالله لا يعطيكي العافية يا " داعش" ، رغم أنك تكشفين العورات وتُمزقين الأقنعة ... مع نهر الدماء البريئة المسفوحة ..والتي ستتحول عاجلا إلى سيف يحُّز رقبتك !!



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألتحرش ألجنسي : جدلية الإنتقام أو فكر ثقافي جديد ؟!(4)
- ألتحرش هو منتوج جانبي (باي – برودكت) للثقافة :ألخوف الإجتماع ...
- ألتحرش هو منتوج جانبي (باي – برودكت) للثقافة :(ألبهمنة) ( 2)
- ألتحرش هو منتوج جانبي (باي – برودكت) للثقافة (1)
- المثلية بين البيولوجيا والتنشئة ..
- المثلية ، السياسة والدين ..
- -يعيش - الإحتلال ..!!
- ألأخلاق وألسياسة..
- إسرائيل : ما بين -عاهرة - وقديسة - !!!
- حزيران بين -ألمسيحية - الإسلامية و- المسيحية -اليهودية ..
- التستوستيرون بين ألقمع ،الإباحية والترشيد ..
- ألفقر والأخلاق ..
- شدو الربابة بأحوال الصحابة ..ألمُعاصرين !!
- حق تقرير ألمصير : تصادم ألطموح والواقع .
- نساء بيدوفيليات ..؟؟
- ألرجم للعُشاق ..!!
- ترهل أحزاب أليسار ألعربي .
- على هامش مقالات الزميلة ماجدة منصور : ألداروينية ألإجتماعية ...
- ألصلاة جامعة ..!!
- الإعتداءات الجنسية : ألتناقض بين -مصلحة- الضحية وواجب التبلي ...


المزيد.....




- اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية تدين خطة ...
- سلفيت: مستعمرون يهاجمون مواطنين ويقطعون أشجار زيتون في فرخة ...
- بيان مشترك للجنة الوزارية العربية الإسلامية بشأن التطورات في ...
- إسبانيا: إخماد حريق اندلع في مسجد-كاتدرائية قرطبة التاريخي
- مستعمرون يقتحمون مقبرة باب الرحمة قرب المسجد الأقصى
- فوق السلطة: تل أبيب تهدر دماء شيخ الأزهر ونتنياهو آخر ملوك ا ...
- وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي: أيام عدم مدافعة اليهود عن أنف ...
- تحذير أميركي من تهديدات تستهدف اليهود بالإمارات
- أمريكا تحث رعاياها بالإمارات على تجنب أماكن مرتبطة بالمجتمعا ...
- جماعة الإخوان تدعو لدولة مدنية وانتخابات.. هل ينفرط عقد الأح ...


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - قاسم حسن محاجنة - داعش تكشف العورات وتُمزق الأقنعة ..!!