|
حق تقرير ألمصير : تصادم ألطموح والواقع .
قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4470 - 2014 / 6 / 1 - 13:11
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
حق تقرير ألمصير : تصادم ألطموح والواقع . ربيع ألشعوب في منتصف القرن التاسع عشر ، أوجد كيانات سياسية على أساس قومي في أوروبا ، ومن نتائج الحرب العالمية الأولى وزوال إمبراطوريات كبرى ، نشوء دول قومية جديدة ، لدى أبناء الشعوب المتحررة من الاستعمار المباشر للامبراطوريات ، في وسط وشرق أوروبا . الحرب العالمية الثانية خلقت "كيانات " سياسية عابرة للقومية ، المعسكر الاشتراكي الشرقي والمعسكر الراسمالي الغربي ، وتوحيد الاتحاد السوفياتي خلق كيانا سياسيا متعدد القوميات . ومع ذلك ، ورغم قوة هذه الكيانات السياسية ،فإنها لم تتمكن من "نزع " الشعور القومي من نفوس أبناء الشعوب المُختلفة التي أنضوت تحت "عباءة " هذه الكيانات السياسية المختلفة والمتنوعة . رغم أننا نعرف بأن هذه الكيانات أو قسم منها على الأقل ، قد ساهمت في "تقدم " وتطوير هذه الشعوب . ويُمكن القول بأن المصلحة والمنفعة ، كانت متبادلة ، بين فسيفساء الشعوب التي شكلت هذه الكيانات ، بل وكانت لصالح قسم منها ، وتحديدا شعوب الإتحاد السوفياتي الشرق أسيوية التي "حصلت " على طفرة إقتصادية ، علمية وثقافية في هذه الفترة . لكننا لا نُغفل الحقيقة ولن نتجاهلها ،بأن الإمبراطوريات ، لم تهتم سوى بالمركز وتحديدا أبناء "شعب الأسياد " ، وقمعت بقسوة ، أبناء شعوب الأطراف ، أو الشعوب التي وقعت تحت حكم الامبراطوريات (في الإمبراطورية النمساوية المجرية ، تم قمع شعوب البلقان السلافية ) ، أما في الإمبراطورية العُثمانية فقد تم قمع شعوب الشرق الأوسط على كافة قومياتها ، وكل القوميات غير "العثمانية " . وما عدا قلة قليلة ، ما زالت تتباكى على زوال "دولة الخلافة " العُثمانية ، فإن الغالبية ترى في تحررها من ربقة الطغيان العثماني ، يوما مشهودا ، ولو أنه استبدل دولة إحتلال بأُخرى . ولا أُشكك للحظة قصيرة في حق الشعوب بتقرير مصيرها ، وفق رؤاها وطموحاتها ، لكنني أرغب بطرح موضوع للجدال ، وعلى ضوء التجربة التاريخية ، التي راوحت بين الاتحاد والإنفصال ، فأيهما أفضل على المستوى الأبعد ؟؟ فبعد قيام الدول القومية ، رأينا ميلا عاما نحو الوحدة المبنية على أساس التكامل الإقتصادي ، والجيو –سياسي ، الإتحاد الاوروبي على سبيل المثال ، وحين تتفاقم الأزمات الإقتصادية تتعالى الأصوات الداعية الى "التقوقع " في اطار الدولة القومية ، وتظهر على السطح طروحات قومية فاشية تجاه الغريب والمُختلف، فهل الدولة القومية هي الحل ؟؟ ولكي أكون واضحا ، فأنا لا أتحدث عن حركات تحرر قومي تقود نضالا من أجل إنهاء احتلال عسكري . كما وأنني غير مؤمن بنظرية المؤامرة التي يُحيل المؤمنون بها ، كل عيوبنا( نحن العرب ) إلى قوى خفية ، تتأمر علينا ، لتقضي على "مُنجزاتنا ألعظمى " ، وهي الدول القومية !! وكان "لثورات " الشعوب العربية على مُستبديها والإطاحة بهم ، أثر بالغ على "وضع الدولة القومية " على طاولة التشريح . ففي كل دولة قومية عاشت أقليات قومية ودينية متنوعة ، وعانت الكثير من أنظمة القمع في الدولة القومية ، بل وخاضت حروبا مسلحة من أجل إقامة كيانها السياسي القومي المستقل . وأستطاعت بعض هذه الحركات من تحقيق الهدف الأكبر ، دولة "قومية " مستقلة ، في جنوب السودان مثلا . وواقع الحال يُشير إلى أن دولة جنوب السودان ، حديثة الولادة ، دخلت في صراعات قبلية ، قد لا تُتيح لها مُتنفسا لبناء دولة بالمعنى السياسي للدولة . بينما حصلت قوميات أُخرى ، كالأكراد في شمال العراق (وأنا من المؤيدين المتحمسين لحق تقرير المصير للشعب الكردي ولكل الشعوب والقوميات ) على حكم ذاتي في إطار العراق ، علما بأن الأكراد يعيشون في أكثر من دولة !! فهل حقق الشعب الكردي طموحة في دولة قومية ؟؟ وماذا عن أكراد تركيا ، سوريا ، إيران ؟؟ هل سنشهد قيام أكثر من دولة كردية ؟؟ وفي شمال أفريقيا ، تعالت الأصوات المُطالبة بكيان سياسي مستقل للأمازيغ ، وكذلك كيان مستقل للعرب في إيران وتركيا .. لكن ألا يُمكن تحقيق الطموح القومي في إطار الكيان السياسي الموحد ؟ لكن على أساس المواطنة المُتساوية وفي دولة مدنية .. أليس من الافضل لكل القوميات والشعوب في الكيان السياسي الواحد ، أن تخوض نضالا مشتركا من أجل دولة علمانية مدنية ؟؟ ثم أليست "دولة القمع " ، تُمارس قمعها ضد كل المعارضين السياسيين بغض النظر عن إنتمائهم القومي ؟؟ في رايي ، ومع إحترامي للطموحات القومية المشروعة والعادلة ، فعلى كل ابناء القوميات التوحد في النضال ومن نفس الخندق ، ضد الكيانات القومجية ، المُسماة ، دولا قومية ، وبناء الدولة الفدرالية العلمانية المدنية ، والتي تحترم مواطنيها وتساوي بينهم . فالدويلات القومية قد تدغدغ المشاعر القومية ، لكنها تخلق "غيتوات" قومية ، قد لا تمتلك كل أسباب الحياة.
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نساء بيدوفيليات ..؟؟
-
ألرجم للعُشاق ..!!
-
ترهل أحزاب أليسار ألعربي .
-
على هامش مقالات الزميلة ماجدة منصور : ألداروينية ألإجتماعية
...
-
ألصلاة جامعة ..!!
-
الإعتداءات الجنسية : ألتناقض بين -مصلحة- الضحية وواجب التبلي
...
-
COGNITIVE DISSONANCE ألتناذر الإدراكي- أزمة مجتمع
-
القضية : حرية تعبير أم حرية تدمير ؟!
-
أيها الموت ألنبيل ، المجد لك.. !!
-
إضرااااااب ..!!
-
لا صوت يعلو فوق صوت -القضية - ..!!
-
400 زهرة ، مُشاكسة أخيرة وكلمة وداع ...
-
أنا وبيكاسو ..!!(4)
-
ألنص -رهينة - ألشخصنة ..(3)
-
ألكتابة ما بين ألشعبوية والنخبوية ..!!(2)
-
لماذا يتوقف الكاتب عن الكتابة ؟؟
-
كباقي الدول ؟! زواج السُلطة والمال ..
-
دماؤهم على أكُفّهم !! عمال هاربون من الحصار ..
-
كيف يتحول الإنسان إلى -وحش- ؟؟
-
الحوار والتحوير !!المشاكسة قبل الأخيرة ..
المزيد.....
-
مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
-
الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو
...
-
مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ
...
-
انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي
...
-
هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
-
وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي
...
-
عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با
...
-
وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع
...
-
تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
-
السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس
...
المزيد.....
-
الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية
/ نجم الدين فارس
-
ايزيدية شنكال-سنجار
/ ممتاز حسين سليمان خلو
-
في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية
/ عبد الحسين شعبان
-
موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية
/ سعيد العليمى
-
كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق
/ كاظم حبيب
-
التطبيع يسري في دمك
/ د. عادل سمارة
-
كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟
/ تاج السر عثمان
-
كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان
/ تاج السر عثمان
-
تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و
...
/ المنصور جعفر
-
محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي
...
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|