جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4476 - 2014 / 6 / 8 - 18:10
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
جيب الورق جيب القلم - خلنكتب هموم و ندم
هذه اغنية ريفية عراقية عربية جميلة قديمة سمعتها مرة بالصدفة و كانما تحول المغني هنا الى الكاتب يجد في الورق و القلم راحة البال و نفس للتعبير عن همومه و احيانا نسمع هنا في المانيا نصيحة نفسية تقول: اكتب للتنفس عن همومك و السؤال لذا هو كيف تنفست القبائل البدائية عن همومها و هي لا تعرف القلم و الورق؟ بالتأكيد لم تكن هناك حاجة للكتابة عند القبائل البدوية العربية فماذا كانت تعمل بالقلم و الورق في الصحراء قبل ان تنتقل الى اول كتاب لها بعد الاسلام؟
طبعا لا يخفي على احد اصل كلمة (قلم) اليوناني kalamos بمعنى القصب او قلم من القصب ولكن أليست كلمة (ورق) عربية؟ يذكر Fraenkel في كتابة الارامية في العربية بان الورق لربما استعارة من الحبشية (رقة) لان الحبشية تميل الى الواو كحرف اول في ثلاثي مفرداتها.
طبعا يتحول الورق بحكم صفاته الى النقود و منذ اكتشاف الورق كوسيلة لطبع العملة النقدية و لكن كان الورق (بكسرة الراء) نقود معدنية من الفضة و هذا يقودنا مرة اخرى الى الحبشية (ورق) بمعنى الذهب او عملة من الذهب اي ان الورق لم يكن ورقا كما نفهمه اليوم بل كان معدنا.
لاحظ ايضا مايلي:
اولا ان المعنى الاصلي السامي للورق هو الاصفر / الاخضر
ثانيا اسم الراهب المسيحي ورقة بن نوفل
ثالثا قصة اصحاب الكهف في القرآن The Seven ers وقعت في الامبراطورية الرومانية موطن صياغة العملة من الذهب و النحاس و لكن نادرا ما من الفضة.
ارتفعت قيمة الورق مرة ثانية عندما تحول الى وسيلة لكتابة شهادات مختلفة الاغراض وعملة ثمينة اعلى من قيمتها المادية و اعلى من المعدن و اصبحت هدفا للتزوير رغم ان عمر تداول الاوراق النقدية قصير لا يتجاوز اربع سنوات لتسحب من السوق بعدها و نزلت قيمتها الى الحضيض عندما تحول الورق الى وسيلة لكتابة المواثيق و الدساتير و برامج الاحزاب التي تبقى حبرا على الورق لذا تقول الالمانية الورقة صبورة اي تتحمل جميع انواع الثرثرة او بالاحرى لا تصلح الا لسلة المهملات.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟