أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فارس محمود - -المرجعية- وانفضاح كذبه!














المزيد.....

-المرجعية- وانفضاح كذبه!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 4469 - 2014 / 5 / 31 - 20:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



في الفترة الاخيرة، شهدنا انهيال الهجومات المتتالية على "المرجعية" في النجف من قبل شخصيات حزب الدعوة الحاكم، سواء في مناسبة او غير مناسبة، توجتها بهجوم عنيف على طلاب الحوزة قامت به القوات القمعية المليشياتية التابعة للحكومة، وباشراف من اعلى المستويات في الاجهزة والمؤسسات القمعية التي باشراف الحزب المذكور، بعد انقضاء يوم واحد على انتخابات مجلس النواب الاخيرة في 30 ابريل! (لاحظ التوقيت!) اذ تعرض العشرات من الحوزويين الى الضرب والاهانة وتحظيم اشيائهم والاعتداء السافر بدون مبرر واضح يذكر. وان من بين اعمال الشد والتصعيد تلك هو تصريح سامي العسكري بان " المالكي وحزب الدعوة لهم موقف خصام من المرجعية العليا في النجف يمتد الى سنوات قبل تسلم حزب الدعوة الحكم في العراق"!! وان المرجعية التي يسيروا عليها هي مكتب محمد جسين فضل الله في بيروت. من متى هذا؟! ومالذي جد واستجد؟! ولماذا نسمع به الان بهذه الصراحة والوضوح. ان خلف الاكمة ماخلفها!

ان يدلل هذا التعامل وهذا الموقف الجديد على شيء فانه يدلل على تلك الحقيقة القديمة ان الدين اداة بيد السياسة وليس العكس. ولاترتهن الاحزاب للحوزة والمرجعية، بل العكس هو الصحيح، وتاتي الحوزة لتؤيد الخطوة هذه او تلك او في اسوأ الاحوال تتخذ موقفاً عاما لايستنتج احد منه شيء، ويكون اطار لدفع الاحزاب المليشياتية الحاكمة لبرامجها ومشاريعها.

ان اكبر كذبة سعى الساسة والتيارات السياسية الحاكمة في العراق لتمريرها هو "استرشادهم بالمرجعية"، و"الاستئناس براي المرجعية"، واخذ موافقتها و"استمداد النصح منها" والخ. راينا خلال السنوات المنصرمة كيف كان هؤلاء يلهثون، في كل شاردة وواردة، صوب النجف للقاء السيستاني، بلغ الامر ببريمر ان يلهث هو نحو باب المرجعية بين فترة وفترة قريبة لـ"يستأنس برايه" كذلك!!. كما لو انهم كلهم قد وضعوا كراسي لهم امام باب المرجعية في النجف. انها عملية هزيلة وكاذبه ومخادعة ولايهام الاحرين. وردود المرجعية لم تتعدى في 99% من الحالات العبارات العامة المطاطة عبر ممثلي مكاتب باسم المرجعية ولم نسمع كلمة واحدة من فم السيستاني مثلا حول اي موضوع كان في مجتمع يعيش تقلبات تاريخية ضخمة لعقود. انها عبارات على غرار "نوصيكم بالعراقيين خيراً!"، "انتخبوا الصالحين!" "لاتنتخبوا الفاسدين!"، "نوصيكم بخير الامة" وغيرها من عبارات لاتذر ولاتنفع! عبارات ذر الرماد في العيون. وطرفا المعادلة مستفيدان من هذه الوضعية، والخاسر الاكبر فيها الاغلبية الساحقة للمجتمع.

ولكن خلف ذلك الديكور، هناك حقيقة معروفة وواضحة لهؤلاء اللاهثين. انها السياسة من تسير الدين وليس العكس. اتى اغلبهم للدين والطائفة لان في ذلك سياسة، تكتيك، مناورة، مقتضيات الساعة، لان فيهما "خبزة" مثلما يقولون بالعراقي. والا يستطيع ان يوضح لي احد ما صلة احمد الجلبي مثلاً برئاسة تنسيق التيارات الشيعية، وهو ايمانه بالشيعة والشيعية لايتعدى ايماني بها؟!! اي صفر.

ان "الشيعة" و"المرجعية" وغيرها هي قناة لامرار الاهداف والمصالح الواقعية والعملية على ارض الواقع. ومتى تناقضت مصالحهم مع تلك المصالح والمثل والقيم هم على استعداد لضربها كلها عرض الحائط وتعقب مصالحهم. انهم في قرارة انفسهم، وفي لحظات خلوتهم يستهزئون بها، يسخرون منها، ويرون انفسهم فوقها. وان هذا الرياء والكذب هو لاستدرار مشاعر طيف واسع واهم بالمرجعية والدين وبالشيعية والطائفية وغيره. ان الاله الواقعي لهؤلاء، وحسينهم وعباسهم وعليهم على الارض وليس في السماء. ان عليهم وحسينهم هو النفط والغاز، الثروات الطائلة، السلطة والجاه والوجاهة.

في مرحلة اخرى وتوازن قوى اخر لصالح تيار المالكي او غيره، سيقعد هذه المرجعية في مكانها الواقعي، ويقول لها:"خذي الخمس، واسكتي! ارفعي ايديك عن كل شيء وادعمينا، ومهمتك فقط هي دعمنا"! والا ..... !!!

ان ابتعاد تيار المالكي عن الحوزة يعود لموقف المرجعية من "الولاية الثالثة" للمالكي التي رات ان ربط نفسها بتيار المالكي الذي ينضح بالفساد والاستبداد والعنجهية والمحسوبية والسلب والنهب وانعدام القدرة على القيام باي شيء لصالح الجماهير هو خطأ فادح ويسحب البساط من تحت اقدام المرجعية على صعيد جماهيري ويعرض مكانتها للخطر.

ان امر تيار المالكي واضح. لاعلاقة له بفقه، ولا برجاحة عقل، ولامنطق، ولا اي شيء. وانهم يغيرون مرجعيتهم كلما اقتضت مصلحتهم السياسية بدون اي يرف لهم جفن. ان الدين في السياسة هو كذبة. ان الدين في السياسة هو سعي لاشتقاق هوية لتيار سياسي معين. القومية متازمة واصبحت خرقة مهلهلة لايستطيع احد ان يستند اليها كثيراً، الليبرالية تيار ليس له اي ارضية اقتصادية واجتماعية حقيقية وواقعية واساس فكري، والتشدق العام بالديمقراطية لايرد على الموضوع من الاساس واجمالاً افلاس التيارات الفكرية والسياسية البرجوازية الاساسية على صعيد عالمي، ولهذا وجدت الطبقات الحاكمة في الدين والطائفة ضالتهم المنشودة لامرار مشاريعها المعادية للجماهير. فهرعت نخب الطبقات الحاكمة تتلاهث صوبها، ولكن الدين والطائفة ليسا سوى يافطة تمرر من خلالهما المشاريع الاكثر واقعية وحقيقية.

وها هو حبل المرجعية في النجف يبلغ نهايته لدى المالكي ويقطعه الاخير دون اسف عليه ويقطع معه اكذوبة تبعية بغداد للنجف!



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امنيات واوهام!
- عاشت ام عبد الله!
- -سن التكليف الشرعي- اسم رمزي لانتهاك حقوق الاطفال!
- -الريس ضحية والشعب غلطانين- .... وهم يبرر للديكتاتورية!
- -ينبغي ان لانخلي الميدان- ....و وهم ابتلاع الطعم!
- ليس للانحطاط قاع!
- ثمة شيء اخر ينبغي ان يُرحَّلْ معك ياشارون!
- حين يغدوا مبرر الشرطة اقبح وابشع من فعل الجناة!
- ايام الحرب هي ايام الكذب ايضاً!
- بدونك، الحياة كانت ستكون اشد كلحة!
- وزير الاعدامات وسمومه الطائفية!
- في ذكرى ثورة اكتوبر
- تقدم الثورة في مصر مرهون بتصفية الحساب مع اوهامها بالدرجة ال ...
- على شيوعيّي الطبقة العاملة ان يطرحوا خارطة طريق الثورة!
- على شيوعي الطبقة العاملة ان يطرحوا خارطة طريق الثورة!
- حول ثورة مصر
- كلمة بمناسبة رحيل سيئة الصيت تاتشر!
- حول نظرية الشيوعية العمالية فيما يخص التنظيم
- في جواب على سؤال حول اوضاع سوريا الاخيرة!
- ان الصف الموحد هو، مرة اخرى، الرد الوحيد على التطاول على الع ...


المزيد.....




- حرس الثورة الإسلامية يعتقل 5 جواسيس للموساد في لرستان
- آية الله مكارم شيرازي: الشعب الايراني يقف خلف سماحة قائد الث ...
- الدلالات الرمزية والدينية لتسميات العمليات العسكرية الإسرائي ...
- في انتظار نهاية العالم.. السيرة الدينية لسفير أميركا في إسرا ...
- أحلى قناة لطفلك.. تردد قناة طيور الجنة الجديد على النايل سات ...
- معارك -آخر الزمان-: كيف تؤثر العقائد الدينية في المواجهة بين ...
- سياسي يهودي من حزب مانديلا: بريطانيا مسؤولة عن فوضى الشرق ال ...
- ماما جابت بيبي.. استقبال تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل ...
- الاحتلال يواصل إغلاق المسجد الأقصى وكنيسة القيامة لليوم السا ...
- سياسي يهودي من حزب مانديلا: شعب إيران لا يستحق الهجوم عليه م ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فارس محمود - -المرجعية- وانفضاح كذبه!