أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس محمود - تقدم الثورة في مصر مرهون بتصفية الحساب مع اوهامها بالدرجة الاساس!















المزيد.....

تقدم الثورة في مصر مرهون بتصفية الحساب مع اوهامها بالدرجة الاساس!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 4232 - 2013 / 10 / 1 - 13:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تقدم الثورة في مصر مرهون بتصفية الحساب مع اوهامها بالدرجة الاساس!
(مقابلة مع فارس محمود رئيس مركز الشيوعية البروليتارية في العالم العربي وعضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العمالي العراقي)

الى الامام: الان وبعد اكثر من شهرين على انقلاب الجيش على الاخوان المسلمين، الى اين برايكم وصلت الثورة في مصر؟
فارس محمود: وصلت الثورة برايي الى مفترق طرق حاسم ومهم. تمر الثورة في اخطر مراحلها. برايي المرحلة الراهنة هي غير كل تلك المراحل التي طوتها. عاملين حددا هذا الوضع وهذا المنعطف. الاول هو مايسمى بانقلاب الجيش على الاخوان. انه في الحقيقة انقلاب الجيش، ابرز واهم قوى الثورة المضادة، على الثورة بالاساس قبل ان يكون انقلاباً على مرسي. والعامل الاخر هو اوهام وعدم وضوح رؤية افق الثورة لدى ناشطيها وفعاليها وبالاخص لدى الطيف الاشتراكي والعمالي في مصر.
ان تعقيدات الثورة قد ساهمت في تعميق هذا التشوش. ولهذا فان المسارات الحالية ورد فعل ناشطي الثورة وفعاليها الاشتراكيين والعماليين هي ليست صوب تعميق الثورة بل وأدها. قسم من ذلك يعود لتحرك الجيش والمجلس العسكري ووقسم اخر يعود الى الاوهام وعدم وضوح الرؤية.
لاوضح ما اريد قوله بشكل اكثر تفصيلا. يجب ان يكون واضحاً ان السلطة لم تخرج من نطاق النظام السابق نفسه، نظام مبارك، ولكن بدون مبارك وحفنة من ازلام النظام. ان مرور تاريخي سريع يوضح هذا. اندلعت ثورة مليونية في مصر، لم يستطيع مبارك المتهاوي ان يكبحها ويلجمها، ولم يدعمه الجيش لانه لم يرد الرهان على حصان خاسر ويحرق اوراقه (ناهيك عن الظهور بمظهر "نصير الشعب")، تنازل مبارك وسلم مقاليد الحكم لا لنائبه، بل لمؤسسة الجيش والمجلس العسكري الذي هو احد ابنائها ورموزها، سعى الجيش لللابقاء على السلطة بيده، كان رد الجماهير واضح: "يسقط.... يسقط حكم العسكر"، و"يسقط يسقط طنطاوي"!، اجبر الجيش الذي يسعى لاعادة الجماهير الى بيوتها، على الرضوخ للامر الواقع. وللالتفاف على الثورة لم يكن من مناص من البحث عن قوة سياسية بوسعها انهاء الثورة، مد المجلس العسكري ايديه للاخوان المسلمين كاكثر قوى الثورة المضادة تنظيما، ودعمتهم امريكا باموال طائلة في ذلك من اجل الهدف المذكور. بقى الجيش بوفاق تام بعض الشيء مع الاخوان. حين كان الاخوان يحكمون، واذا ماوضعنا جانباً حالات الجذب والشد هنا وهناك، كان المرء يرى بوضوح ان اليد الطولى للسلطة ليست بيد الاخوان، بل بيد المجلس العسكري في المطاف الاخير.
اخفق الاخوان في وأد الثورة، الجماهير المحتجة غدت اضعاف اضعاف مرحلة مبارك، ومن بينهم حتى اقسام عريضة من اؤلئك الذين صوتوا لمرسي، عندها وجد الجيش ان لامناص من الاطاحة بمرسي. ضرب عدة عصافير بحجر واحد. ازاح الاخوان العاجزين عن كبح جماح الثورة، بث الوهم في اقسام واسعة من الجماهير بان "الجيش والشعب يد واحدة"، ظهر كحامي الثورة، واعاد الوهم مرة اخرى بمؤسسة الجيش والمجلس العسكري، وهي -الجماهير- التي رفعت يوما غير بعيد راية "يسقط .. يسقط .... حكم العسكر"، والخ!
ليس هذا وحسب، بل دعى الجيش جماهير مصر الثورية المليونية الى الخروج للساحات وتخويله استكمال هجمته على حكم الاخوان تحت شعارات "استرداد مصر"! وانقادت جموع عريضة لذلك تعكزاً على سخطها وغضبها من حكم الاخوان والاسلام السياسي على العموم ودفاعها عن مدنية المجتمع وعلمانيته من جهة ومن جهة اخرى توهما بحركة المجلس العسكري ومؤسسة الجيش والنزعة القومية الملتفة حولهما، وغدا السيسي "بطلاً قومياً ووطنياً"!، "ناصر اخر"!.
ولهذا، ترى خفوت صوت اتخاذ موقف راديكالي تجاه مؤسسة الجيش والاوهام بهذه المؤسسة من جهة وتجاه النزعات القومية الداعية لـ"مصر العروبة" و"مصر الحضارة" وغيرها. وها هو الجيش بعد الاطاحة بمرسي والاخوان يطرح خارطة طريقه التي هي خارطة وأد الثورة دون ان ترى ان هناك حركة جدية تذكر بوجه كل هذا السيناريو وبوجه خارطة الطريق هذه.
ان غياب البوصلة، بوصلة الدفع بالثورة نحو تعميقها وتعميق راديكاليتها، بالاضافة الى الارهاق العام الفكري والسياسي والعملي قد يكونا مقتل هذه الثورة. ولهذا ان اخفقت ثورة مصر، قد تكون قد اخفقت لا بسبب السيسي ولا الاخوان، بل بالدرجة الاولى جراء اوهامها. ان مهمة الجماهير الثورية والطبقة العاملة والقادة والناشطين الاشتراكيين للطبقة العاملة هي التسلح بهذا الافق الراديكالي والتحرري والاستناد عليه كمرشد عمل يومي للدفع بالثورة من اجل الاهداف التي اقيمت من اجلها والمتمثلة بارساء مجتمع اكثر انسانية ورفاه.
ان الثورة على مفترق طرق جدي. ان تمضي صوب اهدافها او تندحر مرهون بالممارسة الثورية للطبقة العاملة. انه مرهون بالرد على السؤال التالي: هل الطبقة العاملة في مصر والحركة الشيوعية لهذه الطبقة بوسعهما الاستفادة من هذه التجربة لتنظيم نفسهما، لتاسيس حزبهما الشيوعي؟ ويعدان العدة بافق ماركسي وشيوعي وتحرري، افق لايمت بصلة بالافاق القائمة للطبقات الحاكمة واحزابها وتياراتها؟! وان ينتشلا انفسهما مرة وللابد من الافق الذي مصيره الاخفاق التام، اي "الثورة العامة" –ثورة عموم مصر بمعزل عن الطبقات والاهداف الطبقية المختلفة، الافق الذي لايستند الى طبقة ثورية تنشد السلطة السياسية بحزب مقتدر شيوعي-عمالي يسعى للتدخل في الميدان برايته الطبقية المستقلة وبعزمه للسلطة السياسية وتغيير المجتمع صوب الحرية والمساواة؟! ان مصير الثورة مرهون بهذا!

الى الامام: في بداية التسعينات ارسلت المخابرات المركزية الامريكية تقريرا الى الهيئة الحاكمة في الولايات المتحدة الامريكية، بأن الاسلاميين على قاب قوسين او ادنى من استلام السلطة في مصر، ومن جهة اخرى كان حسني مبارك يستند على دعم امريكي في قمع الاسلاميين، وبعد الثورة نجد ان ادارة اوباما تقدم الدعم الى اخوان المسلمين الى حد اتهام اعضاء من الحزب الجمهوري بتورط تلك الادارة في تقديم اكثر من مليار دولار لوصول مرسي الى السلطة في الانتخابات الرئاسية التي اجريت؟ على ماذا استندت الادارة الامريكية لدعم الاخوان؟
فارس محمود: ان تعامل ادارة مثل الادارة الامريكية هو تعامل براغماتي-نفعي الى ابعد الحدود. اي ان ليس له ثوابت سوى المصالح الامريكية ومايخدم هذه المصالح. ان هذا التعامل ليس وليدة اليوم. ان هناك عشرات الامثلة على هذا في التاريخ المعاصر. ان نموذج طالبان وحماس وغيرها هي امثلة واضحة على مااقول. على سبيل المثال، وفيما يخص مصر، انها اول واكثر داعم لنظام مبارك حين كان في السلطة، ودافعت عنه بقوة وهي احد اركان بقاء سلطته وحكمه، ولكن حين تميد الارض به، وترى ان لافائدة تذكر بعد من هذا الدعم، تقف جانباً لتبدأ العمل وفق الترتيبات الجديدة.
في حالة الاخوان، عرفت ان مبارك زائل. ان هدفها الاساسي هو البحث عن اي قوة سياسية بوسعها ان تكبح جماح الثورة وتعيد المجتمع والجماهير الثورية الى الاستقرار، والمعني العملي للاستقرار هو ادامة عجلة الراسمال وربحيته وتراكم ثرواته على حساب طبقة عاملة رخيصة الاجر وحرمان وجوع وفقر الاغلبية الساحقة. لم ترى امريكا افضل من الاخوان المسلمين قوة سياسية ومنظمة بوسعها ان تعيد الجماهير الى بيوتها مع بعض التغييرات الطفيفة او بدونها. ولهذا من اجل لجم الثورة بالدرجة الاولى، لم تتورع ان تدعم الاخوان ومرسي وجلبهم الى السلطة.
من جهة اخرى، ليس لامريكا خلاف جدي مع تيارات الاسلام السياسي. ان خلافها مع شق هو الشق الذي يعادي مصالح امريكا ويزعزعها. ان امريكا تهدف في المطاف الاخير الى تامين مصالحها في المنطقة وان تواصل مصر دورها بتامين هذه المصالح. بيد ان الاخوان الذين هم على درجة عالية من البراغماتية ايضاً والذين يضعون بسهولة تشدقاتهم وادعائاتهم الديماغوجية جانبا، ليسوا على استعداد لتامين هذه المصالح، بل انهم، اذا قلنا مجازا، امضوا على ورقة من بياض لامريكا. انهم ولشدة توقهم للسلطة التي حرموا منها مايقارب اكثر من 8 عقود، من التاسيس، مستعدين لكل شيء من اجل كسب رضا امريكا. امريكا لاتريد سوى هذا. ولهذا فان الحالة المذكورة هي نتاج تلاقي براغماتيتيين: البراغماتية الامريكية والاخوانية.
ولهذا، كان يلهث الاخوان المسلمين الذين دفعتهم الاوضاع، ودور امريكا واضح بهذا الصدد، في وضع لم يحلموا بعُشر عُشرِه!!، وراء رضا امريكا. كانت امريكا تتطلع الى جعل الاخوان المسلمين في مصر وصياً او "اخ اكبر" على حركات الاخوان في المنطقة وافريقيا وبالتالي الى ترويض هذه الحركات عبر قناة مرسي-الاخوان. واول مارات امريكا ثمار هذا العمل في قيام مرسي والاخوان ، وبجرة قلم، في اسكات حماس امام اسرائيل في الاحداث التي جرت قبل عام!
ولهذا استطيع ان اقول باختصار ان لجم الثورة في مصر وممارسة مصر دورها ونفوذها في ترويض حركات الاخوان المسلمين وتيارات الاسلام السياسي والسهر على مصالح امريكا السياسية والاقتصادية في المنطقة هي عوامل اساسية ومهمة في التعامل الامريكي وفي دعم جلب الاخوان للسلطة.

الى الامام: هناك تحليل مفاده بأن انقلاب الجيش على الاخوان، سيكون واحد من العوامل لتدفع الادارة الامريكية بشن ضربة عسكرية على سوريا، ما هي العلاقة بين ما حدث في مصر وبين الضربة الامريكية على سورية؟
فارس محمود: ان عالم احادي القطب بالزعامة الامريكية يتصدع منذ مالايقل عن عقد جراء ظهور اقطاب وكتل اقتصادية وسياسية وعسكرية مهمة على الصعيد العالمي مثل الصين وروسيا التي لملمت قواها بعد انهيار الاتحاد السوفيتي والهند والبرازيل وغيرها. وعلى انقاض هذا التصدع يشهد العالم اعادة تقسيمه بين قوى الامبريالية العالمية، ولهذا فان الصراعات القائمة هي صراعات ضارية من اجل اعادة التقسيم هذه.
منطقة الشرق الاوسط هي احد مناطق وبؤر هذا الصراع. تسعى كل الدول الامبريالية العالمية والاقليمية ان تنتزع اكبر مايمكن من حصة في عملية اعادة التقسيم هذه.
مع الاطاحة بمرسي والاخوان المسلمين، شعرت امريكا بخسارتها لحليف مهم واستثنائي، وقد صاحب هذا اشارات سياسية واضحة بين روسيا ومصر، السعودية ودول الخليج نفسها التي كانت ضد الاخوان بشكل واضح وحكمهم وسلطتهم في مصر، ابلغوا المجلس العسكري والحكومة المؤقتة في مصر ان لاتهتم كثيرا لقطع امريكا المعونات السنوية للجيش، فهم يستطيعون تعويض هذه المعونات، وبالامس اعادت مصر الى قطر ملياري دولار وعوضتها الكويت بدلا من ذلك (اي وجود اصطفاف خليجي غير قطري مع المجلس العسكري بالضد من الاخوان وقطر وامريكا). ولهذا فان مسالة من يكون في السلطة هي مسالة مهمة لهذه القوى، وبالذات امريكا التي عملت كل ما من شانها للضغط على المجلس العسكري لردعه عن مواصلة سياساته بعزل الاخوان المدعومين من قبل امريكا.
ولهذا، شعرت امريكا بان قبضتها تسترخي في مصر، وان امكانية ان يكون لها اليد الطولى في مصر مثلما هو الحال مع ترتيباتها مع الاخوان تضعف تدريجيا، وبالتالي تضعف مكانتها وهيمنتها على مصر. وامام هذا التراجع، وفي الحقيقة لتعويضه، سعت امريكا الى تسريع تدخلها وتعاظمه في سوريا، وهي التي لم تتخذ مواقف جدية واساسية ومحورية منذ بدء مايسمى بـ"الازمة السورية". رات ان افضل رد على تراجعها في مصر هو المبادرة ليكون لها قصب السبق في سوريا. ولهذا، ترانا نشهد التصعيد الامريكي الذي تم بحجة استخدام الاسلحة الكيمياوية في سوريا وسعيها لتصدر الساحة والميدان السياسي عبر هذه العملية.
وفي المطاف الاخير، تغدو هذه الملفات هي قضايا للصراع والمساومة و"الاخذ والرد" بين القوى الامبريالية العالمية ليصلوا الى اتفاق، قل اتفاق حول تقسيم مناطق النفوذ والهيمنة في المنطقة، بموجب التوازن القوى العالمي هذا. ومن هنا تنبع المبررات الحقيقية لتصعيد امريكا لتدخلها في سوريا لحد الحديث عن توجيه ضربة عسكرية لها.

الى الامام: الى اي مدى تتفق او تختلف مع القول الذي يتحدث عن ما ذهب اليه سكرتير الحزب الشيوعي العمالي الايراني الحكمتي فاتح شيخ في حواره على صفحة "الحوار المتمدن" بأن ما حدث في مصر في 3 تموز اي بعد يوم 30 يونيو ليس بأنقلاب، والا لماذا "لم يسمى تنحية مبارك واستلام السلطة من قبل المجلس العسكري بالانقلاب العسكري" حسب قول شيخ؟ وبماذا يؤثر ايجابا او سلبا هذه الرؤية على الحركة الثورية في مصر؟
فارس محمود: اذا ننشد تحديد واقع الامور وحقيقة ماجرى بالضبط، نستطيع قول مايلي. ان ماجرى ضد مرسي هو انقلاب عسكري بالمعنى الواقعي للكلمة. قيام الجيش بازاحة رئيس حسب ماهو معروف بالمفاهيم السياسية المتداولة هو انقلاب عسكري. ان هذا هو واقع الحال وتسميته. ان يكون لك موقفاً مؤيداً او مناصراً، سواء بشكل صريح وواضح او بشروط، لايغير من واقع الامر شيء.
بيد ان هذا الانقلاب، مثلما تناولت ادبياتنا الامر، لم يكن ناجم عن مشكلة ما للجيش مع حكم مرسي، بيد انه ناجم عن تكتيك اتخذه الجيش كان يهدف منه الى لجم الحركة الاحتجاجية التي لم يشهد لها مثيل في كل تاريخ البشرية والتي بلغت بمايقارب 30 مليون محتج، وحملة تواقيع تقارب 25 مليون من اجل اجراء انتخابات مبكرة (والتي تعني ازاحة الرئيس). من الجدير بالذكر ان الجيش كان يعرف ان الحركة الجماهيرية قد اطلقت رصاصة الرحمة على نظام مرسي-الاخوان، وان هذا النظام من الناحية العملية قد ولى، بيد انه اتخذ هذه الخطوة حتى يرمي ثمار هذه الحركة المليونية في جيبه وسلطته. ولهذا اذا تسالني، كيف يمكن تسمية الامر: اقول ان ظاهر الموضوع وشكله انقلاب عسكري، ولكن هذا الانقلاب العسكري ليس نابعا من المجلس العسكري وحاجاته، انما خطوة املتها ثورة الجماهير التي ان لم يتدخل الجيش، لا احد يعلم اي ضربة كاسحة ستوجه للبرجوازية واي تعميق وراديكالية ستطرأ على هذه الحركة الاحتجاجية، بحيث تهدد لا مرسي فحسب، ولا المجلس العسكري الذي هو قوة اقتصادية وسياسية مهمة بل مجمل النظام البرجوازي والطبقات الحاكمة. اما تنحي مبارك وتسليم السلطة لا لنائبه، بل الى الجيش، اي انه اعاد السلطة الى المؤسسة التي هو احد ابنائها ورموزها والتي منها اتى للسلطة.
للاسف ان الكثيرين يرتبط تشخيصهم للحدث بموقفهم السياسي اكثر من ان يقوموا باطلاق حكم موضوعي عنه. البعض منهم يقول ان هذا ليس انقلاباً، يسعى عبر ذلك لان يميز نفسه وموقفه عن الاخوان المسلمين الذين يطلبون استرداد السلطة "المغتصبة وبانه "تعدي على الديمقراطية" وانتهاك لها و"انقلابا"! ولكن، اذا ما وضعنا جانباً ان لقسم عريض مصلحة في هذا التصوير (من عمر موسى والسيسي والبرادعي والقوميون والليبراليون في مصر) ينبغي ان لايفوتنا ان نذكر ان طيف واسع ايضا من الاشتراكيين الذين ينكرون ويقسمون باغلظ الايمان على ان ماقام به الجيش ليس انقلابا، يغطون في درجة كبيرة من التوهم، هذا التوهم الناجم عن موقفهم السياسي الذي يوجه راس حربته للاخوان، وبالتالي يقعون في موقف سياسي غير اشتراكي، وانما "انتي اخوان"!! انهم لشدة عدائهم للاخوان، وهذا العداء الذي يشترك طيف واسع فيه من الطبقة البرجوازية نفسها من الفلول والبرادعي وحمدي صباحي وغيرهم، لايرون غير خطر الاسلام، ويعدون المعركة الرئيسة هي ضد الاخوان. انهم يرون ان مهمة الثوار اليوم هي بالدرجة الاولى مواصلة دحر وعزل الثورة المضادة المهزومة للاخوان وفي الوقت ذاته مجابهة عنجهية الجيش وقمعه. وهذا خطا سياسي فادح. بينما يعلم القاصي والداني وكل متعمق بالامور ان الخطر الاساسي للثورة المضادة هو الجيش ومؤسسة الجيش ومجلسها العسكري الذي استطاع بساعات ان يفتت الاخوان شذر مذر ويعتقل قادتهم وينهي حكمهم ويفرض تراجع كارثي عليهم.
ان السلطة لم تخرج من يد الجيش طوال العامين و نصف المنصرمين حتى وان كان الاخوان بالسلطة. اذ كان الاخوان الذين هم طرف اساسي في قوى الثورة المضادة يتحركون، فانهم في اقصى الاحوال في اطار لايتعدى موافقة ورضا المجلس العسكري او نطاق حركته، ولهذا استطاع الجيش وخلال يومين التدخل وقلب الطاولة على الاخوان ومرسي. ولهذا ارى ان في هذا الكلام والتكتيك تقليل جدي من موقف الجيش، وهذا التقليل الجدي هو مسالة سياسية وليست خطأ فني او عابر. ان هذا التعامل مع المجلس العسكري اي مواجهة عنجهيته، ومع الاخوان (مواصلة دحر وعزل الثورة المضادة) هو موقف يجعل من الاخوان الطرف الذي يجب ان توجه الرماح لهم والاكتفاء بـمجابهة عنجهية المجلس العسكري، وهذا تقليل خطير، يخلق تشويش جدي على صعيد الثورة في مصر ويضع اصبعه لا على الجرح بل في مكان اخر. برايي يجب توجيه نقد جدي لهذه التصورات والاوهام. انه تكتيك لاربط له بافق اشتراكي وثوري وضار الى ابعد الحدود للطبقة العاملة، للاشتراكية وللمجتمع عموما.
ان تقدم الثورة مرهون بتصفية الحساب مع اوهامها بالدرجة الاساس.



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على شيوعيّي الطبقة العاملة ان يطرحوا خارطة طريق الثورة!
- على شيوعي الطبقة العاملة ان يطرحوا خارطة طريق الثورة!
- حول ثورة مصر
- كلمة بمناسبة رحيل سيئة الصيت تاتشر!
- حول نظرية الشيوعية العمالية فيما يخص التنظيم
- في جواب على سؤال حول اوضاع سوريا الاخيرة!
- ان الصف الموحد هو، مرة اخرى، الرد الوحيد على التطاول على الع ...
- مجتمع مصر وثوريوه نبراس انطلاقة جديدة لدحر الاسلام السياسي!
- فارس محمود - عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العمالي العراق ...
- أ للانحطاط حدود؟!!
- نقد لبيان صادر من قبل الاشتراكيين الثوريين
- انها اسلمة للمجتمع بالقوة، لن تجلب ثمارها!
- تنامي الثورة في مصر من جديد.... مسار بدء وبحاجة ماسة لافقه ا ...
- ان -مركز الشيوعية البروليتارية- هو ضرورة سياسية ملحة!
- طنطاوي... ان مايجب ان تستعد له جماهير مصر هو حربها ضد قوى ثو ...
- ليس لهذه البضاعة المستهلكة من شارٍ!
- انه تفسخ سلطة وليس -افراد-! ان هذه السلطة هي من يجب ان تولّي ...
- الاهداف الحقيقية وراء قرار اعدام مسؤولي النظام السابق!
- انها القومية... وليس لوث عقل اندريس بريفيك!
- بصدد تنظيم العمال!


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس محمود - تقدم الثورة في مصر مرهون بتصفية الحساب مع اوهامها بالدرجة الاساس!