أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فارس محمود - حول نظرية الشيوعية العمالية فيما يخص التنظيم















المزيد.....



حول نظرية الشيوعية العمالية فيما يخص التنظيم


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 4049 - 2013 / 4 / 1 - 12:55
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


(مقابلة مع فارس محمود عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العمالي حول نظرية التنظيم)

الى الامام: كنتم تصدرون جريدة "المنظم الشيوعي"، وبعد 10 سنوات من العمل العلني في العراق كيف تقييمون تنظيم الحزب الشيوعي العمالي؟
فارس محمود: بالشكل الذي افهمه من التنظيم الشيوعي، وبالشكل الذي انشده وتنشده حركتنا وحزبنا من تنظيم شيوعي، وبالشكل الذي اقره حزبنا في العديد من قراراته في الاجتماعات الموسعة للجنة المركزية والمؤتمرات، اود ان اقول: ليس لدينا تنظيم بالمعنى الواقعي والاجتماعي. انها حقيقة مرة، ولكنها للاسف هي الحقيقة. ليس قصدي من ذلك ان ليس لدينا اعضاء او لجان او اجتماعات ونشاطات ونضالات (ونضالات مشرفة) حول مسائل متنوعة ومختلفة على جميع الاصعدة. لكن كم بوسعك ان تطلق عليه كلمة تنظيم شيوعي حزبي بالمعنى الاجتماعي الواسع، فهذا امر لدي عليه ملاحظة جدية.
لاتي الى الموضوع من زاوية التي تمثل محور اي عمل شيوعي، اي الزاوية اجتماعية. لا يستند هذا التنظيم الى تنظيم شيوعي حزبي في اماكن عمل ومعيشة عمال وكادحي المجتمع ومحروميه. انه تنظيم افراد في مكان لايربطهم في اغلب الاحيان سوى الانتماء الحزبي، اي لاتربطهم صلة اجتماعية وواقعية حية ويومية. انه تنظيم افراد من هنا وهناك يجمعهم ايمانهم الشيوعي وعقيدتهم الشيوعية وانتمائهم الحزبي. انه اقرب بفدراسيون اعضاء حزبيين وشيوعيين مما هو تنظيم شيوعي اجتماعي. ولهذا فانه تنظيم اقرب الى التنظيمات اليسارية التقليدية العامة من تنظيم شيوعي بمعناه الاجتماعي. ولهذا لايسيّر اعمالهم، ولاتنبثق فقرات اجندتهم اليومية وبرنامج عملهم اليومي من نضال اجتماعي واقعي وحي في مكان ما. ولهذا فانها تنظيمات يمكن ان نصفها بانها عمليا تنظيمات "معلقة اقدامها في الهواء". ليس لها اثر اجتماعي في مكان ما، لاتقوم بتغيير في مكان ومحل ما معين. ولهذا فانها تنظيمات منفصلة عن المجتمع بمعنى ما، ويمكن سلخها من المجتمع دون ان تترك اثر واضح في مكانها. اي لاتشعر المراة التي تئن تحت وطأة تيارات الاسلام السياسي مثلا ان وضعها قد تحسن بوجود هذه التنظيمات، وان عدم وجود هذه التنظيمات يعني عملياً تدهور وضعها اكثر واكثر. لايشعر الشاب الداعي الى الحرية ان وضعه قد تغير جراء وجود تنظيماتنا، وان عدم وجودها قد اثر على مساحة حريته في المحلة او في المركز الاجتماعي الفلاني. ان تنظيمات مثل هذه غير متجذرة بتربة ما، بالوسع قلعها دون ان تتاثر المحلة الفلانية او المعمل الفلاني او الجامعة الفلانية.
ان نقطة انطلاق الشيوعية العمالية عن سائر فصائل اليسار هو المجتمع، ان نقطة انطلاقها وحركتها هي المجتمع. ان معياره للنصر او التراجع هو المجتمع نفسه، حضوره في المجتمع، تاثيره على المجتمع والخ. على عكس اليسار الذي نقطة حركته الانتماء الايديولوجي، العقائدي والفكري، الايمان بقضية ما. وبالتالي مايمحور حركته ونضاله، وما يحدد برنامج عمله اليومي هو هذا الانتماء وليس المجتمع. ولهذا، نقول عنه يسار عقائدي لا اجتماعي.
انا اتحدث عن تنظيم، وليس عن افراد. لان لدينا الكثير من الكوادر الشيوعية الحزبية المؤثرة في اماكن تواجدها سواء في المعامل او المحلات او في اوساط الشباب او الحركة النسوية والخ. بيد ان هذا لم يتحول بعد الى تقليد حزبي محدد المعالم وراسخ ويمكن ان يقتفي الاخرون اثر هذا النمط من الممارسة. ليست هذه الوضعية خطأ احد ما، ليست وليدة عدم نضالية احد ما (اعضاء هذا الحزب اكثر اناس هذا المجتمع نضالية ونكران ذات وايمان عقائدي وسياسي بارساء عالم افضل)، وليست نابعة من قلة معرفة اناس ما. انه نتاج تاريخ يثقل علينا، تاريخ اليسار التقليدي، تاريخ اليسار البرجوازي الصغير الذي قدمنا منه. مثلما هو معروف ان الشيوعية العمالية من الناحية السياسية والاجتماعية والحزبية لم تكن نتيجة مباشرة لتطور الاحتجاج العمالي، بل انبثقت كنتاح لتعمق راديكالية اليسار البرجوازي الصغير في العراق، لتعمق يسار متعلم للطبقات الحاكمة. ان هذا الامر، تاريخنا، نصب اعيننا. ولكننا شرعنا كحركة تدرك مكانتها وموطيء قدمها، ولكنها تسعى للسير نحو مكان اخر، نحو حركة اخرى، حركة طبقة اخرى، الطبقة العاملة.
ولهذا لازالت اقدامنا ترسف في تقاليد هذا التاريخ. فاذا استطعنا ان نفصل انفسنا عن هذه الحركة من الناحية العقائدية ومن الناحية السياسية، الا اننا على الصعيد التنظيمي والحزبي وعلى صعيد التقاليد العملية وعقلية التنظيمات وعلى صعيد اسلوب العمل الشيوعي، لاتزال تفصلنا خطوات ليست قليلة امام هذا الانتقال والتحول.
ان عماد المادة البشرية لتنظيم الحزب هو اليسار التقليدي، اليسار المتعلم، يسار غير يسار الطبقة العاملة. ان هذه مسالة اجتماعية وليست لها علاقة بتوجيه "اهانة" او توجيه اصابع "عدم الثورية" لاحد. ان مادة هذا الحزب هي اكثر الناس نزاهة وانسانية وثورية وشيوعية ومتمدنة وسعاة لعالم افضل. ان هذا امر لاشك فيه. ولكن لكل طبقة تقاليدها وسيكولوجيتها وفهمها النابع من المكان الذي تقف فيه في الصراع الاجتماعي. ان هذا يمثل قسم من كوادر الحزب، اما القسم الاخر، فهو الناشطين العمال الاشتراكيين. وهذا له مشكلاته ايضاً بشكل اخر. فاذا كانت مشكلة الاول هو وضعه الاجتماعي، فان مشكلة القسم الثاني هي تاثر طيف القادة والنشطاء العماليين الاشتراكيين ووقوعه تحت تاثير عقود من التصورات والاراء والتقاليد السياسية والحزبية والتنظيمية لليسار الاشتراكي البرجوازي القومي الاصلاحي، تحت تاثير تقاليد "شيوعية" الحزب الشيوعي العراقي والتيارات اليسارية الاخرى التي تسير في نفس مداره، مع هذه الملاحظة او تلك او هذا الانتقاد او ذاك.
ولهذا تنبع السمات السائدة على تنظيمنا من هذه الاشكاليات. ولهذا ينبغي حل هذه الاشكاليات لايقاف الحزب على قدميه من الناحية التنظيمية، لجعل تنظيماته مؤثرة في اماكن تواجدها، لجعلها تتدخل في الصراعات الاجتماعية الواقعية في المجتمع، في المحل، لانهاء التشرذم التنظيمي والميوعة التنظيمية، لتقوية الضبط والانضباط الحزبي. ساتناول هذه المسائل واوضحها في معرض ردي على اسئلتكم.
الى الامام: هل الشيوعية العمالية تمتلك نظرية خاصة بالتنظيم؟
فارس محمود: انه لامر صعب دون شك ان اتناول مسالة التنظيم ونظرية التنظيم عند الشيوعية العمالية على هكذا عجالة. ان هذا موضوع متعدد الجوانب والاوجه بصورة كبيرة. وقد تم تناوله في عشرات الكتابات والاحاديث والابحاث والقرارات، وبالاخص تم عكسه في النظام الداخلي للحزب وفي ابحاث اللجان الشيوعية وسياستنا التنظيمية بين العمال والمحرض والمحرض الشيوعي وغيرها من الكتابات المهمة. لهذا، ان تناول هذه الابعاد والاوجه هو امر قد لايوفى حقه في مقابلة بهذا الحجم. ولكني اود ان اطرح خطوط عامة لهذه النظرية.
ان اول امر تستند اليه نظرية التنظيم، وارتباطا ببحث الشيوعية العمالية، هو ان نقطة انطلاقها وحركتها هي المجتمع نفسه. لقد تناولت هذا الامر في السؤال السابق. ان اساس اختلاف الشيوعية العمالية مع سائر الشيوعيات هو انطلاقها من المجتمع وليس من المقولات والمفاهيم. ان البعد الاجتماعي هو اساس النشاط الشيوعي. تنطلق الشيوعية العمالية من محور رئيسي طرحه ماركس بقوله "اكتفى الفلاسفة بتفسير العالم في الوقت الذي ينبغي تغييره". اي ان الهدف الذي يتعقبه تنظيم شيوعي هو تغيير هذا العالم، وهذا يبدء من التغيير على ابسط مستوى (المحلة ومكان العمل) الى المجتمع وتحقيق الثورة الاجتماعية للطبقة العاملة.
ان نظرية التنظيم هي احد ابعاد نظرية الشيوعية العمالية وتعكسها. اذ على نظرية التنظيم ان تتطابق مع برنامج الحزب، برنامج تعبئة وحشد قوى الطبقة العاملة من اجل ثورتها الاجتماعية. ينبغي ان يرد التنظيم على متطلبات هذا المسعى وهذا النضال وان يتطابق معه. ان بحث التحزب والتنظيم ليس بحثاً تنظيماً ومتعلق بالقرارات والمركزية الديمقراطية والاليات والهيئات، ان هذا جانب منها. ان نظرية الحزب هي حول كيف تنظم وتقوي الشيوعية والعامل من اجل تحقيق انتصار الثورة العمالية ومرتبطة بصورة مباشرة بشيوعية تستند الى الممارسة، شيوعية اجتماعية ومتدخلة. ولهذا، على سبيل المثال والتقريب، انه حين نقيم الاوضاع السياسية في العراق مثلا نرى ونعد ان اهم عنصر فيها هو التحزب الشيوعي وتاثير التحزب الشيوعي على اقتدار صف الثورة العمالية والخ. اي مكانة الحزب والتحزب الشيوعي العمالي في الاوضاع ودرجة قدرته على احداث تغيير ما، قد يكون هذا التغيير صغيراً ومحدودا ام كبيراً وعاماً.
جانب اخر من تلك النظرية هو انه لايمكن فصل نظرية التنظيم الشيوعي عن اسلوب ونمط العمل الشيوعي. ان كل تنظيم سياسي او عمالي ذا اساليب وتقاليد عمل وثقافة سياسية وحتى لهجة دعائية او تحريضية تتطابق مع هويته السياسية، وان هذه الاساليب العملية او اسلوب العمل هي جزء من هوية التيار. على سبيل المثال، ان تركيبة النقابة واسلوب عملها يتطابقان مع اهداف وسياسات الحركة الاصلاحية والنقابية داخل حركة الطبقة العاملة، ولايتطلع المرء من ان تقوم بالنشاط الشيوعي او تؤسس منظمة شيوعية بنفس اسلوب عمل وتركيبة النقابة. اسلوب العمل الشيوعي داخل الطبقة العاملة يتطابق مع الاهداف الشيوعية والتيار الشيوعي داخل الطبقة وليس مع التيار الاصلاحي او غيره. ان اسلوب العمل الشيوعي يتطابق مع الهوية السياسية لتيار الشيوعية العمالية الهادف للثورة الاشتراكية. ليس بوسع النقابة او اسلوب العمل الفدائي او الجيفاري على سبيل المثال ان يكونا اطار للثورة الاشتراكية. ومثلما يقول منصور حكمت: "اسلوب العمل الشيوعي مثل البرنامج الشيوعي اداة لوضع الشيوعية في متناول العامل وتحويل هذه الشيوعية الى مسار واساس للاتحاد الطبقي للعمال". اي ينبغي ان تتحول المنظمة الشيوعية الى اطار يتطابق مع حياة ونضال الطبقة العاملة، ليس هذا وحسب، بل ان تتحول الى اطار للدفع بنضال هذه الطبقة على جميع الاصعدة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
حين نتحدث عن التنظيم الحزبي فان قصدنا هو ان يتجمع الشيوعيون وينظموا انفسهم في مجتمع معين، في ميدان معين وفي محيط جغرافي معين ليكون منطلق تحرك ما او تغيير التوازن لصالح نضال الطبقة العاملة، وفي المطاف الاخير، نزع السلطة من يد البرجوازية. وفق تقليد الشيوعية البرجوازية، التنظيم يعني تنظيم قواك. وفق هذا التقليد، الطبقة العاملة ليست هدفاً، بل قل وسيلة او وسيلة ضغط، او قل وفاء اليسار للبعد الايديولوجي غير الاجتماعي . ان مثل هذا التنظيم ليس له اي ربط مباشر بحياة ونضال الطبقة العاملة. تتطور الطبقة العاملة، تتقدم، تقمع، تضرب، يطرد العمال وغير ذلك، والمنظمة في مكانها، لايعتري حياتها اي تغيير. ان هذه لايمكن ان تكون منظمة شيوعية. لايمكن ان تكون المنظمة الشيوعية منظمة "جمع رفاقنا"! ان المنظمة الشيوعية هي اطار منظم لشيوعيين او جموع منهمكين انفسهم وبصورة مباشرة في تغيير واقعهم لصالح النضال الاساسي للطبقة العاملة في مكان تواجدهم قبل ان يكونوا اعضاء اي تنظيم ما. ان طرحنا للجان الشيوعية (قرار المؤتمر الرابع للحزب) هو اطار تنظيمي يعكس نظرية الشيوعية العمالية في ميدان التنظيم.
ان اللجان الشيوعية هو طرح اطار تنظيمي او بناء حزب يستند الى لجان نظمت الناشطين والقادة الشيوعيين للطبقة العاملة في اماكن تواجدها وتترك تاثيرا في النضالات اليومية للعمال هناك. ويصح الامر كذلك على الشيوعيين المنظمين في الجامعات والمناطق والمحلات ومراكز العمل الاخرى. لجان متدخلة وتلعب دور قيادي شيوعي في المحل. ان اجتماعيتها، قياديتها، شيوعيتها هي الاساس. اي ان اجتماعيتها وشيوعيتها يسبق حزبيتها. تلعب دورها بغض النظر عن وجود الحزب المباشر من عدمه، في اوضاع سرية او علنية، في اوضاع مد او تراجع. لاتوقف نشاطها على تعليمات الحزب، فمهامها الروتينية الشيوعية معروفة ولاتحتاج اي تعليمات خاصة. تستمد برنامج عملها اليومي من متطلبات العمل الشيوعي في المحل. وهدفها هي تقوية الشيوعية والطبقة العاملة وبالتالي تحزبها وفرض التراجع على القوى الاخرى من اسلامية وقومية واصلاحية في المحل.
احد جوانب هذه النظرية برايي هي مكانة وصلة القيادة والكوادر. فالقيادة ليست متابعة امور واحوال الاعضاء والكوادر والمنظمة، اي قيادة "ادارة تنظيم"، بل قيادة ماركسية فكرية طليعية، قيادة للمجتمع وليس الحزب، قيادة بالمعنى الاجتماعي، وليست قيادة ايديولوجية او فكرية محض مثلما يفهمه اليسار. القيادة يعني حضور الرد النظري-السياسي والعملي على معضلات حركتها وبالتالي حزبها، تمضي للامام وتحدد العوائق وتطرح سبل حل ازالة هذه العوائق. وفق نظرية الشيوعية العمالية، للقيادة دور محوري وحاسم. الحلقة الاخرى هي حلقة الكوادر التي تمثل العمود الفقري للحزب التي يلتف حولها تنظيم الحزب واعضائه واصدقائه ونفوذه الاجتماعي العام. تعطي الشيوعية العمالية اهمية خاصة للعلاقة بين القيادة والكوادر وتعد التماسك الماركسي للكوادر وعدم فقدانهم في اي وقت كان لبوصلتهم الماركسية وعدم التذبذب جراء تاثير التحولات الاجتماعية والسياسي ذا دور اساسي في حياة الحزب وديمومته. ان عدم انحراف الحزب يمينا ويسارا مرهون بمدى الصلادة الفكرية والماركسية للكوادر. على قول منصور حكمت:"الحزب هو خط (ومن ضمنه قيادة) وكوادر.
ان نظرية الشيوعية العمالية هي نظرية الحرية والمساواة، نظرية اوسع اشكال الحرية والحقوق والمساواة بين البشر. ان انعكاسات هذا تجده في العلاقات الداخلية للتنظيم وتجد في مفردات النظام الداخلي للحزب وتقاليده التنظيمية والحزبية. تجد هذا في الانضمام الحر للحزب لكل شخص ساخط على انعدام الحرية والمساواة، وحق الاستقالة من الحزب، طوعية تولي المهام وعدم قبولها، عدم التدخل في الحياة الفردية للاشخاص تحت اي ظرف كان، العضوية في الحزب لاتمنح اي امتياز للشخص، ممنوعية تفتيش العقائد، عدم اجبار العضو على التصريح باي شيء مخالف لارادته او اسكاته تحت اي مبرر كان من مثل المصالح العليا للحزب والخ، حق الجميع في الترشح والترشيح لاي مسؤولية ومنصب، ليس للكادر حق اضافي، بل نفوذ معنوي فقط حق تشكيل الكتل والخ. كما يصون الحزب حق الاعضاء بابداء المواقف والاراء تجاه مجمل مسائل المجتمع باسمهم الشخصي وذلك من احتراماً لعلاقة الفرد بالمجتمع. اي باختصار ان احد المحاور المهمة لنظرية التنظيم الشيوعي نجدها في مبادئه التنظيمية التي لاتفصل التنظيم عن هدف تنظيم الثورة الاشتراكية، وهو اطار لتوحيد كل من يشترك في هذا الهدف.
الى الامام: هل ان صلة الحزب الشيوعي العمالي بالطبقة العاملة هي صلة تنظيمية فقط، ام انها مرتبطة باستراتيجية الحزب واهدافه النهائية؟
فارس محمود: ان "الشيوعية هي علم تحرر البروليتاريا". وان فلسفة وجود الحزب الشيوعي العمالي هو تنظيم الطبقة العاملة من اجل القيام بثورتها الاجتماعية وارساء المجتمع الاشتراكي. ولهذا فان صلة الحزب بالطبقة العاملة ليس ذا بعد تنظيمي فقط، بل ان البعد التنظيمي هو احد اجزاء ابعاد هذه الصلة. الصلة صلة طبقية واجتماعية. على قول ماركس في البيان الشيوعي
ان الحزبية الشيوعية هي ليست امرا تنظيما، بل على العكس هي امرا سياسيا واجتماعيا ويخص تنظيم العمال وصياغ شيوعي متدخل وعمالية. الحزب هو الاداة الوحيدة للطبقة العاملة للخلاص التام والنهائي من النظام الراسمالي واقامة الثورة الاشتراكية. ان الحزب هو رمز الاستقلالية الايديولوجية –السياسية للطبقة العاملة في جميع الميادين واوجه هويتها واداة الطبقة العاملة للتدخل في السياسة وانتزاع السلطة السياسية.
ان صلة الحزب هي صلة دعائية، تحريضية وتنظيمية، وهذه الصلة مرتبطة بهدف نهائي هو انتزاع السلطة من البرجوازية وارساء الحكومة العمالية والبديل الاشتراكي. ولكن من الان حتى تلك اللحظة، هناك مهام كل لحظة تجاه الطبقة. ان كانت ضعيفة، يرد على نقاط ضعفها، ان يعتورها تشوش فكري او سياسي، الحزب عليه ان يرد على هذا النقص، ان كانت قوية، يرسم الخطوة اللاحقة لتعميق اقتدارها صوب هدفها. انه اطار لمجمل نضالات الطبقة العاملة بكل ابعادها الاقتصادية والسياسية والفكرية. انه حزب تيار معين داخل الطبقة لاتفصله مصلحة عن كل الطبقة ويمثل الاهداف النهائية لتحرر الطبقة النهائي وتحرر المجتمع.
في عراق اليوم، وفي انهماكه لاقتدار الطبقة العاملة يسعى لتغيير توازن القوى لصالح الطبقة العاملة مع ما يستلزمه من اصطفاف اكثر اقتداراً ورسوخاً وتوحيداً اكبر للاقسام المختلفة من الحركة العمالية في نضالاتها الاقتصادية والسياسية الراهنة. يسعى لانهاء وضعية التشتت والتبعثر على نضالاتها وتوحيدها ونقلها من طابعها الدفاعي والصنفي والمحلي الى نضال عارم وموحد وواسع، ينهمك في ازاحة التصورات والتي تمسك بخناق الطبقة العاملة من قومية ودينية وطائفية، ويسعى لحضورها الميدان السياسي بوصفها طبقة بوسعها رسم مصير اخر للمجتمع، مصيرا اشتراكيا. عمل الحزب ويناضل من اجل ارساء تنظيم جماهيري قوي وراديكالي للعمال بحيث يجمع هذه القوى المليونية في صفوفها. تقوية النضال الاقتصادي للطبقة العاملة وتسليح القادة والناشطين العماليين بمجمل ابعاد هذا النضال واتخاذ التكتيكات والشعارات والبدائل الصحيحة والرد عل مناورات البرجوازية بهذا الصدد لهي من اولويات هذا الحزب. كما انها لمهمة الحزب ان يوفر مستلزمات الثورة العمالية من حيث التحزب، التنظيم، الوعي ورسم افق الثورة العمالية وغير ذلك.
ولهذا، بايجاز، يمكن القول ان صلة الحزب بالطبقة العاملة هي من حيث تحوله الى اطار لنضال العامل من ابسط المطاليب الى ارساء بديله العمالي. انه حزب العمال الشيوعيين الذين لامصلحة لهم غير تحرر الطبقة العاملة النهائي والمجتمع من النظام الراسمالي المقيت.
الى الامام: كثيرا ما نسمع من اليسار التقليدي، بأن الشيوعية هي تيار خارج الطبقة العاملة، وعليه ان يدخل في صفوف الطبقة العاملة، كيف تردون على هذا التصور؟
فارس محمود: انه اليسار التقليدي. يسار مثقف، من الناحية الطبقية والاجتماعية ينتمي الى اقسام من الطبقة الحاكمة نفسها، البرجوازية الصغيرة. وان هذا اليسار وتصوراته هي غير اجتماعية وغير مادية. ان هذا امر تجده في مجمل تصوراته ورؤاه الفكرية والسياسية والاجتماعية المقلوبة. ان هذا القلب نابع من وضعها الاجتماعي المقلوب.
ان الشيوعية هي تيار داخل الطبقة العاملة. انها احد التيارات الموجودة داخل الطبقة حالها حال الاصلاحية. انهم ذوي نسخ شبه اشتراكية وموجودين خارج الطبقة، ولهذا يعتبرون الشيوعية تيار خارج الطبقة. لانهم موجودين خارجها، فانها (اي الشيوعية) خارج الطبقة العاملة! فحين تتحدث هذه التيارات عن الحركة العفوية للطبقة العاملة، يذكرون بصورة فورية وتلقائية النقابية بوصفها تيار معطى وعفوي داخل الطبقة العاملة. هؤلاء اليساريون ليسوا على استعداد للاقرار بوجود الشيوعية كتيار داخل الطبقة العاملة. انه اعطاء امتياز للنقابية والاصلاحية داخل الطبقة العاملة، وهو رفع الراية البيضاء امام النضال الاقتصادي للشيوعيين ويرفعو النضال الاقتصادي من كاهل الشيوعيين ومهامهم ويحيلوه الى التيارات الاخرى، التي عبر هذا النضال تعمق تلك التيارات البرجوازية داخل الطبقة العاملة من وجودها. ذلك ان النضال الاقتصادي هو حجر اساسي داخل الطبقة العاملة ووعيها.
ان هذا التصور يترك تاثيره على تصور اليسار التقليدي للنضال الاقتصادي. اذ يرون ان هذا هو امر العمال، ولا للشيوعية دور فيه. ان الشيوعية والماركسية تتعلق بالطابع الفكري والايديولوجي للنضال الاشتراكي، فيما ان النضال الاقتصادي هو امر العامل فقط. وبالتالي، يتنكرون اي دور للشيوعية في النضال الاقتصادي للعامل، لايرون الشيوعية والحزب الشيوعي اطار لتوحيد العمال والارتقاء بمجمل ابعاد نضالهم.
يجب ان لايغيب عن بالنا ان الحركة الشيوعية للطبقة العاملة تستند الى ركنين، احدهما موضوعي ومادي نابع من المكانة الموضوعية للطبقة العاملة في الانتاج، والاخر فكري ونظري وعلمي يتشكل خارج صف الطبقة العاملة. ان الاحتجاج العفوي للطبقة العاملة، ومهما بلغ من ارتقاء وتطور، لايبلغ بحد ذاته بامرء ما النظرية الشيوعية. لاتبلغ الطبقة العاملة بنضالها اليومي نظرية الاشتراكية. فالغريزة الطبقة والتجربة اليومية بحد ذاتهما لاتردا على العالم المعقد والمتعدد الاوجه للمجتمع الراسمالي ونقده. ان الوعي الشيوعي للطبقة العاملة لاياتي الا فقط عبر نظرية ماركس الشيوعية. ان هذه النظرية هي ثمرة المجتمع الراسمالي، وان اساسها المادي هو وجود الحركة الواقعية للطبقة العاملة ونضالها، بيد انها تولد خارج هذه الطبقة. انها تولد عند قسم توفر له ظروفه المعيشية الامكانية الواقعية لبلوغ هذه النظرية والالمام بها، انه قسم المتعلمين ذوي الاصول الطبقية البرجوازية. فالبرجوازية، وفي سعيها الحثيث للتجهيل المنظم للطبقة العاملة وحرمانها من تلك الفسحة التي توفرها للعامل لكي يضطلع على الاطلاع على منجزات البشرية الفكرية.
بيد ان هذا امر واعتبار الشيوعية خارج الطبقة العاملة هو امر اخر، خاطيء وغير صحيح وقد فنده لينين على امتداد فصل كامل في "مالعمل؟!". ان بحث اليسار التقليدي هذا هو في الحقيقة يناقض النظرية الحزبية والتنظيمية للينين وبالاخص فيما يتعلق بالطليعة. ان بحث اليسار هو طليعة خارج الطبقة، منظمة خارج الطبقة، الوعي خارج الطبقة، ثنائية الوعي والطليعية واللاوعي والانقيادية التي امتدادها منظمة (مركز الوعي) وطبقة (فاقدة للوعي او في احسن الاحوال ذا وعي بدائي، اقتصادي والخ). ان هذا بحث يتناسب مع المكان الواقعي لليسار (خارج الطبقة وفي الحقيقة انعزاله عن الطبقة). انه تمجيد لهذا الوقوف خارج الطبقة. اما بالنسبة للينين وماركس وانجلز، الطليعة هو امر اجتماعي وطبقي. ان مايتحدث لينين عنه، والشيوعية العمالية، هو طليعة البروليتاريا هم الناشطين، القادة والمحرضين الشيوعيين داخل الطبقة العاملة. يسلب اليسار التقليدي وغير الاجتماعي من مفهوم الشيوعية العمالية ولينين ومنصور حكمت محتواه الطبقي والاجتماعي هذا. ويحول هذا اليسار مقولة الطليعة الى امر ايديولوجي وانتقائي تماماً. ولهذا وعلى امتداد عقود راينا اشكال من الطليعية هذه غير الشيوعية وغير العمالية، طليعية طلبة الجامعات، النضال المسلح ولكل المحتجين على هذه الزاوية او تلك من النظام القائم، وهي طليعية البرجوازية الصغيرة التي تاتي بعشرات النظريات التي تبرر عدم ارتباطها بالطبقة العاملة. من المؤكد ان قصد الشيوعية العمالية هو حتى ليس الارتباط بالطبقة العاملة، فالنازية وحزب الله والقوميين العرب التف حولهم الملايين من العمال. الحزب الشيوعي العمالي هو حزب القادة والناشطين الشيوعيين والعماليين. انه اطار توحيد وتنظيم الطبقة العاملة والارتقاء بمجمل اشكال نضالها الاقتصادية والسياسية وصولا لثورتها الاجتماعية.
ان اساس هذا التصور يجيب على انفصال المنظمة الثورية عن الطبقة العاملة. بجعل العملية كالتالي: ماركسيون ثوريون، طبقة عاملة لاتعرف سوى النضال الاقتصادي، النظرية والثورة التي يقوم بها الجماعة الثورية. اساس لتبرير وضعهم وانفصالهم عن الطبقة العاملة، الحديث باسمها.
الى الامام: يتحدث الرفيق منصور حكمت كما كان يتحدث الرفيق لينين عن العمل الروتيني للحزب الشيوعي "الدعاية والتحريض والتنظيم" في صفوف الطبقة العاملة، هل نستطيع ان نقول بأن هذه المسألة غائبة في عمل الحزب الشيوعي العمالي ودائما يسيطر عليه الحملات السياسية على سبيل المثال لا الحصر احتفال الاول من ايار، يوم المرأة العالمي، قانون العمل..الخ وكيف ترتبطون العمل الروتيني بالتكتيكات السياسية للحزب او بتلك الحملات السياسية.
فارس محمود: اتفق كثيرا مع ماذكرت. العمل الشيوعي هو بالاساس عمل روتيني. اي دعاية وتحريض وتنظيم بالمعنى العام والواسع والشامل لهذه الكلمات. الدعاية والتحريض والتنظيم في ايام الضعف والتراجع و في ايام الثورة وحمل السلاح للاطاحة بالبرجوازية. العمل الشيوعي عمل عكس مسار التيار. عكس مسار البرجوازية الذي ثبتت اقدامها في المجتمع في كل زاوية من زواياه، من قصص الاطفال وتنويمات ليل الاطفال للمساجد والجوامع ومراكز التعذيب والامن والشرطة السرية الى الثقافة التي تشاع في في المجتمع، الى المكتب الفكرية والسياسية التي التي تتحفنا المكتبات بها، الى مراكز البحث "اللاعلمية" و...... الاف القنوات التي ترسخ وتؤبد وجود الطبقة الحاكمة. ولهذا فان العمل الشيوعي عمل دؤوب ومواظب يستلزم تاني، صبر، سعة بال، عمل يومي.
انا اعلم اننا في المرحلة المنصرمة قد ركزنا كثيرا على الحملات. الحملات امر جيد ومهم للحزب وللدفع بالحركة. لها اهميتها ومكانتها السياسية. وللحزب في نضالاته حملات كثيرة مهمة ومشرفة ومؤثرة سواء ضد حرب امريكا، ضد اعتقال النظام البعثي لناشطي العمال في الناصرية وضد الدستور وقتل النساء ودعما للحركة العمالية او ضد الحصار والمعارضة البرجوازية العراقية ومؤتمر لندن في وقتها والعديد العديد غيرها. ولكن ان تتحول الحملات الى اساس عمل الحزب، فهذا لايتناسب مع اسلوب العمل الشيوعي. ليس ثمة تناقض بين هذين النمطين من العمل. العمل الشيوعي هو مزيج من هذين الاثنين، كل في مكانه وكل في يومه. ولكنني اقر بامر ان العمل الروتيني الذي نتحدث عنه غائب في حياة الحزب.
النزعة الحملاتية او الكمبينية عمل سهل بمعنى ما، عمل ذا وقت محدود، لايستلزم استمرارية دؤوبة بالضرورة، ولايستلزم صبر وتحمل، وفيه امكانية اكبر للبروز والظهور، ولهذا، يتناسب كثيرا مع اليسار التقليدي او في الحقيقة يتطابق مع الاهداف السياسية للحركات الاخرى، حركات البرجوازية الصغيرة. ونحن كحركة انتقدت هذه النزعة قبل مايقارب 25 عام، جزء من نقدنا لاسلوب العمل الشعبوي. ان اثار هذه التصورات واضحة على ممارستنا العملية لحد الان للاسف. لم نستطع كحزب لحد الان الخروج من هذا الاطار، تاثير الممارسات الاجتماعية-التنظيمية على حركتنا.
ان يقتصر نضالنا على انتظار الاول من ايار او 8 اذار او ذكرى تاسيس الحزب برايي هذا مقتل الشيوعية والعمل الشيوعي. العمل الشيوعي هو تنظيم نضال على الارض، تنظيم مقاومة. انه كالحرب، امر يومي. حرب تدفع له الطبقات الحاكمة وتفرضها على المجتمع، على الطبقة العاملة، على النساء، على الشباب، على المدنية والتحرر وعلى كل زاوية تحرر ومساواة الجماهير. ان هذا النضال هو يومي، وهذه المقاومة يومية، وتستلزم توعية الجماهير، تحريضها للقيام بعمل ما، وتنظيمها وتوحيد ورص صفوفها.
ان العمل الشيوعي هو عمل منظم، عمل من اجل ارساء تنظيم في المطاف الاخير. حتى الدعاية والتحريض يهدفان بالمطاف الاخير الى التنظيم. لان ننشد تنظيم الجماهير الواعية. بالتنظيم ندخل الحرب، حربنا الطبقية. حتى الدعاية والتحريض لايكفيان. (قد تكفي ليسار تقليدي، يسار اعلان موقف، يسار تبرئة ضميره ومرتاح الضمير لمايقوم به تجاه مبادئه). الدعاية والتحريض اللتان لايخلقان تنظيم ليسا دعاية وتحريض، وليست لهما اهمية بالنسبة للعمل الشيوعي. الجريدة التي لاتجلب ناساً ليست جريدتنا، التنظيم الذي لايجلب قوى ليس تنظيمنا، الاذاعة والندوات التي لاتجلب قوى ليس اذاعتنا ولاندواتنا، والحملة التي لاتجلب قوى ليست حملتنا. لاننا ننشد ان نضع الايادي مع بعض ونغير. التغيير يستلزم قوى. وان لم نجمع القوى، فهذا يعني اننا لانفكر بالتغيير. انا لا اتحدث عن نوايا، وانما اتحدث عن اليات وانماط عمل واولويات.
مرة اخرى ان انتقادي للنزعة الحملاتية، وليس للحملات والكمبينات التي تحدثت عن ضرورتها ومكانتها واهميتها وحاسميتها في بعض الاحيان.
العملية جدلية. لتتخذ تكتيك ما، القوى تحدد ذلك. والقوى يجلبها العمل الروتيني، العمل الدؤوب بين العمال في الايام العادية. لو اتخذنا تكتيك اضراب او اعتصام ما على سبيل المثال، منصور حكمت يتحدث عن ذلك بصورة جذابة جدا في موضوعة المحرض الشيوعي. اذ يقول ان الاضراب ظاهرة لها ماضي وحاضر ومستقبل. لكل منها دوره ومهامه. فالماضي او خلفية الاضراب يترك تاثير جدي على الاضراب ونجاحه واخفاقه. نجاح الاكسيون-التكتيك مرهون بجانب منه بمدى كون العمال منظمين، بمدى وعيهم، بمدى عجز البرجوازية امام العمال من تمرير الاعيبها، بصندوق دعم الاضراب وغيره. ان هذه كلها هي مفردات العمل الروتيني، بالدعاية والتحريض والتنظيم. ولا اتحدث هنا عن ان التكيتيك، من ناحيته، يهدف الى جمع القوى بالمحصلة الاخيرة. اي انها وجهين لعملية واحدة.
الى الامام: ما هو برأيكم اهم المعوقات التنظيمية التي تقف امام نضال الطبقة العاملة في العراق؟
فارس محمود: ثمة عوائق تنظيمية كثيرة وجدية امام الطبقة العاملة ونضالاتها. اول هذه العوائق هي ضعف التقاليد التنظيمية داخل الطبقة العاملة. ان لهذا الامر اسبابه. عقود مديدة تئن الطبقة العاملة تحت وطأة الظروف السياسية الاستثنائية، وقصدي اوضاع الحروب المتتالية، الحصار الاقتصادي الذي دمر كل الركائز الاقتصادية للمجتمع والسمات المدنية للمجتمع ودفعه عقود للوراء، والاستبداد السياسي الفظ لنظام البعث الفاشي، ومايقارب العقد من الصراع الطائفي والقومي والقتل على الهوية والاغلاق المتواصل للشركات. على امتداد عقود مديدة، هوجم حق العمال في التنظيم باشرس الاشكال، ارسل القادة والناشطين العماليين للسجون وعذبوا واعدموا. كل هذه تركت تاثير جدي على وجود الطبقة العاملة نفسه وحضورها السياسي والاجتماعي، وعلى تقاليدها التنظيمية. ولم تكن هناك تنظيمات عمالية خلال تلك العقود سوى النقابات الصفراء الحكومية التي اقيمت للجم الطبقة العاملة وكبح نضالاتها، وعليه، انعكس بالتالي على شكل غياب التقاليد التنظيمية او الارث والتجارب التنظيمية وانتقالها بين الاجيال العمالية. ان انعكاس هذه الاوضاع واضحاً على الحركة العمالية وسعيها الحالي نحو التنظيم.
وساهم الوضع السياسي الراهن والصراعات السياسية واشاعة الافكار والتصورات الطائفية والقومية والعشائرية بشكل جدي في تشويه وعي الطبقة العاملة واضعاف الشفافية الطبقية، وانعكس هذا بشكل واضح على صعيد الحركة العمالية وتشظيها وانقساماتها. اي لم تستطع الطبقة العاملة ان تفصل صفها الطبقي عن التيارات البرجوازية المختلفة باختلاف مشاربها وهوياتها السياسية. في الوقت الذي يضع اشتداد الصراعات السياسية بين التيارات السياسية-المليشياتية البرجوازية الطبقة الحاكمة في اوضاع اكثر تشرذماً، وبالتالي، اضعافها واضعاف قدرة مواجهاتها للطبقة العاملة، فانه في الوقت ذاته، وكاثر مرافق مباشر، يشيع التوهمات والاوهام داخل الطبقة العاملة، وبالتالي يضعفها، ويضعف وحدتها من جهة اخرى.
بعد سقوط النظام البعثي، شهدنا موجة واسعة من مساعي العمال نحو التنظيم. بيد ان هناك محدوديات جدية واضحة بوسع المرء ان يشهدها على هذا المسعى، منها عدم ديمومتها، وقتيتها، فوقيتها وغير ذلك. الامر مرتبط الى حد كبير بضعف تجارب القادة والناشطين العماليين والعفوية والارتجال وعدم المواظبة بهذا الخصوص، للاسباب التي ذكرت. ناهيك عن اتساع عدد التنظيمات العمالية في اغلب الاحيان لا لشيء مرتبط بالحركة العمالية ذاتها واختلاف الاجوبة والردود وسبل الحل تجاه مسائلها، بل لاختلافات ومصالح نخبوية وشخصية ضيقة نراها بشكل واسع في هذه المساعي. في احيان ليست قليلة تجد ان هذه التنظيمات، وانشقاقاتها وتوحدها، هي انعكاس وامتداد لمساعي نخب من اجل نيل مكانة وامتيازات اكثر مما هو رداً على متطلبات الحركة العمالية. لايفوتني ان اذكر سعي الاحزاب المليشياتية الحاكمة من اجل تشكيل اتحادات ونقابات امتدادا لمصالحها ذاتها ومحاولتها، كل من ناحيتها، لجر الطبقة العاملة صوب اهداف ليست لها اي صلة باهداف الحركة العمالية ومطاليبها. ان هذه المساعي خلقت نوع من البلبلة وشقت من صفوف العمال كثيراً. لا اتحدث هنا انه لو وجد تنظيم واضح الافق، تنظيم يعرف ماذا يريد وماذا لايريد وكيف يحشد العمال ويديم اشكال الحشد والاتحد، لتغلب على الكثير من مساعي تلك الاحزاب المليشياتية ولم يبق مجال لمناورة وحركة الذين يسعون للتعكز على الحركة العمالية من اجل اهداف لاتمت بصلة بها.
المسالة الاخرى هي البطالة المليونية التي يرسف بها قسم عريض من العمال. ان لهذه البطالة والقلق المتواصل للقسم العامل من المستقبل ومن ان يرمى في جيش العاطلين عن العمل، وبالاخص في ظل سياسات الهجمة الشاملة على العمل واغلاق المصانع وتحويلها للقطاع الخاص وطرد العمال الذي تقوم به السلطة القائمة استجابة لاتفاقاتها مع المؤسسات الراسمالية العالمية من مثل الصندوق الدولي والبنك الدولي يدفعهم لزيادة النزعة المحافظة بين هذا القسم العامل ونضالاته، ويشتد التنافس بين هذين القسمين من الطبقة العاملة، وبالتالي نضالاتها وحسها الجمعي والتنظيمي. مثلما هو معروف ان احد اقوى الاسلحة بيد الطبقة البرجوازية من اجل تشتيت وبث الفرقة بين صفوف الطبقة العاملة هو سلاح البطالة.
ان جانب اخر من المشكلات هي هيمنة ميول وتصورات واساليب ممارسة حركات اجتماعية اخرى مثل اليسارية القومية والاصلاحية على الحركة العمالية وقادتها، ولكن الاهم من ذلك كله هو ضعف التيار الاشتراكي العمالي داخل الطبقة العاملة وعدم وضوح افاقه السياسية وضعف انسجامه السياسي والعملي. ان هذا التيار بسبب من محدودياته ونقاط ضعفه الكثيرة غير قادر على تسليح الحركة العمالية بافق نضالي سياسي وعملي للرد على هذه المسالة. لم يستطع من طرح رؤيته لتنظيم العمال وافقه العملي لطرح هذا الافق وترسيخه في الحركة العمالية. لايمكن فصل هذا الضعف عن دور الحزب الشيوعي العمالي الذي يمثل اطاراً سياسياً-تنظيمياً لهذا التيار داخل الحركة العمالية. لقد طرح الحزب رؤيته على شكل وثائق في مؤتمراته وبلينوماته واجتماعات هيئاته الحزبية العليا، وهي سياسات ورؤى صحيحة وصائبة، الا انها لم تتحول الى افق عام على صعيد الحزب وتنظيماته وممارسته اليومية. ان ذلك يعود الى اسباب كثيرة متنوعة لامجال للاسف هنا للاشارة اليها، او يمكن تناوله في فرصة اخرى.
الى الامام: كيف يرد الحزب على هذه المعوقات؟
فارس محمود: برايي، ان اول شيء على الحزب ان يقوم به، كحزب، هو تغيير نطاق حركته اليومية كحزب شيوعي عمالي. انها لحقيقة ان الحزب من الناحية التاريخية قد اتى امتدادا لتعمق رايدكالية اليسار، وليس نتاج للتحولات الجارية على الحركة العمالية وامتداد لتعمق راديكاليتها او نضالها اليومي. ولهذا، فان القسم الاكبر من كوادره، وناشطيه، تنظيماته ولجانه واولياته هي عديمة الصلة بالنضال اليومي الواقعي والجاري للحركة العمالية. ولهذا ثمة فصل بارز للعين في الممارسة السياسية اليومية للحزب تجاه الحركة العمالية. من الناحية السياسية والايديولوجية والعقائدية، الحزب حزب شيوعي وعمالي. هذا لاشك فيه. ولكن كم تحول الحزب الى اطار للنضال اليومي لهذه الطبقة؟! لازال الحزب بعيدا. وعليه، برايي، اول خطوة يجب ان يقوم بها الحزب هو اعادة النظر بهذا الامر.
ينبغي ان يكون الحزب قادراً على تنظيم الطبقة في اماكن عملها ومعيشتها بوصفها ظاهرة موضوعية. ان يتحول الحزب الى تنظيم تنتظم فيه الطبقة. اي يغدوا بوسع الطبقة ان تنظم نضالها عبر هذه المنظمة. ولهذا ينبغي ان لايتطابق هذا التنظيم مع السمات الموضوعية للطبقة فحسب، بل ان يتطابق كذلك مع السمات الموضوعية لنضال الطبقة. اي ان التوجه للطبقة العاملة لايعني اقامة منظمة للعمال، بل اقامة منظمة العمال، وتحويل الحزب الى تيار عمالي، حزب العمال الطليعيين، وليس حزب عمال مؤيدين للحزب الشيوعي العمالي حتى. فمالخلل العضوي والبنيوي في الشيوعية بحيث لاتتحول الى اطار لتنظيم العمال؟ الى متى يبقى العمال يحتجون تحت اي راية نقابية او غير نقابية الا تحت راية الشيوعية؟ ان سبب هذا معروف. عقود مديدة من انفصال الشيوعية عن الطبقة هو اساس هذا الامر. تحولت الشيوعية، بعد هزيمة ثورة اكتوبر، الى اطار انتزاع الاستقلال بالعنف، الى اطار للاصلاحات الاولية للبلدان المتخلفة، الى اطار الاقسام المتقدمة من المجتمع لتحويله الى التمدن والعصرية او بلوغ المستوى التكنيكي للغرب، وبالتالي تمت تسليم راية الاحتجاج العمالي للنقابية، للاصلاحية وغيرها. بيد ان هذا التاريخ قد ولى، ولاتجد اتحاد سوفيتي او صين او البانيا او طبقة متوسطة في العالم الثالث تدافع عن التمسك براية الشيوعية لانجاز اهدافها. ولهذا، ينبغي ان يعود مركز ثقل الشيوعية ونضالها للطبقة العاملة بعد عقود من "الاغتراب" داخل فئات واقسام الطبقة المالكة نفسها. وان هذه لمهمة الاشتراكية العمالية وتيارها وناشطيها وقادتها العماليين داخل الطبقة، وفي مقدمتهم الحزب الشيوعي العمالي.
المسالة الاخرى برايي هي ان الطبقة العاملة، وبحكم كونها طبقة مرتبطة باقصى درجات تقدم المجتمع واقتصاده ومراكزه الصناعية، هي طبقة منظمة. طبقة تحوي الحلقات والشبكات الحلقية العمالية للناشطين والقادة العمال من جهة وذات ميول سياسية مختلفة من قومية واصلاحية وليبرالية وشيوعية كذلك. ولهذا، ان التنظيم الشيوعي لايبدء ولاينطلق من فراغ. ينبغي تقوية هذه الحلقات والشبكات العمالية، توضيح افقها السياسي والتنظيمي. ينبغي الارتباط بمعادلنا الاجتماعي، تيار الاشتراكية العمالية والناشطين الاشتراكيين للطبقة العاملة، تقوية الصلة، الرد على نواقصه وتوضيح افقه النضالي السياسي والعملي.
تسليح الناشطين والعمال الاشتراكيين برؤية الشيوعية العمالية حول مسالة التنظيم العمالي. امام الاشكال المختلفة لتنظيم الحركة العمالية والتي يسودها انعدام الافاق في اغلب الاحيان، على هؤلاء الناشطين ارساء وتسيير حركة الاجتماع العام والتي هي اساس متين للحركة المجالسية العمالية، وان الخطوة الاولية لذلك هو عقد الاجتماع العام وترسيخ هذا الشكل من التنظيم بوصفه اكثر اطار مباشر للتدهل المباشر لجماهير العمال واداة مؤثرة وعملية وخالية من التعقيدات والامتيازات البيروقراطية للتنظيم الجماهيري للعمال. ان تعميم هذا الشكل من التنظيم يتمتع باهمية كبيرة وحاسمة، ولكي يكون انموذج تقتدي به سائر الطبقة العاملة. لقد وضح منصور حكمت ووثائقنا الحزبية وطيف واسع من مقالات كوادر الحزب ملامح هذا الشكل من تنظيم من العمال، ولهذا لا اتحدث عنه اكثر هنا. من جهة اخرى، ينبغي الدفاع الحازم عن اي تحرك يقوم به العمال لاقامة اي من اشكال تنظيمهم الجماهيري ومد يد العون لهم في مسعاهم النضالي، والتصدي الحازم لهجمات وحملات السلطات البرجوازية المليشياتية القائمة على المنظمات العمالية والقادة والفعالين العماليين. وتامين ردع البرجوازية وتطاولها على العمال ومنظماتهم والتصدي لمساعيها في حلق الانقسام ذاخل الطبقة العاملة.
مسالة اخرى مهمة الا وهي ان مسالة تطور وارتقاء الحس بالتنظيم مرهونة بالوعي الطبقي للعمال اجمالاً، الوعي بانفسهم كطبقة. دون الارتقاء بهذا الوعي، يصعب على العمال درك مسالة التنظيم واهميتها. ببساطة لانها جزء من الوعي الاشمل. وان الحجر الاساس لوعي الطبقة العاملة لنفسها بوصفها طبقة هو النضال الاقتصادي. ولهذا فان الارتقاء بالنضال الاقتصادي يتمتع باهمية حاسمة في الارتقاء بكل الوعي الطبقي ومنه الحس التنظيمي.
ان نقطة الضعف الجدية للحركة العمالية تتمثل في مسالة وجود جيش من العاطلين دون اي ضمانات اجتماعية او مصدر معيشي. ان هذه الوضعية توجه ضربة جدية للحركة العمالية وتنظيمها ووحدتها. اذ تحول البرجوازية من هذه الجيوش المليونية الجائعة راس حربة هجوم على الطبقة العاملة ومكتسباتها وفرض تراجع جدي على مكتسباتها وتطلعاتها التي حققتها طيلة عقود من النضالات الباسلة. ان ارساء منظمة العاطلين من قسمي الطبقة العاملة (العامل والعاطل) وتوحيد النضال والتاكيد على المصير المشترك لهما من اجل اقرار (عمل مناسب او ضمان بطالة كاف) يتمتع بضرورة خاصة في هذه المرحلة. وبالتالي يترك تاثير مباشر على تنظيم الطبقة لنفسها.
واخيرا، اشير الى نقطة برايي جدية الا وهي التنظيم السياسي للطبقة العاملة. ان التنظيم الحزبي والسياسي للطبقة العاملة هو احد اشكال تنظيمها. نقد كل الاتجاهات والتيارات التي تسعى للجم العمال في الاطار الاقتصادي وابعادهم عن السياسة والتحزب الشيوعي. وفي الحقيقة ان هذه هي سياسة، وسياسة غير عمالية، سياسة الطبقة الحاكمة.



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في جواب على سؤال حول اوضاع سوريا الاخيرة!
- ان الصف الموحد هو، مرة اخرى، الرد الوحيد على التطاول على الع ...
- مجتمع مصر وثوريوه نبراس انطلاقة جديدة لدحر الاسلام السياسي!
- فارس محمود - عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العمالي العراق ...
- أ للانحطاط حدود؟!!
- نقد لبيان صادر من قبل الاشتراكيين الثوريين
- انها اسلمة للمجتمع بالقوة، لن تجلب ثمارها!
- تنامي الثورة في مصر من جديد.... مسار بدء وبحاجة ماسة لافقه ا ...
- ان -مركز الشيوعية البروليتارية- هو ضرورة سياسية ملحة!
- طنطاوي... ان مايجب ان تستعد له جماهير مصر هو حربها ضد قوى ثو ...
- ليس لهذه البضاعة المستهلكة من شارٍ!
- انه تفسخ سلطة وليس -افراد-! ان هذه السلطة هي من يجب ان تولّي ...
- الاهداف الحقيقية وراء قرار اعدام مسؤولي النظام السابق!
- انها القومية... وليس لوث عقل اندريس بريفيك!
- بصدد تنظيم العمال!
- للرد على الامبريالية... ينبغي ادامة الثورة وتعميقها!
- لايستأصل ارهاب بارهاب! (حول مقتل بن لادن)
- عالم مقلوب بوسع الطبقة العاملة، وفقط الطبقة العاملة، ايقافه ...
- نداء الى جماهير مصر المنتفضة: ينبغي حل الجيش لا حكمه!
- اوضاع تونس ومصر وانعكاساتها على العراق!


المزيد.....




- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فارس محمود - حول نظرية الشيوعية العمالية فيما يخص التنظيم