أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس محمود - طنطاوي... ان مايجب ان تستعد له جماهير مصر هو حربها ضد قوى ثورتكم المضادة!















المزيد.....

طنطاوي... ان مايجب ان تستعد له جماهير مصر هو حربها ضد قوى ثورتكم المضادة!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 3523 - 2011 / 10 / 22 - 11:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(كلمة حول "حرب الطنطاوي المتوقعة في اي وقت!")

"الحرب متوقعة في اي وقت ويجب الاستعداد لها".. ان هذا ماصرح به المستشار الطنطاوي، رئيس المجلس العسكري في مصر، يوم امس اثناء حضوره لتدريب للجيش الثاني على عبور قناة السويس. فيما اشار قائد الجيش الثالث بدوره الى "أن التمرين بمثابة رسالة طمأنينة إلى الشعب المصري تثبت أن جيش مصر قادر على المحافظة على أمن مصر واستقرارها وحماية حدودها في آن واحد".(!!)
انه عمل دون اي سابق انذار، ودون مبرر حقيقي وواقعي مفهوم، ودون اي ضرورة عملية واقعية تذكر، وقصدي ضرورة "حربية" و"قتالية" بالمعنى الخاص للكلمة، في الوقت ذاته ليس ثمة "عدو" او "عدوان" يلوح في الافق حتى يرى المرء ذرة من مبرر لهذه العملية الحربية والقتالية. بيد ان الطنطاوي والمجلس العسكري لايعيشا في خيالهما، انهما يعرفا ماذا ينشدان. اذ يدركان وضعهما ويدركا المخاطر الواقعية التي تحدق بهم وبكل السلطة الحاكمة في مصر. ولهذا لابد لهم من ان يستلوا اي سلاح في جعبتهم، حتى ولو كان سيفاً خشبياً طالما ان اسلحة اكثر "صدامية" لم تنفع للجم عمال مصر ودعاة التحرر والمساواة واعادتهم الى بيوتهم.
طالما ليس ثمة عدو خارجي مرتقب، ما مبرر هذه الخطوة وماهي الاهداف الحقيقية التي يتوخاها الطنطاوي ومجلسه العسكري. ان مايهدف له الطنطاوي هو حرف انظار جماهير مصر عن ثورتها وعن اهدافها، انه يسعى لحرف انظارها لعدو خارجي "متربص بشعب مصر وامن مصر"(!!). ان هذه هي الحكمة الداخلية لاغلبية الحروب والدعاية الحربية وقرع طبول الحرب. اي للاستهلاك المحلي، لصرف الانظار عن امور اكثر حقيقية وواقعية ضاغطة، حرف انظار الملايين الذين لم ينتزعوا حقهم بعد رغم رحيل مبارك. ملايين العمال، الفلاحين، الشباب، النساء لم ينالوا مبتغاهم من الثورة التي قاموا بها بعد. لازالت مطاليبهم دون رد. انه يسعى لحرف انظار عمال مصر وتحرريه عن حربهم الاكثر واقعية والاكثر حياتية، حرب جماهير مصر من اجل الحرية والرفاه، من اجل انهاء الاستغلال واوضاع الفقر المدقع والعوز. بيد ان هذا السلاح الذي يسعى لتوظيف المشاعر والاحاسيس القومية والوطنية هو قديم وصدىء الى ابعد الحدود.
ليس ثمة حرب اكثر عدالة من هذه الحرب التي تشن اليوم في مصر من اجل ادامة الثورة حتى تحقيق امال وتطلعات الانسان. ليس ثمة حرب تستوجب حشد القوى وبذل الغالي والنفيس من قبل عمال مصر وتحرريه بقدر حرب الدفع بالثورة صوب اهداف الحرية والمساواة، واول خطوة لذلك هو انهاء عمر قوى الثورة المضادة، قوى وأد الثورة وفي مقدمتهم الطنطاوي ومجلسه العسكري والسلفيين والاخوان، قوى ليست لها سوى اجندة مباركية بدرجة تقل او تزيد قليلاً.
ان كان سلاح القمع والاستبداد هو احد عتلات بقاء نظام الراسمال وعبودية العمل الماجور، فان عتلة اخرى لاتقل اهمية عنها الا وهي سلاح الديماغوجية، سلاح رمي الجماهير في تيه وحرفهم عن اهدافهم وامالهم الحقيقية والواقعية، وبالتالي جرهم للانقياد خلف اجندة ودعايات ومشاريع الطبقات الحاكمة واغراضها . ان سلاح "العدو الخارجي"! هو احد اساليب الديماغوجية المذكورة.
بيد ان "العدو في البيت"، عدونا ممثل طبقة معينة، طبقة الراسمال والراسماليين، طبقة لا هدف لها سوى تعاظم ارباحها على حساب كدح وجوع الاغلبية الساحقة، طبقة مبارك والمباركيون السابقون والحاليون، طبقة الفساد والفاسدين وسراق قوت الجماهير، بجيشها وشرطتها وووزارات اعلامها وصحفييها الماجورين والمتملقين وازهرها وسائر مؤسسات التخدير والتبليه الديني.
ان توقيت هذا التصريح ياتي بعد ايام قليلة من انفضاح موقف الجيش ودور الجيش الحقيقي والواقعي والذي بين عن نفسه باجلى الاشكال في احداث ماسبيرو. ان تصريح الطنطاوي هو من اجل رد الماء لوجه هذه المؤسسة القمعية التي يسعوون لتصويرها انها مؤسسة "شعب مصر".
ان الجيش هو احد الاجهزة الاساسية للقمع بيد الطبقة الحاكمة. انه جهاز قمعي بكل ماللكلمة معنى ضد كل من يعكر صفو الطبقة الحاكمة وفسادها وارهابها، وفي مقدمة ذلك ارباحها وثرائها ونهبها. ان مهمته هي السهر على صفو اوضاع ربح الطبقة الحاكمة. ولهذا لاينبع من فراغ حين يقول قائد لينين ان "حرب الجيش في الجبهة الداخلية هو اكثر بمئات المرات من حربه على الحدود"!
يسعون من هذا التصوير ان يبينوا ان "الجيش والشعب في خندق واحد" يتمترسون امام "عدو خارجي". ينبغي ان يزاح وللابد وهم ان "الجيش يد بيد مع الشعب". ان اكثر من 7 اشهر من حكم الطنطاوي ومجلسه العسكري بين اكثر من الف نظرية وبحث وجدل المحتوى الواقعي والاهداف والاجندة الحقيقية للجيش.
ان وقف الجيش في الايام الاولى من اندلاع نار الثورة "على الحياد"، فذلك لايعود لكونه"محايداً"، لانه وقف "على الحياد" في انتفاضة جماهير مصر من اجل الاطاحة بمبارك، بل ان كل ما في الامر هو اتخاذه لتكتيك معين ومدروس، لا اكثر. ان الطبقة البرجوازية هي طبقة مجربة، حنكتها الصراعات والانتفاضات الجماهيرية وغيرها.
رات مؤسسة الجيش ان ليس بوسعها ان تضع "بيضاتها في سلة مبارك"، سلة من الوارد ان تعصف بها رياح الثورة بشدة، وهو ماحصل فعلاً، ان ليس من الحكمة ان تقوم بذلك، وتحرق اوراقها مع مبارك، ولهذا وقفت "موقف الحياد" حتى تستطيع في يوم اخر ليس ببعيد ان تقوم بشيء ما، ولهذا حين انسدت الابواب امام مبارك ونظامه، اعاد السلطة للجيش وليس لنائبه عمر سليمان (!!) حتى يؤمن انتقال "سلمي" للسلطة، ويعيد الجماهير لبيتها ويبقي على دورة عجلة الراسمال هادئة وانسيابية باكثر مايمكن، ويعود للبلد "استقرار"ه (!!) الذي لايعني سوى اعادة الجماهير المنتفضة لبيوتها ويطوون صفحة ثورة جماهير مصر، لتبقى الاجور على حالها وفي احسن الاحوال مع زيادة بسيطة، ومنح قليل من حرية الراي والتعبير وتاسيس الاحزاب وانتخابات ذات قاعدة اوسع، بمشاركة احزاب اخرى حرمت سابقاً من كعكة السلطة والثروة. ان ماقام به الجيش هو شكل من اشكال الانقلاب اكثر زخرفة ومبطنة واقل سفوراً.
انه لامر معلوم للجميع ان العالم يمر باضطرابات قل نظيرها اليوم، بيد انها ليست من الصنف الذي تحدث عنه الطنطاوي وامثاله. انها "اضطرابات" الهبة العالمية بوجه الراسمالية العالمية ومافرضته من جوع وفقر وبطالة، ولماقامت به من هدر للكرامة الانسانية. صفوف مليونية تجتاح الشوارع والساحات، تعلن الاحتلال تلو الاحتلال، من احتلال ساحة التحرير في مصر وساحات التحرير في اليونان واسبانيا والبرتغال وايطاليا وصولاً الى احتلال الوول ستريت وكندا وملبورن و مئات المدن في اصقاع العالم المختلفة. تظاهرات وانتفاضات واحتلالات استلهمت من جماهير مصر وعمال مصر وتحرريها.
ومع اندلاعها في مئات المدن الامريكية والاوربية والعالمية، وبالاخص الصناعية والمتقدمة منها، وتصاعد الهجمة المناهضة للراسمالية بابعاد عالمية قل نظيرها، يوضع المجلس العسكري وطنطاوي مرة اخرى تحت ضغط جديد: ضغط الزخم العالمي الذي تمده الانتفاضات العمالية العالمية لعمال مصر وتحرري مصر. وهو مايرعب الطبقات الحاكمة فعلاً، وهو مايدفع طنطاوي لديماغوجية موغلة في التفاهة ودلالة واضحة على انعدام الحيلة.
ليس الطنطاوي سوى مبارك اخر، في توازن قوى اخر. وعلى جماهير مصر ان تطيح به وبمجلسه فورا دون ابطاء وتحشد القوى لذلك الهدف. ان مايجب ان تستعد له جماهير مصر وفي مقدمتها الطبقة العاملة لا "الحرب المتوقعة" التي يتحدث عنها الطنطاوي، بل الحرب الجارية في مصر اليوم، حرب معسكري الرفاه والتحرر والثورة ومعسكر قوى الثورة المضادة بكل مصائبة وويلاته وسجله المظلم.



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس لهذه البضاعة المستهلكة من شارٍ!
- انه تفسخ سلطة وليس -افراد-! ان هذه السلطة هي من يجب ان تولّي ...
- الاهداف الحقيقية وراء قرار اعدام مسؤولي النظام السابق!
- انها القومية... وليس لوث عقل اندريس بريفيك!
- بصدد تنظيم العمال!
- للرد على الامبريالية... ينبغي ادامة الثورة وتعميقها!
- لايستأصل ارهاب بارهاب! (حول مقتل بن لادن)
- عالم مقلوب بوسع الطبقة العاملة، وفقط الطبقة العاملة، ايقافه ...
- نداء الى جماهير مصر المنتفضة: ينبغي حل الجيش لا حكمه!
- اوضاع تونس ومصر وانعكاساتها على العراق!
- طالباني وبؤس -الريس-!!!
- نداء الى عمال وكادحي مصر! أي نور اشعتم في ظلمة المنطقة كلها!
- حول الشعبوية المنفلتة العقال اثر احداث تونس!
- عمال تونس! رحل بن علي... وماذا بعد؟!
- اسلمة بالقسر، ينبغي دحرها!
- بصدد منظمات المجتمع المدني!
- اوهام.. تناقضات.. انسداد افاق! (حول تشكيل الحكومة العراقية!)
- حول الاوضاع السياسية الراهنة في العراق
- اختزلت الانسانية والشيوعية اجمل وارق عصارتها واودعتها ليلى م ...
- قرصنة لم تحل دون وصول الرسالة!


المزيد.....




- أمريكا تزود أوكرانيا بسلاح قوي سرًا لمواجهة روسيا.. هل يغير ...
- مقتل أربعة عمال يمنيين في هجوم بطائرة مسيرة على حقل غاز في ك ...
- ما الأسلحة التي تُقدّم لأوكرانيا ولماذا هناك نقص بها؟
- شاهد: لحظة وقوع هجوم بطائرة مسيرة استهدف حقل خور مور للغاز ف ...
- ترامب يصف كينيدي جونيور بأنه -فخ- ديمقراطي
- عباس يصل الرياض.. الرئيس الفلسطيني وزعماء دوليون يعقدون محاد ...
- -حزب الله- يستهدف مقر قيادة تابعا للواء غولاني وموقعا عسكريا ...
- كييف والمساعدات.. آخر الحزم الأمريكية
- القاهرة.. تكثيف الجهود لوقف النار بغزة
- احتجاجات الطلاب ضد حرب غزة تتمدد لأوروبا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس محمود - طنطاوي... ان مايجب ان تستعد له جماهير مصر هو حربها ضد قوى ثورتكم المضادة!