أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فارس محمود - اسلمة بالقسر، ينبغي دحرها!















المزيد.....

اسلمة بالقسر، ينبغي دحرها!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 3222 - 2010 / 12 / 21 - 20:38
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في هجوم اخر على الحريات والحقوق السياسية والمدنية، وفي انتهاك صارخ لادنى الحقوق الفردية، من الواضح انها اول "خيرات" الاتفاق على تشكيل الحكومة، اتخذ مجلس محافظة بغداد قراراً جائراً باغلاق النوادي الاجتماعية ومحلات بيع المشروبات الروحية في الاسبوع المنصرم. ويتزامن هذا الامر مع قرار اخر اصدرته وزارة التربية والتعليم يقضي بايقاف فتح الدراسة في قسمي المسرح والموسيقى. ان كان الاول قد ذكروا "اسبابه" و"مبرراته"، فان الثاني لم يذكر شيء بصدده بشكل صريح وواضح حتى هذه اللحظة.
بيد ان المبررات التي يسوقوها لهجمتهم هذه (وتحديداً فيما يخص قرار مجلس محافظة بغداد) لاتتعدى الكذب والرياء السافرين. من بين هذه الاكاذيب:
1- ان هذا القرار قد جاء "بناءا على مطالبة الواسعة للناس والعوائل الساكنة في المنطقة" و "رداً من المحافظة على استغاثة العوائل والاهالي"! انه الكذب بعينه؟! في اوضاع يحرم المواطن من الكهرباء في اوضاع الحر الخانق في العراق، ومن الماء الصالح للشرب، المجاري وشبكات تصريف المياه، تراكم النفايات والقاذورات، انعدام الخدمات، الفقر المدقع والبطالة، الانفلات الامني واعمال القتل اليومي بالجملة، دون اي رد فعل يذكر من قبل |المجلس الموقر"، كيف يستطيع ان يقنعنا مجلس محافظة بغداد بان بلغ بالمواطنين "الضيق والاذى كل مبلغ" من وجود محلات هنا وهناك تاتي الناس لتشتري بضاعتها مثل اي محل اخر؟! ألم يبق للمواطنين هم سوى هم ان مجموعة محلات "غير مرخصة" تبيع المشروبات الروحية لا في قندهار ولا في السعودية، بل في الكرادة، احد مراكز المهمة لمدنية العراق وتقدمه؟! من الواضح ان هؤلاء "الناس" الوهميين لاهم لهم ولايعيشوا في العراق الكارثي وليس الجديد، عراق الفساد والجوع والفقر والعوز والقتل والجريمة؟! ومن الواضح ان مجلس المحافظة قد لبى كل حاجات وطلبات المواطنين واشبعها اشباعاً ولم يبقى سوى هذا الطلب، فهرع لتنفيذه بهذا النشاط والحيوية!! لماذا لم يهرع بهذه الدرجة من الحماسة للرد على تردي الخدمات، تبليط الشوارع، رفع النفايات، بسط المجاري وشبكات الماء وسائر الخدمات التي هو المجلس مسؤول مباشر عنها بالدرجة الاولى؟! لماذا ان كل هذه المسائل ليست همه اليومي، ولكن المحلات "غير المجازة" هي همه "غير قابل للتاجيل"؟! انه مجلس عديم الصلة بحاجات الناس، عليه ان لاينطق بهراء مثل هذا.
2- ان المجتمع العراقي مجتمع "محافظ" و"بحكم تقاليده، لايتحمل وجود مثل هذه النوادي والمحلات"؟! ان هذا التصوير هو امر اقل ما تتوقعه من خرق بالية مثل اليعقوبي واعضاء مجلس المحافظة. ان السؤال المطروح، لماذا "تحمل" المجتمع على امتداد تاريخ العراق الحديث وجود اضعاف واضعاف هذه النوادي الاجتماعية والمحلات لا في مركز بغداد وابو نؤاس والكرادة والمنصور والاعظمية، بل كل زاوية من زوايا بغداد، ومالذي جرى حتى "لايتحمل" اليوم؟! لنعود لمسالة "النزعة المحافظة" للمجتمع، باي معيار ان المجتمع "محافظ"؟! ان اطلاق عبارة "المحافظة" على المجتمع هو مفهوم سياسي بالدرجة الاساسية ولاربط له باي علمية. ان هذا التصوير لايمكن فصله عن الهوية السياسية والاجتماعية لاصحابه. انه سعي لاقحام مصطلح وسمة بهدف ترسيخهما قسراً على المجتمع وبالضد من ارادته، ومن هناك لامرار اصحاب هذا التصوير لاجندتهم السياسية وابقاء "تنور" افكارهم وعقائدهم "حامياً". وهذا لايقتصر الامر على الاسلاميين. اذ يصور القومي المجتمع العراقي على انه مجتمع قومي، ويرد لك بالعديد من الامثلة دفاعا عن اطروحته تلك. اذ يقول لك: الا ترى ان لغة المجتمع عربية، ودفاعه عن فلسطين وحروب فلسطين والانتماء للعروبة وغير ذلك؟! ويسهب الطائفي الشيعي بالحديث عن "اغلبية الشيعة" و"ظلم الشيعة التاريخي" و"ماعمل يزيد ومعاوية"، فيما يقول لك العشائري ان المجتمع العراقي هو عشائري ويتحفك بالقول" الا ترى دور العشيرة ومكانة العشيرة في تركيبة الفرد؟!، الا ترى الاخلاق العشائرية والمضايف والدواوين، الا ترى "الغترة والعقال" وغير ذلك والخ". ان تصوير المجتمع بوصفه "مجتمع محافظ" هو تصوير انتقائي وذاتي الى ابعد الحدود ولايمكن فصله عن العوامل السياسية الضاغطة والقسرية على المجتمع. لو ترفع هذه العوامل السياسية الضاغطة، سيتبين لك الطبيعة الواقعية للمجتمع البغدادي والعراقي عموما: مجتمع متمدن، للسفرات والنزهات مكانة قديمة في حياة العائلة العراقية، للاختلاط مكانة، للفرح و"الكيف" مكانة، للفن والادب والمسرح والثقافة مكانة، للرقص والغناء مكانة، للمنتديات الاجتماعية والعائلية مكانة في هذا المجتمع. انهم يسمونه بـ"المحافظة" حتى "يجعلوه محافظاً"! يسموه بالقومي حتى يجعلوه قوميا، يسموه بالعشائري حتى يجعلوه عشائري. ان مصلحة سياسية واجتماعية، مالية واقتصادية وسلطة ونفوذ هي من تقف وراء هذا التصوير. اذ بدون هذا التصوير لن يبقى لليعقوبي ولا مجلس محافظة بغداد "سوق" لبضاعتهم وبالاحرى وجودهم ذاته. انه مجتمع انساني، يتطلع لاخر منجزات البشرية، سباق الى اخر المنجزات التكنولوجية.
3- يتحدثون عن احتجاج نادي الادباء، ويتسائل احد ازلام الرجعية "هل الحرية التي يطالبوا بها تسمح بالعدوان"؟! ليس بوسع اي شيء ان يماثل هذا التشبيه سوى قول طريف في وقتها اعتقد انه للممثل السوري دريد لحام، حين ينكر اعتدائه بالقول "انه صفع يدي بوجهه"!! اي تفاهة هذه تلك التي تصور ان اتحاد الادباء "هو من اعتدى"!! انها وقاحة. يدافع اتحاد ما عن حقه بوجود نادي فيه يصبح عدواناً؟! انه ضحك متغطرس على ذقون الناس. ان اليعقوبي (الذي من المؤكد انه يحتاج سنين من دروس حول التهذيب وكيفية تعلم ان البشرية قطعت قرون في التمدن والتحضر الذي من الواضح ان الجحر الذي يعيش فيه لايسمح له بذلك) ورئيس مجلس المحافظة يستخفون بعقلهم قبل اي شخص اخر. ان محور الذهنية الدينية هو ان الناس سذج و"عديمي الفهم" و"دونيين"، "جهلة" وغير ذلك من تصاوير مقرفة وعديمة الانسانية ومهينة، وان هذا بحد ذاته يسلبهم كل شرعية للسياسة والفكر وان يكون لديهم يد في ادارة المجتمع وحضور حياته الاجتماعية والسياسية.
4- ديكتاتورية واستبدادية تفقأ العيون. انظر لحدود ديمقراطية دعاة العراق الجديد. ان دعاة العراق الجديد هرعوا لصاحب "العراق القديم" الاستبدادي ليستنجدوا بقوانين حملته الايمانية سيئة الصيت. لقد مارسوا التهديدات تلو التهديدات، ورفعوا الدعاوي القضائية وانهالوا باشع التسميات والعبارات المخجلة و"قليلة الادب" على اتحاد الادباء ومؤسسة المدى لا لشيء فقط لمجرد اعتراضهم على هذه القرارات والممارسات بصورة سلمية ومدنية لحد الان. لقد دعوا رجال الامن والقمع والشرطة الى لعب دورها بـ"تاديب" المحتجين؟! ليس بوسع الاسلام السياسي ان يكون مهذبا و"ذا تحمل" حين تكون زمام الامور بيده. لايستطيع ان يكون سوى استبدادياً وعنفياً ودموياً. ان كان "مهذباً" في لحظة ما فانه لايعود الى "رحمة" الاسلام وانما فقط لتوازن القوى، وفقط توازن القوى، اي كم لجمته قوى التمدن والحرية السياسية والحقوق المدنية. ان اي وهم بهذا هو قاتل الى ابعد الحدود.
5- انتبهوا! المسالة سياسية صرف. ان ظاهر المسالة هي "المشروبات"، ولكنها ليست اساس القضية او كل القضية. المسالة تسيير اجندة تيارات اسلامية على المجتمع والسعي لفرضها بالقسر والقانون. انه مسعى اسلمة المجتمع. ان اهداف سياسية واضحة تقف وراء هذا الامر. ليس له صلة باي شكوى من اي احد. ان جر اقدام الناس في وسط الموضوع ماهو الا لاعطاء حقانية كاذبة والبعد الاجتماعي الكاذب لتصرفهم هذا. ان طبيعة المجتمع الذي ينشدوه هو لايتعدى "كل يوم عاشوراء .. وكل ارض كربلاء"، وارتداء الاكفان، انه مجتمع لا للابتسامة فيه معنى، لا للفرح معنى، ولا للانسانية والمدنية والحضارة والتقدم. هل راى احد منا مقتدى الصدر يبتسم مثلاً؟! انهم ضد الجمال، ضد الفن والرقي، ضد انسانية الانسان، ضد تطلعه اللمحدود للرقي. ولهذا يزيلوا التماثيل ومادتي المسرح والموسيقى، في بلد حقي الشبلي والعاني وجواد سليم ومحمد غني حكمت ومنير بشير والغزالي.
6- واخيراً، يجب فرض التراجع على هذه الممارسات. يجب تنظيم المقاومة والاحتجاج والتصدي. ان حبل فرض التراجع على المجتمع ومدنيته لن يقف عند حد. هذا ماخبرته جماهير العراق، وماخبرته جماهير كثر في العالم واولهم حياة ومعيشة الطبقة العاملة والاغلبية الكادحة والمحرومة. يجب رص الصف وفرض التراجع على هذه الاجندات. شرعت هذه العملية من اليوم الاول لمجيء القوى الاسلامية والطائفية للسلطة، بدأت من اليوم الاول بتغيير اسماء الشوارع والساحات والمدارس وغيرها، "تزيين الساحات بالوجوه النورانية!" منع ارتداء الطالبات والمعلمات للبنطال، الحجاب القسري، معاقبة "الوقوف المشترك" للطالبات والطلاب، قمع السفرات الجامعية، فرض مصاحبة "المحرم" للمراة و... وصولاً الى يومنا هذا. ليس لهذا المسلسل من نهاية الا بالتركيع الاسلامي للمجتمع وفرض عبودية قروسطية. ان هذه قضية فئات واسعة في المجتمع. ان الطبقة العاملة اكثر المتضررين من هذا المسار، يجب ان تلعب دورها الطليعي في اعادة ارساء المجتمع على اساس الحرية والرفاه والانسانية. ان التصدي للقرارين المذكورين والدفاع عن اتحاد الادباء ومؤسسة المدى في الهجمة التي تمارس ضدهم والاصطفاف معهم في خندق المقاومة هو خطوة لاغنى عنها في ارساء مجتمع اكثر انسانية ورقي وتقدم.



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بصدد منظمات المجتمع المدني!
- اوهام.. تناقضات.. انسداد افاق! (حول تشكيل الحكومة العراقية!)
- حول الاوضاع السياسية الراهنة في العراق
- اختزلت الانسانية والشيوعية اجمل وارق عصارتها واودعتها ليلى م ...
- قرصنة لم تحل دون وصول الرسالة!
- لاتبتلعوا طعم هذه المهزلة المسماة ب-الانتخابات-، بل الفظوه ب ...
- لا وطن للعمال-! (بصدد -العمالة الوافدة- والموقف الشيوعي)
- العدالة والمساءلة
- يجب اركان هذا القانون جانباً وليس تعديله!
- بصدد معايير الحزب الشيوعي العمالي لانتخابات حرة وحقيقية! حوا ...
- مقابلة مع سكرتير الحزب الشيوعي العمالي العراقي حول الانتخابا ...
- خلاص المجتمع مرهون بتدخل الجماهير واولهم العمال!
- بصدد سياسة الحزب الرسمية فيما يخص التطورات الاخيرة للعلاقة ب ...
- ان التحرر الحقيقي يبدء من التحرر من القومية! (كلمة حول تشديد ...
- كيف نتصدى لهجمة البرجوازية على حق الطبقة العاملة بالتنظيم!
- حول بناء حزب سياسي واجتماعي موحد ومقتدر*
- حوار مع -فارس محمود-سكرتير اللجنة المركزية حول اخر مستجدات ا ...
- مقابلة جريدة -الشيوعية العمالية- مع فارس محمود سكرتير اللجنة ...
- يجب ايقاف التلاعب بحياة اعضاء منظمة مجاهدي خلق
- انها ليست -نعم- لاوباما، انها -لا- سافرة بوجه بوش والمحافظين ...


المزيد.....




- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فارس محمود - اسلمة بالقسر، ينبغي دحرها!