فارس محمود
الحوار المتمدن-العدد: 2934 - 2010 / 3 / 4 - 09:01
المحور:
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
نداء فارس محمود سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي العراقي الى جماهير وعمال العراق !
لاتبتلعوا طعم هذه المهزلة المسماة بـ"الانتخابات"، بل الفظوه بعيداً!
ياجماهير العراق!
يادعاة الحرية والمساواة!
ياايها المتطلعين لحياة افضل!
ان ماتسعى الطبقة الحاكمة في العراق لامراره عليكم باسم "الانتخابات" ليس له ادنى صلة وربط بانتخابات حرة وحقيقية تكون فيه لارادة ودور الانسان اي حد من مكانة او معنى. انها مسخ لارادتكم ودروكم. لاتتوافر فيها ادنى شروط ذلك. ليس ثمة انتخابات حرة وحقيقية في مجتمع تتحكم في كل زاويا من زواياه مليشيات دموية مسلحة واجرامية عديمة الرحمة. في ظل سلطة هذه التيارات المتسيدة للساحة بمليشياتها وبمال هذه الدولة اوتلك، بنهب واستغلال مصادر الحكومة ومناصبها الحكومية وميزانية الدولة، المتسيدة بالعنف والقسر الدمويين المعلن والسافر، المتسيدة بالارهاب المنظم واعمال القتل والابادات الجماعية، لايمكن الحديث عن انتخابات حرة وحقيقية من الاساس. ليست انتخابات تلك التي تجري في اوضاع غياب الامان والقانون وسمات مجتمع عادي ومتعارف، في اوضاع الاغتيالات والقتل والخطف والتفجير والمفخخات.
انها انتخابات صيغت على مقاس عرابيها الاساسيين وتوجهاتهم القومية والطائفية والعشائرية التي هي، وحرب امريكا واحتلالها للمجتمع، مسؤولة عن مجمل النفق المظلم الذي مر به العراق مابعد 2003 من حروب وتهجير وقتل وحمامات دم جماعية وتصعيد النعرات والاحاسيس الرجعية والمتخلفة والبالية. وبالتالي تهدف الى تامين المصالح المباشرة لهذه الجماعات المتمترسة بالسلاح والعنف وانعدام الانسانية.
انها تنشد، عبر هذه المهزلة سيئة الصيت، مواصلة حفنة لاحتكارها للسلطة والثروة والتحكم بمقدرات ومصير المجتمع لا اكثر. انه عدت بهدف تابيد سلطتهم وحكمهم وتراكم ثرواتهم. انها انتخابات تهدف الى سرقة "بصماتـ"كم بوصفها اساس وشرعية وحقانية سلطتهم، سلطة النهب والسرقة والتطاول على ثروات البلد والتنكر لابسط الحقوق والحريات والخدمات والضمانات الاجتماعية.
لقد جربتم سلطة هذه الاحزاب المليشياتية ورايتم بام اعينكم ماهيتها الحقيقية ومعاداتها لابسط الحقوق والحريات السياسية والمدنية، معاداتهم للعمال والشباب والنساء والاطفال. رايتم بام اعينكم اجندتهم الحقيقية، التلاعب بمصير المجتمع، نهب ثرواته، سيادة حكم المليشيات وغياب القانون وغير ذلك. رايتم بام اعينكم انعدام الخدمات الاساسية من حيث الماء الصالح للشرب والكهرباء وسائر الخدمات العامة الاساسية لاي مجتمع متعارف عليه في عصرنا هذا. رايتم كيف كانت عماد سيناريو مظلم مقيت دفع ثمنه مئات الالاف من القتلى وملايين المشردين وانهيار مادي ومعنوي قل نظيره في تاريخ المجتمع المعاصر.
لقد خبرتم يوميا مدى استهتارهم بابسط المطاليب العادلة للجماهير بحياة مرفهة وسعيدة لائقة بهذا العصر وفي بلد يطفوا على بحار من الثروات، بالاخص جراء ارتفاع اسعار النفط. ولكن في ظل سلطة هذه القوى، لم تجنوا ولاتجنوا سوى الجوع والافقار، سوى البطالة والعوز، سوى انعدام الضمانات مع مايرافق ذلك من دمار وتردي روحي ومعنوي للاغلبية الساحقة من الجماهير.
لقد رايتم اي قوانين قرووسطية مجحفة سنّتها بحق المراة، اي تراجع مادي ومعنوي فرضوه عليها، وكيف احالوها، سواء عبر قوانينهم او اعرافهم البطريركية، الى كائن ممسوخ الروح والشخصية والكرامة الانسانية، الى كائن يحتاج الى "محرم" له في الاماكن العامة! ورايتم اي ضربة وجهوها لتطلعات الشبيبة وامالهم بحياة ومستقبل افضل، وكيف وأدوا امانيهم واحلامهم!
يجب عدم الذهاب لصناديق الاقتراع للاختيار مابين هذه القوى القوى التي، رغم كل اختلافاتهم، تتفق في امر واحد الا وهو تناقضها التام مع مصالحكم وامانيكم، بل يجب السعي قدماً من اجل ازاحتهم من حياتكم وتقديمهم لمحكمة جماهيرية عادلة على جرائمهم التي ارتكبوها بحق الجماهير، وعلى كل ممارستها وسجلها الدموي والمعادي للانسان.
ياعمال العراق!
لم تتعدى اجندة عرابي هذه المهزلة وقواها الاساسية، ببرلمانها وغيره، سوى شن اوسع هجمة عليكم وعلى معيشتكم ومعيشة اطفالكم. ان السلطة الحاكمة التي تعد القوى الاساسية المشاركة في الانتخابات عمادها هي من اطلقت النار على تظاهراتكم امام البرلمان الذين يسعون لدفعكم للتصويت له، وهي من ابقت على قوانين البعث الفاشي لان لها وللطبقة التي تمثلها، البرجوازية، مصلحة كبيرة في بقاء هذه القوانين جاثمة على صدور العمال، ليس هذا وحسب، بل وبخلاف كل تشدقاتهم حول الديمقراطية وحقوق الانسان والحرية وغير ذلك، عمقت من القوانين المعادية لكم، هددت قادتكم، وطردت ونقلت فعاليكم ووجهت اشد العقوبات الى نشطائكم العماليين موجهة ابشع التهم لهم مثل الارهاب وغيره لا لشيء الا لدفاعهم المستميت عن العمال وحقوقهم بحياة افضل. شنت هذه السلطة، وبمباركة كل القوى المتطلعة للسلطة والتسيد البرلماني، هجمة شرسة على ابسط حقوقكم في التنظيم والتجمع والاضراب. وان نضالاتكم كلها اتت عبر وحدتكم وفرض ارادتكم بالضد منهم ومن ديمقراطيتهم ومن تشدقاتهم الكاذبة حول حقوق الانسان.
عليكم ان تلعبوا دوركم الطليعي في هذه الاوضاع. يجب ان ترفع الطبقة العاملة راية مقاطعة الانتخابات وتطرحها امام المجتمع صادحة باعلى صوتها: "كفى يعني كفى!"، "كفى لهذا الضحك على الذقون!"، "كفى لانتظار الوعود المعروفة سلفاً بكذبها"، "كفى للتوهم بهذه القوى واجندتها السياسية والاجتماعية"، "لامكان لسارقي ثروات المجتمع في ادارة المجتمع"، "كفى لنزعات الطائفية والقومية والعشائرية التي حصدت ابنائنا"، "نعم لبناء المجتمع على اسس اكثر انسانية ومتمدنة وعصرية"، "نعم لبناء المجتمع على اساس الهوية الانسانية للمواطن"!
على الطبقة العاملة ان تفصل قواها عن هذه القوى التي لم تجلب سوى الماسي والويلات للمجتمع وعن سياساتها واهدافها وافاقها، عليها ان تكون حاملة راية تغيير هذا المجتمع، راية التدخل في الاوضاع السياسية وفي صياغة المستقبل السياسي للبلد. طالما العمال غير مسلحين بصفهم ورايتهم الطبقية المستقلة، فان استمرار هذه الدوامة وديمومتها هو امر مؤكد للاسف. على عمال العراق، وبالاخص قادتهم وناشطي العمال والفعالين الاشتراكيين، وبالاخص في القطاعات الاساسية والمهمة والتي تمثل مركز اقتدار الطبقة العاملة كالنفط والموانيء والكهرباء والسكك والصناعات وغيرها، دور خاص في دفع العمال الى عدم القبول بابتلاع طعم "الانتخابات" وحشد العمال الى مقاطعة هذه المهزلة واعداد النفس للتدخل وقلب الطاولة على كل العملية السياسية وقواها وعرابيها الذي جلبوا المصائب تلوا المصائب للمجتمع. اكسروا هذا الطبق على رؤوس اصحابه!
ان مستقبل افضل لاياتي من هذه السلطة ببرلمانها وغير برلمانها. انها تاتي فقط من صفحة اخرى تختلف كليا. انها صفحة توحيد الصف ودخول الميدان والالتفاف حول راية راديكالية وتحررية وانسانية، راية البديل الاشتراكي للعامل، راية الحزب الشيوعي العمالي العراقي، فالتفوا حولها!
الاول من اذار 2010
#فارس_محمود (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟