أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس محمود - خلاص المجتمع مرهون بتدخل الجماهير واولهم العمال!















المزيد.....

خلاص المجتمع مرهون بتدخل الجماهير واولهم العمال!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 2779 - 2009 / 9 / 24 - 23:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(فارس محمود في مقابلة مع "الى الامام" حول التفجيرات الاخيرة!)

الى الامام : ان التفجيرات الاخيرة التي جرت في اليوم الذي اطلق عليه اسم "الاربعاء الاسود"، اي يوم 19.8.2009، والذي كان فعلاً يوماً كالحاً بكل المقاييس، اذ اختلفت هذه التفجيرات عن سابقتها لكونها قد حدثت بعد ان تحدثت الحكومة والعالم الخارجي و العراقيين عموما حول تحسن الوضع الامني وعن "وجود الامن"، حيث رفعت الكتل والحواجز الكونكريتية من العديد من الشوارع وتناقص عدد السيطرات في شوارع بغداد، ولكن في ظل هذه اللوحة والواقع، حدثت هذه التفجيرات! من الجدير بالذكر ان هناك من يتحدث عن ان هناك ايادي حكومية وقوى مشاركة في الحكم في الامر! ماهو تعليقكم ورايكم بهذا الصدد؟!

فارس محمود: للاسف، ان هذه التفجيرات والاعمال الارهابية الاجرامية اثبتت بدقة صحة توقعات الاجتماع الموسع 22 المنعقد في اذار هذا العام. اذ اكد القرار، قرار الاوضاع السياسية الراهنة في العراق، في حينه على جملة حقائق دقيقة لم يتصورها ولم يتوقعها الكثيرون. اذ ذكرنا في القرار والبلينوم ان فوز المالكي في انتخابات مجالس المحافظات على صعيد اغلب مدن العراق سوف يشدد من الصراعات السياسية ويعمقها ويضفي عليها ابعاد خطيرة، بل وليس بعيدا ان تتخذ طابع دموي (وهو الامر الذي لايتمناه احد)، واكدنا على ان انتصار "دولة القانون"-شعار المالكي الانتخابي- لن يجلب القانون، ولن يجلب الامان.
ان الاوضاع الاخيرة اكدت بجلاء على هذا. وتبين ان "تحسن الوضع الامني" لايعدوا ان يكون امر مؤقت، عابر وهش الى ابعد الحدود. وذلك لان اساس المسالة الامنية، وفق منطق حركة التيارات السياسية الحاكمة والمعارضة لها التي تنتمي الى الافق القومي-الطائفي- العشائري ذاته، هو امر سياسي بحت وليس امر فني، ليس امر عسكري او بوليسي. حيث ان عدم "استتاب الامن" يستمد دمه من العملية والوضع السياسي الراهن المليء بالتناقضات والصراعات. بدون الاجابة على هذه المعضلة، لايمكن الحديث عن تحسن مستمر ودائم وثابت في الوضع الامني وفق منطق هذه القوى. الا انه ثمة منطق اخر لحل المسالة الامنية، منطق الاغلبية الساحقة من الجماهير في العراق.
انه لامر معلوم ان العملية السياسية بنيت على ركنين مهمين و هما يشكلان اساس ومحور اصلي في رسم ملامح الوضع السياسي الحالي: الحرب والاحتلال وسلطة المليشيات. المسالة براينا ترتبط مباشرة بنتائج انتخابات مجالس المحافظات وانتخابات مجلس النواب القادمة. ان العراق اليوم ليس بدولة تشبه السويد ولا المانيا اوبريطانيا او حتى تركيا. اذ حين تخسر حكومة ما الانتخابات تقر بالامر الواقع و تحل الحكومة "الفائزة" بعدها وتشكل الحكومة لاربع او خمس سنوات مقبلة، اي عملية هادئة وانسيابية وسلسة. انها حكومة ميليشيات. اذ على قدر قوتك المليشياتية تتحدد مكانتك في العملية السياسية وفي السلطة والحكم. ولهذا من يخسر لا يقبل بالخسارة وسيلجأ الى كل الاساليب من اجل الاطاحة العملية بالنتائج المتحققة والتقليل من مكاسبها للطرف المقابل. ولهذا، فان تشديد وتيرة العمل للاطاحة بـ " المنتصر" لايقتصر على الممارسة السياسية والعمل السياسي، بل يمتد الى القيام باعمال غير سلمية، عنفية وقمعية. تعد اعمال التفجير والقتل والاغتيالات اشكال وتبديات لهذا التشديد وهذا الصراع.
اما حول اشارة اصابع الاتهام الى اطراف في الحكومة. فبرايي، في عملية مثل هذه وباوضاع مثل هذه وبقوى بعيدة عن تقاليد عمل سياسي متمدن، بوسعك ان تتوقع كل شيء من اغلب هذه الاطراف والقوى. في الحقيقة، يصعب تحديد جهة معينة بهذا الصدد وذلك لكثرتها وكثرة الذين لهم مصلحة في اعمال مثل هذه. القاعدة اعلنت مسؤوليتها عن الحادث، وهذا امر وارد، وان كان برايي مستبعد نوعا ما، رغم ان لها مصلحة جدية في اعمال مثل هذه مثلما هو معروف. ان الاطراف التي لها مصلحة في الامر كثيرة:
ايران لها مصلحة جدية في هذا الحادث وامكانية الوقوف وراءه لعدة اسباب منها: الضغط على حكومة المالكي وابعاده من توجهاته ذات المسار التباعدي عن ايران والضغط عليه مرة اخرى لاعطاءها مكانة اكبرة وبالاخص في ظل ظهور قوى اقليمية جدية متحفزة مثل تركيا والقوميين العرب. كذلك الضغط عليه من اجل الرجوع الى الائتلاف الوطني الموالي لايران ودخوله في قائمة واحدة مع الاطراف الطائفية مثل المجلس الاعلى التي تعد ايران ولي نعمتها وتتفق معها في استراتيجة واحدة.
من جهة اخرى، العراق مقبل على انتخابات مجلس النواب. وهنالك اطراف كثيرة متضررة من نتائجها وبالاخص طرف اساسي مثل المجلس الاعلى. ان عكازة انتصار المالكي في انتخابات مجالس المحافظات هو "المكاسب الامنية" و"استتاب الامن" و"فرض القانون" وغيرها. جاءت ضربة يوم الاربعاء، ولاحظ ان توقيتها جاء في خضم الاعداد للانتخابات المقبلة التي تتمتع باهمية جدية بالنسبة للقوى السياسية الحاكمة، لتستهدف ضرب هذا "المكسب" في الصميم. انها ضرب المالكي في "نقطة قوتـ"ه.
ان الوضع حساس، وليس هناك اي رادع امام تلك القوى المليشياتية يردعها عن اللجوء الى كل السبل من اجل تحقيق اجندتها السياسية ولمساعيها في الحصول على اكبر حصة في الحكم والسلطة وباي ثمن كان. لم يبق مجال للهزل. انه صراع كسر عظام، صراع سياسي فوق الطاولة وكسر عظام اسفل الطاولة. انه سعي واضح لقلب الطاولة على المالكي وتركيعه او على الاقل اجباره على اللجوء والقبول بعقد الصفقات والمساومة.
من جهة اخرى، لايمكن اغفال الاطراف الاخرى المناهضة للعملية السياسية الراهنة، وقصدي القوميين (الذي لايعد البعث سوى فصيل من فصائلهم). ان اساليب اجرامية مثل تفجيرات يوم الاربعاء ليست غريبة على الكثير من تلك التيارات. ان لها مصلحة في عمل مثل هذا بهدف الضغط على المالكي لكي يعطيهم مجال وفرصة اكبر في السلطة ومن كعكة الحكم وينهي اقصائهم. دول المنطقة مثل سوريا والسعودية وتركيا لها مصلحة في مثل هذه الاحداث ايضا. انه السعي لضرب العملية السياسية الجارية التي لا يروا فيها سوى اضعاف لدورهم ومكانتهم السياسية والاقليمية، وعبر قنوات كهذه الضغط على حكومة المالكي وكل العملية السياسية حتى يحصلوا على دور اكبر فقدوه اثر حرب امريكا على العراق لصالح ايران.
ولهذا فان القوى التي لها مصلحة في هذا الحدث الاجرامي كثيرة، ومن بين هذه القوى هناك قوى كثيرة لديها القدرة والاستعداد والرغبة للقيام بمثل هكذا عملية اجرامية بشعة، هذه الاعمال تدلل على مدى بشاعة اهدافها المشؤومة.

الى الامام: الى متى تبقى ههذه الاوضاع؟ اليس في الافق سبيل حل وبصيص امل لانتهاء هذا الوضع الكارثي؟ كيف ترون الاوضاع، وما هو سبيل الحل لاعادة الامن والامان الى المجتمع بعد فشل الحكومة و العملية السياسية الجارية في تحقيقه؟!
فارس محمود: من حيث اللوحة السياسية القائمة وقواها التي لها دور يومي في رسم الاوضاع، الاوضاع غير مستقرة ومعقدة ومتشابكة الى ابعد الحدود تفاعلاتها كبيرة واثارها اكبر و نطاق قواها ليست محلية، بل اقليمية وعالمية. امكانية حسم هذه الاوضاع لصالح جهة او طرف او اطراف معينة بحيث تجلب الامان وغيره للمجتمع هو امر اقرب الى المستحيل. اذ ليست الحكومة بحكومة. ولا الدولة دولة. وليس هناك قانون. مصير البلد السياسي مشرع ابوابه بصورة قل نظيرها وللاسف مشرعه صوب ريح، وهذه الريح لازالت عاتية للاسف. ليس في ذهن اي امرء يملك ادنى اطلاع على اوضاع العراق تصورا بان بوسع المالكي او حزبه فرض الامان، او حسم مصير السلطة وبالتالي فرض الاستقرار والامان وغير ذلك في المدى المنظور. ان هذا يعرفه المالكي قبل غيره، سعى اليه، ويسعى له من سنوات، ولم يتمكن. (وفي الحقيقة ان اساس حركته ومنطلقها هو نفسه مبعث انعدام الامان). ان هذا يشمل الجميع طبعا. ليس هذا وحسب، بل لا يعرف احد ولايستطيع التكهن بافاق ومسارات العملية السياسية الراهنة في العراق ومصيرها وماتؤول اليه الامور.
ليست القوى الموجودة على الساحة اهل لجلب الامن والامان او ان تدفع بالاوضاع نحو فرض واقع جديد يكون الامن والامان جزء منه. وعليه، لجلب الامان فوراً، ليست هناك سوى قناة واحدة لذلك. ان تلج الجماهير وفي مقدمتهم الطبقة العاملة، الميدان، ان توحد صفوفها، تركن جانبا وقوفها مكتوفة الايدي على هامش الاوضاع والتحولات السياسية وان يكون لها قول فصل فيها. عليها ان لا تترك هذه القوى المليشياتية على هواها في حسم مصير المجتمع. ولن يجلب الوقوف مكتوفي الايدي للجماهير الكادحة والعمالية سوى القتل والتفجير واعمال العنف الوحشية. انها مسؤولية عمال العراق ان "يقفوا بكامل قيافتهم" وينخرطوا بجد في حسم مصير المجتمع بشكل اكثر انساني وتمدناً. ان تنتظر هذا من القوى المليشياتية الراهنة، يعني بقاء هذا المسلسل نفسه وهذه الدوامة نفسها. لماذا؟ ببساطة لان هذه القوى هي التي خلقت هذا الواقع وهي التي تديمه. انها اساس هذه الوضعية، واستمرارها مرهون ببقائهم وبقاء اجندتهم السياسية. ان الانتظار والامل من فوق هو اكبر خطأ يرتكب في مثل هذه الاوضاع. لايعني سوى رمي مصيرنا بفكي هذه القوى واجندتها وبرامجها المعادية للجماهير الى ابعد الحدود.
ان خلاص المجتمع مرهون بتدخل العمال وفي مقدمتهم الشيوعيون وحزبهم، الحزب الشيوعي العمالي العراقي. ان هذا هو برنامج عملنا وسعينا النضالي اليومي. جماهير العراق وعماله وطليعيوا المجتمع وتحرريوه مدعون اكثر من اي وقت مضى لتقوية هذا الصف النضالي والانخراط فيه وتقوية حزبه من اجل فرض واقع جديد، واقع ينعم فيه الانسان بالامان.






#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بصدد سياسة الحزب الرسمية فيما يخص التطورات الاخيرة للعلاقة ب ...
- ان التحرر الحقيقي يبدء من التحرر من القومية! (كلمة حول تشديد ...
- كيف نتصدى لهجمة البرجوازية على حق الطبقة العاملة بالتنظيم!
- حول بناء حزب سياسي واجتماعي موحد ومقتدر*
- حوار مع -فارس محمود-سكرتير اللجنة المركزية حول اخر مستجدات ا ...
- مقابلة جريدة -الشيوعية العمالية- مع فارس محمود سكرتير اللجنة ...
- يجب ايقاف التلاعب بحياة اعضاء منظمة مجاهدي خلق
- انها ليست -نعم- لاوباما، انها -لا- سافرة بوجه بوش والمحافظين ...
- لاتلتهم الطعم.. المجتمع انساني.. وعلى استعداد لتلقف الشيوعية ...
- انه سلاح صدأ، ليس بوسع حكومة المالكي اخراس صوت التحرر!
- ليس بالفاشية الاوربية-المحورية تجابه الفاشية الاسلامية!
- كلما تعمق قلقهم، ازداد زعيقهم!
- الى الوراء دُر!
- ينبغي دحر سياسة حكومة المالكي بحق قادة عمال نفط العراق!
- انهم يبغون تحويل القتل ب-البلوك- الى -ثقافة المجتمع- في كردس ...
- اغتالوه لانه كان شوكة في اعين قوى الظلام!
- أسسوا فروع مؤتمر حرية العراق!
- رياء حكومة بوش!!
- كذب، رياء، عنصرية - ترهات عمار الحكيم حول الفيدرالية
- في ذكرى 24 ايلول لنصدح بصوت واحد : -يجب انهاء الاحتلال فوراً ...


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس محمود - خلاص المجتمع مرهون بتدخل الجماهير واولهم العمال!