أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس محمود - ايام الحرب هي ايام الكذب ايضاً!














المزيد.....

ايام الحرب هي ايام الكذب ايضاً!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 4330 - 2014 / 1 / 9 - 18:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ايام الحروب والصراعات الدموية هي ليست ايام الدم فقط، ليست ايام الاستهتار بكل القيم وابسط المباديء الانسانية، بل انها ايام الكذب المخجل، ايام احط الافكار والالاعيب المقرفة. لو ساء حظك في يوم ما والقيت نظرة على قناة العراقية وغيرها من القنوات التي تنفص السموم الطائفية، ستجد اية اكاذيب وترهات واهداف مفضوحة خلف كل الاحاديث المنمقة. ستجد الاوهام وهي تعصف بطيف واسع في المجتمع.
ستجد كيف ان الحرب على القاعدة و"داعش" كان "دفاعاً عن اهل العراق" وبهدف "وضع حد للمتفجرات والمفخخات واعمال القتل التي تقوم بها القاعدة" وايقاف "هدر الدم العراقي الذي يراق يوميا في شوارع بغداد، كركوك، ديالى والناصرية و بقية محافظات العراق"!! ستجد ان الحرب قد شنت لأن " المالكي سام ونفذ صبره من الجرائم المرتكبة بحق الابرياء"، وتحولت مهاجمة ساحة الاعتصام التي سعى المالكي بالف حيلة ومكر وتهديد وشراء ذمم باموال المجتمع لاكثر من سنة الى انها كانت "بناءاً على طلب الاهالي الذين ضاقوا ذرعاً بالارهاب المخطط له من ساحة الاعتصام"!!
لقد افلتت هذه الصراعات والحروب احط النزعات الطائفية البغيضة، راح المالكي وبكل وقاحة يتحدث عن ان "ان الصراع الراهن هو امتداد لصراع الحسين ويزيد"!!!، راحت تقطر الاذاعات باشد السموم الطائفية، بُثَّ بالروح الطائفية بابعاد اجتماعية واسعة. وتحول امر كان مبعث استهجان وسخط المحتمع مابعد 2006 -2007 وذلك للجرائم التي ارتكبت في مايسمى الحرب على الهوية، وسارع الكثيرون للتبريء منها بكل الاشكال، ها نحن نرى انها تعاد وبقوة للساحة وتكون عنوان تاجيج طائفي بشع قل نظيره، عنوان هوس وسعير طائفي مرضي ومفعم بالحماقة. ليس المالكي بالحسين ولا العلواني بيزيد!!! دعوهم في مكانهم! انه تاجيج طائفي لا اكثر. هدفه انتخابي صرف. انه رسالة مفادها "نحن الشيعة... صوتوا لنا، نحن اولى بصوتكم، نحن ممثليكم، بفصيلة دم طائفية واحدة!" لا اكثر!
يتحول الجيش مرة اخرى الى "جيش الوطن"، "جيش حمابة الوطن من الاعداء"، "صيانة الدم العراقي"، "صيانة الارض والعرض العراقي" وغيرها من ترهات كاذبة، ونسمع كل الاحاديث الممجدة للجيش ولهذه المؤسسة القمعية للطبقة الحاكمة، ويعودوا بنا الى الذاكرة بسنين الحرب العراقية الايرانية والمجد والفخر العسكري! ويستدركون ان هذا جيش لم يتم بالقسر، لم يتم بـ"التجنيد الاجباري"! بل بتطوع شرفاء من اجل الدفاع عن الوطن وحرمة عرضه وشرفه (وتتعالى احاديث الشرف والعرض وغيرها من القيم العشائرية البالية والمتخلفة). ناسين او متناسين ان من اتى عبر التجنيد الاجباري سيء الصيت هو من اتوا بوصفهم مواطن في بلد، في المطاف الاخير عليهم ان يؤدوا خدمتهم الالزامية، اي لامصلحة لديه في هذه المؤسسة، لايرغبها، بل يمقتها بوصفها اسوأ مراحل عمر الانسان. بيد ان الذي اتى لهذه المؤسسة اليوم، فلان حاجة اخرى الزمته، لا المواطنة، الا وهي حاجة لقمة العيش، وهي اكثر اشكال القسر. بوسعك ان تهرب من الخدمة الالزامية، ولكن كيف تهرب من الحاجة للعيش. وان هذا الجندي هو اخطر بمئة مرة من الجندي السابق. لسبب بسيط ان معيشته مرتبطة بالقتل، ولكي يعيش لابد ان يغض النظر عن ارواح الاخرين! او يغضبون حين يقول احد ما جيش المالكي! اذ يتحفوك فوراً ان الجيش السابق هو جيش صدام، بيد ان هذا الجيش هو جيش العراق!!! الجيش جيش الطبقة الحاكمة، بالامس بامرة صدام وحزبه، اليوم بامرة المالكي وحزبه! فمالذي تغير؟ وماهذه الازدواجية والانتقائية؟!
وفقد الكثيرون صوابهم الى حد كبير وراحوا يروجون لصور لارهابيين وهم احياء وبعدها صورهم وهم قتلى وراحو يمجدون "لقد قرر الجيش ان لايبقي على الحياة اي من رفع سلاح بوجه"، "اي حرب اللا اسير"!!! ومضوا يدافعون عن ذلك بعبارات من مثل "يستاهلون!" وراحوا يغضبون على اي صوت متعقل ومدني يقول ان هذه جريمة حرب! الاسير اسير! بل راح بعضهم يتهكم على ان "هذا كلام اناس عايشه في الخارج" كما لو انهم قرروا ان العراق حضيرة وحوش لاقوانين ولاحقوق ولاربط له وصلة بالعالم ولا.... انهم يدينون انفسهم بالوحشية قبل اي شيء اخر! العراق اكثر تمدناً من هذا، وان من يدفعه للوحشية هو تلك الوضعية التي خلقتها امريكا وحربها في العراق، واؤلئك الطائفيين والقوميين والعشائريين الذين نصبتهم ليجثموا على صدور الجماهير.
ليس لهذه الحرب التي اتت اوامرها كاحد امتدادات الاتفاق الامريكي-الايراني صلة بـ"ايقاف هدر الدم العراقي" و"المفخخات والتفجيرات"، فالدماء التي سترهق في المنطقة الغربية والانبار والعراق للاسف ستكون اضعاف اضعاف ما اهدر لحد الان. ستدفع بتعمق الصراعات الدموية الطائفية بابعاد رهيبة، ستعمق من انعدام الامان والانفلات الامني وسيادة اجواء الرعب والخوف والتوتر بابعاد كبيرة. ستفرض هذه الاجواء تراجع سياسي واجتماعي ومعنوي خطير على المجتمع. ستدفع بالمطاليب العادلة للشباب، للعاطلين عن العمل، للنساء، والخدمات والرفاه للوراء وتفرض تراجع جدي عليها.



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدونك، الحياة كانت ستكون اشد كلحة!
- وزير الاعدامات وسمومه الطائفية!
- في ذكرى ثورة اكتوبر
- تقدم الثورة في مصر مرهون بتصفية الحساب مع اوهامها بالدرجة ال ...
- على شيوعيّي الطبقة العاملة ان يطرحوا خارطة طريق الثورة!
- على شيوعي الطبقة العاملة ان يطرحوا خارطة طريق الثورة!
- حول ثورة مصر
- كلمة بمناسبة رحيل سيئة الصيت تاتشر!
- حول نظرية الشيوعية العمالية فيما يخص التنظيم
- في جواب على سؤال حول اوضاع سوريا الاخيرة!
- ان الصف الموحد هو، مرة اخرى، الرد الوحيد على التطاول على الع ...
- مجتمع مصر وثوريوه نبراس انطلاقة جديدة لدحر الاسلام السياسي!
- فارس محمود - عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العمالي العراق ...
- أ للانحطاط حدود؟!!
- نقد لبيان صادر من قبل الاشتراكيين الثوريين
- انها اسلمة للمجتمع بالقوة، لن تجلب ثمارها!
- تنامي الثورة في مصر من جديد.... مسار بدء وبحاجة ماسة لافقه ا ...
- ان -مركز الشيوعية البروليتارية- هو ضرورة سياسية ملحة!
- طنطاوي... ان مايجب ان تستعد له جماهير مصر هو حربها ضد قوى ثو ...
- ليس لهذه البضاعة المستهلكة من شارٍ!


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس محمود - ايام الحرب هي ايام الكذب ايضاً!