أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوي - الأصوات التى ليس لها صوت














المزيد.....

الأصوات التى ليس لها صوت


نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)


الحوار المتمدن-العدد: 4466 - 2014 / 5 / 28 - 09:10
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


القيادات النسائية في بلادنا غاضبة لأن الحكومات تجاهلت حقوق المرأة رغم ما قدمته النساء للثورة من جهد وعرق ودم، لم تدرك هذه القيادات أن المقهورين لا يحررهم إلا أنفسهم (نساء أو فقراء) فالحرية والعدل والكرامة لا تمنحها حكومة، بل يتم انتزاعها بالقوة الشعبية المنظمة الواعية.
لكن أغلب هذه القيادات النسائية لم تملك الوعي بضرورة تنظيم النساء وتوحيدهن، بل شاركن السلطات المستبدة في تمزيق الحركة النسائية المصرية، وضرب أي تنظيم نسائي شعبي مستقل عن الحكومة، لماذا تسقط النساء في الانتخابات، رغم أن طوابير النساء أمام الصناديق أكثر طولا من طوابير الرجال؟ ولماذا يسقط الفقراء رغم أن طوابير الفقراء أكثر طولا من طوابير الأغنياء؟ ولماذا لا يموت في الثورات والحروب إلا الفقراء والنساء والأطفال، وتظل النخبة من الرجال والنساء مع أولادهم في قلاعهم يحصدون مكاسب الثورة والحرب والسلم؟.
وفي الدستور يكتبون أن المرأة تتساوي من الرجل، لكن القانون المدني والديني يعطي الرجل الحق في ضرب زوجته ليؤدبها متي شاء، ويطلقها متي شاء ليتزوج أربع نساء، ويورث الثراء والفقر عن الآباء، ويفرق القانون بين الأغنياء والفقراء، وكل شيء يشتري بالمال منها الصحة والكرامة والعدالة والشرف.
يمنع القانون تكوين الأحزاب علي أساس الدين أو الجنس، لكن الأحزاب الدينية السلفية في كل أنحاء البلاد، أما الأحزاب النسائية فهي وحدها الممنوعة، وهذه التناقضات الصارخة لا تراها أغلبية النساء والفقراء، تشكلت عقولهم منذ الطفولة لقبول الظلم باعتباره القضاء والقدر تتعلم الطفلة أنها أقل من الولد عقلا ودينا، ومصيرها الخدمة بالبيت.
قد يدخل أولاد الفقراء المدارس المجانية، ويشتغلون بالحكومة أو بالمهن الحرة، وينتقلون إلي طبقة وسطي، لكن السلطة المستبدة تظل تحكمهم في الدولة، وقد تعمل المرأة خارج البيت بأجر كبير وتنفق علي البيت، لكنها تظل محكومة بسلطة زوجها المطلقة في البيت. إحدي الوزيرات طلقها زوجها لسفرها دون إذنه لمؤتمر علمي، وأستاذ جامعي طلق زوجته الاستاذة العميدة ليتزوج سكرتيرة من عمر أحفاده، ورئيس حزب طلق زوجته لأنها اختارت في الانتخابات شخصا لا يؤيده، والدكتورة الأم التي تربي ابنها ليسيطر علي أخواته ويراقب سلوكهن ليكون رجلا، والأستاذة التي اتهمت الشباب بفقدان الثورة والرجولة، فالثورة في نظرها هي طاعة الزعيم الملهم، والرجولة هي الرأس المحلوق والتدرب علي السلاح ليصبح (دكرا).
اجتماعات متعددة تمت مع المنظمات النسائية الحكومية، وغير الحكومية، نوقشت فيها جميع القضايا، ما عدا قضية المرأة، لم تكن واردة، وتم تعبئة النساء مثل أكياس البطاطس في طوابير الانتخابات، صفوف متراصة من الأجساد الحافظة للأوامر، نصف المجتمع، الأغلبية العددية التصويتية، يتنافس عليها الجميع، كتل من الأصوات، ليس لها (صوت) في الواقع والحقيقة.
الصراع الحقيقي بين القوي والأحزاب السياسية، مائة حزب، ليس من بينها حزب واحد يتبني قضايا النساء، وإن أصبحت المرأة رئيسة دولة أو حزب أو حكومة، فإن ثقافتها الطبقية الأبوية تحكمها، فقدت النساء حقوقهن في عهد مارجريت تاتشر وإنجيلا ميركل، بمثل ما فقد الفقراء والسود حقوقهم في عهد باراك أوباما، ولن تتغير علاقة الحاكم بالمحكومين في الدولة ما لم تتغير علاقة الرجل بالمرأة في الأسرة والقانون والثقافة والتعليم، ولن تتحقق الديمقراطية في البرلمان إذا ظلت الدكتاتورية في البيت، يمتد مفهوم الاستبداد من (الأب) في الأسرة إلي (رب العائلة) في الدولة، فتذوب السلطة الإلهية في السلطة الأبوية والطبقية.
أصبح علم المرأة، منذ منتصف القرن الماضي، أحد فروع العلم الحديث، يقوم بتدريسه أساتذة وأستاذات في أكبر جامعات العالم، هذا العلم يرفع الوعي بقضية المرأة، ويكشف أسباب نشوء النظام الطبقي الأبوي في التاريخ، ويربط بين القهر البيولوجي والاقتصادي والسياسي والاجتماعي والجنسي والنفسي والديني والفلسفي والتعليمي والثقافي والفني، ومنذ أيام، سألت عميدة كبيرة لماذا لا يوجد قسم لعلم المرأة بالجامعة المصرية؟ فسألتني باندهاش: وهل للمرأة علم؟.



#نوال_السعداوي (هاشتاغ)       Nawal_El_Saadawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قُصت أجنحتنا لكننا لازلنا نطير
- لا يقول الحقيقة إلا الخيال
- رجل الشارع والإنسان العادى
- رحلة لحلوان الثانوية للبنات
- رسالة أحمد دومة المنشورة
- النساء والبيئة وتوحش الحقيقة
- المعارضة الشرعية ونخب الميتافيزيقيا
- عبودية القرن الواحد والعشرين
- لن يغلبه زمن
- كافكا وأورويل وزويل وقانون الغابة
- تتوالد الأجيال الجديدة وتتكاثر
- هل تجهض الثورات الأفكار الوسطية؟
- ليس لأمي مكان في الجنة
- لو أن كل رجل أصبح إنسانا
- جدتى والعدالة الكونية
- الحديث
- لو أن كل وزير كان مثقفا؟
- إشارات القراء والقارئات
- لحظات فارقة فى حياتى ( ١)
- وهل تنال الكاتبة الثائرة حقها؟


المزيد.....




- “احلى اغاني الاطفال” تردد قناة كراميش 2024 على النايل سات ka ...
- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...
- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوي - الأصوات التى ليس لها صوت