أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نوال السعداوي - الحديث














المزيد.....

الحديث


نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)


الحوار المتمدن-العدد: 4389 - 2014 / 3 / 10 - 00:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بينى وبين رجال «الأمن» عداء آلاف السنين، منذ نشوء النظام العبودى فى التاريخ، الذى عرف علمياً بـ«النظام الطبقى الأبوى»، وأصبح سائداً حتى اليوم باسم النظام الرأسمالى الديمقراطى الحديث، يقوم هذا النظام فى جوهره على الطغيان والحروب والتآمر والخيانة والكذب والتجسس والقمع البوليسى.
وقد عانيت، أنا نفسى، من هذا القمع فى حياتى الخاصة والعامة، حتى أصبحت أتوجس من كلمة «الأمن» وأشك فى كل من يتحدث باسمه.

لكن منذ يومين فقط (٧ مارس ٢٠١٤) ولأول مرة فى حياتى، أتفق مع رجال الأمن الذين منعوا النساء الفرنسيات والأمريكيات من دخول مصر، ومنها إلى غزة لحضور مؤتمر المرأة الفلسطينية هناك.

لم تحترم هؤلاء النساء القانون فى مطار القاهرة، وقاومن رجال الأمن للدخول بالقوة الى مصر حاملات الأعلام الفلسطينية، وكان الأجدر بهؤلاء النساء (إن أردن حقاً النضال لتحرير نساء فلسطين) أن يذهبن إلى غزة عن طريق إسرائيل، ويقاومن رجال الأمن فى تل أبيب وليس فى القاهرة.

وكم استخدمت قضية المرأة الفلسطينية من قبل بعض الحركات النسائية الأوروبية والأمريكية لضرب منظمات التحرير العربية والفلسطينية، وتصوير المناضلين ضد الاحتلال الإسرائيلى على أنهم وحدهم (دون رجال العالم) الذين يضطهدون المرأة أو يتحرشون بها. وقد عرفت الكثيرين من الفلسطينيين المناضلين خلال مؤتمرات الأمم المتحدة، وخلال تطوعى للعمل الطبى بالأردن مع الفدائيين (ومنهم ياسر عرفات وشقيقه الطبيب)، وكانوا فى نظرى أكثر وعياً بقضية تحرير المرأة من رجال أمريكيين وأوروبيين.



لكن النظام الرأسمالى الاستعمارى المخادع يستخدم النساء سياسياً وجسدياً كأداة من أدواته لتحقيق أهدافه، وترويج بضائعه فى السوق الحرة، والتجارة بالجنس وتعرية النساء فى الإعلانات والأفلام وغيرها من الفنون الحديثة، ومن أجل الحصول على المعلومات عن خصومه السياسيين يدفع المرأة إلى ممارسة الجاسوسية والجنس الخادع وجميع الأعمال المنافية للأخلاق.

يستخدم الإعلام الأمريكى المرأة وعواطفها من أجل ضرب خصومه، ومنها الخصم الروسى اليوم، نرى فى الصحف صور النساء الباكيات فى أوكرانيا وهن يودّعن أزواجهن الذاهبين إلى الحرب، توحى أمريكا للعالم أنها تتأثر عاطفياً بدموع النساء الأوكرانيات، أمريكا التى لم يطرف لها جفن وهى تقتل الملايين من شعوب العراق وأفغانستان وفيتنام واليابان وسوريا وفلسطين ولبنان وغيرها؟

يشجع الإعلام الأمريكى الأوروبى اليوم حركة نسائية متعددة الجنسيات تحمل شعار: «أنا أملك جسدى» تقوم عضوات الحركة بخلع ملابسهن كاملاً، والوقوف عاريات أمام الكاميرات.

سألتنى مذيعة من باريس منذ يومين عن رأيى فى هذه الحركة، وقلت إنها حركة تخدم السوق الحرة الرأسمالية أكثر مما تخدم حرية النساء، وإن امتلاك المرأة لجسدها لا يعنى أن تعريه أو تغطيه، فالتعرية والتغطية وجهان لفكرة واحدة تقول إن المرأة «جسد فقط» دون عقل، وهل يتعرى الرجل أو يتغطى ليقول إنه يملك جسده؟



النظام الرأسمالى يقوم على الاستغلال والاستعمار، ينهب حقوق الأغلبية الساحقة من البشر خاصة النساء والفقراء، يعتمد فى استمراره ونموه على الخداع الإعلامى والثقافى القائم على الإيمان الأعمى بثلاث أفكار رئيسية:


1- الله هو الذى خلق الغنى والفقير والرجل والمرأة.

٢- الحرية تعنى الديمقراطية، وهى حرية السوق وصندوق الانتخابات.

٣- الفلسفة النفعية (البراجماتية) هى الفلسفة العقلانية.


يشهد العالم اليوم، وما فيه من حروب ومؤامرات وأزمات اقتصادية واجتماعية وأخلاقية، أن هذه الأفكار الثلاث لم تعد تخدم إلا مصالح الطبقات الحاكمة فى كل بلد، وأغلبهم من الذكور من أصحاب البلايين المتاجرين فى السوق والبورصة والمضاربات المالية والأعمال التجارية.



شهدنا الثورات الشعبية خلال السنين الأخيرة فى بلادنا والعالم، أغلبها من الشباب والنساء والفقراء والعاطلين، ضد هذا النظام العالمى المحلى، بمثل ما شهد التاريخ القديم ثورات العبيد والنساء ضد العبودية.. الطريق إلى الحرية والعدالة طويل وشاق لكنه الطريق الوحيد.



#نوال_السعداوي (هاشتاغ)       Nawal_El_Saadawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو أن كل وزير كان مثقفا؟
- إشارات القراء والقارئات
- لحظات فارقة فى حياتى ( ١)
- وهل تنال الكاتبة الثائرة حقها؟
- يدفعونها للأمام لتكون كبش الفداء
- لا كرامة لوطن تهان فيه الأمهات
- محنة الأساتذة علماء السياسة
- الدم المراق وكبش الفداء
- الإعلامى الثورى وعبقرية الكذب
- عبقرية البنات. والطب. والثقافة
- إحياء التراث والروحانيات ونبذ الماديات
- تحرير العقل والعودة للبدهيات
- لماذا لا أحب الأعياد؟
- الحياة المكشوفة فى مواجهة التجسس
- الجبل وشابات لبنان
- هل تتغير المهن مع تغير النظام؟
- المنطق الغائب والصدق
- التناقضات الصارخة فى الدستور
- هل هو فيروس مجهول ؟
- الثورة تبدأ فى العقل


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نوال السعداوي - الحديث