أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوي - تتوالد الأجيال الجديدة وتتكاثر














المزيد.....

تتوالد الأجيال الجديدة وتتكاثر


نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)


الحوار المتمدن-العدد: 4417 - 2014 / 4 / 7 - 00:53
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


مشكلات الملايين من البؤساء والبائسات تضيع فى الصخب الإعلامى والسياسى حول مقاعد الحكم ومنابع الثروة، وكم تراق الدماء ويذوق الهوان أطفال وأمهات، كم بحت الأصوات تطلب العدل للأبرياء والآذان صماء والعدالة عمياء، تضخمت المشكلة وأصبح فى مصر أربعة ملايين إنسان، يولدون ويتناسلون ويموتون فى الشوارع. تبدأ المشكلة برجل يغتصب طفلة فقيرة فى الشارع أو خادمة ريفية فى البيت. ٩٤٪ من خادمات البيوت يتعرضن للتحرش، وحين تحمل البنت بالجنين تطردها سيدة البيت حماية لسمعة العائلة الكريمة. تكمن جذور المشكلة فى القانون الطبقى الأبوى الذى يبرئ الجانى «الأب» صاحب الشرف والسلطة المطلقة، فإن أنكر الأب جريمته يصبح الطفل غير شرعى وأمه ساقطة.

مشكلة أطفال الشوارع قديمة، منذ نشوء النظام العبودى فى التاريخ، لكنها تفاقمت فى هذا القرن الواحد والعشرين، مع تفاقم الفقر، ما جعل الحكومة المصرية تصدر قانون الطفل الجديد رقم ١٢٦ لسنة ٢٠٠٨. تنص (المادة ١٥) على حق كل طفل فى أن يكون له اسم يسجل عند الميلاد، ومن حق الطفل (بدون أب) أن يحمل اسم أمه وتستخرج له شهادة ميلاد، وكان الطفل يُحرم (قبل ذلك) من شهادة الميلاد، وبالتالى يحرم من التعليم والحقوق الأخرى، لكن القانون الجديد لا يطبّق، وكأنما لم يكن، وتعجز الأمهات الصغيرات من بنات الشوارع عن تسجيل أطفالهن، فالأمر يحتاج إلى محامٍ يذهب معها ومعه إخطار الولادة، وهل يمكن لطفلة الشارع المعدمة أن تستأجر محامياً؟

قانون الطفل الجديد ينص على أن للأم الحق فى الإبلاغ عن وليدها وقيده فى سجل المواليد واستخراج شهادة ميلاد مدون بها اسمها، لكن أمهات الشوارع يلدن فى الشارع، فكيف يحصلن على إخطار للولادة، والأم نفسها لا تملك أى ورقة تثبت وجودها فى الحياة؟

وكان القانون القديم يبيح للطفل (بدون أب) أن يسجَّل باسم أمه لكنه يعتبر «لقيطاً»، واللقطاء يُحرمون من أهم حقوق الإنسان أولها الشرف والكرامة.

ولا تزال الأجهزة الحكومية تقاوم تنفيذ القانون الجديد رغم مرور ستة أعوام على صدوره، وزارة الصحة مثلاً تعمل حتى اليوم بالقانون القديم الذى لا يسمح بقيد الطفل إلا بواسطة الأب أو رجل من أقاربه، ولا يسمح للأم بالإبلاغ عن الولادة إلا إذا كانت معها وثيقة الزواج، وإذا لم تكن معها الوثيقة فيجب أن تبحث عن الأب (الهارب) وتقنعه بعمل إخطار الولادة ويتم نسب الطفل إليه.. الأم المصرية (وحدها) لا قيمة لها فى القانون والواقع، إلا فى الأغانى والاحتفالات.

تتفاقم مشكلة أطفال الشوارع مع انتشار التحرش بالبنات وتزايد اغتصاب الأطفال وإباحة الاقتران بالقاصرات، وانتعاش سوق الزواج المؤقت فى الصيف والإجازات، هذه الآفات الاجتماعية الاقتصادية الناتجة عن الآفات الثقافية الأخلاقية. تعجز الحكومات المصرية المتعاقبة عن حل المشكلة المتفاقمة، بسبب النفاق السياسى للتيارات الدينية السلفية المتصاعدة منذ سبعينيات القرن الماضى.


تتعرض الخادمة الصغيرة فى البيت، والطفلة الفقيرة فى الشارع للاغتصاب عدة مرات من عدد من الرجال، لا تكاد تعرف الأب، وبالتالى لا يمكنها استخراج شهادة ميلاد لطفلها. قد تساعدها جمعية أهلية فى قيد الطفل باسمها ليصبح لقيطاً، وإن عرفت الأم الصغيرة اسم الأب وساعدتها الجمعية لرفع دعوى لنسب المولود لأبيه، فإن القضية تنتهى بعد دوخان السنين فى المحاكم، دون نتيجة، فالقانون المصرى لا يلزم الأب بإجراء تحليل الحامض النووى.. يتعاون القانون الأبوى مع الأب لطمس الجريمة.


فقط الأقلية من أمهات الشوارع يحصلن على جهود الجمعيات، غير المجدية أيضاً، أما الأغلبية فيودعن السجون فى عنابر التسول والدعارة، ويودع أطفالهن تحت اسم لقطاء فى الملاجئ (الأسوأ من السجون) أما المحظوطات فلا أمل لهن إلا فى الشوارع حيث تتوالد الأجيال الجديدة وتتكاثر.



#نوال_السعداوي (هاشتاغ)       Nawal_El_Saadawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تجهض الثورات الأفكار الوسطية؟
- ليس لأمي مكان في الجنة
- لو أن كل رجل أصبح إنسانا
- جدتى والعدالة الكونية
- الحديث
- لو أن كل وزير كان مثقفا؟
- إشارات القراء والقارئات
- لحظات فارقة فى حياتى ( ١)
- وهل تنال الكاتبة الثائرة حقها؟
- يدفعونها للأمام لتكون كبش الفداء
- لا كرامة لوطن تهان فيه الأمهات
- محنة الأساتذة علماء السياسة
- الدم المراق وكبش الفداء
- الإعلامى الثورى وعبقرية الكذب
- عبقرية البنات. والطب. والثقافة
- إحياء التراث والروحانيات ونبذ الماديات
- تحرير العقل والعودة للبدهيات
- لماذا لا أحب الأعياد؟
- الحياة المكشوفة فى مواجهة التجسس
- الجبل وشابات لبنان


المزيد.....




- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...
- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...
- الحكم على الإعلامية الكويتية حليمة بولند بالسجن بذريعة “الفج ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- شاهد.. أرجنتينية بالغة من العمر 60 عاما تتوج ملكة جمال بوينس ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوي - تتوالد الأجيال الجديدة وتتكاثر