أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - فريدة النقاش - لنتمسك بتعهد “السيسي”














المزيد.....

لنتمسك بتعهد “السيسي”


فريدة النقاش

الحوار المتمدن-العدد: 4460 - 2014 / 5 / 22 - 09:24
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لعل لقاء المرشح الرئاسي “ المشير عبد الفتاح السيسي” مع الكتاب والأدباء قبل أسبوع أن يكون واحدا من أهم اللقاءات التي عقدها فى سياق حملته الانتخابية.

ولا تعود أهمية هذا اللقاء فقط لأنه ضم نخبة مميزة من الكتاب والادباء الذين وصفهم السيسي بأنهم يسهمون فى تشكيل الوعي والضمير الوطني، وإنما هو مهم أيضا لأنه كشف بعمق عن طريقة تفكير المرشح الأوفر حظا فى الوصول إلي الرئاسة فى قضايا الثقافة ودورها وأدوار المثقفين فى صناعة الصرح الحضاري للبلاد فى الماضي والحاضر والمستقبل. وقد انشغل الكتاب والأدباء خلال اللقاء بقضايا الحريات العامة انشغالا كبيرا من حرية الرأي والتعبير والفكر وحرية الاعتقاد والتنظيم وهم ينظرون خلفهم بغضب إلي تجربة عامة مظلمة من حكم جماعة الإخوان الإرهابية اضافة إلي ثمانين عاما من وجودها فى حياة المصريين كقوة فاشية مسلحة ماديا بأدوات القتل ومعنويا بأفكار القرون الوسطي وعمليا بالأموال الطائلة التي عاونتهم فى نصف القرن الأخير علي استثمار فقر ملايين المصريين الذين عصفت بهم سياسات الليبرالية الجديدة، وتشويه وعيهم والتلاعب بتدينهم الفطري وبث روح التعصب والكراهية فى محاولة منهم لعزل المواطنين المسيحيين كرعايا من الدرجة الثانية. وطالت روع الكراهية والتمييز ملايين النساء باعتبار المرأة عورة لابد من اخفائها وفرض الوصاية عليها، بل وفرض الوصاية علي الشعوب كافة باسم الخلافة.

أدرك غالبية الكتاب والأدباء هذه الحقائق كلها وسعوا عبر المنابر التي توفرت لهم إلي هزيمة الوعي الزائف الذي بثته قوي اليمين الديني علي نطاق واسع، وكانت الحريات التي انتزعوها بثمن باهظ هي اداتهم الرئيسية، والجماهير الشعبية التي اشعلت الاحتجاجات وصولا إلي الموجات الثلاثة من الثورة فى 25 يناير 2011 والثلاثين من يونيه 2013 والسادس والعشرين من يوليه 2013- كانت هذه الجماهير التي قادها الشباب هي القاعدة الصلبة التي استند إليها الكتاب والادباء وهم يقومون بأدوارهم.

وكما قال الكاتب محمد سلماوي فى اللقاء مع “السيسي” كان اتحاد الكتاب هو أول نقابة فى مصر تعقد جمعية عمومية حاشدة فى مايو 2013 وتقرر هذه الجمعية سحب الثقة من “محمد مرسي” ولا تعتبره رئيسا شرعيا للبلاد. كذلك كان الكتاب والأدباء قوة فاعلة منظمة ضد وزير الثقافة الإخواني الذي وضعوه علي كرسي “ثروت عكاشة” لكي يدمر المؤسسات الثقافية الكبري فى البلاد، وكان مشروع أخونة الدولة يجري علي قدم وساق، فنظم كتاب وأدباء وفنانون اعتصامهم المشهور فى مقر وزارة الثقافة، كما نظموا مسيرات متواصلة احتجاجا علي إقالة الفنانة “إيناس عبد الدايم” من موقعها كرئيس للأوبرا، وفعل المثقفون كل ذلك مستلهمين الروح الشابة التي سرت فى البلاد فى ظل موجات الثورة والرفض الشعبي المتصاعد لحكم الإخوان.

وحين قال الشاعر “أحمد عبد المعطي حجازي” للمشير السيسي نعاهدك أن نناضل دائما من أجل حرية التعبير وحرية الفكر والاعتقاد والديمقراطية وتداول السلطة، وأن نظل دائما أمناء علي الفكر والثقافة رد المشير السيسي قائلا: “ضموني معكم إلي هذا التعهد” وكعادته كان “المشير صادقا ومدركا لحقيقة التناقض الذي يمكن أن ينشأ بين مقتضيات تأمين الاستقرار والأمن وبين الحفاظ علي الحريات وحقوق الإنسان ورفض الانتهاكات لهذه الحقوق، و”الصدق معدي” لذلك صفق الكتاب الحاضرون ولا تكتمل الحريات العامة فى الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة دون عدالة فى توزيع الثروة القومية ولا تتناقض عدالة التوزيع مع تعظيم هذه الثروة عبر التنمية المستدامة المعتمدة بصورة أساسية علي الذات، وهزيمة مشروع الرأسمالية المتوحشة التي افقرت البلاد ونهبتها. ولمس الكتاب والأدباء حساسية عالية لدي “المشير” لقضية العدالة الاجتماعية التي كانت ولاتزال هدفا من أهداف الثورة المصرية بكل موجاتها. وقال الروائي “يوسف القعيد” إنه جاء إلي اللقاء نصف مطمئن ونصف قلق لكنه خرج منه مطمئنا تماما.

ولأن الكتاب والأدباء يتمسكون بوعد “السيسي” وتعهده بالدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان وحمايتها مع التأكيد علي أنه لا مجال هناك بعد الثورة لقيام دولة عسكرية أو دولة دينية فإنهم اعتبروا أنفسهم جنودا للثورة ومدافعين أشداء عن أهدافها، وكشفوا بكل صدق عن احتياجات الثقافة عامة فى المرحلة القادمة كرافعة أساسية لإنجاز الأهداف وبناء مصر الجديدة علي أسس راسخة من الحرية والعيش والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، مدركين أن الطريق الصعب المتعرج الذي تسير فيه الثورة سوف يمكن دائما اجتياز عقباته فى ظل الطرف الرئيسي الآن فى معادلة تغيير الواقع إلي الافضل وهو الشعب المصري العبقري الذي دأب علي تحويل الهزائم إلي انتصارات، وعلمه صبره الطويل علي المشاق والآلام أنه ما ضاع حق وراءه مطالب.



#فريدة_النقاش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نساء قائدات
- هزيمة القبح
- «العقاد» وتناقضات الليبراليين
- «الجزيرة» والبغاء السياسى
- محمد دكروب .. تكامل الرؤية
- موقفنا … لإنقاذ القدس
- الدعاة وقيم الأديان
- القضاء ينتصر للحرية
- الكاتب والسلطان
- الدولة الدينية تقتل الشعراء
- الثورة.. إبداع متواصل
- إسرائيل دولة يهودية!
- المواطن الإيجابي
- إجرام فى حق التنوير
- دعم لإنقاذ السينما
- إسقاط الفوضي
- قيم إنسانية عليا
- الثقافة في الثورة
- ولا أحزاب علي أساس ديني أو مرجعية دينية
- لا مصالحة مع الإرهاب


المزيد.....




- مصدر لـCNN: مدير CIA يعتزم زيارة إسرائيل مع استمرار مفاوضات ...
- بيروت.. الطلاب ينددون بالحرب على غزة
- أبو ظبي تحتضمن قمة AIM للاستثمار
- رويترز: مدير المخابرات الأميركية سيتوجه لإسرائيل للقاء نتاني ...
- البيت الأبيض: معبر كرم أبو سالم سيفتح يوم الأربعاء
- البيت الأبيض يعلن أنه أوعز لدبلوماسييه في موسكو بعدم حضور حف ...
- شاهد.. شي جين بينغ برفقة ماكرون يستمتع بالرقصات الفولكلورية ...
- بوتين رئيسا لولاية جديدة.. محاذير للغرب نحو عالم جديد
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لاقتحام دباباته لمعبر رفح
- بالفيديو.. الجيش الكويتي يتخلص من قنبلة تزن 454 كلغ تعود لحق ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - فريدة النقاش - لنتمسك بتعهد “السيسي”