أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريدة النقاش - الكاتب والسلطان














المزيد.....

الكاتب والسلطان


فريدة النقاش

الحوار المتمدن-العدد: 4363 - 2014 / 2 / 12 - 09:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اختار المفكر السفير «خالد زيادة» عنوانا راصنا لكتابه «الكاتب والسلطان» «من الفقيه إلى المثقف» إذ يثور الآن وفى كل بلدان الثورات العربية سؤال كبير عن الفقيه والمثقف ، خاصة إذا وضعنا فى الاعتبار الحقيقة الماثلة أمامنا وهى الدور الأساسى الذى يلعبه اليمين الدينى فى هذه الثورات وسعيه للاستيلاء عليها، وإخضاعها – ولو قسرا – لمشروع دولة الخلافة الإسلامية الوهمي، وهو المشروع الذى لفظته الجماهير فى كل مكان، واستعصت هذه الجماهير على الإخضاع، والمدهش أن مثل هذا الاستعصاء لم يؤد إلى توقف ظاهرة تحولات المثقفين من خندق لخندق، فبعض الذين أيدوا اليمين الدينى إبان سطوته فى مصر على سبيل المثال عادوا وهاجموه بعد سقوطه.

وسبق لمجلة «أدب ونقد» أن نظمت ندوة مهمة عن مثل هذه التحولات استضافت فيها ماركسيا تحول إلى النضال تحت راية الدين وإسلاميا انتقل إلى الماركسية، وماركسية تحولت إلى النسوية واستمعت الندوة حينها إلى عشرات الشهادات عن القلق الفكرى والوجودى الذى دفع إلى هذه التحولات لأننا رفضنا منذ البداية اختزال أسباب التحول فى سبب واحد شائع وتبسيطى هو المصالح الاقتصادية وإن لم ننف هذا السبب أو نغيبه بل اعتبرناه أيضا سببا محوريا.

ويندهش قارئ هذا الكتاب للتلخيص البليغ الذى صاغه «زيادة» لإحدى قضايا الكتاب المهمة فكريا ووجوديا عن الكاتب الذى يكف عن أن يكون نفسه حين يخرج من العمل الديوانى أى العمل مع السلطة، وهو الوضع الذى يعاكس حالة المثقف الذى يكف عن أن يكون نفسه حين يندرج فى أجهزة الدولة ودواوينها، أى أن الارتباط غير المشروط بأى سلطة لابد أن يفرض قيودا على المثقف.

مع إشارة مهمة إلى حقيقة أنه كانت هناك عائلات بعينها – غنية بالأساس – ينحدر منها رجال الدين أى الفقهاء والأشراف والتجار.

كذلك ارتبط دور الفقيه بعصور ما قبل الحداثة، بينما ولد المثقف فى ظل تجربة التحديث فى عصر النهضة حيث أصبح وضعه بإزاء السلطة أشد تعقيدا.

وتاريخيا تكونت طبقة الكتاب «الموظفين» من أفراد غير عرب و»ابن المقفع» هو أبرز هذه النماذج وهو ما يطرح على أصحاب الخصوصية فى أوساط اليمين الدينى أسئلة مربكة تطول الافتراضات والنتائج وبخاصة حول ما يسمى بنقاء الثقافة الإسلامية، لأن مثل هذا النقاء لا وجود له فى الواقع بالنسبة لأى ثقافة.

ومن الأسئلة التى طرحها الكتاب ولم أجد إجابة كافية عليها يأتى دور الأساس الاجتماعى والاقتصادى للتحولات المشار إليها، وهو الأساس الذى كان يمكن أن يضيئ لنا بعض الجوانب الخفية، فمثلا عند الحديث عن الفقهاء والمتصوفة لفتت نظرى علاقة المتصوفة بالفقراء والطبقات الشعبية، وعلاقة الكتاب والفقهاء بالسلطة.

وكان اتصال العلماء بالحكام والخضوع لهم وإخضاع الأحكام الشرعية لأغراضهم، يثير حذر العامة ونفورها عدا ما ينطوى عليه من مخاطر العزل والإهانة والنفي».. ويضيف «زيادة» إنه حسب المرادى «فإن الانتساب إلى الحكام ينزع صفة العلم عن أصحابه».

وفى تقديرى أن الموقع الاقتصادى الاجتماعى لكل من الفقيه والمثقف والمتصوف يلعب دورا أساسيا فى تحديد الموقف والاختيارات الفكرية والخروج عن هذه القاعدة يشكل الاستثناء الذى يؤكدها تحدث المؤلف عن ما سماه قدرة المتصوفة على التنبؤ بمعنى التقاط دبيب التحولات التى تجرى فى الواقع الاقتصادى – الاجتماعي، وأضاف المؤلف أنه كانت لهم قدرة على استشراف الغيب، وليس هذا الاستشراف من وجهة نظرى عملية ميتافيزيقية أو أسطورية، إنما هو فى الأساس علاقات اجتماعية تجلت فى ارتباطهم العميق واليومى بالحياة الشعبية مكنهم من أن يعرفوا أكثر من غيرهم مدى التحولات الواقعية التى تجرى بينما كان الفقهاء والكتاب يعيشون غالبا فى عزلة عن الشعب سواء فى كنف السلطان أو فى قربه.

يدلنا الكتاب أيضا على ظاهرة تستحق المزيد من الدراسة وهى عدم تقبل مصر والشام فى العصر العثمانى للغة التركية، وعدم قدرة هذه اللغة على التفوق على العربية لغة أهل البلاد التى احتلوها، وبوسعنا أن نستنتج أن يكون هذا أحد الأسباب القوية التى أدت بـ «أتاتورك» فى بداية القرن العشرين إلى تغيير حروف اللغة التركية من العربية إلى اللاتينية خوفا من اللغة العربية التى لم يستطع الاستعمار أن يهزمها، وهو ما حدث قبل فى الجزائر فى ظل الاستعمار الفرنسى ويحدث الآن فى فلسطين فى ظل الاستعمار الإسرائيلي، وهو موضوع كبير علينا أن نبحثه جيدا، وأدعو الدكتور «خالد زيادة» للاهتمام به.



#فريدة_النقاش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة الدينية تقتل الشعراء
- الثورة.. إبداع متواصل
- إسرائيل دولة يهودية!
- المواطن الإيجابي
- إجرام فى حق التنوير
- دعم لإنقاذ السينما
- إسقاط الفوضي
- قيم إنسانية عليا
- الثقافة في الثورة
- ولا أحزاب علي أساس ديني أو مرجعية دينية
- لا مصالحة مع الإرهاب
- يا بركان الغضب
- لو خرج الفلاحون
- هشاشة المعرفة
- علمانية تركيا المتجذرة
- خوف الفاشية من الثقافة
- حتي ولو مسيحيا واحدا
- خريطة للأمل
- حرية عرفية.. ولكن
- المحروسة.. عنوان الحقيقة


المزيد.....




- مصر.. علاء مبارك يعلق على ما قاله محمد متولي الشعراوي لوالده ...
- -الملكة العذراء-: أسرار الحب والسلطة في حياة إليزابيث الأولى ...
- البنتاغون يعلن عودة 2000 جندي من قوات الحرس الوطني المنتشرين ...
- يديعوت أحرونوت: نتنياهو أعطى مرونة أكبر لفريق التفاوض
- خبير إسرائيلي: انتقام خامنئي يقترب ومخاوف من عودة الحرب مع إ ...
- حرب أوكرانيا.. لماذا وضعت -مهلة الـ50 يوما- -صقور روسيا- من ...
- ما هي صواريخ “باتريوت” التي تحتاجها أوكرانيا بشدة لصد الهجما ...
- إسرائيل تعد بوقف الهجمات على الجيش السوري جنوبي البلاد
- مهلة -نهائية- لإيران لإبرام اتفاق نووي.. وتلويح بـ-سناب باك- ...
- إسرائيل تنشئ نقاطا جديدة وتُمهّد لبقاء طويل في غزة


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريدة النقاش - الكاتب والسلطان