أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريدة النقاش - خريطة للأمل














المزيد.....

خريطة للأمل


فريدة النقاش

الحوار المتمدن-العدد: 4101 - 2013 / 5 / 23 - 09:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ديكتاتورية الأمر الواقع التي تتزوج فيها السلطة بالمال استعير هذا التعبير من الكاتب الصحفي «سيرج حليمي» رئيس تحرير جريدة «لوموند دبلوماتيك» الفرنسية الذي بين كيف أن التحالف أو بالأحري الزواج بين السلطة والثروة ينتج في آخر المطاف ثلاثية عدم المساواة الاجتماعية، وتفكك الديمقراطية السياسية، وتقلص السيادة الوطنية للدول حيث السلطة الأقوي هي رقابة الرأسمال والريع التي يقوم بها عبر العالم وفي أوروبا خاصة صندوق النقد الدولي، والمصرف المركزي الأوروبي والمفوضية الأوروبية. وعلي صعيد أوسع هناك البنك الدولي وهيئة المعونة الأمريكية.

وتعتمد ديكتاتورية الأمر الواقع التي ترتدي قناعا ديمقراطيا علي وسائل الإعلام الكبري من أجل حبك مواضيع الإلهاء التي تؤخر ثم تضرب الثورات الجماعية.

ومع ذلك قدم الإسلاميون ستمائة بلاغ للنيابة ضد صحفيين وإعلاميين ولديكتاتورية الأمر الواقع في حالتنا بقرة مقدسة اسمها صندوق الانتخابات، ورغم ما صاحب انتخاب الرئيس «محمد مرسي» من شكوك كثيرة حول ما يسمي بفضيحة المطابع الأميرية، ومنع الإخوان لقري مسيحية في صعيد مصر من الخروج للتصويت بالقوة.. ومظاهر أخري للتزايد الهائل في عدد الناخبين في فترة زمنية محدودة مما يثير شكوكا أقوي حول عملية تزوير جهنمية في قاعدة بيانات الناخبين، فضلا عن الاستخدام الواسع للبطاقة الدوارة التي ابتكرها الإخوان. رغم كل هذه الحقائق والشكوك قبلت الحياة السياسية والجماهير عامة بنتائج الصندوق، وما أن بدأت بالتعامل معها حتي انهالت علي رءوس المصريين ممارسات ديكتاتورية الأمر الواقع من الإعلان الدستوري في نوفمبر الماضي الذي منح للرئيس سلطات ديكتاتور وحصنها من الطعن عليها، وإقالة النائب العام وتعيين نائب عام جديد هو في الحقيقة نائب خاص ضاربا بكل القواعد المرعية عرض الحائط، والاستعجال في إصدار الدستور الذي يؤسس للدولة الدينية رغم انسحاب كل ممثلي القوي المدنية من الجمعية التأسيسية التي احتكرها ممثلو الإخوان وحلفاؤهم. وجري تزوير الاستفتاء علي مواد الدستور الذي أصبح أمرا واقعا. وجري استبعاد وزير الداخلية «أحمد جمال الدين» لأنه كان قد أخذ يعيد هيكلة الشرطة بالتعاون مع القوات المسلحة علي أسس مهنية. ورفض الانصياع لأوامر اخوانية تخالف القانون.

وتوالت عمليات الحصار للمحكمة الدستورية العليا ولمدينة الإنتاج الإعلامي في إعلان صريح لإرساء البلطجة محل القانون، وبدأت المعركة ضد القضاء من أجل تصفيته وإلحاقه بالسلطة، وفي حيلة مكشوفة وألاعيب صغيرة استدرجت الرئاسة القضاء لعقد مؤتمر للعدالة، وفي ليلة ظلماء قرر مجلس الشوري تحديد موعد لمناقشة قانون السلطة القضائية الذي سبق أن رفضته كل مؤسسات القضاء. وهكذا انتهكت الشعارات التي لاكتها السلطة الجديدة طويلا حول الشفافية والنزاهة انتهاكا ماديا ومعنويا وجري تلفيق القضايا لشباب الثورة واعتقالهم وتعذيبهم حتي الموت.

بل إن من أخطر «إنجازات» السلطة الجديدة التي لاتزال تدعي أنها تمثل الثورة هو الاضافات التي قدمتها لترسانة القوانين المقيدة للحريات العامة التي لم تقم بالغاء أي منها بل اضافت قانونا لتجريم التظاهر وآخر لتقييد عمل المنظمات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني مع موازنة عامة هي نسخة جديدة طبق الأصل من موازنات «مبارك».. وهذا ليس إلا غيضا من فيض كما يقولون.

وبقيت حكاية الصندوق كما هي بقرة مقدسة تختبئ وراءها ديكتاتورية الأمر الواقع، وهي تعيث فسادا وتهدر كل القيم التي دافعت عنها الثورة واستشهد من أجلها بعض خيرة أبناء الوطن وبناته.

والجديد في الأمر هو أن وعيا عميقا قد نشأ مع التجربة بأن ما هو قائم الآن ليس سوي الثورة المضادة بعينها، بعد أن استعادت قوي الثورة زمام المبادرة وأخذت تعيد تنظيم صفوفها بعد سقوط الأوهام وانقشاع الوعي الزائف حول حقيقة السلطة الجديدة علي صعيد الأفكار والأفعال وبعد أن تبين لها بالتجربة الواقعية أن ما جري في الخامس والعشرين من يناير لم يكن اسقاط النظام وإنما عزل رئيسه ثم إعادة انتاج النظام نفسه ولكن بغطاء ديني هذه المرة.

ومن حسن حظ قوي الثورة أن هذا الغطاء الديني قد ثبت زيفه بسرعة، وأن جماهير متزايدة تكتشف كل يوم حقيقة السلطة الحاكمة ومدي ابتعادها عن القيم العليا للدين الذي تتاجر به، وهو الوضع الذي يوفر علي القوي الثورية جهدا هائلا كان مطلوبا منها لكشف هذه الحقيقة أمام الجماهير، وأصبحت المعركة في ميدان القيم والأفكار أدني مشقة من ذي قبل ولكن يبقي التحدي الرئيسي أمامها وهو ابتكار أساليب وطرائق لاستئناف مسار الثورة ومسيرتها من أجل وضع شعاراتها موضع التطبيق علي مراحل وإسقاط ديكتاتورية الأمر الواقع التي هي الثورة المضادة بعينها.

استعير من سيرج حليمي مرة أخري بيت الشعر الذي بدأ به دراسته للشاعر الفرنسي التقدمي بول ايلوار «أريد أن أعرف من أين انطلق لكي يبقي لي كبير أمل»، نعم نحن نريد أن نعرف ولن تتوافر لنا مثل هذه المعرفة دون «خريطة للأمل» في قلب هذا الظلام.



#فريدة_النقاش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرية عرفية.. ولكن
- المحروسة.. عنوان الحقيقة
- نهضة الجنوب.. دون مصر
- هوية جامعة.. متعددة
- الفشل طريق العنف
- خطر استدعاء الأزهر
- قبل السقوط
- إفقار روحي
- الدولة المدنية بين استبداد العسكر والاستبداد الديني
- الفاشية وثقافة الخوف
- عري النظام
- باسم يوسف
- فاشية الشمولية الدينية
- عنبر «مرسي» للتأديب
- صديقي المسيحي
- مع كامل الاحترام للدين
- عن أوهام الفاشية الدينية
- كشف الغطاء
- مصراوية.. لا إخوان ولا سلفية
- تحرير الإعلام


المزيد.....




- إيلون ماسك يقارن نفسه بـ-بوذا- خلال لقاء مع إعلاميين
- 5 قصّات جينز مريحة تسيطر على إطلالات النجمات هذا الموسم
- CIA تنشر فيديو جديد يهدف لاستدراج مسؤولين صينيين للتجسس لصال ...
- وزارة الداخلية الألمانية تصنف حزب البديل من أجل ألمانيا -كيا ...
- تركيب مدخنة كنيسة السيستينا إيذانا بانطلاق العد التنازلي لاخ ...
- الخارجية اللبنانية تعد بتعيين سفير جديد في سوريا
- حادثة الطعن داخل مسجد بجنوب فرنسا: دعوات للتعامل مع الجريمة ...
- الحوثيون يعلنون استهداف قاعدة عسكرية قرب حيفا بصاروخ باليستي ...
- انطلاق التصويت في الانتخابات الرئاسية الرومانية 
- مقتل 15 شخصا في قصف إسرائيلي على قطاع غزة


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريدة النقاش - خريطة للأمل