أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - فريدة النقاش - قبل السقوط














المزيد.....

قبل السقوط


فريدة النقاش

الحوار المتمدن-العدد: 4030 - 2013 / 3 / 13 - 23:48
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    




استعير عنواني هذا من اسم كتاب وضعه المفكر الشهيد الراحل «فرج فودة» قبل أكثر من ربع قرن. وكان السقوط كما رآه هو تزايد نفوذ الجماعات الدينية المتطرفة التي كان فريق منها قد دبر اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات، رأي فودة الظلام زاحفا علي البلاد عن طريق التكفير والقتل ودعا إلي وحدة كل القوي الديمقراطية لقطع الطريق علي هذا الظلام الذي تربص به ليقتله هو نفسه بعد سنوات لإسكات صوته المدوي بالحقيقة الغائبة التي كشفت أن عصور الخلافة لم تكن وردية بل امتلأت بالصراعات والقتل والقمع سعيا وراء السلطة والثروة.

والآن وبعد أن تمكنت القوي الظلامية من الحكم وأخذت تنفذ برنامجها الممنهج لأخونة الدولة وتكوين الميليشيات، وتفكيك المؤسسات وإعادة تركيبها علي مقاس جماعة الإخوان، وحتي دون حلفائهم الآخرين، فإن السقوط يعني انهيار الدولة الحديثة بأجهزتها ومؤسساتها ومنظماتها لتأسيس الدولة الدينية وكأنها حيث يصبح المرشد العام لا القانون هو مصدر الشرعية ، كما هو الحال مع ولاية الفقيه في إيران. وتحل ميليشيات الشرطة بعد اضعافها وتفكيكها. وينشئ الحكم الجديد حرسه الثوري الذي يعود ولاؤه للمرشد لا للشعب والدولة، ويعيش الفقراء علي الصدقات والزكاة بديلا عن العدالة الاجتماعية ومجتمع الحقوق، وتعود مصر القهقري إلي عصور الظلام. وفي ظل الانهيار الاقتصادي الاجتماعي والأمني تبرز أنياب الفاشية الدينية العاجزة عن حل أي من المشكلات الكبري المعلقة وينفتح الباب لثورة الجياع التي أخذت تدق الأبواب، كما ينفتح أيضا لقمعها بكل شراسة وباسم الدين.

لكن هناك خيارات لاتزال ممكنة أمام القوي الحديثة كافة ومعها قوي الثورة من الشباب والأحزاب والنقابات والحركات الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني ومؤسسات الإعلام الخاص وهي جميعا قوي انضجتها سنوات الثورة بخبراتها وتضحياتها فبلورت أهدافها وشعاراتها التي لم يتحقق منها شيء، وهي تدرك الآن أن الثورة قد جري الانقضاض عليها. وأن الثورة المضادة تحكم البلاد ومواجهتها غير ممكنة في حالة التشتت ولا بديل والوضع كذلك إلا وحدة صلبة بين كل القوي الديمقراطية التي لاتزال جبهة الإنقاذ بايقاعها البطئ وعملها البيروقراطي عاجزة عن استيعابها، وعاجزة أيضا عن توظيف القوة التي تملكها بصورة فعالة للتصدي لحكم الإخوان الذي أثبت فشلا ذريعا علي كل الأصعدة.

لاتزال استراتيجية الانقاذ دفاعية تعتمد ردود الأفعال وقد آن الأوان لوضع استراتيجية هجومية لا تتعامل بالقطعة مع جرائم النظام، وإنما تتأسس علي رؤية شاملة لإزاحته سلميا ومصارحة الشعب بهذا الهدف المشروع، خاصة أن جماهير واسعة في عدد من المدن والمحافظات شرعت من تلقاء ذاتها بالعصيان المدني مدفوعة بديناميكية الثورة وبالإخفاق الكامل للحكم الجديد، والمطلوب من الإنقاذ في صيغتها الجديدة الموسعة بعد استكمالها أن تتقدم حركة الجماهير لا أن تتلكأ خلفها حتي تستطيع قوي الثورة أن تحقق بعض أهدافها بأن تفوز في السباق الجاري قبل السقوط الكامل للدولة في أيدي تتار العصر الحديث الذين يجرون البلاد إلي الخلف جريا وراء وهم إعادة تأسيس الخلافة الإسلامية ولو علي جثث الشعب وهوانه.



#فريدة_النقاش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إفقار روحي
- الدولة المدنية بين استبداد العسكر والاستبداد الديني
- الفاشية وثقافة الخوف
- عري النظام
- باسم يوسف
- فاشية الشمولية الدينية
- عنبر «مرسي» للتأديب
- صديقي المسيحي
- مع كامل الاحترام للدين
- عن أوهام الفاشية الدينية
- كشف الغطاء
- مصراوية.. لا إخوان ولا سلفية
- تحرير الإعلام
- من حصاد الثورة
- الإخوان .. ثورة مضادة
- «طظ» في الشرعية!
- أفكار الرئيس البالية
- اللاعبون بالنار
- مفهوم الرجولة
- الشرطة الدينية


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - فريدة النقاش - قبل السقوط