أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فريدة النقاش - الإخوان .. ثورة مضادة














المزيد.....

الإخوان .. ثورة مضادة


فريدة النقاش

الحوار المتمدن-العدد: 3890 - 2012 / 10 / 24 - 10:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يجادل عدد من كتاب الأعمدة والسياسيين قائلين : الإخوان المسلمون هم جزء من قوي الثورة، ويرتبون علي هذه المقولة الخاطئة من وجهة نظري مواقف سياسية تدعو إلي التوافق «بين كل قوي الثورة» باعتبار الجميع كانوا في الأيام الثمانية عشرة المشهودة رفاق طريق تعرضوا معا للقناصة المجهولين واصابتهم معا قذائف ما يسمي باللهو الخفي، وسقط شهداء من كل الأطراف وبعيدا عن قول الدكتور «كمال الهلباوي»- وكان حتي وقت قريب- متحدثا باسم جماعة الإخوان المسلمين، إن الإخوان المسلمين هم آخر من التحق بالثورة وأول من خرج منها.. وقد خرجوا منها إلي كراسي السلطة.

أقول بعيدا عن هذه الحقيقة فإن الثورة هي بالتعريف تغيير جذري في الواقع القائم سياسيا وثقافيا واقتصاديا واجتماعيا، وبناء واقع جديد يتجاوز القائم إلي الأفضل والأرقي. فكل ثورة تلغي المجتمع القديم بتجاوزه وهي بهذا المعني ثورة اجتماعية، وكل ثورة تلغي السلطة القديمة وهي بذلك ثورة سياسية، وكل ثورة تتجاوز نمط العلاقات الاقتصادية القديم وهي بذلك ثورة اقتصادية وإذا كان المجتمع الذي ثارت عليه الجماهير هو مجتمع اقطاعي فإن النمط الجديد الذي تنشئه الثورة هو رأسمالية، وإذا كان المجتمع الذي ثارت ضده الجماهير رأسماليا فمن الطبيعي أن يكون النمط الجديد الذي تنشئه الثورة اشتراكيا أو قائما علي شكل من أشكال إعادة توزيع الثروة القومية علي الأقل. فأين هي الثورة المصرية في 25 يناير من كل هذا، وأي مكان يمكن أن يحتله الإخوان المسلمون في مسيرتها التي تطلعت كما يجمع المحللون إلي بناء عالم جديد أفضل لخصه شعار العدالة الاجتماعية، لكنه لم يتحقق رغم تضحيات الثوار.

لكي نتوصل إلي اجابة علينا أن نحلل شعارات الثورة ومنطلقاتها، ونتعرف بشكل أفضل علي القوة الاجتماعية الأساسية التي اطلقتها وأبقت شعلتها متقدة حتي هذه اللحظة رغم كل ما حل بالبلاد بعد انقضاء الأيام الثمانية عشرة المجيدة. وأبرز ما حل بالبلاد بعد ما يقارب العامين من اندلاع الأحداث هو الدور المحوري لجماعة الاخوان المسلمين وحلفائهم من قوي الإسلام السياسي. فقد نجحت مبادرة الشباب في إزاحة «مبارك» وعدد من أعوانه، ولكن صعود الإسلام السياسي إلي السلطة علي أنقاضه دفع بالبلاد إلي الخلف علي كل المستويات التي كان من المفترض أن تدفع بها الثورة إلي الأمام.

وإذا توقفنا أمام التوجهات الثقافية التي انتشرت وسادت في ظل الإسلام السياسي سوف نجد أن القيم الحديثة والديمقراطية تتراجع وهي تصارع ضد كل ما هو قديم ومناقض للديمقراطية، وتتبني قوي الإسلام السياسي هذه القيم باسم الدين وهي تسعي لفرض قضايا الهوية علي المجتمع بديلا عن قضايا التقدم الاجتماعي الاقتصادي والتحرر الفكري وتحصين الحريات العامة. وتدلنا المواد المقترحة في صياغة الدستور علي هيمنة هذا التوجه لتقييد الحريات باسم الدين وعلي نحو خاص حرية النساء، وحرية الفكر والتعبير. وهو التوجه الذي تعززه ممارسات عملية للمحسوبين علي تيار الإسلام السياسي من إخوان وسلفيين ضد الفنانين والكتاب بدءا من اتهام أدب «نجيب محفوظ» بالفسق والمجون، مرورا بتحريك قضايا الحسبة ضد «عادل إمام» وجره إلي المحاكم بتهمة ازدراء الأديان في أعماله، وليس انتهاء بالهجوم الوقح علي الفنانة إلهام شاهين. هذا فضلا عن السعي لتكميم الصحافة عبر مجلس الشوري الذي تطالب القوي السياسية الرئيسية بالغائه، ولكن الإسلام السياسي يبقي عليه حتي يظل أداته في قمع حرية الصحافة وتقييد حريات الصحفيين وذلك بادعاء أنهم ورثوه عن النظام السابق. وهو المنطق المتناقض مع توجهات الثورة وأهدافها وشعاراتها التي كانت قد اطلقت شعار «الشعب يريد إسقاط النظام». وهكذا فإن الثقافة التي يسعي الإسلام السياسي لنشرها هي بكل المعايير ثقافة الثورة المضادة التي يجري تأكيدها بالإبقاء علي كل ترسانة القوانين المقيدة للحريات كما هي، بل والإضافة إليها.

وثقافة الثورة المضادة هي التعبير عن الخيارات الاقتصادية والاجتماعية للنظام الرأسمالي المشوه والتابع الذي ورثه الإسلام السياسي عن «مبارك» وأبقي عليه كما هو مع وضع لافته دينية متجاهلا أحد شعارات الثورة الرئيسية وهي العدالة الاجتماعية، مع توجه خاص لحل قضايا الفقر بإذلال الفقراء والتسول باسمهم من الاغنياء لكي يتصدقوا، وهي الآلية التي كانت قد لعبت الدور الرئيسي في حصولهم علي ملايين الأصوات في الانتخاب باستثمارهم للفقر والمتاجرة ببؤس الناس.


إن الإسلام السياسي هو إذن العصا الغليظة للثورة المضادة وهو ما يعرفه ويقر به مواطنون بسطاء بعد تجاربهم المريرة. وعلي الذين يتحدثون عن الإخوان المسلمين باعتبارهم جزءا من الثورة أن يتوقفوا أمام كل هذه الحقائق لعلهم يراجعون أنفسهم فتصفو رؤيتهم وتتسق مواقفهم.



#فريدة_النقاش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- «طظ» في الشرعية!
- أفكار الرئيس البالية
- اللاعبون بالنار
- مفهوم الرجولة
- الشرطة الدينية
- حرب المواقع
- في أسبانيا: الناخبون يعاقبون اليسار لأنه نفذ سياسة اليمين
- الاحتقان بين الخارج والداخل
- حسابات صغيرة
- هجرة المسيحيين
- «وطار».. الشهداء يعودون
- فانون والفلاحون
- حدود الليبرالية
- ملحمة الانعتاق
- قضية للمناقشة - باسم الله
- أفعال فاضحة
- فاشية إسلامية!
- إخضاع المرأة والمجتمع
- السؤال الجديد
- العَلمانية ليست كفرًا


المزيد.....




- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فريدة النقاش - الإخوان .. ثورة مضادة