أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريدة النقاش - حرب المواقع














المزيد.....

حرب المواقع


فريدة النقاش

الحوار المتمدن-العدد: 3747 - 2012 / 6 / 3 - 16:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أعلنت حركة «احتلوا» الألمانية التي يتدفق أنصارها منذ أيام على فرانكفورت أن آلاف المتظاهرين تدفقوا على المدينة يوم السبت الماضي رغم محاولات الشرطة تفريقهم واعتراض طريق الحافلات التي تقلهم من بلدان أوروبية عدة.



وقد نظمت حركة «احتلوا الأوربية تظاهرتها لتتوافق مع اجتماع رؤساء الدول الثماني الصناعية الكبرى في كامب ديفيد في الولايات المتحدة الأمريكية للتداول حول أساليب درء الأزمة الاقتصادية الكبرى التي تتوالى تبعاتها منذ عام 2008 حتى الآن! وقد بلغت ذروة أخرى بفشل الساسة اليونانيين في التوافق حول البرنامج الاقتصادي التقشفي الذي تطرحه السياسات الأوروبية مقابل إنقاذ اليونان من الإفلاس.
ورفض الناخبون اليونانيون كما رفض الناخبون الفرنسيون برنامج التقشف واختارت فرنسا رئيسا على هواها يطرح سياسة لتحفيز النمو وخلق الوظائف بدلا من التقشف، كما رفض اليساريون اليونانيون الذين فازوا بالمركز الثاني في الانتخابات البرلمانية التوافق مع أحزاب اليمين والوسط حول التقشف وباتت اليونان التي ستجري فيها انتخابات جديدة في السابع عشر من الشهر القادم مهددة بالخروج من منطقة اليورو التي ستتعرض لتصدّع كبير،وإن حدوث هذا الخروج سوف ينتج آثاره الاقتصادية والثقافية على العالم كله.
وتدفع الرأسمالية العالمية الآن فاتورة انقلابها على السياسة الاجتماعية لدولة الرفاهية التي بدأها رونالد ريجان ومارجريت تاتشر في مطلع الثمانينات من القرن الماضي حيث جرى إطلاق العنان للسوق لتتحكم في كل شيء بصرف النظر عن الثمن الاجتماعي الذي تدفعه الشعوب من فقر وبطالة ويأس وانقسام اجتماعي غير مسبوق في أغنى الدول وأقواها،إذ يقول منظمو حركة «احتلوا وول ستريت» (شارع المال والأعمال في نيويورك) أن 1% فقط من الأمريكيين يستحوذون على النسبة الغالبة من ثروات البلاد، ويتراجع مستوى معيشة الغالبية العظمى من الشعب.
وقد انتشرت الحركة كالنار في الهشيم في كل من أمريكا وأوروبا احتجاجا على التوجه النفعي الاستحواذي للرأسمالية الوحشية وعدوانها المتواصل على حقوق الكادحين وحرياتهم حتى إن مركزا للبحث توصل لنتيجة فحواها أن الولايات المتحدة الأمريكية هي الآن أقرب ما تكون إلى دولة بوليسية بسبب الملاحقات للنشطاء وإعداد ملفات لهم بهدف مضايقتهم حتى أن البعض تحدث عن إحياء المكارثية.
وكما سبق للشباب المصري قبل أكثر من عام أن استخدم وسائل الاتصال الحديثة لإطلاق ثورة 25 يناير، وحشد ملايين المصريين بعد ذلك لإنجاز أول أهدافها وهو إزاحة «مبارك» وأبنائه ومعاونيه عن السلطة، فإن حركة احتلوا تتبع نفس الإستراتيجية على مستوى عالمي.
انتقلت فكرة احتلال الميادين من ميدان التحرير في مصر الذي أصبح مزارا عالميا، إلي وول ستريت في نيوريورك، إلي ميدان الشمس في مدريد وأخيرا إلي فرانكفورت مرورا بأثينا وعدد آخر من المدن الأوروبية وذلك احتجاجا علي سياسات التقشف التي تدفع ثمنها الشعوب بينما تتراكم المليارات في خزائن الأغنياء.
ودون إعلان يطبق المحتجون الإستراتيجية التي كان قد وضع أسسها المفكر الاشتراكي الإيطالي انطونيو جرامشي قبل سبعين عاما وهي إستراتيجية حرب المواقع، والمواقع تعني في أحد التجليات الوصول إلى أصغر قرية أو مصنع وإطلاق الإمكانات الكامنة هناك مستهدفة بناء هيمنة الكادحين وقيادة العمال لهم على المستوى القومي حتى قبل أن يصلوا إلى السلطة السياسية، وفي ظل صعوبة الانتقال من مستوى النضال الاقتصادي إلى المستوى السياسي، وهو الانتقال الذي يستغرق وقتا وجهدا ممتدا بخاصة في الميدان الثقافي حيث صراع الرؤى والأفكار. لكن رؤى وأفكار وأهداف الكادحين بوسعها أن تهيمن دون أن تصل إلى السلطة السياسية مباشرة وإن كانت هذه الهيمنة تفتح الطريق لبلوغ الهدف السياسي أي الإطاحة بالنظام ولو على مراحل، وكانت حرب المواقع المصرية في الثمانية عشر يوما التي هي أيام ثورة يناير نموذجا يحتذي في العالم كله لإسقاط النظام على مراحل.
وقد تعلم مناضلو العالم على اختلاف المدن والمنابع ومستويات النمو وطبيعة الأزمات- تعلموا من الدرس المصري لا فحسب في حرب المواقع وإنما أيضا في استخدام الشبكة العنكبوتية في التواصل والحشد، واندهش العالم أن يبرز هذا الأداء الرفيع بهذه الدرجة من الإتقان في بلد متوسط النمو مثل مصر مازال ثلث سكانها يرسفون في أغلال الأمية الأبجدية، والتفت العالم إلى حقيقة أن الشعب المصري الذي أبدع واحدة من أول حضارات التاريخ العظيمة والباقية قادر على أن يستدعي كل فضائله في لحظة تاريخية فاصلة ويقدم إبداعه الخاص في حرب المواقع والمراحل ليتعلم منها الجميع.



#فريدة_النقاش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في أسبانيا: الناخبون يعاقبون اليسار لأنه نفذ سياسة اليمين
- الاحتقان بين الخارج والداخل
- حسابات صغيرة
- هجرة المسيحيين
- «وطار».. الشهداء يعودون
- فانون والفلاحون
- حدود الليبرالية
- ملحمة الانعتاق
- قضية للمناقشة - باسم الله
- أفعال فاضحة
- فاشية إسلامية!
- إخضاع المرأة والمجتمع
- السؤال الجديد
- العَلمانية ليست كفرًا
- ألمجد لمن قال لا
- ألمعركة القادمة
- الهولوكست والعنصرية
- تحرر المرأة العربية ذلك اللحن الذي لم يتم
- الدمقراطية والعلمانية
- قضية للمناقشة في عيد العمال


المزيد.....




- إيران.. تصريح رئيس مجلس الشورى عن الضربة بالمنطقة ومصير البر ...
- رئيس الوزراء الأرمني يعلن إحباط -محاولة انقلاب-
- اليونان: الآلاف يحتجون على الضربات الأمريكية على المواقع الن ...
- بوتين يوقّع قانونًا لإنشاء تطبيق مراسلة بديل عن واتساب وتيلي ...
- شبكات التجسس تثير أزمة ثقة في إيران.. النظام يحذر من التفاع ...
- السودان ـ مقتل العشرات بينهم أطفال في هجوم على مستشفى
- ترحيب دولي بوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل ودعوات لتوسيع ...
- مجلس النواب الأميركي يحظر استخدام -واتساب- على أجهزته
- واشنطن تعرض 5 ملايين دولار مقابل معلومات عن أميركي محتجز بأف ...
- منظمة تتهم علامات تجارية فاخرة بالمساهمة في إزالة غابات الأم ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريدة النقاش - حرب المواقع