أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - فريدة النقاش - الفشل طريق العنف














المزيد.....

الفشل طريق العنف


فريدة النقاش

الحوار المتمدن-العدد: 4051 - 2013 / 4 / 3 - 08:32
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


تتشابه التجربتان التونسية والمصرية في السرعة التي وصلت بها تيارات الإسلام السياسي إلي السلطة، ولكن وبنفس السرعة تبين للشعبين الفشل الذريع لهذه القوي في حل ي من المشكلات التي تواجه المجتمعين سواء علي الصعيد الاقتصادي -الاجتماعي أو علي الصعيد الأمني.

وكان الشهيد «شكري بلعيد» قد أطلق الدعوة – علي حد قول زوجته المحامية بسمة الخلفاوي للزميلة «نعمة عزالدين» في جريدة «الوفد – الدعوة لتوحيد أكبر عدد من الديمقراطيين والثوريين بعد أن لاحظ الجميع أن هذا التيار الديني فقد كثيرا من شعبيته في المجتمع التونسي لأنه وعد ولم يف، ولأنه كذب علي الشعب، ولأنه قدم العديد من المشاريع الوهمية ولأنه تلاعب بأفراد الشعب ي أن التيار الديني فشل.

وكان «شكري بلعيد» في جميع لقاءاته التليفزيونية يقول إذا لم تتوجه هذه التيارات السياسية الدينية لتنفيذ مشاريعها فستتجه إلي العنف.. وقال إننا نتجه إلي العنف بعد أن وصلته معلومات مؤكدة تدعم مخاوفه، ودعا لعقد مؤتمر لنبذ العنف لأنه تأكد أن حدة الفشل والصراع أصبحت كبيرة وموجودة لدرجة أنهم سينقلبون بشدة نحو العنف، ووجه شكري استغاثة لشعب تونس لكي يقف ضد العنف.. وانشغل انشغالا كبيرا بهذه المسألة وتوصل إلي أن وحدة الليبراليين واليساريين والقوي الشعبية هي التي ستقطع الطريق علي العنف المنظم.

كانت مظاهر الفشل تتفاقم، فالوضع الاقتصادي متدهور جدا مع زيادة رهيبة في الأسعار تفوق القدرة الشرائية للمواطن التونسي، بينما ينمو جهاز أمن مواز نظمه الإسلاميون داخل وزارة الداخلية، وهذه واقعة تتشابه من زويا كثيرة مع سعي الإخوان في مصر لتفكيك وزارة الداخلية وأخونتها وفرض ميليشياتها المسلحة سواء عبر الممارسة الواقعية كما حدث أمام الاتحادية حين قامت هذه الميليشيات باعتقال مواطنين وتعذيبهم قبل تسليمهم إلي الشرطة، أو في إضافة مادة للدستور تتيح للمجتمع مراقبة الأخلاق، وهي المادة التي تفتح الباب واسعا لجماعات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي أخذت تمارس العنف واقعيا كشرطة دينية ضد المجتمع، وكان حصار كل من المحكمة الدستورية العليا ومدينة الإنتاج الإعلامي إعلانا عن قدرة الإسلاميين علي ممارسة العنف واعتباره آلية ناجعة لحل الصراع السياسي بعد انسداد الأفق نتيجة للإخفاق في كل المجالات.

وفي ظل تفاقم التدهور الاقتصادي وزيادة البطالة تنشغل الطبقات الشعبية في البلدين بالبحث عن العمل والرزق وتدور في الساقية وتنشغل الطلائع المثقفة بالدفع عن نفسها ضد القمع المتزيد الذي يصل إلي حد القتل بعد أن يكون التحريض قد تم باسم الدين فقد تم التحريض ضد «شكري بلعيد» من قبل أئمة المساجد التابعة لحركة النهضة، كذلك من قبل وزير الداخلية وأجهزة الدولة وتقول بسمة «كنت متأكدة أن قيادات في حزب النهضة كانت علي استعداد لدفع أموال كثيرة في حالة لو أمدها الأمنيون بملفات ضد شكري بلعيد».

ولأن الإسلاميين في البلدين وفي كل مكان مهووسون جنسيا ومسكونون بالخوف من النساء مع اشتهائهن «قالوا إنني دبرت اغتيال زوجي مع عشيق، ولأنني امرأة أعرف نظرتهم جيدا للمرأة، ويضا لأنني كنت متأكدة أنهم يريدون تغيير الاهتمام الشعبي بقضية «شكري» وبالبحث عن قاتله وإغراق الناس في سفاسف الأمور».

وتماما مثلما يصل اليائسون وبعض مرضي الاكتئاب العميق إلي الانتحار يقود الفشل والإخفاق الشامل في السياسة والاقتصاد والأمن جماعات الإسلام السياسي إلي العنف كآلية لتغطية فشلهم.

وأذكر أنني حين كنت مسجونة سياسية مع الذين اعتقلهم السادات سنة 1981 من سجن القناطر للنساء كنت شاهدة علي تكرار السجينات في جرائم السرقة أو الدعارة لعملية «تشريط» وجوههن بموس حادة أمام المأمور بعد أن تكون مخالفاتهم التافهة من سرقات أو مشاجرات أو تجارة في المخدرات قد انكشفت، وتنقلت حالة من العنف في السجن تنتهي بهن للتأديب ولكن الإسلاميين لا يقومون بيذاء أنفسهم بعد أن انكشف إخفاقهم الشامل بل يؤذون الآخرين وهم لا يدركون أنهم حين يقطعون الطريق برؤاهم القديمة وممارساتهم المتخلفة علي حركة التاريخ بهدف العودة إلي الخلف إذ يسكنهم وهم استعادة الخلافة لا يدركون أن العملية التي يقومون بها وتنطوي بذاتها علي العنف لا تقف في وجه التاريخ فقط وإنما يضا تصب المياه في طاحونة الثورة المضادة.

وتفتح هذه الثورة المضادة بالعنف الذي تطلقه في المجتمع الباب واسعا أمام المشروع الاستعماري الذي أطلق عليه أصحابه وصف الفوضي الخلاقة، هذه الفوضي التي تمكنهم من تفكيك المنطقة وإعادة تشكيلها طبقا لمصالحهم وبذا تصبح الثورات وبالا علي الشعوب لا انفتاحا علي مستقبل أفضل كما حلم الثوار والشهداء.

ولكن وعي صانعي الثورات بهذه الحقائق سوف يؤدي حتما إلي إفشال مشروعي الإسلاميين والإمبرياليين.



#فريدة_النقاش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطر استدعاء الأزهر
- قبل السقوط
- إفقار روحي
- الدولة المدنية بين استبداد العسكر والاستبداد الديني
- الفاشية وثقافة الخوف
- عري النظام
- باسم يوسف
- فاشية الشمولية الدينية
- عنبر «مرسي» للتأديب
- صديقي المسيحي
- مع كامل الاحترام للدين
- عن أوهام الفاشية الدينية
- كشف الغطاء
- مصراوية.. لا إخوان ولا سلفية
- تحرير الإعلام
- من حصاد الثورة
- الإخوان .. ثورة مضادة
- «طظ» في الشرعية!
- أفكار الرئيس البالية
- اللاعبون بالنار


المزيد.....




- إيلون ماسك يقارن نفسه بـ-بوذا- خلال لقاء مع إعلاميين
- 5 قصّات جينز مريحة تسيطر على إطلالات النجمات هذا الموسم
- CIA تنشر فيديو جديد يهدف لاستدراج مسؤولين صينيين للتجسس لصال ...
- وزارة الداخلية الألمانية تصنف حزب البديل من أجل ألمانيا -كيا ...
- تركيب مدخنة كنيسة السيستينا إيذانا بانطلاق العد التنازلي لاخ ...
- الخارجية اللبنانية تعد بتعيين سفير جديد في سوريا
- حادثة الطعن داخل مسجد بجنوب فرنسا: دعوات للتعامل مع الجريمة ...
- الحوثيون يعلنون استهداف قاعدة عسكرية قرب حيفا بصاروخ باليستي ...
- انطلاق التصويت في الانتخابات الرئاسية الرومانية 
- مقتل 15 شخصا في قصف إسرائيلي على قطاع غزة


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - فريدة النقاش - الفشل طريق العنف