أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فريدة النقاش - هشاشة المعرفة














المزيد.....

هشاشة المعرفة


فريدة النقاش

الحوار المتمدن-العدد: 4128 - 2013 / 6 / 19 - 08:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تفاقمت بعد صعود الإخوان إلي السلطة ظاهرة تديين السياسة وتسييس الدين، وتجلت هذه الظاهرة في المؤتمر الحاشد الذي نظمه الإسلاميون لمناصرة سوريا بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أنه سوف يمد المعارضة السورية بالسلاح.

وباصرارهم علي أن الأديان هي نهاية المعرفة في السياسة كما في الأدب والعلم والفلسفة، وأن الدين الاسلامي علي نحو خاص ـ لأنه ديننا ـ هو أكمل أشكال المعرفة الانسانية يحبس دعاة الإسلام السياسي الذين يحكموننا أنفسهم بل ويسعون لحبس المجتمع كله في هشاشة المعرفة، ويصبح النقد الثقافي علامة علي حكمهم.

يحدث هذا بينما أصبحت إدارة المعرفة تمثل إحدي التطورات الثقافية الفكرية الغنية المعاصرة عقب ظهور عدد من المفاهيم والنظم الإدارية الجديدة التي تنعكس علي مجالات كثيرة منها مجالات الحكم والسياسة رغم أنها موجهة لمجال إدارة الاعمال، مثل إدارة الجودة الشاملة، وإعادة الهندسة، وإعادة الهيكلة.. إلخ.

ويري علماء الإدارة أن إدارة المعرفة اصبحت علامة علي مجتمع يسمونه مجتمع ما بعد الرأسمالية يدار فيه رأس المال والخامات وغيرها من عناصر الانتاج ادارة جديدة ووفقا لهذه العلوم التي تطورت والتي يجري تدريسها في الجامعات وتتغير مناهج التعليم طبقا لها.

ولابد هنا من التوقف امام وصف هذا المجتمع بأنه ما بعد رأسمالي وهو وصف غير دقيق لانه في حقيقة الأمر مجتمع رأسمالي متطور بامتياز أو ما سماه احد المفكرين بمجتمع الدراسة العليا ذلك أن العلاقات الاجتماعية فيه مازالت قائمة علي الاستغلال في العالم كله حيث يحظي ما يسمي بالخمس الذهبي فيه أي 20% من سكانه بأربعة اخماس الثروة ويحظي أربعة الاخماس الآخرون بالخمس الباقي منها.

ورغم هذه الحقيقة المؤلمة والساطعة، ورغم الطاقات البشرية الغنية الهائلة والمهدرة بسبب الفقر والبؤس والمذلة فقد حققت الانسانية طفرات هائلة في ميدان انتاج العلم والمعرفة وتطورت متوالية هندسية في العقود الاخيرة بسبب ثورة الاتصال والانجاز اليومي الذي تتوصل اليه.

ويقودنا هذا الانجاز الي قضية الهشاشة المعرفية والفقر الثقافي الذي تعاني منه في هذه الايام كل المجتمعات العربية التي أدت الثورات الديموقراطية فيها الي صعود الاسلام السياسي إلي السلطة لأن قوي اليمين الديني كانت في كل هذه البلدان هي الأكثر تنظيما والاكثر ثراء من كل القوي الاخري بما فيها قوي الثورة ذاتها فإذا كانت قوي الثورة خاصة من الشباب قد نهضت في هذه البلدان وانجزت مهمتها في مواجهة حكم الاستبداد فإن قوي اليمين الديني كانت قد انتعشت موضوعيا في احضان الاستبداد خلق لها بيئة مواتية احتضنتها باغلاق كل الأبواب أمام القوي الديموقراطية والمدنية، وهكذا تفشي اليمين الديني رغم التناقض الظاهري بينه وبين نظم الحكم الاستبدادية وأهل نفسه للانقضاض علي السلطة فور سقوط الاستبداد.

المهم ان اليمين الديني واصل رسالته التي بدأها قبل الوصول إلي السلطة في تجفيف كل منابع الفكر الحر، وتحريم النقد باسم السمع والطاعة وانشاء مناخ التكفير للمخالفين وتعميم الفكر الجبري في مواجهة الاسئلة وتاريخيا كان الفكر الجبري في الاسلام من ابتكار بني أمية تبريرها لطغيانهم.

ويشهد المصريون الآن استبدادا جديدا باسم الدين يرتبط وثيقا بمخطط افقار الثقافة وهشاشة المعرفة.

وربما يكون شخص وزير الثقافة الجديد تجسيدا لهذا الفقر الثقافي والهشاشة المعرفية هذا اضافة إلي أنه يواصل بثبات تطبيق الاجندة التي جاء بها من دهاليز وكتب الارشاد هذا المكتب الذي يرأسه احد تلاميذ سيد قطب بمنظومته الفكرية المتطرفة والتكفيرية والتي تعادي الثقافة الحديثة باعتبارها حراما ولا تعترف سوي بعلوم الدين والفقه المنظور اليها من الموقع اليميني المعادي لحرية التفكير والتعبير وقد كانت مصادرة حرية التفكير والتعبير في ظل نظم الاستبداد أداة لوأد جهود الاصلاح الديني عبر العصور.

وهو ما وضع كل القوي الديموقراطية والحديثة في مأزق تاريخي يخص علاقتها بالجماهير.

أوقف وزير الثقافة الجديد مهرجان السينما بعد ان تم الاعداد له وبعد ان كان قد دخل في السجل العالمي للمهرجانات كواحد من أهمها، كما بات مصير جوائز الدولة السنوية التي انطلقت في البلاد منذ الستينيات غامضا ولا تعرف لجان المجلس الاعلي للثقافة بعد مصير هذه الجوائز ومثلما أطاح الوزير ببعض أهم وألمع المثقفين المصريين من مواقعهم مدعيا انهم فاسدون رغم انه لم يقدم ادلته علي هذا الفساد يتربص الآن بالمجلس الاعلي للثقافة بلجانه ونشاطاته وهو المجلس الذي يقوم عليه ما يقارب الألف من المثقفات والمثقفين المصريين من كل الاجيال حيث يكرسون معارفهم ومواهبهم واوقاتهم لخدمة الثقافة المصرية وتمهيد التربة للاجيال الجديدة من المثقفين والمبدعين وفتح الابواب لتهب رياح الفكر الحر علي البلاد بعد ان حاصرها الفكر التقليدي النصي الذي ازداد شراسة بعد صعود اليمين الديني إلي السطة وجهوده المستميتة لفرض الاظلام الشامل علي العقول حتي تسهل لهم قيادة البلاد وإرغامها علي السير في الطريق الذي اختاروه أي طريق الاستبداد الشامل باسم الدين طريق الافقار المادي والمعنوي للجماهير وقطع الطريق علي علاقتها بمبدعيها ومثقفيها عبر هشاشة المعرفة وتكفير الابداع.

ولكن الملايين التي وقعت علي وثيقة تمرد سوف تقف بثبات ضد المشروع الجهنمي الاخواني القائم علي هشاشة المعرفة وافقار الثقافة لانها تفتح باب الامل للتغيير وهي تتوجه صوب اهداف ثورة 25 يناير عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية.. كرامة انسانية.



#فريدة_النقاش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علمانية تركيا المتجذرة
- خوف الفاشية من الثقافة
- حتي ولو مسيحيا واحدا
- خريطة للأمل
- حرية عرفية.. ولكن
- المحروسة.. عنوان الحقيقة
- نهضة الجنوب.. دون مصر
- هوية جامعة.. متعددة
- الفشل طريق العنف
- خطر استدعاء الأزهر
- قبل السقوط
- إفقار روحي
- الدولة المدنية بين استبداد العسكر والاستبداد الديني
- الفاشية وثقافة الخوف
- عري النظام
- باسم يوسف
- فاشية الشمولية الدينية
- عنبر «مرسي» للتأديب
- صديقي المسيحي
- مع كامل الاحترام للدين


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فريدة النقاش - هشاشة المعرفة