أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - فريدة النقاش - الثقافة في الثورة














المزيد.....

الثقافة في الثورة


فريدة النقاش

الحوار المتمدن-العدد: 4198 - 2013 / 8 / 28 - 08:06
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    



الثورة لم تغير النظام لكنها غيرت الشعب، هذا قول شائع بين شباب الثورة الذين لمسوا التأثير المباشر للثورة علي وعيهم ورؤيتهم للعالم، وشاهدوا بعضا ممن كنا نسميهم أعضاء حزب الكنبة ينزلون بالآلاف إلي الشوارع في 30 يونية و26 يوليو.

وبعد أن كانت السياسة من وجهة نظر هؤلاء هي «شغل» السياسيين أصبحوا هم أنفسهم مشتغلين بالسياسة، متابعين لكل تفاصيل الحياة السياسية يلتمسون الطرائق للانخراط في منظمات ولهم آراؤهم في أداء الحكومة ووزرائها وزيرا وزيرا، ويعرفون علي وجه اليقين أن هناك مسافة كبيرة بين تشكيلة الحكم القائم وبين أهداف الثورة التي تبلورت في أربعة شعارات رئيسية «عيش – حرية – عدالة اجتماعية – كرامة إنسانية».

كذلك تغيرت بعض المؤسسات الكبري وعلي رأسها الشرطة التي تعلمت جيدا درس ممارستها ضد الثورة في الموجة الأولي منها في 25 يناير 2011، والآن وبعد الموجتين الجديدتين من الثورة بذلت الشرطة جهودا كبيرة جدا لتضع شعارها المستعاد وهو الشرطة في خدمة الشعب موضع التنفيذ.

ومن أبرز ما يمكن أن يلاحظه أي مراقب في المرحلة الأخيرة هو هذا الوعي بالقدرات الكامنة للشعب لدي قطاعات واسعة جدا من الجماهير من مختلف الأعمار والطبقات والفئات.. «ولن نسكت بعد اليوم» نسمع هذا التعبير كثيرا علي ألسنة مختلفة من عامل الجراج إلي أستاذ الجامعة، من نساء ورجال شاركوا أو لم يشاركوا في العمل الثوري، ذهبوا إلي التحرير أو لم يذهبوا لو كانوا قاهريين، وهي حالة إيجابية تنبئنا بأن الثورة مستمرة إذ أن بعض ما سكتنا عليه طويلا من فساد واستبداد مايزال قائما، وماتزال القوانين المقيدة للحريات موجودة كما هي رغم أن الثورة الشعبية كانت قد أسقطتها واقعيا حتي أن سلطة مهما كانت قوتها لا تستطيع أن تطبق أي منها في ظل الحالة الثورية القائمة في ذروتها.

لكن البقاء عند الذروة لن يطول، وسوف يبدأ الهبوط من هناك تدريجيا، خاصة بعد أن تنتهي أجهزة الأمن من اجتثاث الإرهاب من جذوره وتمهيد التربة الوطنية لمرحلة جديدة، وسوف يلعب الوعي بالقدرات الذي تشكل وتعمق أثناء الثورة دورا كبيرا جدا في وضع الأهداف الرئيسية للثورة موضع التنفيذ لأنه لن يتسامح مع أي سلطة تؤجل هذا الإنجاز لسبب من الأسباب، خاصة بعد أن تسامح طويلا مع الحقوق والمطالب الفئوية التي قرر بوعي وكرم تأجيل المطالبة بها إلي أن تخرج البلاد من معركة اجتثاث الإرهاب.

كانت جارتي الأستاذة «نادية حسين» وكيل الوزارة السابق في الآثار هي التي لفتت نظري إلي حقيقة أن البلاد لم تشهد منذ الثلاثين من يونيو أي احتجاجات أو مطالبات فئوية، وهي تري أن هذا التراجع لصالح القضية الوطنية العامة هو تعبير عن وعي عميق بالمسئولية، عبرت عنه كل الفئات الشعبية التي تعيش حياة بالغة الصعوبة حيث يتفشي الفقر والبطالة وانفلات الأسعار مع الأذي المباشر الذي تلحقه جماعات الإرهاب بالمواطنين.

خرج هذا الوعي الجديد الذي أنضجته نار الثورة علي كل التجليات الزائفة التي ينتجها المجتمع القائم علي الانقسام الاجتماعي والتسلط الطبقي، وترفض الثورة مبدئيا هذا الانقسام والتسلط اللذين يعتبرهما الوعي الجديد حالة مؤقتة لأن الثورة مستمرة حتي الإطاحة بهما ولو بعد زمن وتضحيات هائلة، وبعد أن تجذب الثورة إلي صفوفها ملايين الفلاحين الذين لم يشاركوا فيها حتي الآن إلا كأفراد، ومن المؤكد أن قوة الفلاحين بعد أن تنتقل إليهم شرارة الوعي بالذات والقدرات التي أشعلتها الثورة، سوف تكون إضافة باهرة للنضال الثوري حيث تلتقي مكونات الإنسانية المضطهدة والمعذبة في سعيها لتغيير هذا الواقع البائس بوضع أهداف الثورة موضع التنفيذ.

وتتشكل الآن في ظل هذا الواقع الثوري ثقافة جديدة وإبداع جديد ينمو بنمو الثورة وينهل من طاقاتها اللانهائية ومن خيالها المبهر، وسوف يأتي يوم قريب يوثق فيه الشباب كل أشكال الإنتاج الثقافي الذي قدمته الثورة من الجرافيتي إلي المسرح، ومن الموسيقي إلي السينما، ومن الرواية إلي الشعر إلي الرسم والنحت، وسوف يلحظ الموثقون والراصدون أن الموجة العدمية التي ارتبطت بجانب من فلسفة ما بعد الحداثة قد تراجعت وكادت تتلاشي، إذ أننا الآن أمام المبدع الفاعل لا المحبط، المغرد ولا الباكي، المبدع الذي حررته الثورة من أسر التجليات الزائفة للوعي فأخذ يقبض علي وعيه الجديد كالقابض علي الجمر، إن المثقف يقوم بمهمة الآن فهو ليس متفرجا، بل إن المثقف الثوري يجذب إليه كل اللامبالين.



#فريدة_النقاش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ولا أحزاب علي أساس ديني أو مرجعية دينية
- لا مصالحة مع الإرهاب
- يا بركان الغضب
- لو خرج الفلاحون
- هشاشة المعرفة
- علمانية تركيا المتجذرة
- خوف الفاشية من الثقافة
- حتي ولو مسيحيا واحدا
- خريطة للأمل
- حرية عرفية.. ولكن
- المحروسة.. عنوان الحقيقة
- نهضة الجنوب.. دون مصر
- هوية جامعة.. متعددة
- الفشل طريق العنف
- خطر استدعاء الأزهر
- قبل السقوط
- إفقار روحي
- الدولة المدنية بين استبداد العسكر والاستبداد الديني
- الفاشية وثقافة الخوف
- عري النظام


المزيد.....




- إنقاذ سلحفاة مائية ابتعدت عن البحر في السعودية (فيديو)
- القيادة الأمريكية الوسطى تعلن تدمير 7 صواريخ و3 طائرات مسيرة ...
- دراسة جدلية: لا وجود للمادة المظلمة في الكون
- المشاط مهنئا بوتين: فوزكم في الانتخابات الرئاسية يعتبر هزيمة ...
- ترامب: إن تم انتخابي -سأجمع الرئيسين الروسي الأوكراني وأخبر ...
- سيناتور أمريكي لنظام كييف: قريبا ستحصلون على سلاح فعال لتدمي ...
- 3 مشروبات شائعة تجعل بشرتك تبدو أكبر سنا
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /19.03.2024/ ...
- إفطارات الشوارع في الخرطوم عادة رمضانية تتحدى الحرب
- أكوام القمامة تهدد نازحي الخيام في رفح بالأوبئة


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - فريدة النقاش - الثقافة في الثورة