أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فريدة النقاش - «العقاد» وتناقضات الليبراليين














المزيد.....

«العقاد» وتناقضات الليبراليين


فريدة النقاش

الحوار المتمدن-العدد: 4432 - 2014 / 4 / 23 - 08:26
المحور: الادب والفن
    


احتفلت الأوساط الثقافية فى الأسابيع الماضية بالذكرى الخمسين لرحيل الكاتب المفكر والشاعر «عباس محمود العقاد»، واتخذ الاحتفال طابعا تمجيديا لا نقديا فى الغالب الأعم، وغيب هذا التمجيد الواسع العناصر السلبية والرجعية فى فكر «العقاد» وأدواره، وهذا التغييب هو ناتج النزعة شبه الدينية التى تقول «اذكروا محاسن موتاكم»، وهى نزعة لا تراعى الفروق بين المواطن العادى البسيط والكاتب والسياسى والمفكر الذى يمارس أثناء حياته وبعد موته تأثيرا كبيرا على الحياة العامة بما فيها من صراعات وتوجهات متناقضة، وقد مارس العقاد أثناء حياته وبعد موته تأثيرا كبيرا على قراء العربية فى كل من مصر والوطن العربى عامة، واتخذ تأثيره اتجاهات متناقضة.

وباستثناء كتاب «رجاء النقاش» «العقاد بين اليمين واليسار» اتجهت غالبية الدراسات النقدية صحفية وأكاديمية إلى الإعلاء المبالغ فيه فى شأن «العقاد» بسبب غزارة إنتاجه، وتعدد الأجناس الأدبية التى تعامل معها، ومشاركته فى الحياة السياسية وبخاصة موقفه ضد عدوان الملك «فؤاد» الأول على الدستور، وهو الموقف الذى قاده إلى السجن، وجعل منه بطلا حينها.

وحتى نستطيع أن نؤسس لرؤية موضوعية لإسهام العقاد وأدواره، علينا أن نحلل كل المعطيات والإنتاج والوقائع، وفى ظنى أن مثل هذا المنهج سوف يقودنا إلى معرفة شاملة بتناقضات الليبرالية فى مصر و»العقاد» واحد من أبرزهم، فالليبرالية فلسفيا ومعجميا تعنى الحرية، وإذا ترجمنا هذا المعنى فى الميادين كافة: اقتصادية وسياسية وثقافية سوف يتبادر إلى الذهن على التو مبدأ حرية الفكر والتعبير، حرية الاقتصاد والإبداع، وكذلك مبدأ المساواة بين البشر الذى بلورته الثورة البورجوازية الفرنسية ضد النبالة والإقطاع وضد سلطة الكنيسة التى قسمت البشر على أساس الديانات والأجناس. ودأبت الليبرالية المصرية فى مرحلة التأسيس بدايات القرن العشرين، بعد أن كانت بعثات محمد على إلى أوروبا قد نقلت لها فى القرن السابق أفكار الإخاء والمساواة التى بشر بها رفاعة «الطهطاوي».. دأبت على الانتقاء من المنظومات المتكاملة وتجزئتها، واختيار مفردات منها على أساس عملى بحت، فحتى رفاعة الطهطاوى نفسه لم ينتقد فى أى من كتاباته نظام الجواري، ذلك رغم أنه دافع عن حق المرأة فى التعليم والعمل، ووقع لزوجته وثيقة تمنحها الحق فى تطليق نفسها إذا ما تزوج هو بامرأة أخري. أما «العقاد» فقد عبر عن احتقار شامل للنساء معتبرا المرأة هى سبب الخراب فى العالم، قائلا حتى إن الرجل أجمل منها، وهكذا قام بنفى نصف الإنسانية بعيدا عن جنته المبتغاة.

سلك «العقاد» فى موقفه ضد المرأة مسلك رائد آخر من رواد الليبرالية الاقتصادية وهو «طلعت حرب» الذى وقف بعناد ضد حق النساء فى العمل مستبعدا بدوره نصف السكان من ميدان الإنتاج رغم تطلعاته التنموية.

وفى ميدان الإبداع وحرية الفكر والتعبير والتنوع الثقافى اتخذ «العقاد» موقفا رجعيا ضد قصيدة التفعيلة وشعرائها، واتفق معه فى ذلك ليبرالى آخر هو «زكى نجيب محمود»، وشنا معا حربا على الشعراء الجدد.

وألف «العقاد» كتابا دعائيا بذيئا ضد الشيوعية، لم يتضمن أى تحليل أو نقد بل سلسلة من الاتهامات التى دأبت مخابرات الدول الرأسمالية على ترويجها باعتبار الشيوعية مرادفا للإلحاد والانحلال، وذلك دون أى نقاش – ولو حتى سجالى – مع المنظومة الفكرية الشيوعية، ولا الدور الذى لعبته الدولة السوفييتية لصالح التحرر العالمي. كان هناك ليبراليون أكثر اتساقا وتماسكا مثل «طه حسين» و»على عبدالرازق» و»منصور فهمي» وآخرون، ولكن هؤلاء جرت ملاحقتهم، بل وحتى تكفيرهم واستبعادهم لبعض الوقت وأحيانا طيلة الوقت من الساحة العامة مثل «منصور فهمي» الذى رفضت الجامعة الاعتراف برسالته عن «المرأة فى الإسلام». كما لاحقت الرجعية كتابا نقديا «لطه حسين» عن الشعر الجاهلى وصادرته، واجتمعت قوى المحافظة الدينية الملتفة حول الملك «فؤاد» الذى كان طامحا لتولى موقع خليفة المسلمين بعد سقوط الخلافة العثمانية، لتحاصر «على عبدالرازق» الذى كتب كتابا تأسيسيا عن الخلافة أثبت أنها ليست أصلا من أصول الحكم فى الإسلام، فصادروا الكتاب وطردوا الشيخ الجليل من هيئة كبار العلماء فى الأزهر.

جسد «العقاد» كل هذه التناقضات التى عبرت عن هشاشة البورجوازية المصرية وضيق أفقها الذى كان أحد أسباب إجهاض مشروعات النهضة الواحد تلو الآخر.



#فريدة_النقاش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- «الجزيرة» والبغاء السياسى
- محمد دكروب .. تكامل الرؤية
- موقفنا … لإنقاذ القدس
- الدعاة وقيم الأديان
- القضاء ينتصر للحرية
- الكاتب والسلطان
- الدولة الدينية تقتل الشعراء
- الثورة.. إبداع متواصل
- إسرائيل دولة يهودية!
- المواطن الإيجابي
- إجرام فى حق التنوير
- دعم لإنقاذ السينما
- إسقاط الفوضي
- قيم إنسانية عليا
- الثقافة في الثورة
- ولا أحزاب علي أساس ديني أو مرجعية دينية
- لا مصالحة مع الإرهاب
- يا بركان الغضب
- لو خرج الفلاحون
- هشاشة المعرفة


المزيد.....




- -حياتي في خطر-.. فنانة تركية من أصول إسرائيلية تستنجد بأردوغ ...
- مسابقة -يوروفيجن- - النمسا تتربع على عرش الموسيقى الأوروبية ...
- الشاعر ريزنيك: -إنترفيجن- ستتفوق على -يوروفيجن- من حيث التنظ ...
- افتتاح الدورة 28 لمهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة
- حين تصفق السينما للنجم.. -فرسان ألتو- تكريم لروبرت دي نيرو ...
- وفاة مغني الراب الفرنسي من أصل كاميروني ويرنوا عن 31 عاما
- مصر تحقق إنجازا غير مسبوق وتتفوق على 150 دولة في مهرجان كان ...
- ذكرى -السترونية-.. كيف يطارد شبح ديكتاتور وحشي باراغواي ومزا ...
- بعد وثائقي الجزيرة.. كوثر بن هنية تحوّل مأساة هند رجب إلى في ...
- «هتتذاع امتى؟» رسميًا موعد عرض الحلقة 192 من مسلسل المؤسس عث ...


المزيد.....

- اقنعة / خيرالله قاسم المالكي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فريدة النقاش - «العقاد» وتناقضات الليبراليين