مصائب قوم عند قوم فوائد..

نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 325 - 2002 / 12 / 2 - 03:11
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

ذكرت صحيفة هآرتس الصهيونية يوم أمس الجمعة أن الكيان الصهيوني أبدى استعداده لتزويد دولة الكويت بمليون قناع واق, لتوزيعها على السكان تحضيرا لاحتمال وقوع هجوم عراقي بالأسلحة غير التقليدية. وبحسب الصحيفة المذكورة فأن القرار اتخذ بعد أبحاث جرت في الكيان الصهيوني على أعلى المستويات في وزارتي الدفاع والخارجية ومع رئيس الحكومة الإرهابي شارون. وفي حال تنفيذ هذه الصفقة فأن شركة شالئون الصهيونية  ستحصل على تلك الصفقة بقيمة 82 مليون دولار أمريكي. ولم تفصح الصحيفة عما إذا كان قد تم الاتفاق على الصفقة وأن كانت أبرمت فعلا أم لا. هذا ونفت دولة الكويت الأنباء التي نشرتها الصحيفة الإسرائيلية حول الصفقة المزعومة, وأكد جابر المبارك نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع الكويتي في تصريح لصحيفة القبس الكويتية اليوم السبت 30 نوفمبر 2002 , أن بلاده لم توقع أي صفقة مع إسرائيل, ولا علم لوزارته بهذه الصفقة. كما أوضح المبارك أن بلاده الكويت ملتزمة بمقاطعة البضائع الإسرائيلية, وأوضح كذلك بأنه ممنوع دخول البضائع الإسرائيلية إلى الكويت بموجب قرار المقاطعة العربية لإسرائيل.  ومن جهة أخرى أكد وزير الصناعة الكويتي صلاح خورشيد في حديث مماثل أن الكويت ملتزمة التزاما تاما بإجراءات مقاطعة إسرائيل.

إذا كانت الرواية الإسرائيلية التي انفردت بها صحيفة هآرتس الصهيونية صحيحة فأن هذه الصفقة تعتبر بمثابة واحدة من الفواتير التي يتوجب على الدول العربية وبالأخص الخليجية دفعها في حرب أمريكا المنتظرة في العراق. ولأن الصهاينة لهم دائما أدوارهم في كل ما يدور من حروب كلامية أو فعلية في المنطقة العربية فأن لأتعابهم نتائج ومحاصيل لا بد من جنيها والتمتع والاستفادة منها. ولعل الطلب الإسرائيلي من ألمانيا مؤخرا للتزود بقاذفات صواريخ من نوع بتريوت وغيرها من المعدات والأجهزة والعربات الحديثة المعدة لمواجهة الأسلحة غير التقليدية, يعد أيضا من ضمن هذه الفواتير التي سيدفع ثمنها العرب لأمريكا كتعويض عما ستستعمله من أسلحة وعتاد وأموال في حرب تدمير العراق والبيئة في الخليج العربي والمنطقة, تماما كما حدث في أفغانستان حيث جربت كل أنواع الأسلحة الحديثة التي نعرفها والأخرى التي لازلنا نجهلها. ومن يعلم قد يكون الأمريكان قاموا في حروبهم على العراق سنة 1990 وفي أفغانستان لاحقا بتجربة أسلحة سرية وحديثة لا يعلمها ألا هم, لكن الأيام ستبدي لنا ما كنا جاهلين. وفي العودة لموضوع ألمانيا التي أعلنت موقفا واضحا وقويا يعبر عن رفضها المشاركة في أي حرب أمريكية على العراق, وذلك التزاما برأي الشارع الألماني واحتراما لأرادة الشعب الذي يرفض دخول أبناءه في حرب المصالح الأمريكية والصهيونية, خاصة أن ألمانيا سبق وجربت بعضا من تلك المشاركات مع أمريكا في حروبها غير العادلة. أن لألمانيا تاريخها المعروف مع اليهود, حيث مارست بحقهم عنصرية استعلائية أدت إلى محاولة تطهير أوروبا منهم أبان الحرب العالمية الثانية لأن النظرة النازية لهم كانت استعلائية ترفض وجود منافس استعلائي آخر في أوروبا, ثم أقيمت معسكرات الاعتقال الجماعي والموت الرهيبة حيث حدثت المذابح.ولأن عقدة الذنب لازالت تلازم الشعب الألماني نتيجة المذابح الهتلرية ضد اليهود, فأنه سيكون من الصعب على القيادة الألمانية التي كررت مرارا التزامها بأمن إسرائيل أن تقول لا للطلب الإسرائيلي المذكور. على كل حال فأن الأيام القادمة ستظهر الحقيقة وسوف نعلم ما هي الفواتير المطلوبة من الدول والشعوب والحكومات لحماية أمن إسرائيل المزعوم ولتغطية نفقات حرب أمريكا المفتوحة على كل الجهات وليس على العراق وحده مع أن مدخل الحرب الجديدة سيكون من الباب العراقي المغلق والمقفل بحصار دولي. فعلا لقد صدق قول الشاعر أو المثل العربي الذي يقول : مصائب قوم عند قوم فوائد..   
 
 

   

#نضال_حمد (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل