أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - هو صوتك يا صمتي الصارخ















المزيد.....

هو صوتك يا صمتي الصارخ


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 309 - 2002 / 11 / 16 - 13:57
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



 
على قارعة الطريق, في جهنم الحياة وجنة الموت, سمعت صوتا ينادي, يا رفيق!

صرخة غيرت فيما بعد مسار الطريق..

 كان دخان ناري ولهب انتظاري في الحريق..

 كان صوتك يا صمتي الصارخ, مدويا يأتي, مدويا يطلع من أعماقي.

ينادي بكل فرح مرمري, ألا من مجيب ألا من مجيب..

                                    *

قد كنت أنت يا الحقيقة سبب انتمائي للعقيدة العريقة

وكنت سبب انشغالي بنضالي وسهام جيراني المنبوذة

 ثم سبب ارتحالي من المهاجر الصديقة والشقيقة..

إلى واقع الحال الحالي,ملاكا من ثلج أبيض ورحمة شمالية محمودة

كنت يا الحقيقة كذبة انتماءنا للفكر الأحمر القاني

وكنت دمية العقل المدمى والأيدي الممدودة, لسلام لم يأت ألا بزوالي

مرحبا بك يا سلام الجشعان المسمى سلام الشجعان

شرفت بيت الطاعة المتنفذة ومجالس الغنم والنعاج وديوك الحارات المنسية

مرحبا بكم قميصك السلمي وأزرار بلدتك الحربية, أيها الجنرال المسالم, لقد علمتنا عظام أطفالنا المكسرة وعدسات الكاميرا العلنية وليس الخفية, بأن للجنرالات عقدا يجب حلها.. وهل في حل عقد جنرالا تهم ما يمنع حل عقد عجزتنا من العجائز والمخاتير الشجعان, الأشجع من فارس بني خرفان أو خيبان أو تعبان..

هنيئا لكل صهيوني هزيمة الأرانب منا وارتداد الشجعان عن رسالة الثورة المستمرة.

هنيئا لأوسلو سقوط نجمنا المتعالي الظل والمرقط الكوفية في "فيورد" المدينة العظيم.. هل كنا نحلم ببيت تغطيه ثلوج الصباح والمساء وتعطيه طعم الأرض بضعة حبات كستناء رمتها الأشجار الواقفة شبه عارية تحت رحمة مطر السماء..

هيا إلى الشواء يا بقايانا المسلوقة والمسروقة, من دموع من بكانا يوم رحلنا مع أمواج البحر نبحث عن هوانا القريب في أماكن أقرب من الشمال وأبعد من المتوسط.

قد كنت يا أنت نخلة لتمري ونحلة لزهري وسمكة في نهري..

كنت الذي كنته ولم أكن أنا سوى خادم جرحك الأممي, أضمد جراح رفاقي الهاربين من أفاعي البيد وثعابين الصحاري وثعالب وذئاب الفيافي.. كنت بلسم جرحهم والناطق بأسم عذابهم وكنت أحن عند افتراقنا إلى موقف يتذكرني فيه رفاق الأمس القريب.. أيتها المراحل التي مهدت لافتراقنا عما كان جامعنا في قريب الزمن البعيد, كوني شاهدا على محبتي لمن استعداني وجعلني مكب اتهاماته ومصدر علاته و إخفاقا ته.. أنا يا أنت مثل الحقيقة ما زلت حقاني الفكر والإرادة, لا تبدلني مزايدة أو مزاودة, فللحرية الفكرية فيما خلف قميصي وجلدة صدري مكانة إلهية باهيه وأهمية تفوق لحظات الضعف أو الترف. أنا لازلت أنا ومن أشباه الرجال لا أخف..

                                        **

ملح أمريكا ينزل على جراحنا مع المطر, من سماء العرب ومن نواحي التتر, تأتي وتنزل الأدعية, كأننا في يوم الحشر.. هنا مارينزي قذر! يعتقد أن أمريكا فوق الجميع, وعلى مقربة منه صهيوني أقذر, يرى فينا خدما وكلابا أثر.. هل يرضيكم أيها السادة, ما وصلت إليه صوركم عند مستعبدي البشر؟

                                      ***

عادية أمسية الليلة وعادية كانت أمسية الأمس,لولا انسحاب البسمة من على شفاه صور ألبوم فرحي وحزني ومرحي وترحي.. حتى الصور تندب حال البشر منا..

عادية,لولا ارتطام الحوار بالصخرة القبلية المتجمدة وبالعقلية التي لا ترحم العقل ولا القلب.. هنا توقفت عقارب الزمن ليس على وريقتي هذه, لكن في كتابات من يستعدي الحقيقة ويستجدي القلم.. إنها الحرب فلتأتي أن كانت خلاصك وخلاصي من خلاصنا المحتمل, أنا لا أرى في نهاية النفق أي ضوء يا سيد المهزلة ولا نور الهدى الثوري المنتظر, أنا أرى فجرا شديد الوضوح من خارجه, لكنه بعيد المنال ومملوءا بالقيء والقروح من داخله. أنا أرى الأمور بعين الحقيقة والقلم, عين العرب والغضب..

عادية أحلام الليلة وعادي كان المنام, لولا زعيق الأقلام المستوردة, وكلمات النادل في بار جاراتنا الشقية. أكل هذا الدخان من لا شيء يا صديق عدوك؟

 صدقتك في عداوة نفسك عن غير قصد, لكني لن أصدقك الكلام عن قصد, فالموت أسهل للمرء من بيع السيف والقلم وتمزيق الراية والعلم..

 وظل المنام مناما في الأحلام, لولا تطاول الدمعة على جرح القلب, و ملاسنات القيء مع السوس الذي ينخر أسنان الخجل في أفواه الأرانب التي صارت نمور..

 كل شيء بقي عادي مادمت أحلم ومادام المنام في الأحلام. أما أن يأتي تاجر أوطان ويركب موجة البحر مع الأساطيل الغازية, ويدعي بأن الأحلام العربية زائفة وزائلة, فهذا ما أيقظني من حلمي ومن منامي, وجعلني أترحم على الأجداد. فللأجداد مكانة كبرى في عقولنا المتعبة, أن استحضرنا تجاربهم هانت مصائبنا..

عادية أمسية الليلة وعادي كلامي المباح وردكم المستباح لولا خروج بعض الأصناف من الكلمات عن مسار العقل والتفكير ورؤية الحل بمنظار الضمير.

                                 ****

 هذا النشيد هو صوت صمتنا الصارخ أهديه للضمائر الحية في رمضان وقبل العيد.. فهل من سامع أو من مجيب يعيد للكلام كتاباته الذكية..

* أوسلو 2002

 

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل يطارد غيره حقدا وبغضا وغيره
- حقد الواعظ روبيرتسون يتقاطع مع كتابات الردة..
- ماذا عن الفلسطينيين في العراق؟
- أخبار سريعة وأخرى مريعة..
- مثل وردة تسقى بالدم
- زيني يا زين, لا أنت عالراس ولا عالعين..
- إسرائيل الجديدة ستكون يمينية اللون والعقيدة
- أمريكا والإرهاب العلني ..
- إنما أحب أخي إذا كان صديقي ..
- عجائب وغرائب 2
- شارون ونتنياهو أفضل من بيريز وشارون
- فارس بلا جواد, آخر الفرسان العرب
- تغلبت مصلحة فتح على مصلحة فلسطين
- سأحدثكم عن أيمن..
- من جنين إلى مستوطنة أرئيل المقاومة مستمرة في فلسطين..
- مقاطعة إسرائيل واجب قومي وأنساني وأخلاقي..
- الشيشان أرض الذئاب والعذاب
- خطة الطرق الأمريكية تعج بالإشارات الإسرائيلية
- الأمم المتحدة من روزفلت إلى بوش
- للحيوان في العالم الغربي مكانة أكبر من مكانة الإنسان الشرقي. ...


المزيد.....




- -صور الحرب تثير هتافاتهم-.. مؤيدون للفلسطينيين يخيمون خارج ح ...
- فرنسا.. شرطة باريس تفض احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في جامعة ا ...
- مصر تسابق الزمن لمنع اجتياح رفح وتستضيف حماس وإسرائيل للتفاو ...
- استقالة رئيس وزراء اسكتلندا حمزة يوسف من منصبه
- قتلى وجرحى في هجوم مسلح على نقطة تفتيش في شمال القوقاز بروسي ...
- مصر.. هل تراجع حلم المركز الإقليمي للطاقة؟
- ما هي ردود الفعل في الداخل الإسرائيلي بشأن مقترح الهدنة المق ...
- بعد عام من تحقيق الجزيرة.. دعوى في النمسا ضد شات جي بي تي -ا ...
- وجبة إفطار طفلك تحدد مستواه الدراسي.. وأنواع الطعام ليست سوا ...
- صحيح أم خطأ: هل الإفراط في غسل شعرك يؤدي إلى تساقطه؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - هو صوتك يا صمتي الصارخ