أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - تغلبت مصلحة فتح على مصلحة فلسطين















المزيد.....

تغلبت مصلحة فتح على مصلحة فلسطين


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 293 - 2002 / 10 / 31 - 02:55
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



30 أكتوبر 2002
بعد أن أمضوا الليل ينتفون بلحاهم فسروا الماء بالماء وأضاعوا وصفة العلاج من الداء , وأتلفوا ما كان تجمع لديهم من دواء صالح لصالح الأدوية الفاسدة, فلم يشخصوا المرض بشخصه ولم يدققوا في نوعية الدم وفئته وكثرة البياض فيه وتغلبها على الحمار, حتى غدت من كثرة راياتها البيضاء تشكل غيمه سوداء تحجب عن الجسد كاملا  الضوء والنور والضياء.

كنا ننتظر من أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني أن يكونوا فلسطينيين أكثر منهم فتحاويين, وكنا نأمل في نهاية المطاف أن تتغلب المصلحة الوطنية العليا على مصلحة الحركة , لأن في صحة الوطن صحة للحركة وللوطن معا. لكن أعضاء المجلس الفتحاويين ومعهم بعض المتفتحنين من بقايا شراذم الجبهات المتناثرة وما يسمون بالمستقلين وهم أبعد ما يكونون عن تلك التسمية, لأنهم بلا استقلالية فعلية وهم جزء من لعبة جديدة قديمة عرفتها مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية وتألمت بسببها طويلا وكثيرا. وفي النهاية كانت من الأسباب التي قادت المنظمة إلى الرف الذي وضعت عليه بكافة تاريخها ومؤسساتها, لتصبح مجرد مشرع مريض يمرر الصفقات المشؤومة والأخرى التي تعج بالتنازلات المصيرية والتي لا تخدم المصلحة الوطنية الفلسطينية بشيء. ففي أيام العمل السياسي والتنظيمي والنقابي في ظل مؤسسات المنظمة كانت تتم الصفقات قبل عقد المؤتمرات, فتوزع المقاعد والمناصب وتحدد الأعداد فتأخذ حركة فتح حصة الأسد وفي أضعف الإيمان النصف زائد واحد وكان من المستحيلات أن ترضى فتح بأقل من النصف زائد واحد في حالة عقد الصفقات مع الفصائل الأخرى. وكان من المستبعد خسارتها في الانتخابات لأنها كانت تملك كافة عوامل الهيمنة على البشر وبعض الفصائل والرموز والمؤسسات, ففتح المالية والمالية فتح, وبإمكان أي إنسان مرضي عنه ويعرف كيف يدخل عقولهم ولديه  قدر من المعرفة بكيفية التقرب والطبطبة والأستزلام  وطواعية العمل كنادل أو كخادم لفلن أو فلان من الذين يتحكمون بالمال والقرار حتى يصبح بعد فترة بسيطة قائدا ورجل مال وأعمال يصول ويجول ويأمر ولا يؤمر و يمثل شعبنا في المحافل العربية والدولية وغيرها. ويصرف في الليلة الواحدة مالا يكفي لحل مشاكل عشرات عائلات الشهداء والجرحى والأسرى. والأمثلة على ذلك مليئة ووفيرة ولازال بعضهم يعيش في قصوره الجديدة على أرض الوطن أو في الخارج. حتى أن منهم من يملك قصورا داخلية في البلاد وأخرى خارجها. هؤلاء لن يحرروا فلسطين ولن يصلحوا الفساد لأنهم جزءا هاما من الفساد ومن مشروع التنازل عما تبقى من أرض فلسطين وحقوق شعب فلسطين.

قبل أسابيع قليلة كان العالم كله على موعد مع الحكومة الفلسطينية الجديدة ووجوهها الجديدة وبرنامجها الجديد, لكن الجديد الذي جاء هو عدم وجود جديد جدي في تشكيلة الحكومة الفلسطينية, باستثناء الأربعة وزراء الجدد والذين يعد السيد هاني الحسن المعروف بموقفه المعارض لمحمود عباس أبو مازن ومعسكره الذي يعتبر أكثر معسكرات السلطة تفريطا بالقضية الوطنية الفلسطينية. لكن هذا لا يعني أن هاني الحسن سوف يحيد عن القاعدة التي أتاحت له العودة إلى أراضى السلطة الفلسطينية التي أعيدت بفعل اتفاقية أوسلو قبل إعادة احتلالها من جديد من قبل الجيش الصهيوني. والخطوط العريضة لسياسة الحكومة الجديدة لا تختلف عن سابقاتها من الحكومات الفلسطينية التي التزمت بأوسلو بغض النظر عن كل المتغيرات والعواصف التي هبت ودمرت عملية أوسلو العتيدة. وما يعزز هذا الكلام خطاب الرئيس عرفات أمام المجلس التشريعي, فقد قال كلاما لا يوجد فيه أي جديد للشعب الفلسطيني الذي طالما أنتظر من رئيسه موقفا واضحا يتمسك بخيار الشعب الفلسطيني الملتف حول الانتفاضة والمقاومة والوحدة الوطنية الفاعلة والحقيقية, ومن أجل تنظيف السلطة والبيت الفلسطيني من الفساد والمفسدين وممن أساءوا لشعبنا. ومن كلام الرئيس نقتطف ما يلي :

"  لقد اعترفنا لكم بدولتكم على 78 بالمائة من ارض فلسطين ، قبلنا أن نقيم دولتنا على 22 بالمائة من هذه البلاد، فلماذا تريدون أن تلاحقونا حتى على هذه الرقعة الصغيرة..الأهداف الرئيسية للحكومة الجديدة هي إنشاء دولة فلسطينية تكون القدس الشرقية عاصمة لها، والبدء بعملية إصلاح المؤسسات الفلسطينية، وصيانة الوحدة الوطنية. إن الحكومة الجديدة ستعمل ب"شفافية" وتضمن "التعددية,أدانة كل الأعمال الإرهابية التي تستهدف مدنيين في كل مكان في العالم الحكومة الفلسطينية ستبذل قصارى جهدها لوقف العمليات التي تستهدف "مدنيين" إسرائيليين,العمل على تعزيز صمودنا الوطني والعمل على تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني... وبذل الجهود لحماية القدس ومقدساتها والتصدي للاستيطان وحماية الأسرى وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني, هذا الوضع الصعب هو ربع الساعة الأخير، هو عنق الزجاجة، وليس دليلا على فشلنا بل على نهوضنا وبأسنا و أرادتنا وبطولتنا".

يوجد في هذا الكلام إقرار بتنازل السلطة وفريق أوسلو الحاكم والمتحكم بتخليه عن 78% من أرض فلسطين. وهناك إمكانية كبيرة بأن يتخلى عن 78% من أل 22% من أرض فلسطين التي أعادها للسلطة سلام الشجعان أو الجدعان كما تريدون. وما حكاية الموقع الاستيطاني حفات غلعاد ألا خير دليل على تمسك الحكومات الصهيونية المتعاقبة بالمستوطنات وبتوسيعها وتطويرها, كل هذا من أجل بقاءها وليس لأجل تفكيكها. فأن كان الهدف النهائي هو إعادة الأراضي تلك للسلطة الفلسطينية وترحيل الاستيطان لما كنا نرى اليوم الصراع في الكنيست الصهيوني على إقرار الميزانية والتي للمستوطنين الذين يمثلون    3% من مجموع السكان نسبة 8% من الميزانية وهذه النسبة عالية جدا وأن دلت على شيء إنما تدل على مدى تمسك الحكومة بالاستيطان والمستوطنين وسياسة ضم الأراضي الفلسطينية ومصادرتها واستيطانها.

أما ما تبقى من خطوط عبر عنها بيان الرئيس عرفات فكانت أشبه بالشعارات العامة التي طالما رددتها السلطة في المرحلة السابقة. فالوحدة الوطنية مرت في البيان مرور الكرام والقدس كذلك والمقاومة بقيت شيئا غامضا أما الانتفاضة فلم يرد ذكرها لا من قريب ولا من بعيد. والفساد عبر عبور الكرام ولا ندري كيف سيصلح الأربعة عشر وزيرا سابقا ولاحقا في الحكومة الحالية ما أفسدوه سابقا, فهم يشكلون جزءا هاما وهاما جدا من الفساد والخراب الذي دمر المجتمع الفلسطيني وشطب الشفافية والمحاسبة والإخلاص والتفاني من شعارات العمل الوطني الذي لم يعد وطنيا بل تحول إلى مقاولة وتجارة في عهد هؤلاء وأمثالهم. لا ندري كيف سيصلحون ما أفسدوه وهل هم على قدر أهل العزائم ويتمتعون بالنية الصافية واليد النظيفة والعقول والقلوب المعافية حتى يقوموا بالإصلاح. لا يمكن لأشخاص نخرهم سوس الخراب أن ينهضوا فجأة ويتبدلوا ويتحولوا من مفسدين إلى مصلحين في ليلة وضحاها. بصراحة تامة نقول أن التصويت في المجلس التشريعي على منح الثقة بالحكومة الجديدة جاء تصويتا على بقاء فتح وتوابعها مهيمنة على القرار الفلسطيني والمقدرات الفلسطينية, وعندما تبين للأعضاء التشريعيين من الفتحاويين والمحسوبين عليهم أو المنضويين تحت عباءاتهم. بأن في القضية ضرر قد يلحق بالحركة لأن معظم وزراء السلطة المتهمين بالفساد هم من الحركة وتوابعها وقد تمس وتطال رأس السلطة ورؤوس شابة وشائبة في الحركة, بدل معظم هؤلاء مواقفهم التي كانت تنادي بالإصلاح والتغيير والتجديد ورفعوا الفيتو عن أسماء الوزراء الذين كانوا على رأس لائحة المطلوب شطبهم من الحكومة وطردهم من مناصبهم ومن ثم محاسبتهم. الحقيقة أنهم تمسكوا بمنطق الفتحاوية وأناتهم التي ظلوا لفترة طويلة يتغنون بها ويشهرونها على الملأ في أوقات الأزمات والشدائد, مثلما حصل في استعراضات غزة الأخيرة بعد عملية اغتيال العقيد الفتحاوي أبو لحية على يدي عماد عقل  أحد أعضاء حماس الذي تصرف بشكل فردي وشخصي قام على أثره باغتيال أبو لحية لأسباب عشائرية وقبلية ثأرية مرفوضة وغير مبررة. لكن أبو لحية الذي كان مسؤولا عن قتل وجرح عشرات الفلسطينيين في قطاع غزة نال عقابه جزاء على أفعاله مع أننا كنا نتمنى أن يأخذ عقابه في محكمة السلطة الفلسطينية هو ومن أعطاه الأوامر بإطلاق الرصاص على المتظاهرين. وهنا تكمن أهمية سلطة القانون التي كانت تطبق على البعض ولا تطبق على البعض الآخر, خاصة عناصر وضباط الأمن والشرطة من السلطة. هذه مهمة هامة ومركزية تنتظر السيد هاني الحسن وزير الداخلية الجديد الذي أكد حرصه الشديد على الوحدة الوطنية وعلى سيادة منطق القانون الواحد الذي تديره سلطة واحدة هي المسؤولة عن القانون في مناطق السلطة الفلسطينية. أن تكون وزيرا للجميع وتعمل من أجل الجميع هذا يتطلب التخلي عن الأناة التي تحكمت بطرق عمل وتفكير الوزراء, ففلسطين ليست قضية فتح فقط وفتح ليست قدر الفلسطينيين كلهم, فلكل فلسطيني آراءه وهمومه ومواقفه وقناعته وحزبه وحركته وجبهته, وللفلسطينيين كلهم إطارهم السياسي العريض الذي لا بد أن يجمعهم ويوحدهم حول برنامج وطني موحد  يكون واضح الشعارات والمعالم والأهداف والوسائل. ما عدا ذلك سوف يزول لأن قضية فلسطين اكبر من احتكارها في حركة واحدة أو مجموعة من الناس الذين يريدون الآخرين مجرد ديكور يزين الحكومة ذات اللون الواحد والسياسة الواحدة. الحكومة الفلسطينية الجديدة ليست جديدة ولن تأتي بأي جديد لأنها تكريس فعلي للقديم تم تطعيمه ببعض الوجوه الجديدة والتي هي بالأصل من نتاج السياسة القديمة التي أوصلت القضية إلى الحضيض. وميزان الربح والخسارة هو الميزان الشعبي الفلسطيني الذي يزين بميزان الولاء للوطن أولا ولاستمرار نهج الانتفاضة والمقاومة أولا وأخيرا وحتى استعادة الحقوق الفلسطينية المغتصبة.  

                          * باحث فلسطيني مقيم في النرويج

                                     



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سأحدثكم عن أيمن..
- من جنين إلى مستوطنة أرئيل المقاومة مستمرة في فلسطين..
- مقاطعة إسرائيل واجب قومي وأنساني وأخلاقي..
- الشيشان أرض الذئاب والعذاب
- خطة الطرق الأمريكية تعج بالإشارات الإسرائيلية
- الأمم المتحدة من روزفلت إلى بوش
- للحيوان في العالم الغربي مكانة أكبر من مكانة الإنسان الشرقي. ...
- ثلج, أطفال وغربة
- الناموس في عالم السياسة..
- 16 أكتوبر يوم لنصر لبناني جديد
- جنازة الكندري والهاجري تختصر كل شيىء ..
- سفير بريطانيا يجرأ على الكلام
- رحلة أخرى على شاطئ قرطاج - الجزء الثاني
- رحلة أخرى على شاطئ قرطاج - الجزء الأول
- الإرهاب في كلام الإرهابيين من قادة إسرائيل الإرهابية
- السابع من أكتوبر تاريخ فلسطيني جديد
- نابلس 106 أيام من منع التجوال والحبل على الجرار..
- الى الطفل الشهيد محمد الدرة في يومه المشهود, يوم الطفل العرب ...
- هل أصبح العرب أكثر شعوب العالم عجزا؟
- تظاهرة في أوسلو


المزيد.....




- قيادي بحماس لـCNN: وفد الحركة يتوجه إلى القاهرة الاثنين لهذا ...
- مصر.. النائب العام يأمر بالتحقيق العاجل في بلاغ ضد إحدى شركا ...
- زيارة متوقعة لبلينكن إلى غلاف غزة
- شاهد: -منازل سويت بالأرض-.. أعاصير تضرب الغرب الأوسط الأمريك ...
- الدوري الألماني ـ كين يتطلع لتحطيم الرقم القياسي لليفاندوفسك ...
- غرفة صلاة للمسلمين بمشفى ألماني ـ مكان للسَّكينة فما خصوصيته ...
- محور أفدييفكا.. تحرير المزيد من البلدات
- خبير ألماني: بوتين كان على حق
- فولودين: واشنطن تضحّي بالآخرين للحفاظ على القطب والواحد
- فرنسا تتهم زوجة -داعشي- سابقة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - تغلبت مصلحة فتح على مصلحة فلسطين