أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - للحيوان في العالم الغربي مكانة أكبر من مكانة الإنسان الشرقي..















المزيد.....

للحيوان في العالم الغربي مكانة أكبر من مكانة الإنسان الشرقي..


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 286 - 2002 / 10 / 24 - 15:21
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

أكتوبر 2002

تظاهرن في العاصمة الصينية بكين, تجمعن كما خلقهن الرب عاريات من اللباس والزينة, فقط كن يحملن اليافطات التي كتب عليها " نفضل أن نسير عاريات على أن نلبس الفرو". وهكذا بلا لباس وبدون خجل أو تراجع تجمعن أمام مركز تجاري كبير في بكين كأنهن عارضات أجساد تزودن المارة بالحرارة والحراريات والزاد. جذبن جمهورا حاشدا فضل الوقوف بقربهن للتمتع باللابسات من غير هدوم, أي ثياب بالعامية المصرية, كما قال الفنان الكبير عادل إمام أثناء استجوابه من قبل الشرطة في مسرحيته العظيمة شاهد ما شفشي حاجة. وقف الجمهور مساندا العاريات في مسعاهن لحماية الحيوانات من المذابح التي تتعرض لها على أيدي البشر في عالمنا الحديث, عالم ذبح البشر قبل الحيوانات, فالحيوانات تذبح من أجل الاستفادة من لحمها وجلدها وفروها ودهنها, لكن البشر يقتلون من أجل أطماع الدول والحكومات والمستعمرين "بكسر الميم" على حساب الضعفاء والمستعمرين " بفتح الميم". وقد قتل من البشر ما يعادل ما قتل من الحيوانات في عالمنا الذي لا يفرق بين الناس والحيوانات, فكلاهما يصلح للذبح وكلاهما محكوم عليه بالموت من أجل حفنة من الدولارات.طيار أمريكي واحد في نهاية الحرب العالمية الثانية وبعد أن أعلنت اليابان استسلامها قام برمي القنابل الذرية الأمريكية على هيروشيما وكازاناكي اليابانيتين فقتل وشوه عشرات الآلاف من البشر المدنيين وجعل المكان أشبه بجهنم الحمراء. طياري الحلفاء أيضا دمروا بعض المدن الألمانية ومنها دريدسين من خلال سياسة القصف العشوائي وإبادة السكان وتدمير المدن على من فيها من أجل إجبار النازيين على الاستسلام وانتقاما لمذابح النازية بحق بعض المدن الأوروبية التي تم قصفها بلا رحمة وبلا هوادة. الحلفاء بعد خمسون عاما من الحرب العالمية الثانية يدمرون العراق ويقتلون المدنيين مع سبق الإصرار كما حصل في ملجئ العاملية في بغداد. الحلفاء يحاربون القاعدة وطالبان ويدمرون ما تبقى من أفغانستان, إسرائيل تقتل تعربد تحتل وتزرع الإرهاب والرعب في فلسطين بلا رادع أو رقيب أو محاسب وبرضا الولايات المتحدة وصمت الحلفاء. الحلفاء يجهزون أنفسهم من جديد, لكن بثوب مستجد وحلة جديدة للانقضاض على العراق بأسم العدالة المطلقة ويد أمريكا الأطول من أيدي الأمم المتحدة.

كنت أتمنى لو أن المحتجات على قتل الحيوانات واللواتي نزلن إلى شوارع بكين وغيرها من المدن عاريات غير خجولات من انكشاف عوراتهن على الناس والصحافة والمارة والشرطة التي جلبت لهن معاطف وأمرتهن بارتدائها حفاظا على النظام ومن أجل عدم جعل التظاهرة تمتد لتشمل كل الذين يجدونها فرصة لإظهار عوراتهن وبياض أو صفار أجسادهن في هذه المناسبة التي نادرا ما تحدث في بلاد العم ماو تسي تونغ. لو أن النساء اللواتي خلعن ما خلعن من ثياب كانت تغطي محاسنهن ومفاتنهن وأبدانهن النهمة, حملن معهن راية صغيرة أو يافطة أصغر تشير إلى ما يحدث في فلسطين والعراق وأفغانستان والمذابح التي تتعرض لها شعوب تلك البلاد على أيدي الأمريكان والإنكليز واليهود الصهاينة في فلسطين المحتلة. هل كن سيخسرن شيئا؟ لا أعتقد ذلك لأن حياة أطفال تلك البلاد باعتقادي أهم من حياة الحملان والدببة والحيتان والسعادين والثعالب والغزلان.

 لكن في العالم الغربي للكلاب قيمة تصل أحيانا إلى ما هو أكبر من قيمة البشر. مثلا في النرويج إذا صعدت حافلة الركاب أو المترو أو القطار ومعك طفل أو دراجة, يحتم عليك شراء تذكرة للدراجة وأخرى للطفل بنصف الثمن, أما إذا كان برفقتك قرد قطة أو كلب لا يهم كانوا صغارا أم كبارا فهم لا يدفعون ثمن الرحلة وهي مجانا للحيوانات. وعندما يرتكب الكلب مخالفة فيعض أحد المارة فأن المحكمة تنظر في أمره وبناء على قراراتها تتم محاسبته ومعاقبته. أذن الكلب يعامل معاملة أفضل من التي يعامل بها الإنسان, يحق للكلب استعمال وسائل النقل العامة مجانا وهذه ميزة لا يحظى بها حتى المعوقين جسديا وعقليا في النرويج, فهؤلاء يتوجب عليهم دفع ثمن نصف تذكرة.

هنا كثيرا ما تشاهد تظاهرات غريبة عجيبة,أن عبرت عن شيء فهي تعبر عن مدى الفراغ الذي تحياه الأجيال الجديدة في أوروبا والغرب بشكل عام. أنها أجيال بلا أهداف معقولة ومقبولة, أجيال تبحث عن المال بكل الأشكال وما عدا مالها وما ليس عليها, ليس لديها أدنى طموح عقلاني أو ذات معاني. فتارة يخرج اللوطيين ومعهم السحاقيات ليتظاهروا من أجل السماح لهم أو لهن بتبني الأطفال بعدما أصبح يحق لهم الزواج من بعضهم البعض, نعني هنا الذكر من الذكر المؤنث والأنثى الأنثى من الأنثى الذكر.. نحن في عوالم الغيب والعجب العجاب ولا يفصلنا عن الحيوان سوى اللسان, حتى اللسان أصبح يكثر استعماله في غير موقعه ومهماته, تماما كما الحيوانات. أذن نحن نتراجع ولا نتقدم, نتراجع إلى عصر الكلاب غير الأمينة وليس عصر القرود الذكية والشمبانزي الفهيم. يتظاهر بعضنا من أجل دب أصيب برصاص صياد ظل طريقه في صحاري الجليد الشمالية أو في ألا سكا ونبراسكا, واحتجاجا على طريقة ذبح الشياه والخرفان عند المسلمين مثلا, وضد صيد الغزلان والثعالب ومن أجل الحيتان والفيلة والقرود والنمور المظطهدة والمستباحة في أفريقيا وآسيا, بينما موت الفلسطيني على مرأى منا وعبر شاشات البث العالمية وبرصاص من نفس الأنواع التي تقتل بها الحيوانات, كل هذا لا يجعل امرأة أمريكية أو شابة أوروبية تخلع ثوبها أو تقلع معطفها في منتصف الطريق وعلى الرصيف قرب مركز تجاري هام أو مؤسسة حكومية هامة لتحتج بنفس الطريقة ونفس التعبير على قتل البشر,الصغير قبل الكبير في فلسطين والعراق وأفغانستان وفي عالمنا المبتور الأجنحة والسيقان.

 متى سيتساوى حق الشرقي مع حق الكلب الغربي؟

متى سيصبح اللحم الفلسطيني محرما على اليهود والدود؟

متى ستتوقف كل من أمريكا وبريطانيا عن شوي اللحم العراقي ؟

أسئلة تنتظر من يجيب عليها قبل فوات الأوان..   

* باحث من فلسطين مقيم في النرويج

 

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلج, أطفال وغربة
- الناموس في عالم السياسة..
- 16 أكتوبر يوم لنصر لبناني جديد
- جنازة الكندري والهاجري تختصر كل شيىء ..
- سفير بريطانيا يجرأ على الكلام
- رحلة أخرى على شاطئ قرطاج - الجزء الثاني
- رحلة أخرى على شاطئ قرطاج - الجزء الأول
- الإرهاب في كلام الإرهابيين من قادة إسرائيل الإرهابية
- السابع من أكتوبر تاريخ فلسطيني جديد
- نابلس 106 أيام من منع التجوال والحبل على الجرار..
- الى الطفل الشهيد محمد الدرة في يومه المشهود, يوم الطفل العرب ...
- هل أصبح العرب أكثر شعوب العالم عجزا؟
- تظاهرة في أوسلو
- الإرهاب الصهيوأمريكي لازال مستمرا
- الانتفاضة الثانية تسير واثقة الخطى
- شعب فلسطين أكبر من أن يهان..
- رابين كان إرهابيا محترفا ومات هكذا..
- من مجزرة إلى مجزرة ,إلى متى ؟
- العراك لأجل العراق
- 11 أيلول يوم الضحية والجلاد..


المزيد.....




- مشتبه به في إطلاق نار يهرب من موقع الحادث.. ونظام جديد ساهم ...
- الصين تستضيف محادثات بين فتح وحماس...لماذا؟
- بشار الأسد يستقبل وزير خارجية البحرين لبحث تحضيرات القمة الع ...
- ماكرون يدعو إلى إنشاء دفاع أوروبي موثوق يشمل النووي الفرنسي ...
- بعد 7 أشهر من الحرب على غزة.. عباس من الرياض: من حق إسرائيل ...
- المطبخ المركزي العالمي يعلن استئناف عملياته في غزة بعد نحو ش ...
- أوكرانيا تحذر من تدهور الجبهة وروسيا تحذر من المساس بأصولها ...
- ضباط وجنود من لواء المظليين الإسرائيلي يرفضون أوامر الاستعدا ...
- مصر.. الداخلية تكشف ملابسات مقطع فيديو أثار غضبا كبيرا في ال ...
- مصر.. الداخلية تكشف حقيقة فيديو -الطفل يوسف العائد من الموت- ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - للحيوان في العالم الغربي مكانة أكبر من مكانة الإنسان الشرقي..