أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نضال حمد - من مجزرة إلى مجزرة ,إلى متى ؟















المزيد.....

من مجزرة إلى مجزرة ,إلى متى ؟


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 243 - 2002 / 9 / 11 - 02:25
المحور: القضية الفلسطينية
    


أوسلو  10 -9-2002

بعد مرور عشرون سنة على المجزرة, لم تتغير حياة الشعب الفلسطيني كثيرا, فهو يتقدم في الحياة مذبحة بعد مذبحة ومجزرة تليها مجزرة تحصد الضحايا ومن ثم الضحايا, دون إنجازات كبيرة تستحق تلك التضحيات وترتقي إلى عظمتها وقدسيتها.

حياة الفلسطيني أصبحت أكثر تعقيدا وصعوبة وهوانا, لأن الذين يفترض بهم ومنهم إعانة الشعب الفلسطيني,هم أيضا شاركوا في بعض المراحل الزمنية العدو الصهيوني وقتلته الإرهابيين والمجرمين في عملية تصفية القضية الفلسطينية.

تلك التي أوصلتها السياسة الخاطئة وحكم القيادة المتنفذة في منظمة التحرير الفلسطينية إلى مقبرة أوسلو, تلك المقبرة التي فرخت عدوا جديدا للطموحات الوطنية الفلسطينية,هو التزامات السلطة باتفاقياتها الموقعة مع الاحتلال الصهيوني,وعدم التزام الطرف الآخر بمعظم ما جاء في الاتفاقيات التي وقع عليها.

 وليست المذابح الحالية التي تدور في فلسطين المحتلة سوى حلقة من سلسلة طويلة من الحلقات التي قامت على أساسها الدولة الصهيونية الغاشمة في فلسطين العربية المغتصبة. وهي تأتي مكملة لما أعلنته الصهيونية مرارا وتكرارا, من أن ارض إسرائيل الكبرى هي من الفرات إلى النيل.

 ولتحقيق هذا الحلم الصهيوني كان لا بد من اختراقات استراتيجية كبيرة في الساحة العربية. فكانت عملية سلام كمب ديفيد التي أقدمت عليها مصر في عهد السادات ولازالت قائمة ومستمرة ولو بأشكال مختلفة في عهد الحكم الحالي. وكمب ديفيد السادات استطاعت استعادة سيناء لكنها سلمت مصر كاملة لأعداء الأمة وأخرجتها تماما من ساحة الصراع ومن موقع القيادة الأول, وكانت تلك بمثابة ضربة قاسية وقوية للأمة العربية بشكل عام وللقضية الفلسطينية خاصة.

ثم حدثت لاحقا كافة المآسي العسكرية التي حلت بالشعب الفلسطيني وبالشعوب العربية الأخرى التي تجاور فلسطين. بعدها بزمن غير طويل التحقت القيادة المتنفذة في م ت ف بركب المهزومين الذين أخذوا يبحثون عن مكانا لهم بين دمى أمريكا. وبحجة الحفاظ على الذات ومنع حدوث تغييرات جذرية في الساحة الفلسطينية وافقت تلك القيادة على إجراء اتصالات مباشرة وسرية مع الأعداء,ومن وراء ظهر الوفد الفلسطيني المفاوض بقيادة الدكتور حيدر عبد الشافي, وكذلك من وراء ظهر كافة المؤسسات والأطر الشرعية والقيادية والقانونية الفلسطينية, ومنها المجلس الوطني والمجلس المركزي واللجنة التنفيذية للمنظمة وكذلك اللجنة المركزية لحركة فتح التي كانت ولازالت تهيمن على منظمة التحرير كما تهيمن على السلطة الفلسطينية منذ انبعاثهما إلى الحياة ثم تغييبهما بطرق مختلفة. ثم  ما لبثت أن وافقت لاحقا على إعلان المبادئ الذي تمخض عن محادثات أوسلو السرية,التي كانت تعدهم ببناء شرق أوسط مفصل ومؤسس على الطريقتين الأمريكية والصهيونية وبمشاركة أهل أوسلو الفلسطينيين الذين اعتقدوا أنهم حققوا إنجازات وطنية هائلة بوقوفهم في حديقة البيت الأبيض جنبا إلى جنب مع رابين وبيريز وكلينتون وكل الجوقة التي ألتئم شملها هناك يوم 13 أيلول سبتمبر 1994, أي قبل ثلاثة أيام فقط من الذكرى الثانية عشر  لمذابح صبرا وشاتيلا الفظيعة, التي راح ضحيتها آلاف من سكان المخيمين.

 وكانت تلك المجموعة التي نظمت ونسقت محادثات أوسلو السرية وما تلاها من مذابح سياسية مفصلية ألحقت أكبر الضرر بالحقوق الوطنية والشرعية الفلسطينية, ولازالت تعتبر إسرائيل وجماعة أوسلو الإسرائيليين حلفاؤها في السلام. أما من يريد متابعة الانتفاضة والسير في طريق المقاومة بعدما ثبت للجميع فشل عملية السلام العتيدة,وأظهرت الانتفاضة الوجه الحقيقي والبشع للصهيونية التي تتحكم بعقول الناس في الكيان العبري الدخيل. هذا الحليف الذي يريد بعض أهل أوسلو التمسك به كخيار استراتيجي على حساب الانتفاضة والمقاومة والتضحيات الهائلة ومقابل فتات الاحتلال الذي يسمح لذاك البعض بحرية الحركة وبنهب المزيد من ثروات شعبنا. 

التاريخ الصهيوني في بلادنا مليء بالأيام السوداء واللحظات الظلامية والسياسة الفاشية العمياء, التي لا تفرق في أعمالها ما بين المدني والعسكري والمقاتل أو الطفل الرضيع. إنها السياسة الصهيو- هتلرية والتي تقوم على مبدأ إبادة الآخر بكل الطرق والوسائل المتاحة والممكنة, واعتبار تلك السياسة الإرهابية والإجرامية سياسة تدافع عن مستقبل اليهود وحقهم في الحياة,وعدم تكرار تجربة الماضي على اليهود أنفسهم, حيث كانوا ضحايا الخريطة العالمية والمصالح الاستعلائية والنظريات الجهنمية.

والمؤسف في هذا الأمر أن العالم الحالي يتعامل مع تلك النظرية وكأنها حقيقة يجب تطبيقها و تثبيتها على حساب الشعب الفلسطيني الذي ما فتئت آلة الحرب الصهيونية تفعل به المذابح والمجازر بكل أصنافها وأشكالها وألوانها.

تلك الألوان الفاشية التي قامت الحركة الصهيونية ببرمجتها, فجعلت من الوسائل والأساليب النازية التي طبقت على المعتقلين والأسرى أثناء الحرب العالمية الثانية وسيلة جيدة ومعدلة ومطورة للتعامل مع المعتقلين والأسرى الفلسطينيين. فشرعت التعذيب والإرهاب في السجون وخارجها, وشرعت الترانسفير والتهجير والترحيل ونسف البيوت والمنازل واستعمال الفلسطينيين دروعا بشرية, ومصادرة الأراضي واستيطانها وتهويدها, كذلك أعمال الاغتيال والتصفية والإعدام الميداني. وسحب المواطنة والجنسية من المواطنين العرب الفلسطينيين الذين أضطرهم القهر إلى البقاء في أرضهم ووطنهم المحتل والمسروق, ليتحولوا إلى مواطنين من الدرجة الرابعة أو الخامسة في دولة اليهود وحدهم ووحدهم فقط.

 كما أن اسرائيل رفضت ولازالت ترفض التعامل مع قرارات الأمم المتحدة التي لا تناسبها أو لا تخدم مصلحتها. فهي تغتال النشيطين الفلسطينيين ومعهم عائلاتهم وأقاربهم وجيرانهم بدون تبرير وبلا تأنيب ضمير وبلا حساب للرأي العام الدولي أو خوف من العواقب المترتبة على تلك الجرائم والأعمال الغير أخلاقية والتي تعتبر جرائم حرب تستلزم إحضار قادة إسرائيل إلى المحاكم الدولية المختصة بالجرائم ضد الإنسانية, كما حصل مع النازيين سابقا ومع اليوغسلافيين حاليا. وعلى المجتمع الدولي أن يعي حقيقة أن امتلاك الكيان العبري لترسانة الأسلحة النووية يشكل خطر حقيقي على العالم أجمع, لأن السلاح هذا موجود في أيدي مجرمي حرب معروفين, وقد لا يترددون في استخدامه دفاعا عن عقيدتهم الصهيونية الفاشية.

إسرائيل قامت بمذابح كثيرة أودت بحياة الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني ومن أبناء الدول العربية المجاورة, حتى أن الحركة الصهيونية لم تتوانى عن قتل اليهود أنفسهم من اجل تحقيق مصلحتها في احتلال فلسطين,كما حصل في عملية تفجير سفينة المهاجرين اليهود التي منعتها سلطات الانتداب البريطاني من دخول الأراضي الفلسطينية. ومن السهل العودة للمراجع والكتب التي تؤكد همجية التعامل الصهيوني مع الفلسطينيين, فهي موجودة في المكتبات وفي مذكرات وذكريات من عاشها وعايشها من اليهود والعرب وغيرهم.

أن السياسة الخرقاء التي تقود أمريكا هي الرديف للسياسة العمياء والهوجاء التي تقود إسرائيل. وطالما بقيت تلك السياسة هي التي تحدد الطريق الذي يجب أن تمضي به المنطقة, فأن عهد المجازر والمذابح سوف يستمر ويزداد ويصبح أكثر فظاعة وإرهابا وظلامية. لأن السياسة التي تجعل من القاتل ضحية ومن الضحية قاتلا, هي التي ستجعل من منطق الإرهاب سيدا على العالم وصوته أعلى من كافة الأصوات الأخرى. فأما أن تعلن الضحية استسلامها لسكين الجزار وموافقتها على طريقة الذبح والموت, إما أن تنتفض وتقاوم وتقاتل بكل ما لديها من وسائل وأساليب ممكنة ومتاحة, حفاظا على حياتها ومن أجل نجاتها من الموت والإبادة والمصير المعد لها سلفا والمخطط بدقة متناهية.

بعد مرور عشرون سنة على مجزرة صبرا وشاتيلا لا يمكننا القول سوى أن المجزرة مازالت متواصلة ولم تتوقف فصولها عند مخيم جنين وحي الدرج في غزة. إنها آخذة في التوغل والتوسع, لكن إلى متى ستسمر دون رادع حقيقي؟

 لذا على القيادة الفلسطينية أن تقف وقفة عز كما يقف الآن شعبها القابع مثلها تحت الاحتلال, لأن مصير القضية في خطر شديد وتحت رحمة الجزار القديم الجديد, ومصير الوطن الفلسطيني على كف الشيطان الأمريكي وتحت رحمة الصمت العالمي وفي رحم المعركة الحاسمة تلك الدائرة على أرض فلسطين المحتلة و التي نخوضها مع الصهاينة المتوحشين, أعداء الأرض والإنسان.    

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراك لأجل العراق
- 11 أيلول يوم الضحية والجلاد..
- الوزير اليحيى وعقاب الرجم بحجارة فلسطين..
- إلى الشهيد المجهول عفيف الحنفي
- في الذكرى الأولى لرحيلهأبو علي مصطفى باق وأن غابت طلته..
- ناجي العلي والمقام العالي..
- تموز 1987 ناجي العلي المقام العالي
- الصهيونية شكل من أشكال العنصرية, مع سبق الإصرار..


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يسيطر على معبر رفح من الجانب الفلسطيني ويرف ...
- فرنسا: ارتفاع الهجمات المعادية للسامية بنسبة 300 بالمئة في ا ...
- ولي عهد السعودية يتصل برئيس الإمارات.. وهذا ما كشفته الرياض ...
- فولودين: بوتين يعد ميزة لروسيا
- الجيش الاسرائيلي: قوات اللواء 401 سيطرت على الجهة الفلسطينية ...
- في حفل ضخم.. روسيا تستعد لتنصيب بوتين رئيساً للبلاد لولاية خ ...
- ماكرون وفون دير لاين يلتقيان بالرئيس الصيني شي جينبينغ في با ...
- تغطية مستمرة| بايدن يحذر من الهجوم على رفح ومجلس الحرب الإسر ...
- فلسطينيون يشقون طريقهم وسط الدمار ويسافرون من منطقة إلى اخرى ...
- جدار بوروسيا دورتموند يقف أمام حلم باريس سان جيرمان!


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نضال حمد - من مجزرة إلى مجزرة ,إلى متى ؟