أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال حمد - 11 أيلول يوم الضحية والجلاد..















المزيد.....

11 أيلول يوم الضحية والجلاد..


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 240 - 2002 / 9 / 8 - 05:48
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


 

 

11 أيلول يوم الضحية والجلاد..

 

أيلول 2002

لقد أراد الأمريكان ومعهم حلفائهم أن يجعلوا من هجمات 11 أيلول الماضي محرقة جديدة على غرار محرقة الحرب العالمية الثانية, تلك التي بفضلها أصبحت الحركة الصهيونية,حركة الاستعمار الرأسمالي والاستعلاء الأمريكي و الصليبي, المختارة.

ومعروف أن المحرقة التي يتحدثون عنها و يرهبون بها العالم الحر والآخر الغير حر,أصبحت كالسيف المسلط على رؤوس الناس أفرادا وجماعات وحكومات وهيئات ودول ومؤسسات وحتى على الشخصيات الدينية والروحية والثقافية.

 فهي تجعل الممنوع مرغوبا والمجهول مفضوحا والمستور مكشوفا والعاقل مجنونا والصادق كاذبا والمؤمن كافرا والأمين نصابا والسياسي الأمريكي أو الأوروبي خادما لمآربها. وتلك الجماعات التي جعلت من تلك المحرقة قميصها الملطخ بالدم, هي نفسها التي تريد أن تجعل من هجمات 11 أيلول قميصا جديدا ملطخا بدم الأمريكي البريء وحليفه الصهيوني الأكثر براءة..!!؟ والقاتل المجرم, الإرهابي الغير إنساني, والذي يمارس البطش والقتل,هو العربي والمسلم الذي يصلي باتجاه القبلة في شبه الجزيرة العربية وليس باتجاه واشنطن ونيويورك وتل أبيب.

  بفضل الخدمات الصهيونية المقدمة للاستعمار البريطاني وللاستعلاء العالمي حصل اليهود على وطن قومي لهم في فلسطين على حساب الفلسطينيين سكان وأصحاب الأرض الشرعيين, الذين قذف بهم إلى التيه والتشرد واللجوء,كي يرتاح مكانهم شعب الله المختار الذي لازال يعيش حتى يومنا هذا في حيرة واحتيال. فلا هو قادر على حماية وجوده المرفوض ولا هو زائل بحكم طبيعة الصراع المعقدة جدا, لكنه الحاضر الغائب والمفروض المرفوض.

قد مضى على قيامه حوالي 55 سنة ومع هذا لازال معزولا في فلسطيننا التي يسميها إسرائيل, ومحاصرا بالتاريخ الدموي والهمجي الذي صنعته مذابحه ومجازره الشنيعة بحق الفلسطينيين. تلك المجازر التي تعتبر أكثر بشاعة ودموية من الهجمات التي تعرضت لها أمريكا في عقر دارها في 11 أيلول من العام الماضي. ويكفي أن نعدد بعضا منها حتى نعرف مدى مشاركة أمريكا في ذبح الشعب العربي الفلسطيني وكذلك الشعوب العربية الأخرى التي تعرضت لاعتداءات إسرائيل أو للهجمات الأمريكية المباشرة, مثلما حصل في ليبيا" منزل العقيد القذافي" وفي العراق " مجزرة ملجئ العاملية وغيرها من المذابح المستمرة منذ حصار العراق بعد حرب تحرير الكويت واحتلال المنطقة"والصومال وفلسطين ولبنان.

وهل ننسى الآلاف الذين ذبحوا في المجازر الصهيونية البشعة في مخيمي صبرا وشاتيلا وقبلهما مخيم النبطية الذي دمرته طائرات الفانتوم الصهيونية,الأمريكية الصنع بشكل كامل.

و قصف الفاكهاني و الصنائع في بيروت الغربية وقانا في جنوب لبنان ومخيمي جنين وبلاطة وحي الياسمينة في نابلس ودير ياسين, كذلك مجازر كفر قاسم والطنطورة والصفصاف وحي الدرج في غزة, وعشرات أخرى من المذابح التي استعملت فيها السلاح الأمريكي المعفى من الضرائب أو الممنوح كهدايا وهبات للدولة الصهيونية المصطنعة في فلسطين المحتلة.

 تاريخ 11 أيلول سوف يصبح التقويم الأمريكي الجديد الذي على أساسه يبدأ العد وتبدأ الماكينات الأمريكية و الصهيونية حساباتها مع الذين يتم فزرهم في خانة مع أو ضد أمريكا, في محاولتها استعباد البشر مع أنهم ولدوا أحرار. ولتلك المهمة جعلت أمريكا من شروطها شعارا وبرنامجا للعمل لما بعد مرحلة هجمات 11 أيلول.

أمريكا صنفت الشعوب والدول والأمم والحكومات والقبائل والعشائر والأحزاب والحركات وكذلك الجمعيات والبنوك والشركات والأشخاص والعائلات في خانة واحدة مع أمريكا أو ضد أمريكا ولا يوجد حل وسط:

مع الإرهاب الإسلامي والعربي –كما تسميه أمريكا- أو مع-الاستعلاء الأمريكي –كما هي الحقيقة؟

 حسب التصنيف الأمريكي للعالم ما بعد أحداث الثلاثاء السوداء في 11 أيلول 2000 لا مكان للحلول الوسط أو للمواقف الوسطية, معهم و ضدنا أو ضدهم ومعنا..

أي مع الإرهاب الأمريكي ومع سياسة بوش التدميرية والبدائية والغبية التي فضلت أن تكون مع جنون رعاة البقر على أن تكون مع استخدام عقول البشر ..

 مع منطق الاستعلاء والغطرسة والهمجية والقوة الفالتة,لا مع الحقيقة والبحث عنها بأنجع السبل وأفضلها عبر البحث عن جذور العنف والإرهاب لمعرفة أسبابه ومسبباته وما الذي يجعل أمريكا مستهدفة عنوة عن الآخرين في العالم.

أمريكا تريد من العالم أجمع أن ينسى كل ما فعلته أمريكا ويديها الملطخة بدماء الأبرياء في أمريكا قبل وبعد إبادة الهنود الحمر واستعباد السود وترويعهم. كذلك نسيان كافة التواريخ الدموية والهمجية التي لازالت تلطخ وجهها الحقيقي الذي يصعب حجبه عن البشر في العالم. لازالت ذكريات الويلات والانقلابات الدموية حاضرة في عقول الناس من كل الأجناس, باستثناء بعض الجهلة من الأمريكيين الذين يعيشون على الدعاية الرسمية  والأعلام الأمريكي الذي من السهل شرائه ودس الأخبار وحملات التحريض والعداء للآخرين عبره,كما هو الحال في حملة التحريض المتبعة ضد العرب والمسلمين منذ أحداث العام الماضي وضد السعودية ومصر منذ فترة. أيادي الأمريكان ملطخة بدماء الأبرياء في العالم كما أيادي الذين نفذوا هجمات 11 أيلول ملطخة بدم الأمريكان

هذه اللاءات الأمريكية ليست أكثر من كلام فارغ سوف يكون الوسادة التي ستتكئ عليها أمريكا في حربها التي ستخوضها ضد الحريات والقرارات المستقلة وحرية الشعوب في اختيار حكوماتها وحكامها و في اختيار سياساتها وتحالفاتها ورؤيتها للأمور وطرق حل مشاكل العالم.

أمريكا تريدنا أن نتذكر 11 أيلول وضحاياه دون أن نتذكر ضحايا العالم الذين يقدرون بمئات الآلاف, هؤلاء الذين قتلوا بسلاح أمريكي,أو بأيدي أمريكية مباشرة,كما حدث في فييتنام ولاوس وكوريا وكمبوديا وغرينادا وكوبا المحاصرة منذ عشرات السنين لأنها قالت لا لأمريكا هذا الطاغوت الإمبريالي..

 وتريدنا كذلك أن ننسى وأن لا نتذكر انقلابها الدموي على نظام الحكم المنتخب برئاسة سيلفادور الليندي في التشيلي وذلك يوم 11 أيلول الذي كان دمويا إلى أقصى الحدود في تشيلي, حيث كانت المخابرات الأمريكية تساعد الفاشيين من العسكريين الانقلابيين الذين أطاحوا بالنظام الديمقراطي, على ذبح الناس وإعدام البشر من المدنيين والحزبيين وحتى الصحافيين الأجانب الذين اكتشفوا تواطؤ أمريكا ومشاركتها المباشرة في الانقلاب المذكور.

 بقي على أمريكا أن تطلب من الناس من كل الأجناس بأن يضعوا الورود والأزهار على قبور جنودها وعناصر مخابراتها, وأن يذرفوا الدموع على ضحاياها. وفي المقابل أمريكا نفسها تمارس الظلم والاضطهاد والإرهاب السياسي ضد الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة, من خلال دعمها الغير محدود والغير مشروط للكيان الصهيوني وقيادته الفاشية التي تتوافق رؤيتها للأمور مع رؤية الإدارة الأمريكية الأكثر سوءا في تاريخ أمريكا الحديثة.

11 أيلول الأمريكي هو يوم أمريكا في المرآة, أمريكا الجلاد والضحية في آن, أمريكا التي لازالت بصماتها السوداء موجودة في كل بقعة من العالم, وأمريكا التي لازالت آثار الهجمات عليها عالقة في الذهن وحاضرة في البال. ولكي يعرف الأمريكان مدى تضرر العالم من غباء سياستهم وفشل قيادتهم في قيادة سفينة السلام والعدل والمساواة الدولية في عالم القطب الواحد, يكفيهم أن يفكروا بعقولهم بعيدا عن العاطفة والدعاية التي تتحكم بحياتهم ومصيرهم.

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوزير اليحيى وعقاب الرجم بحجارة فلسطين..
- إلى الشهيد المجهول عفيف الحنفي
- في الذكرى الأولى لرحيلهأبو علي مصطفى باق وأن غابت طلته..
- ناجي العلي والمقام العالي..
- تموز 1987 ناجي العلي المقام العالي
- الصهيونية شكل من أشكال العنصرية, مع سبق الإصرار..


المزيد.....




- تظاهرة حاشدة بمحيط سفارة إسرائيل بعمّان
- غارات إسرائيلية جديدة على الضاحية الجنوبية لبيروت
- بالصور: مظاهرات حول العالم في ذكرى السابع من أكتوبر
- هيئة الانتخابات في تونس: قيس سعيد يفوز بفترة رئاسية ثانية ب ...
- قيس سعيد يفوز بولاية ثانية بعد موسم انتخابي شهد سجن خصومه وب ...
- حرب المخدرات في مرسيليا: جرائم القتل تثير الغضب العام في فرن ...
- ترامب: المهاجرون يجلبون -جينات سيئة- إلى الولايات المتحدة
- البيت الأبيض يتخوف من تكرار سيناريو الكابيتول و6 يناير في ال ...
- واشنطن تطالب موسكو بضمان وصول موظفي القنصلية إلى الأمريكي ها ...
- الوحدة السيبرانية -رضوان- تخترق وزارة الأمن القومي الإسرائيل ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال حمد - 11 أيلول يوم الضحية والجلاد..