أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - الى الطفل الشهيد محمد الدرة في يومه المشهود, يوم الطفل العربي في الثلاثين من سبتمبر أيلول الحزين















المزيد.....

الى الطفل الشهيد محمد الدرة في يومه المشهود, يوم الطفل العربي في الثلاثين من سبتمبر أيلول الحزين


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 264 - 2002 / 10 / 2 - 01:08
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


..
 

يوم محمد الدرة, يوم الطفل العربي

 

30-9-2002

في مثل هذا اليوم من سنة النهضة الوطنية والهبة الشعبية الفلسطينية التي تحولت إلى انتفاضة مستمرة حتى اجتثاث الاحتلال والاستيطان من ارض فلسطين العربية,استشهد الطفل الفلسطيني محمد جمال الدرة في حضن أبيه وبين يديه. و كانت شاشات التلفزة العالمية تبث عملية إعدامه على ملايين البشر الذين شاهدوا بأم أعينهم أبشع عملية إعدام غير إنسانية قام بها جنود الكيان الصهيوني الإرهابي في قطاع غزة.

جاءت عملية إعدام محمد الدرة على خلفية البناء العنصري والفاشي الحاقد لجنود الإرهاب الصهيوني, بحيث انه يتم تأسيس هؤلاء الإرهابيين تأسيسا فاشيا وساديا مبنيا على الحقد والكراهية والعداء للعرب الفلسطينيين واعتبارهم حيوانات يجب أبادتها والتخلص منها, لأن في بقاءها خطرا حقيقيا على دوام وبقاء الكيان الصهيوني العنصري الغريب عن منطقتنا العربية. ولأن هذا الكيان يعرف انه وجد على ارض فلسطين التاريخية بعملية قيصرية معقدة فأنه لا يتوانى عن ممارسة كافة الأساليب التعسفية والإجرامية وغير الإنسانية في تعامله مع الضحية الفلسطينية ضنا منه أنه بهذه الطريقة سيحفظ وجوده في المنطقة وتفوقه على أهلها. لكن كل هذا شيء وإعدام الطفل محمد الدرة شيء آخر..

 إذ أن الضراوة الصهيونية ووحشية البناء الأصولي للجنود الصهاينة جعلهم لا يتوانون عن إعدام الطفولة بدم بارد ومتعمد وبطرق سادية لا تليق سوى بهم وبالنازيين الذين فعلوا الشيء نفسه مع الأطفال اليهود وغيرهم من الأطفال الأوروبيين في أوروبا أبان الحرب العالمية الثانية, تلك الحرب التي خرجت منها أوروبا مثقلة بالجراح والخراب والدمار, بينما الحركة الصهيونية خرجت بنعمة احتلال فلسطين وظلت حتى يومنا هذا تستغل مذابح اليهود في أوروبا وتقبض ثمن قتلهم على الرغم من مساهمة بعضها  بشكل علني أو سري في إجبار اليهود الذين كانوا يرفضون الهجرة إلى فلسطين  على الرحيل وترك مواطنهم وبلادهم الأصلية حيثما ولدوا وكبروا ودرسوا وعملوا وعاشوا كأي مواطن أوروبي آخر من العرقيات والأثنيات والديانات والفئات التي بدورها تعرضت لعملية ذبح منظم قامت بها النازية, حيث ركزت حربها على الشيوعيين والجيبسي " النور الرحل" والشاذين جنسيا وأصحاب العاهات المستديمة بالإضافة لليهود الذين كان لهم حصة كبيرة من ظلم النازية. لكن اليهود عرفوا يستغلون مأساتهم من أجل أن يحولوها لمصلحة كيانهم الدخيل الذي أقيم على ارض فلسطين بمساعدة آمريك وبريطانيا والاتحاد السوفيتي سابقا وبتخاذل عالمي واضح أضاع فلسطين وشرد شعبها وشتت أصحاب الأرض الحقيقيين فأصبحوا لاجئين ومشردين داخل وخارج وطنهم المحتل فلسطين.

 

في الثلاثين من سبتمبر الحزين, أعدم محمد الدرة برصاص الإرهابيين الحاقدين ومعه أعدمت إمكانيات العيش بسلام وحسن جوار مع الكيان الصهيوني الذي لم يترك داع أو سبب لكرهه ألا وقدمه للشعب الفلسطيني. فمن مذابح النكبة والنكسة وما بين الزمنيين وبعدهما من السنوات والأيام قامت إسرائيل المخالفة لكل قوانين العالم وسنن الله والحياة, بعشرات المجازر والمذابح الشنيعة, دون واعز ضمير وبلا محاسبة أو عقاب من مجتمع دولي يصغر كلما كانت القضية تخص العرق اليهودي ودولة بني صهيون. يصغر العالم نتيجة ضعفه أمام الغطرسة والعربدة الأمريكية التي تعبر عن موقف الصهيونية العالمية والفاشية العنصرية الحاكمة في إسرائيل الصهيونية.وكل من يتجرأ على توجيه اللوم للصهاينة وأدانه أعمالهم الشنيعة والعنصرية الحاقدة, سرعان ما تذكره الصهيونية العالمية بالويلات التي تعرض لها اليهود في الحرب العالمية الثانية وفي أوروبا بالتحديد. وكأن ضحايا النازية لم يتوزعوا على كافة دول العالم وبالأخص الاتحاد السوفيتي وبولندا وحتى ألمانيا نفسها التي خسرت ملايين البشر,إضافة للحرب التي دمرت العديد من المدن الأوروبية بقنابل الطرفين الحلفاء والمحور. بالإضافة طبعا للمدينتين اليابانيتين اللتان قصفتهما طائرات أمريكا بالقنابل الذرية كأول اختبار أباده جماعية لمدن كاملة في بلد ما من بلدان المعمورة.

عندما سأل الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون عن منظر استشهاد محمد الدرة وان كان قد شاهده وما هو تعليقه على الحدث, فأجاب بأنه مشهد يكسر القلب, لكنه حمل المسئولية للطرفين أي للقاتل وللضحية وهذه فلسفة سياسية أمريكية التزمت بها أمريكا في تعاملها مع من تعتبرهم أعدائها من خلال صراعهم مع حليفها وصديقها الأبدي أي نظام الفصل العنصري الصهيوني في فلسطين المحتلة. ولو أن بيل كلينتون الإنسان المؤمن والذي يصلي للمسيح وللرب كل يوم و يذهب كل يوم أحد إلى الكنيسة, تذكر تعاليم السيد المسيح التي  نشرها يسوع المخلص في فلسطين ومن ثم العالم لتخليص البشرية من الظلم والقهر والاستعباد والأجرام واستفاد منها وتعلمها على حقيقتها وليس بالصيغة الصهيونية التي تستعمل لصهينة وتهويد الفكر المسيحي والمسيحيين خاصة في أمريكا. لكان تجرأ و قال الحقيقة كاملة وفعل شيئا ما من أجل محمد الدرة وعائلته وكافة أطفال فلسطين ضحايا البشاعة الصهيونية اللعينة والسلاح الأمريكي المقدم من بلاد كلينتون لنظام القمع الصهيوني بلا شروط وبدون مقابل في أحيان كثيرة.وكانت الفرصة سانحة لكلينتون لأحداث تغيير جذري في عالم السياسة الأمريكية بالنسبة للصراع في الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية, خاصة انه كان على وشك نهاية ولايته ولم يعد بإمكانه ترشيح نفسه لرئاسة جديدة, وهذا ما يحرره من ضغط اللوبي الصهيوني ويعطيه دفعة هامة للعمل بإخلاص من أجل أيجاد حلا عادلا لمأساة الشعب الفلسطيني التي كانت ولازالت أمريكا أحد أهم أسبابها. لكن كلينتون فضل أن ينهي حياته السياسية كما بدئها صهيونيا مثله مثل غيره من صناع القرار في أمريكا الاستعلاء والعداء. لكن دم محمد الدرة وصرخاته الأخيرة ستبقى تلاحقه هو وأعضاء أدارته حتى آخر لحظات حياتهم. فموته كان محتما بفعل الفظاعة والوحشية الصهيونية التي أصبحت أهم صفة من صفات اليهود في إسرائيل الصهيونية.

في موته المأساوي جدد الطفل محمد الدرة المطالبة بحل دولي عادل لمأساة الشعب الفلسطيني القديمة الجديدة, هذه المأساة التي تتطلب حلا عادلا وأخلاقيا يحفظ للفلسطينيين حقوقهم المشروعة ويعطيهم ما سلبهم إياه الاحتلال الصهيوني الغاشم. كما انه في استشهاده جدد محمد الدرة المطالب التي تقول بإحضار مجرمي الحرب اليهود إلى المحاكم الدولية من أجل محاكمتهم ومحاسبتهم أمام محاكم مجرمي الحرب الدوليين.

في الثلاثين من أيلول سبتمبر الحالي تكون انتفاضة الشعب الفلسطيني في عامها الثالث سائرة بحزم وثبات نحو هدف الحرية والاستقلال وبرنامج الغد المشرق والهادئ والآمن الذي يحتاجه أطفال فلسطين للعيش بسلام وأمان كباقي أطفال العالم.

صرخاتك يا محمد ستبقى تدوي عاليا في آذاننا وعلى مسامعنا ورصاصهم الحاقد الذي أطلقوه نحوك لممارسة هواياتهم في قتلك وقتل الناس سوف يبقى يقنص أطفالنا وأهلنا إلى أن تتمكن إرادة شعبنا المنتفض والمقاوم من صده ورده نحوهم ونحو مجتمعهم العنصري و الأصولي. 

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل أصبح العرب أكثر شعوب العالم عجزا؟
- تظاهرة في أوسلو
- الإرهاب الصهيوأمريكي لازال مستمرا
- الانتفاضة الثانية تسير واثقة الخطى
- شعب فلسطين أكبر من أن يهان..
- رابين كان إرهابيا محترفا ومات هكذا..
- من مجزرة إلى مجزرة ,إلى متى ؟
- العراك لأجل العراق
- 11 أيلول يوم الضحية والجلاد..
- الوزير اليحيى وعقاب الرجم بحجارة فلسطين..
- إلى الشهيد المجهول عفيف الحنفي
- في الذكرى الأولى لرحيلهأبو علي مصطفى باق وأن غابت طلته..
- ناجي العلي والمقام العالي..
- تموز 1987 ناجي العلي المقام العالي
- الصهيونية شكل من أشكال العنصرية, مع سبق الإصرار..


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - الى الطفل الشهيد محمد الدرة في يومه المشهود, يوم الطفل العربي في الثلاثين من سبتمبر أيلول الحزين