أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - درس أمريكي في الأخلاق المصطنعة والحريات المسلوبة















المزيد.....

درس أمريكي في الأخلاق المصطنعة والحريات المسلوبة


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 318 - 2002 / 11 / 25 - 20:52
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

أوسلو 23-11-2002

في قمة براغ وقف الرؤساء كأنهم عمال في خدمة رب العمل الأمريكي, القادم إليهم على جناح طائرة أمريكية مسلحة بكل ما في التكنولوجيا من علم وأموال وخبرات تستعد وتعمل أمريكا الجديدة على وضعها في خدمة وزارة داخليتها الوليدة وفي أيدي مخابراتها المعهودة وجيشها الذي كان يحتل بعض الدول والبلاد ويضطهد بعض الأمم والشعوب, كما كان الحال في كوريا وفيتنام وغرينادا وبنما ولاوس وكمبوديا والصومال وكما هو الحال الآن في البوسنة وأفغانستان وكوسوفو وفي حالة حصار العراق والوجود الأمريكي في خليج وبحر العرب. كانت أمريكا على حد قولها تعمل فيهم قتلا وذبحا وإرهابا وتنكيلا من اجل خدمتهم وحريتهم ورحمتهم من العذاب والحكومات المتسلطة وسيف الإرهاب, لكنها نفسها كانت أشد أنواع الإرهاب وأقسى أصناف الاحتلال , لأنها لم ترحم أحدا ولم تأت سوى للاحتلال والسيطرة.

في براغ التئم شمل دول الناتو لكي يوقعوا على دخول الأعضاء الجدد وجلهم من بقايا الاتحاد السوفيتي سابقا والمعسكر الاشتراكي المنهار بفعل قوة رأس المال العالمي وإرهاب العملة الصعبة والدولار. بعد عدة مواعظ ودروس في فن الحرية وطرق استعمال الضحية كبساط للسير عل بلاط الأممية والدوس على آثار الاشتراكية والشيوعية, سار القيصر الأمريكي كأنه نيرون عصره أو هرقل زمانه, تقدم الموكب المتراخي بشدة وبحزم, كان النجم بلا منازعة والضيف الأكثر ترحيبا ومجاملة و مهابة واستعطافا. كلما تحدث قليلا قاطعه الجمهور المستعبد بالتصفيق الشديد, ووافقه على كلامه الجميل والجليل حول ضرورة تخليص الشعوب من حكامها الذين يرفضون الانضمام لجوقة النظام العالمي الأمريكي الجديد, نظام الخدم والمماليك والعبيد, الوليد من رحم مبنيي التجارة العالميين في نيويورك المنكوبة و مقر البنتاغون البريء من كل الصفات والشبهات والأعمال الإرهابية التي عصفت بالكرة الأرضية من زمان ما  قبل واشنطن و حتى بدعة الزمان الحالي السيد جورج دبيليو بوش , الابن الصاعد على برميل النفط والقادم من مهد الشركات والاحتكارات المالية والتجارية والأطماع التوسعية والاقتصادية.

في هذا الجمع الميمون,بالمناسبة كلمة ميمون باللغة الألبانية تعني سعدان, أي في هذا الجمع الذي كان كما كان, ألقى بوش كل نفاياته بحق "الإرهابيين" العرب والمسلمين من القاعدة وحماس وحزب الله والجهاد والفصائل الفلسطينية التي تدافع عن حق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال وتقاتل الظلم والإرهاب الصهيوني المسنود والمدعوم من أمريكا الفاسدة.

ولم ينس بوش أن يذكر العالم أولا بخطر النظام العراقي على الأمن والسلام والبشرية, مع أن العراق المحاصر من سنين طويلة والذي يتعرض للقصف والضرب والتجويع والترهيب والترغيب, يدفع ثمن سياسة النظام العالمي الأمريكي الجديد حياة أبناءه وسكانه من المدنيين الأبرياء والعزل. كان الأحرى ببوش ومن صفق له من الصعاليك والمماليك أن يدرسوا إمكانية حل القضية الفلسطينية بنفس الطريقة التي يريدونها لحل المشكلة العراقية,لا الكيل بمكيالين.

هذه هي السياسة الأمريكية يوم لك وآخر عليك, بالأمس كانت تقاتل جنبا إلى جنب مع الجماعات الإسلامية المسلحة ضد الإرهاب الشيوعي كما كانت تسميه, واليوم تقاتل حلفاء الأمس من تلك الجماعات وتضيف لهم بعضا ممن تبقى من أعداء الأمس كالحركات الفلسطينية المجاهدة والمقاومة من المنظمات الفلسطينية المختلفة.

  في فيلنيوس عاصمة ليتوانيا, كان المهدي الأمريكي المنتظر أو المخلص الأمريكي المرتجى يتحدث للحشود التي تجمعت في ميدان العاصمة وكأنه رسول السلام العالمي ونبي الحرية الآتية من وراء البحار, وكأن تلك الحشود لم تر الحرية والنور من قبل. وكان يشدو ويطلق لكلماته الرنانة العنان, كأنه أول وآخر إنسان يتحدث معهم في هذا المجال. كان يصدح بصوته وعندما يقترب كلامه من ذكر النازيين والشيوعيين والإرهابيين يعلو صوته عاليا وهو يردد كلماته المعيبة والمهينة, إذ هو شبه الشيوعيين الذين استطاعوا بتضحياتهم القضاء على النازية بالنازيين وشبه كل من يخالفه الرأي والوسيلة والعقيدة من حركات التحرر العالمية أيضا بالنازيين. وكانت جموع الشحاذين والمستعطفين من الحالمين بغد دولاري أمريكي يانع الخضرة و بهي الطلعة, تصفق للسيد بوش وتقول له شكرا, شكرا أيها المخلص ..

 لم ينس بوش أن يذكرهم بثقته الكبيرة بأن الإرهابيين سوف يهزموا حتما كما هزم من قبلهم النازيين والشيوعيين, وذكر الحشد الحاشد الذي قدر بالآلاف أن الإرهابيين يسعون للقضاء على الأرواح على غرار النازيين والشيوعيين من قبلهم وأنهم أي الإرهابيين كالنازيين والشيوعيين في مواجهة الأمم الحرة وسينهزمون. وقال بوش في تعليقه على انضمام جمهوريات العوز والتسول إلى حلف الناتو أنه " كنا نعلم أن الحدود الاعتباطية التي رسمها الديكتاتوريون ستزال وقد أزيلت. لا ميونيخ ولا يالطا بعد اليوم". نعم لا يوجد يعد اليوم سوى معسكر واحد يزداد اتساعا وعدوانية هو معسكر أمريكا التي شطبت موسكو ومعسكرها السابق وتريد الآن شطب القوة الأوروبية الصاعدة من خلال احتواءها ووضعها تحت عباءة أمريكا. كذلك من خلال السيطرة التامة على مناطق النفط والثروات في العالم وخاصة الوطن العربي. ولتنفيذ مآربها سوف تقوم أمريكا باستعمال البشر الأقل كلفة حياة وموتا وهنا نعني الجنود من دول المعسكر الاشتراكي سابقا كبولندا وتشيكيا وبلغاريا ورومانيا وجمهوريات السوفيات السابقة. أن منظر الرئيس التشيكي فاتسلاف هافل وهو يوافق الرئيس بوش في كل كلمة يقولها وكذلك الرئيس البولندي أليكسندر كفاشنيفسكي الشيوعي السابق والاشتراكي الحالي كما يقول ويدعي هو وحزبه الحاكم, يدعو للقرف وللتقيؤ على هكذا حكومات ذليلة ومرتهنة وتابعة للدولار الأمريكي ورضا اللوبي الصهيوني في أمريكا وأوروبا. هكذا هو النظام العالمي الأمريكي الجديد يرفع من يريد وينزل من يريد, يجعل العبيد أسيادا والأسياد عبيدا, لكنهم كلهم في النهاية عبيد لأمريكا الاستعلائية الجانحة بقوة نحو العنصرية وحكم المخابرات الأمريكية ونهاية الديمقراطية.

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شركة ايغد الصهيونية للباصات تطالب السل طة الفلسطينية بتعويضا ...
- من خزان الذاكرة
- نوفمبر, يوم تاريخي للعرب ولليهود معا 19..:
- سمير القنطار فارس هذا الزمان
- إرهابيات
- طلعت يعقوب,الرمز الفلسطيني المميز
- الاستعمار البريطاني سابقا أساس المشاكل كلها
- هو صوتك يا صمتي الصارخ
- كل يطارد غيره حقدا وبغضا وغيره
- حقد الواعظ روبيرتسون يتقاطع مع كتابات الردة..
- ماذا عن الفلسطينيين في العراق؟
- أخبار سريعة وأخرى مريعة..
- مثل وردة تسقى بالدم
- زيني يا زين, لا أنت عالراس ولا عالعين..
- إسرائيل الجديدة ستكون يمينية اللون والعقيدة
- أمريكا والإرهاب العلني ..
- إنما أحب أخي إذا كان صديقي ..
- عجائب وغرائب 2
- شارون ونتنياهو أفضل من بيريز وشارون
- فارس بلا جواد, آخر الفرسان العرب


المزيد.....




- حفل زفاف -أسطوري- لملياردير أمريكي في مصر وعمرو دياب في صدار ...
- بالفيديو.. ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يستقبل وزير الخار ...
- مقتل 3 فلسطينيين على الأقل جراء غارة جوية إسرائيلية على مخيم ...
- لقاءات بالرياض لبحث وقف إطلاق النار بغزة
- الحرس الثوري: هدفنا تأمين مياه الخليج
- ضغوط في الداخل والخارج.. هل يتراجع نتنياهو عن عملية رفح؟
- الحراك الداعم لغزة يتمدد.. قمع في السوربون وطلاب جامعة كولوم ...
- حزب الله يقصف مواقع إسرائيلية والاحتلال يكثف غاراته على جنوب ...
- تعرض سفينة لأضرار قبالة اليمن وإيطاليا تعلن إسقاط مسيرة للحو ...
- فرنسا.. أكفّ مطلية بالدماء تضامنا مع غزة تثير غضب مؤيدين لإس ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - درس أمريكي في الأخلاق المصطنعة والحريات المسلوبة